حركات الكشوف الجغرافية والاستعمار الاوروبي ج1

مقدمة
لقد كانت حركة الكشوف الجغرافية، حركة بشرية امتدت من أوربا عبر البحار لتطوف العالم مدفوعة بدوافع دينية، وتجارية، وفي بعض الأحيان علمية، كما أنها كانت مشمولة برعاية سياسية من قِبلِ ملوك الأمم الأوروبية، وتشجيعٍ لهم بل ودعمهم، في أغلب الأحيان إن لم يكن كلها، وكان للرحلات أهداف عدة، تُحددها وترسم خطط تحقيقها تلك الفئات التي تقف وراء قيام الرحلة، ومدها بما تحتاجه من بحارة ومتاع وأموال وسلاح للحماية، ولقد كان الطابع السائد على الرحلات الجغرافية، طابع ذا توجه ديني وتجاري، مُمِهدًا بذلك للاستعمار السياسي، وقلما كان التوجه العلمي هو الطابع الذي يوسم قيام هذه الرحلات.
ولقد كانت البحار ميدانًا للرحّالة، ومجالاً لرحلاتهم، من أجل ذلك أسهم طموحهم في عبور البحار والوصول إلى البلدان الأخرى، أسهم ذلك في تقدم علوم البحار وصناعة السفن، كما أسهم أيضًا في تقدم العلوم الفلكية.
كما أن للكشوف الجغرافية، آثار ونتائج على البشرية، منها العلمي النافع، والحضاري المفيد، وفي اغلبها استغلالي ضار، وانتهازي قد تجرد من كل قيم الإنسانية والأخلاق، ولم يتورع عن تنفيذ أبشع الجرائم، واللجوء إلى إبادة شعوب وأمم بأكملها من أجل تحقيق أهدافه المادية الاستعمارية.
وفيما يلي سرد تاريخي موجز، عن "حركة الكشوف الجغرافية وقيام الاستعمار"، نذكر من خلال هذا السرد أسباب قيام حركات الكشوف الجغرافية في أوروبا، ونذكر أهم الدول الأوروبية التي أسهمت في قيام حركة الكشوف الجغرافية، وأين اتجهت كل دولة لتحقيق أهدافها الاستعمارية، وما هي السياسة التي اتبعتها كل دولة في تحقيق ذلك، كما سنورد نُبذة مبسطة عن أهم الرحالة الأوروبيين، الذين كانت لهم إسهاماتهم في مجال الكشوف الجغرافية، وفي النهاية نورد بإيجاز أهم نتائج حركات الكشوف الجغرافية على المجال الاقتصادي والسياسي والثقافي، متمنين في النهاية بأن نكون قد قدمنا إضافة للقارئ العزيز، تُسهم في زيادة ثروته التاريخية زيادة نوعية من حيث صحة وسلامة المعلومات التاريخية، وحسن تسلسلها وتنسيقها.

أسباب قيام حركات الكشوف الجغرافية:
تناولت كتب التاريخ، أهم أسباب قيام حركات الكشوف الجغرافية، ولقد أوردت الكثير منها، وذلك بالاعتماد على المصادر التاريخية لدول الاستعمار، واعتقد أن في ذلك جناية على الشعوب المُستعمرَة، إذ أنها بذلك تُظلم مرتين، مرة بفعل المُستعمرين لبلادهم، ومرة أخرى عند تم إقصائهم من عملية تحليل حركات الكشوف الجغرافية، وتدوين تاريخها، ولقد وجدت من خلال إطلاعي البسيط، العديدَ من الأسباب التي لا يمكن تصنيفها كأسباب موضوعية لقيام حركات الكشوف الجغرافية، لذا فقد قسمت أسباب قيام حركات الكشوف الجغرافية إلى قسمين اثنين، الأول منها يذكر الأسباب الموضوعية المنطقية لقيام هذه، أما القسم الثاني ففيه بيان لبعض الحجج الواهية والتي ساقها المؤرخون الأوروبيون لتبرير استعمار بلدانهم للشعوب الضعيفة واستغلال ثرواتهم.


