نورد التالي عن حياة المرحومين سيد قطب وحسن البناء للرد على المتقولين عليهم والذين يستخدمون الدين لخدمة الانظمه ومصالحهم الخاصه لعل ذوي الالباب يفقهون ما يقولون ان كان هناك من يقرأ الموضوع بحياديه تامه :
أولا - المرحوم سيد قطب
الاسلام شامل,يستوعب مختلف شؤونها ويقيمها على أسسه ومبادئه,ويلبي حاجات الإنسانية كافة,ولايوجد أيُ دينٍ أونظامٍ أو مبدأ,يؤدي هذه المهمة ولذلك كان المستقبل لهذا الدين, وتحدث في كتابه عن الفصام والنكد بين الديانة النصرانية المحرفة وبين العلم الحديث في أوروبا,وأنه لايمكن وقوع مثل هذا في الإسلام.
كما بين فيه أنه قد إنتهى دور الرجل الأبيض في قيادة البشرية,لأن الحضارة الغربية قد إستنفدت أغراضها,وسجل فيه بعض صيحات التحذير والخطر التي أطلقها علماء غربيون هناك والتي أعلنوا فيها قرب اندثار تلك المادية الغربية لخواء الروح عندهم وقرر أنه لابد من مخلص وأنه لايكون إلا الإسلام.
هذا الدين
أصدر سيد قطب كتابه هذا من سجنه وطبعته دار القلم بالقاهرة في عام 1960م وسبب تأليف الكتاب هو مالاحظه سيد على وجوه إخوانه من بعض شباب الإخوان المسلمين,حيث زُج بهم في سجون عبد الناصر,ولاقوا فيها مالاقوا من صنوف التعذيب والأذى ,وبذلك فُجعوا في آمالهم وأمانيهم, فتزعزعت ثقة بعضهم بنفسه,وبقدرة هذا الدين على مواجهة الجاهلية, وعلى إمكانية تحقيق أهداف الحركة الإسلامية العملية.
في كتاب (هذا الدين) بيان لطبيعة هذا الدين وخصائصه,وأنه منهج للبشر لايعمل وينتصر بطريقة سحرية غيبية,وإنما وفق سنن مُطردة وأسباب مادية وبجهود البشر أنفسهم,وانه منهج ميسر لاعسر فيه ولا مشقة ويسهل على النفوس الجادة حمله والنهوض بتكاليفه.
وأنه منهج متفرد لايماثله منهج أخر من المناهج الأرضية , وأنه منهج مؤثر ,يؤثر في النفوس والمجتمعات عندما تقبل عليه,وبين في هذا الكتاب أن لهذا الدين رصيداً من النجاح والتحقق في عالم الواقع , ويتمثل هذا الرصيد في : رصيد الفطرة,ورصيد التجربة.
معالم في الطريق
هو أخر كتاب صدر في حياة سيد وقد أصدرته مكتبة وهبة في عام 1964م وألف سيد كتابه هذا ليكون بياناً لمنهج عمل الحركة الإسلامية وتوضيحاً لمعالم طريقهافي الدعوة إلى الله تعالى,وأساس الكتاب فصولٌ كتبها سيد من سجنه في (طرة) ثم أوصلها بواسطة أخته حميدة وزينب الغزالي الى التنظيم الإخواني الجديد الذي كان يعمل خارج السجون,ثم خرج سيد من السجن وأشرف عليه وقاده.
كانت مقدمة الكتاب بعنوان (معالم في الطريق) بين فيها إفلاس القيادات الجاهلية للبشرية,وأن الإسلام هو الذي سيحكم البشرية ولكن الإسلام لايستلم الحكم والقيادة والتوجيه ,إلا إذا حملته جماعة إسلامية صادقة وواجهت به الجاهلية وعرفت معالم طريقها في الدعوة وهذه المعالم لابد أن تؤخذ من القرآن الكريم,ويشتمل الكتاب على أربعة فصول مستخرجة من كتاب(في ظلال القرآن) مع تعديلات وإضافات مناسبة لموضوع كتاب المعالم وهي: طبيعة المنهج القرآني,التصورالإسلامي والثقافة,الجهاد في سبيل الله ونشأة المجتمع المسل و وخصائصه, ومنها ثمانية فصول مكتوبة علبى فترات وهي:جيل قرآني فريد,لاإله إلا الله منهج حياة,شريعة كونية,الإسلام هو الحضارة,جنسية المسلم عقيدته,نقله بعيدة,استعلاء الإيمان,هذا هو الطريق.