أولاً: الأسباب الموضوعية:
1- الدافع الديني:
لاشك أن الدافع الديني كان له أثره الفعّال أيضًا في نشاط المغامرات الاستكشافية، فقد كان الأوروبيون- وعلى الأخص الأسبان- تصلهم معلومات عن بلاد يستطيعون جعلها ميدانًا للتبشير بالمسيحية الكاثوليكية،والتوغل فيها عن طريق الدين، وفي الوقت عينه كانت لهم أهداف انتقامية موجهة نحو المسلمين،كما فعلت البرتغال التي جعلت شعارها في هذه المرحلة ضرب قوة المسلمين في غرب أفريقيا. وفي الوقت عينه حازت حركة الكشوف الجغرافية على رعاية واهتمام البابوية، من تشجيع للملوك على دعم البحارة، ومدهم بما يحتاجونه من مؤن ورجال.
2- الدافع الاقتصادي:
من أهم الدوافع التي أوحت للأوروبيين بالاتجاه نحو الكشف عن تلك البلاد المجهولة والطرق البحرية الجديدة بين أوروبا والهند، فقد كانت أوروبا في حاجة شديدة إلى البهارات والتوابل التي كانت تستورد من الشرق، لكن هذه البضاعة لا تصل إلى الأوروبيين إلا بعد أن تمر في عدة احتكارات ترفع أسعارها وتُحدد كمياتها، وتجعلها في بعض الأحيان نادرة، فهم-أي الأوروبيين- يدفعون رسومًا جمركية فادحة يفرضها حكام مصر والشام،بالإضافة إلى احتكار تجار جمهورية البندقية نقل تلك البضائع من الموانئ السورية والمصرية إلى أوروبا.
لذلك سعت الدول الأوروبية إلى إيجاد طرق وسائل جديدة للتجارة، لا تخضع للسيطرة العربية، وذلك لتامين تجارتهم، والحصول على البضائع بأثمان منخفضة وبكميات كبيرة، وكذلك وهو الأهم منع استفادة البلاد العربية من مرور التجارة عبر أراضيها.
وهكذا اتجهت الدول الأوروبية إلى حل هذه المشكلة، ومن ذلك بأن يُقيموا محطات ومراكز تجارية للقوافل الأوروبية في الطريق من أوروبا على طول السواحل الإفريقية، مُمهدين بذلك لإيجاد طريق آخر يصلون من خلاله إلى الشرق، وقد تحقق لهم ذلك باكتشافهم لطريق رأس الرجاء الصالح، والذي قضى على الهيمنة العربية على التجارة العالمية المتجهة من الشرق إلى الغرب، وبذلك تحقق لهم هدفين:أولهما التخلص من احتكار العرب والبنادقة بالوصول إلى أسواق الشرق مباشرة،وثاني الأهداف يرمي إلى مهاجمة القوى الإسلامية والعربية.
كذلك فقد كانت أوروبا في حاجة إلى بعض المنتجات التي لا يُمكن توافرها، والتي تُعتبر من الضروريات في مجال الصناعة، ومن ثم فقد نشأت طبقة من التجار تعمل على إقامة شركات في مستعمرات دولهم، للقيام بتوفير هذه المنتجات بزراعتها إن كانت زراعية، أو استخراجها إن كانت مواد ومنتجات نفيسة، كما عملت هذه الشركات على ترويج بضائع دولهم من صناعات وغيرها في المستعمرات واستخدامها كسوق للتجار.
3- العثور على وطن جديد:
أدت الطفرات السكانية في أوروبا إلى حدوث خلل وعدم توازن فيما بين أعداد السكان والموارد الاقتصادية المتوافرة في تلك الدول، الأمر الذي نتج عنه زيادة بأعداد العاطلين عن العمل، واستهلاك للموارد المتوافرة على نحو كبير يؤدي إلى القضاء عليها، لذلك طُرحت الفكرة بان استعمار بعض البلاد الأخرى –خارج أوروبا- قد يُسهم بشكل كبير في تخفيف الأعباء من على كاهل البلدان الأوروبية، وهذا ما حدث فعلاًن وبقدر ما كان الامر إيجابيًا للأوروبيين، كان سلبيًا وأليمًا على السكان الأصليين للبلاد المُستعمرة، أو الأوطان الجديدة، إذ تم استغلال أراضيهم وأملاكهم، كما تم استغلالهم، واستعبادهم، لمصلحة وفي خدمة أولئك الذين قَدِموا عبر البحار.
كما يجب عدم إغفال ما تعرض له الأوروبيون من اضطهاد، بسبب حركة الإصلاح الديني، وما ترتب على ذلك من حروب مُهلكة، دفعت بالكثيرين للفرار إلى مناطق بعيدة، وإيجاد أوطان جديدة.
4- نتائج عصر النهضة:
لقد أسهم عصرُ النهضة في غرس روح العلم والبحث والتنقيب، والسعي لاكتشاف الجانب الآخر من العالم، كما أسهم هذا العصر في تقدم مختلف نواحي العلوم في أوروبا، ومن بينها العلوم البحرية والفلكية، والتي أدت إلى تكوين الأساطيل البحرية القوية، وبناء قاعدة بيانات علمية يُعتمد عليها في تنظيم مسار الرحلات البحرية، الأمر الذي أدى في النهاية إلى تشجيع قيام حركات الكشوف الجغرافية والاستعمار.
5- الخرافات والأساطير:
في أثناء العصور الوسطى كانت معرفة الأوروبيين بالعالم الخارجي ضئيلة ولا تتجاوز معرفة السواحل الشمالية من قارة أفريقيا،وكان الاعتقاد السائد أن حدود العالم لا تتجاوز الصحراء الكبرى. وان المحيط الأطلسي يمتد إلى مالا نهاية وانه مأوى للوحوش والشياطين،كما ساد الاعتقاد بوجود صخور في البحر تجذب إليها السفن إذا ما اقتربت منها،وان لها القدرة على إغراق هذه السفن.
ما من شك في أن هذه التصورات كانت خاطئة،وما هي إلا عبارة عن خرافات اشتملت على عنصر التخويف،إلا أنها في الوقت عينه كانت تحتوي على عنصر التشويق،الذي شجع المغامرين على القيام بتلك المغامرات في تلك البحار من اجل الوصول إلى المجهول،خاصة أن هذه الخرافات التي كانت سائدة في العصور الوسطى كانت تَعِدُ هؤلاء المغامرين بالجبال التي تشع منها أنوار الأحجار الكريمة وبالأنهار التي تجري على أرضٍ من ذهب.

ثانيًا: الذرائع والتبريرات:
1- النزعة القومية:
يبرر الأوروبيون قيام حركات الكشوف الجغرافية، بأنه كانت في أوروبا-بعد عصر النهضة- فكرة مفادها، أن بقاء الأمة متقدمة ومتفوقة على الصعيد العالمي مرتبط بقدر ما تملكه هذه الأمة من مستعمرات، لذا سعت الدول الأوروبية مدفوعة بشعور قومي إلى استعمار بلدان أخرى من دول العالم، كما إنهم يُبررون هذا الاستعمار، بأن الدول الأوروبية عندما ذهبت لتستعمر بلدان العالم، لم تجد أمم تستطيع مُجابهتها وردها، ومنعها من تحقيق أهدافها، ولكنها وجدت بدلاً من ذلك أممًا جاهزة ومُهيأة لاستعمار، وذلك بسبب انتشار الجهل والتخلف في هذه الدول بكافة مناحي الحياة.
ولكن التاريخ أثبت بطلان ما ذهبت إليه هذه الآراء، فقد كان من الأجدى بالأمم الأوروبية، كي تضمن كل منها التقدم والازدهار، كان عليها أن تتخذ عددًا من الإجراءات والخطط، على مستوى حدودها الإقليمية، وذلك بأن تستغل مواردها على الوجه الأمثل، والحد من الاستيراد، وزيادة الصادرات والعمل على الاكتفاء الذاتي.
كما أن تبريرهم الواهي بأن هذه الشعوب-أي المُستعمَرَة- كانت غارقة في بحر من الجهل والتخلف، وأنها كانت ضعيفة إلى الحد الذي يسمح باحتلالها واستعمارها، كذلك فقد أثبت التاريخ عدم صحة هذا الكلام، حيث قضى الأسبانُ حين وصولهم إلى أمريكا الشمالية، وبالتحديد إلى المكسيك، لقد قاموا بالقضاء على أعظم الحضارات في العالم الجديد، وهي حضارة الأزتك، كما أن البرتغاليين قاموا بالقضاء على دول وممالك إفريقية عدة، بغية تحقيق هدفهم، بالوصول إلى الهند، حيث الكنوز.
كما أن تلك الشعوب لم ترحب بالاستعمار، ولم تكن مُهيأة له كما يقولون، فقد قاوم شعوب هذه الدول الغزاة، وحاولوا طردهم، ولكن الكفة رجحت للأوروبيين، فقط لأنهم كانوا يمتلكون أسلحة أكثر تقدمًا من تلك التي بحوزة الشعوب المُحتلَة.
2- نشر الحضارة:
استخدم الأوروبيون هذه الذريعة الواهية، وهي نشر الحضارة في غير بلاد الحضارة، كي يُبروا احتلالها واستعمارها، وسلب ممتلكاتها.
فقد برر الأوروبيون الاحتلال والاستعمار الاسباني، بأنها كانت تسعى إلى نشر الكاثوليكية بشكلها الصحيح في البلاد المُستعمرة، من اجل ذلك كانت الملكة إيزابيلا تدعم كولومبس في رحلاته.
كذلك استخدم الفرنسيون، وغيرهم التبريرَ ذاته في احتلال شعوب العالم، وبخاصة بالنسبة للفرنسيين، في أعقاب قيام الثورة الفرنسية عام 1789م، وكانت مصر من أولى البلاد العربية، التي احتلها الفرنسيون تحت ظل هذا التبرير، وهو نشر الحضارة في البلاد، والقضاء على الجهل والتخلف.
ولنا أن نتساءل، إن كان هدفهم هو نشر الحضارة في غير بلاد الحضارة، فما الذي دعاهم إلى المُقام والبقاء في هذه الدول طيلة هذه الأعوام، بل القرون، وما الذي دعاهم إلى نهب خيرات هذه البلاد إن كان هدفهم هو نشر الحضارة ليس إلا.
نعم، لقد كان هذا التبرير مجرد ستار، يستخدمه المستعمرون لاحتلال البلدان، واستعباد شعوبها، وسلب ممتلكاتها وخيراتها.
3- القضاء على الإرهاب والتطرف:
لقد لجأت الدول الأوروبية والغرب بشكل عام في القديم والحديث، إلى هذا التبرير، كي تُسبغ على تدخلها العسكري والسياسي في شؤون الدول الأخرى طابع الرحمة، والحفاظ على المكتسبات الإنسانية للضعفاء، ولكي تمنع حدوث الإبادات الجماعية للأقليات على يد الأغلبية.
ولقد استخدموه في وقتنا الحالي، في كل من أفغانستان والعراق ودار فور في السودان، وذلك كما قلت لتبرير احتلالهم واستعمارهم للبقاع المختلفة من العالم الإسلامي حيث تتواجد مكامن القوة والطاقة، والعقليات البشرية الفذة.
ويشهد العالم يومًا بعد يوم، مدى ما تتعرض له الشعوب من صنوف الآلام والعذاب، نتيجة لهذه التدخلات السافرة في مصائرها من قبل المستعمرين.


الجزء القادم إن شاء الله
سيتحدث عن البرتغال، حركاتها الكشفية، واستعمارها، وأبرز رواد البحار فيها
 
العثماني، البرلماني، و بوالنيف
أشكر لكم مروركم على هذا الموضوع، وأتمنى أن تتابعوا ما تبقى منه، راجيًا من الله العلي القدير أن يكون ذا منفعة علمية تاريخية لكم، ولبقية الاخوة.
وسوف تتوالى بقية الاجزاء تباعًا إن شاء الله.
ودمتم.
 
الجزء الثاني (حركة الكشوف البرتغالية)

حركة الكشوف البرتغالية:
تُعتبر البرتغال أول دولة أوروبية قامت بسلسلة من المغامرات التي انتهت بكشف مواقع هامة وبلاد جديدة، وفيما يلي استعراض لأبرز رواد الحركة الكشفية والاستعمارية البرتغالية.
الأمير هنري الملاّح"1394-1460م": (الصورة الأولى)
ترتبط بحياة الأمير هنري حركة الكشف والتوسع البرتغالي،وهو الابن الثالث لملك البرتغال "يوحنا الأول".وقد كان هنري متدينًا شديد التعصب، اهتم منذ صباه بالدراسات الجغرافية والفلكية.
استطاع هنري أن يُحقق -قبل وفاته- ارتياد نحو ثلث الساحل الأفريقي الغربي، وأقام البرتغاليون عليه نقطًا حصينة اتخذوها مراكز حربية وتجارية لهم.
وقد اهتم بنشر المسيحية في تلك الأرجاء فقد كانت الروح الصليبية مسيطرة عليه تقوده إلى المغامرات التي قام بها لنشر المسيحية في أفريقيا. ولما كانت مشروعات التوسع البرتغالي في تلك المناطق تحتاج إلى المال الوفير، رأى أن يسعى للحصول على النفقات التي تكفل نجاح مشروعه، ووجد في اقتناص الرقيق من القارة الأفريقية والاتجار بهم بابًا يدر الأموال على حكومته لتستطيع إنشاء إمبراطورية برتغالية.

ويُمكن حصر جهود الأمير هنري الملاح، في نشأة وتطور حركة الكشوف الجغرافية البرتغالية ، في إسهامين له، هما:
1- إنشاء أكاديمية بحرية تتكون من مجموعة من كبار العلماء البحريين، وعمل على جمع المعلومات ذات العلاقة بأهداف الاستكشاف والإبحار من السفن العائدة من الخارج.
2- كذلك عمل على تحسين بناء السفن، حتى أصبحت حمولة السفينة في ذلك الوقت ما بين 80-100 طن.
وقد تمكن الأمير هنري من خلال إبحاره، من أن يستولي على ماديرا وجزر الأزور ومصب نهر الشنغال والرأس الأخضر، إلا أنه لم يستطع تحقيق هدفه كاملاً إذ توفي سنة 1460م.

برثلميود دياز: (الصورة الثانية)
كان هدف بعثته ارتياد بقية الساحل الأفريقي بالدوران حول القارة بقصد الوصول إلى الهند عن طريق البحر مباشرة، وقد نجح دياز في ارتياد الساحل نحو الجنوب حتى وصل إلى خليج ألجو في جو عاصف واسماه "خليج الزوابع"،ثم عاد عام 1488م إلى البرتغال مبشرًا بأن الطريق إلى الهند أصبح واضح المعالم ،لذلك رأى الملك أن يغير اسم الخليج وسماه "الرجاء الصالح" لأنه بعث الرجاء في كشف الطريق البحري المباشر إلى الهند.

فاسكو داجاما: (الصورة الثالثة)
استطاع أن يطوف حول رأس الرجاء الصالح سنة 1497م، وان يعبر المحيط الهندي ويصل إلى سواحل الهند الغربية سنة 1498م ثم عاد إلى لشبونة سنة 1499م وسفنه مشحونة بالتوابل والمنتجات الشرقية. وبذلك تم للبرتغال التخلص من احتكار تجّار البندقية والعرب بطريق التوابل.

ألفونسو البوكيرك:
كان معروفًا بنزعته الاستعمارية وتعصبه ضد المسلمين ليواصل تحقيق الأهداف الاستعمارية الجديدة.
استولى البوكيرك على "هرمز" في الخليج العربي سنة 1509م، وعلى "سقطرة" عند مدخل البحر الأحمر،وعلى "جوا" حيث أقام أول محطة تجارية ثابتة للبرتغال ثم استولى على"ملقا" قرب سنغافورة سنة 1511م. وأصبح البوكيرك أول حاكم برتغالي على المناطق الساحلية التي احتلها البرتغاليون في الهند.

كبرال: (الصورة الرابعة)
كان الملاح كبرال في طريقه إلى الهند سنة 1500م عندما دفعته الريح إلى الغرب حتى نزل بساحل البرازيل.
في البداية لم تُبدِ البرتغال اهتمامًا حقيقيًا بالبرازيل،لكن ما أن لاحظ البرتغاليون أن آمالهم في احتكار التجارة الشرقية لم يتحقق تمامًا،وان اسبانيا قد بزتهم في سياستها الاستعمارية في أمريكا وما حظيت به اسبانيا من الكنوز النفيسة من الذهب والفضة،لما أدرك البرتغاليون ذلك عادوا إلى الاهتمام باستعمار البرازيل.فبدأت البرتغال تتوغل منذ عام 1525م في البرازيل،وتنظم استغلالها واتبعت في ذلك نظام الإقطاع،كما قامت بنشر المسيحية الكاثوليكية.
وعندما تطلب التوسع في زراعة قصب السكر زيادة في الأيدي العاملة، اضطر أصحاب المزارع إلى جلب العبيد من غرب أفريقيا على نحو ما فعل الأسبان في استغلال مزارعهم الواسعة في مستعمراتهم الأمريكية، وبذلك بدأت هذه الحركة الواسعة..حركة نقل ألاف العبيد من وطنهم من أفريقيا إلى أمريكا ليعملوا في مزارعها ومناجمها أرقاء لأصحاب الأراضي،وما كاد القرن السادس عشر يشرف على نهايته حتى كان بالبرازيل وحدها حوالي 25ألف من العناصر البيضاء والمختلطة، و18ألف من الوطنيين الذين انتشرت بينهم المدنية الأوروبية والتعاليم المسيحية،و14 ألف من العبيد الأرقاء المسخرين في زراعة الأرض وغيرها من الأعمال اليدوية.

نظام الاستعمار البرتغالي:
انحصر التوسع البرتغالي في ميدانين:
1- العالم الجديد: كانت البرازيل فيه من نصيب البرتغال، وكانت سياسة البرتغال متجهة إلى تشجيع البرتغاليين على الاستيطان وتحقيق الاستقلال وتدعيم الاستعمار، حتى أصبح البرتغاليون الذين استوطنوا البرازيل يشعرون أنها بلادهم، لهم فيها مصالح ثابتة يدافعون عنها، ولذلك استطاعت البرازيل أن تدافع عن نفسها كمستعمرة برتغالية في أول الأمر، حتى إذا استكملت البرازيل مقوماتها كدولة استقلت عن البرتغال في القرن التاسع عشر.
2- الميدان الشرقي: التوسع البرتغالي لم يتجه إلى الأرض يفلحها،والى المناجم يستخرج معادنها،والى السكان يجبي منهم الضرائب، وإنما تطلع إلى التجارة فقط،يسعى لاحتكارها والحصول على أرباحها، فالتوسع البرتغالي في الشرق لم يكن قائمًا على قواعد وأساليب استعمارية بما تحمل من نظم الاستيطان والاستقرار والاستغلال والتعمير، ولهذا لم تستطع "الإمبراطورية" البرتغالية الشرقية أن تصمد في معترك التنافس الاستعماري بين الدول الأوروبية،بل سرعان ما انهارت.

نهاية الامبرطورية البرتغالية:
في النصف الثاني من القرن السادس عشر، بدأ الوهن والضعف يدب في عظام الامبراطوية البرتغالية، ويُمكن رد ذلك لأربعة أسباب رئيسية، وهي:
1- النظام الاستعماري البرتغالي: فكما قدمنا سابقًا، لم يكن الاستعمار البرتغالي ذلك الاستعمار الذي يوطد أركانه بالتعمير والبناء، وإنما اتجه البرتغاليون إلى جمع أكبر قدر من الأموال وذلك عن طريق إتاوات والضرائب، الأمر الذي أثقل كاهل السكان وأرهقهم كثيرًا، أضف إلى ذلك أسلوب التعامل مع السكان الأصليين والذي اتسم بالعدوانية والظلم والجور، لقد كانت هذه عوامل أدت إلى أن تكون السيطرة البرتغالية على مستعمراتها سيطرة هشة، ومرفوضة من قبل السكان الأصليين.
2- الصراعات البحرية للبرتغاليين، وخصوصًا مع العثمانيين: لقد كانت البحار ميدانًا لقيام صراعات دولية كثيرة، ومن أطراف مُتعددة، ومن بين هذه الأطراف البرتغال، والتي اتسعت رقعة الامبراطورية، مما كان له أثر سلبي على البحرية البرتغالية، إذ أنها استُنزِفَت في معارك وصراعات كثيرة ومع أطراف متعددة، ومن بينها الدولة العثمانية.
3-انتشار النفوذ الاسباني في البرتغال نفسها،حتى استطاع الملك الإسباني فيليب الثاني احتلال البرتغال بعد وفاة الملك هنري.
4- تدخل الهولنديين في شؤون المستعمرات البرتغالية، حتى أنهم أنشئوا شركة الهند الشرقية الهولندية.

henri.jpg
الأمير هنري الملاح
Diaz.jpg

برثلميود دياز

fascodagama.jpg

فاسكو داجاما
cabral.jpg

كبرال

أتمنى أن أكون قد قدمت لكم ما يحوز على رضاكم فيما يتعلق بالحركة الكشفية الجغرافية للبرتغال

الجزء القادم إن شاء الله
سيتحدث عن أسبانيا، حركاتها الكشفية، واستعمارها، وأبرز رواد البحار فيها
 
موضوعك جميل ومفيد جداً أخي الفاضل !!

أتمنى أن تتحفنا بالمزيد في هذا الموضوع وغيره من المواضيع !!
 

العثماني

عضو بلاتيني
Afonso_de_Albuquerque_2.jpg

الفونسو البوكيرك

هذة صور مشاركة مني وانا متابع

بصراحة اجد انني وجدت المدخل لمعرفة تاريخ اوربا
 

الملف رقم 9

عضو بلاتيني
لقد كانت حركة الكشوف الجغرافية، حركة بشرية امتدت من أوربا عبر البحار لتطوف العالم مدفوعة بدوافع دينية، وتجارية، وفي بعض الأحيان علمية،

أزعم ان حركة " الكشوف الجغرافية " كانت بصفة تجارية محضة ، مع تحفظي على تسميتها بالتجارية ..

لانها بكل بساطة صفة نهب وسرقة ثروات الشعوب .

اما الدوافع الدينية المزعومة فلم تكن سوى لخدمة الهدف عاليه عن طريقين رئيسيين :

الاول : نشر ثقافة من ضربك على خدك الايمن فاعطه خدك الايسر ( لا مقاومة ولا هم يحزنون ) .

الثاني : الدعم اللوجستي للحملات الاستكشافية من خلال بناء الكنائس .


تحياتي .
 

العثماني

عضو بلاتيني
أزعم ان حركة " الكشوف الجغرافية " كانت بصفة تجارية محضة ، مع تحفظي على تسميتها بالتجارية ..

لانها بكل بساطة صفة نهب وسرقة ثروات الشعوب .

اما الدوافع الدينية المزعومة فلم تكن سوى لخدمة الهدف عاليه عن طريقين رئيسيين :

الاول : نشر ثقافة من ضربك على خدك الايمن فاعطه خدك الايسر ( لا مقاومة ولا هم يحزنون ) .

الثاني : الدعم اللوجستي للحملات الاستكشافية من خلال بناء الكنائس .


تحياتي .

اتمنى ان لا نختصر التاريخ

والبترول كان تحت جدك وجدي

وتركوه راحوا يتقاتلون من اجل الحصول على مياه الابار


الجهل ليس له دين

 

الملف رقم 9

عضو بلاتيني
اتمنى ان لا نختصر التاريخ

والبترول كان تحت جدك وجدي

وتركوه راحوا يتقاتلون من اجل الحصول على مياه الابار


الجهل ليس له دين

لم اصل الى اشارتك .. برجاء التوضيح ..

تحياتي :)
 

العثماني

عضو بلاتيني
الاخ الملف رقم 9

اقصد ان حركة الاكتشافات

سواء كانت بهدف التجارة او لاهداف دينية

يجب ان تقرا في سياقها التاريخي الصحيح

وتنقل بكل حيادية

ولا يجوز ان نسميها نهب ثروات
لانها لم تكن هناك ثروة اصلا
بل المستعمر هو من صنع منها ثروة

ثم جائت الشعوب ( المتخلفة ) وقالت هي خيراتنا .

ولا يفهم من كلامي انني مع المستعمر ولكن

التاريخ يجب ان يقرأ هكذا

_____________________

بعيدا عن الموضوع : تعرف ان الاسلام اقر مبدأ غريب جدا ولكنة فعلا على مستوى عالي جدا

من اصلح ارضا اصحبت ملكة حتى لو كان يهودي .
__________________________
 

الملف رقم 9

عضو بلاتيني
الاخ الملف رقم 9

اقصد ان حركة الاكتشافات

سواء كانت بهدف التجارة او لاهداف دينية

يجب ان تقرا في سياقها التاريخي الصحيح

وتنقل بكل حيادية

اتفق معك تماماً ..

ولا يجوز ان نسميها نهب ثروات
لانها لم تكن هناك ثروة اصلا
بل المستعمر هو من صنع منها ثروة

ومع هذا ..

ما زلت ازعم انه نهب للثروات ،

وان صنع المستعمر منها ثروة ..

فلو كانت عندك شجرة .. و اخذها منك احدهم غصباً

وجعل منها طاولة و كرسي .. ثم باعها ..

فهل نهب ثروتك ؟


بعيدا عن الموضوع : تعرف ان الاسلام اقر مبدأ غريب جدا ولكنة فعلا على مستوى عالي جدا

من اصلح ارضا اصحبت ملكة حتى لو كان يهودي


لعلك اشارتك هنا ليست دقيقة ، فالمقصود هنا الارض الميتة الغير متصلة باختصاص ولا ملك .

فان كنت املك ارضاً ميتة ، و جئت انت و استزرعتها ، فلن تكون لك .

ولا ادري ما وجه الغرابة في اقرار الاسلام لهذا المبدأ ؟


تحياتي :)
 
أشكر الاخوان على متابعة القراءة معي في تاريخ حركات الكشوف الجغرافية الأستعمار الاوروبي،
وأشكر بالتحديد كل من المتبحر، والملف رقم 9، واكيد اخوي العثماني المتابع والمساهم أيضًا معنا في هذه السلسلة.
ستتوالى بقية الأجزاء وإن شاء الله أنها تكون على مستوى الامل المعقود عليها من الحيادية العلمية والفائدة التاريخية.
ودمتم.
 
موضوعك جميل ومفيد جداً أخي الفاضل !!

أتمنى أن تتحفنا بالمزيد في هذا الموضوع وغيره من المواضيع !!

أخوي المتبحر أشكرك وإن شاء الله بتكون هناك سلسلة تاريخية أخرى-قيد التجهيز-، آمل إن شاء الله أنها تحوز على رضاكم
 
أزعم ان حركة " الكشوف الجغرافية " كانت بصفة تجارية محضة ، مع تحفظي على تسميتها بالتجارية ..

لانها بكل بساطة صفة نهب وسرقة ثروات الشعوب .

اما الدوافع الدينية المزعومة فلم تكن سوى لخدمة الهدف عاليه عن طريقين رئيسيين :

الاول : نشر ثقافة من ضربك على خدك الايمن فاعطه خدك الايسر ( لا مقاومة ولا هم يحزنون ) .

الثاني : الدعم اللوجستي للحملات الاستكشافية من خلال بناء الكنائس .


تحياتي .
أشكر الاخ الملف رقم 9
أما بالنسبة لأطلاق وصف "حركة بشرية" فأنني اود الإشارة، بأن المقصود بهذه الحركة أي أن البشر قد قاموا بها، ولم تكن نتيجة ظواهر طبيعية-كزلازل او براكين أو ماشابه-، كذلك فإني أود الإشارة بأن هذا الوصف لا يعني بأنها إنسانية الهدف والمسعى، بل على العكس هي حركة منفعية كانت مدفوعة بعوامل مساعدة أخرى، كانت التجارة هي الاولى، ثم الدين، واضعف هذه العوامل هو العلم.
 
الجزء الثالث (حركات الكشوف الجغرافية والاستعمار الأسباني)

حركة الكشوف الاسبانية:
هناك اختلاف بين حركة الكشوف الاسبانية وحركة الكشوف البرتغالية، فحركة الكشوف البرتغالية قامت بها البرتغال حكومة وشعبًا،أما حركة الكشوف الاسبانية فقد قام بها في البداية مجموعة من المغامرين،وفي حين أن حركة الكشوف البرتغالية قد اتجهت نحو الشرق من اجل الوصول الهند،فإن حركة الكشوف الاسبانية قد اتجهت إلى الغرب للوصول إلى الشرق تحقيقا لمبدأ و نظرية "كروية الأرض".
كريستوفر كولومبس
يعتبر رائد حركة الكشوف الجغرافية الاسبانية،ولم يكن كولمبوس اسبانيًا بل ايطاليًا من "چنوى"،وكما قلنا سابقًا فإن حركات الكشوف الأسبانية، كان المغامرون هم المُبادرون فيها، ولم يكن كريستوفر كولومبس إلا واحدًا من هؤلاء المغامرين، فقد سيطرت على كولومبس فكرة أنه يستطيع الوصول إلى شواطئ آسيا الشرقية عن طريق الالتفاف من المحيط غربًا، وأنه توجد هناك أراضي لم تُكشف بعد، وقد أعد كولومبس في ذلك دراسة، إلا أن هذه الفكرة لم تلقَ قبولاً من البرتغال في ذلك الوقت لخطورتها، فلجأ كولومبس إلى ملكي أسبانيا إيزابيلا وفرديناند، اللذان راقت لهما الفكرة، وذلك بعد أن وعدهم كولومبس بأنه سيُحضر معه الذهب الكثير.
بدأ كولمبوس رحلته من ميناء"بالوس" في 3/8/1492م، وبعد عدة أسابيع وصل إلى جزيرة تدعى"غوانا هاني"وهي إحدى جزر الباهاما،كما وصل إلى هاييتي، والشاطئ الشمالي لكوبا، وقد اعتقد كولمبوس انه وصل إلى جزر الهند الشرقية،بالرغم من انه لم يجد أثرًا للتوابل.
رجع كولمبوس من رحلته الأولى في مارس 1493م،ثم قام بثلاث رحلات أخرى خلال الفترة 1494-1502م،اكتشف خلالها الساحل الرئيسي من هندوراس إلى فنزويلا،ومع ذلك فقد مات عام 1509م دون أن يعلم أنه اكتشف عالما جديدًا.
لقد كانت اكتشافات كولومبس هو المفتاح الذي فتح الباب الواسع للمغامرين الأسبان بعد ذلك، ليقتحموا ميدان الكشوف الجغرافية.

التوسع الأسباني:
تُعتبر الفترة الزمنية الواقعة ما بين عامي 1516م، إلى العام 1600م، هي فترة الكشوف الجغرافية البارزة لأسبانيا، حيث بلغت أسبانيا أوج عظمتها وانتشارها، وقد تخلل هذه المدة الزمنية الطويلة، قيام الأسبان بعدة إنجازات على مستوى الكشوف الجغرافية والاستعمار حول العالم، وبالتحديد في الجزء الغربي منه، وقد رجحت هذه الانجازات كفة الاستعمار في صالح الأسبان لعقود طويلة، وُمكن تلخيص هذه الانجازات فيما يلي:
1- إثبات كروية الأرض، وسنذكر ذلك بشيء من التفصيل عند حديثنا عن رحلة ماجلان فيما بعد.
2- الاستيلاء على المكسيك بقيادة فرديناند كورتيز، وذلك في أغسطس عام 1521م، وكان كورتيز قد شن حملته الأولى للاستيلاء على حضارة الازتيك في المكسيك عام 1517م، إلا أنه جوبه بصمود شعب الأزتيك، الذين قاوموه لفترة طويلة، إلى أن تمكن من الاستيلاء على عاصمتهم.
3- الاستيلاء على أمريكا الجنوبية، بلاد الذهب والفضة، وذلك بقيادة فرنسيسكو بيزارو، وكانت أمريكا الجنوبية تزخر بمناجم الذهب والفضة في هضبة بيرو وشيلي وبوليفيا.
4- احتلال منابع الأمازون والبراجواي، وهناك بدأ الأسبان في تأسيس مدن اسبانية لهم، واستغلال المناجم على الوجه الأكمل.
5- في النصف الثاني من القرن السادس عشر وصلت اسبانيا إلى فنزويلا وكولومبيا بعد أن انقرض الجنس الأنكا.

امريكو فيسبوتشي:
مغامر ايطالي قام باكتشاف معظم ساحل أمريكا الجنوبية في الفترة 1499-1501م،وكتب مقالاً في عام 1503م ادعى فيه اكتشاف العالم الجديد،وقد أطلق اسمه على أمريكا الجنوبية وأمريكا الشمالية.
فرديناند ماجلان:
يُعتبر الملاح البرتغالي فرديناند ماجلان، وارث كريستوفر كولومبس فيما يتعلق بإمكانية الوصول إلى جزر التوابل عن طريق الغرب بدلاً من السير طريق رأس الرجاء الصالح، وقد عرض أن يقوم بذلك على الحكومة البرتغالية، إلا أنها رفضته لغضب ملك البرتغال عليه، لذا لجأ إلى ملك إسبانيا شارل الأول الذي حب بالفكرة.
إثبات كروية الأرض
في أغسطس 1519م، خرج ماجلان من ميناء لوكار، لتنفيذ فكرته وكان معه في حملته خمس سفن أسبانية تأتمر بأمره، واتجه ماجلان إلى الجنوب من المحيط الأطلسي، ثم إلى الجنوب الغربي، حتى وصلت سفنه ميناء ريودي جانيرو البرازيلي، ثم مصب نهر ريودي لاباتا، وواصلت الحملة طريق السير بمحاذاة الساحل الشرقي لأمريكا الجنوبية في اتجاه الجنوب، واكتشف ماجلان عند ذلك مُضيقًا أطلق عليه اسمه، وفي نفس العام وصل المحيط الهادئ الذي أطلق عليه الباسفكي.
اتجهت الحملة بعد ذلك إلى الشمال الغربي في طريقها إلى جزر التوابل، ووصلت الحملة في مارس 1521م إلى جزر الفلبين، ظنًا من ماجلان أنها جزر التوابل، وقد كانت هذه المصادفة في صالح أسبانيا، حيث تم اكتشاف الجزر التي أطلِقَ عليها اسم الفلبين، نسبة إلى فيليب ابن الملك شارل الأول.
إلا أن ماجلان قد قُتِلَ في إحدى المعارك مع البلاد المفتوحة، وتولى القيادة من بعده أحد مساعديه في أبريل 1521م، وفي نوفمبر من العام نفسه وصلت الحملة إلى إحدى جزر التوابل بقيادة تيدور، وحُقِقَ حلم ماجلان، وبعد ذلك بأربعة أشهر غادرت الحملة في طريق عودتها إلى أسبانيا عن طريق رأس الرجاء الصالح بعد ان استغرقت الحملة ثلاث سنوات، وكان لها الفضل في اكتشاف عالم جديد بعيد عن القارات القديمة المتصلة.
نظام الاستعمار الأسباني:
اتصفت أعمال الغزاة الأسبان بالنهب والسلب،والقسوة والعنف،وهو أمر قد دعت إليه نشوة الغزو وحب الكسب العاجل، وعندما استقرت الأحوال وتجددت حركات الارتياد اتجه الأسبان إلى الأخذ بسياسة استعمارية تقوم على الاستغلال المنظم،وعمل الأسبان على إدخال حضارتهم في البلاد الأمريكية التي استولوا عليها،إذ أنهم قاموا بإدخال لغتهم وثقافتهم ودينهم إلى القارة الجديدة،كما أن حركة البعوث الدينية التبشيرية التي أرسلتها اسبانيا سارت جنبًا إلى جنب مع حركات الغزو والاستعمار، وأخذت تنشر الكاثوليكية بين الوطنيين وتسعى إلى حمايتهم من الاعتداء والتسخير، ونجحت في ذلك إلى حدٍ بعيد...، وقامت مدن جديدة بجوار مناطق المناجم والتعدين وازدحمت بالسكان،وكان السكان الأصليون يُسخرون في الأعمال، ولكن المستعمرين اضطروا إلى دفع أجور العمال،ثم لما تطلب التوسع زيادة في الأيدي العالمة أخذ المستعمرون يجلبون العبيد من أفريقيا(20 مليون نسمة من الزنوج في مدى ثلاثة قرون بين القرنين 15 و18).
ثم ما لبث المستعمرون أن أدركوا أن إنتاج المناجم قد اخذ يتناقص وأنها لابد آيلة إلى الفناء، ورأوا أنه من الأجدر بهم أن يتجهوا إلى فلاحة الأرض، فجلبوا الأعداد الغفيرة من الزنوج وسخروهم في زرع الغلات الزراعية الجديدة.

kristofer.jpg

كريستوفر كولومبس

Majellan.jpg

فرديناند ماجلان

خط مسار حملة ماجلان
magellanmap.gif


الجزء القادم إن شاء الله
سيتحدث عن هولندا، حركاتها الكشفية، ونظامها الاستعماري
 
التعديل الأخير:
أعلى