خصائص التصور الإسلامي
خصص سيد قطب كتابه هذا عن خصائص العقيدة الإسلامية وطبيعتها,وكان قد أعلن عنه سابقاً تحت عنوان(فكرة الإسلام عن الله والكون والحياة والإنسان) لكنه عدل أخيراً عن ذلك العنوان واختار هذا العنوان,وقد صدر في عام 1962م وهذا الكتاب من أعمق كتب سيد,فموضوعه هو العقيدة وطبيعتها وخصائصها ولكنه صاغه بأسلوبه المعهود,من حيث السلاسة والوضوح والجاذبية,ولاشك أنه إستفاد من اسلوب القرآن في عرض العقيدة وقد استغرق من ذلك أكثر من عشر سنوات.
مهد لكتابه بتمهيد ضروري أسماه (كلمة في المنهج) بين فيه المنهج الصحيح المأمون في فهم القرآن وتفسيره,واستخراج معانيه ومقرراته وبين المنهج الصحيح المأمون في إدراك خصائص التصور الإسلامي ومعرفة العقيدة الإسلامية وعرض موضوعاتها ومباحثها وحارب بشدة عرض العقيدة بقوالب فكرية بشرية كالقالب الفلسفي, ولذلك دعا الى نبذ وترك مباحث (التوحيد وعلم الكلام) المعروفة في التاريخ الإسلامي,وطالب بالعودة الى النبع الأصيل في فهم العقيدة وعرضها,ألا وهو القرآن الكريم.
وخصص فصلاً هو(تيه وركام) أستعرض فيه بإيجاز الأخطاء في فهم الألوهية والربوبية,في التصورات والعقائد والأديان الأرضية مثل البوذية والسماوية المحرفة مثل النصرانية واليهودية,ثم تكلم عن خصائص التصور الإسلامي.والخصائص التي عرضها سبعة وهي: الربانية,الثبات,الشمول,التوازن,الإيجابية,الواقعية,التوحيد.
أفراح الروح
هذا الكتاب عبارة عن مجموعة من الخواطر والتأملات والأفكار خطرت لسيد وهو في أمريكا مابين عام 1948م -1950م ثم سجلها في رسائل إخوانية بعثها الى أخيه واختيه في مصر ثم خطر له أم هذه الرسائل تصلح للنشر فجمع طائفة منها ونشرها في مقالة(في الأدب والحياة) في مجلة الكتاب ولما وقعت محنة سيد قطب الأولى في عام 1954م وقفت مجلة الفكر التونسية على المقال السابق مع مقال اخر في نفس المجلة بعنوان(أضواء من بعيد) قد سيد قد نشره وهو في أمريكا فقامت مجلة الفكر بنشر فقرات من المقالين تحت عنوان أضواء من بعيد.
وفي عام 1971م قامت الدار العلمية في بيروت بنشر المقال المذكور في مجلة الفكر التونسية تحت عنوان أفراح الروح
ثانيا - المرحوم حسن البناء
قصة الإسلام
مولده ونشأته
الإمام حسن البنا هو حسن أحمد عبد الرحمن البنا، وُلِد في المحمودية، من أعمال محافظة البحيرة بدلتا النيل، وذلك يوم الأحد 25 من شعبان سنة 1324هـ/ 14من أكتوبر سنة 1906م. وهو ينتسب إلى أسرة ريفية متوسطة الحال من صميم الشعب المصري، كانت تعمل بالزراعة في إحدى قرى الدلتا هي قرية شمشيرة قرب مدينة رشيد الساحلية، ومطلَّة على النيل في مواجهة بلدة إدفينا، تابعة لمركز فُوَّة بمحافظة البحيرة.
كان جَدُّه عبد الرحمن فلاحًا ابن فلاح من صغار الملاّك، وقد نشأ الشيخ أحمد -أصغر أبنائه ووالد حسن البَنَّا- نشأةً أبعدته عن العمل بالزراعة؛ تحقيقًا لرغبة والدته، فالتحق بكُتَّاب القرية حيث حفظ القرآن الكريم وتعلَّم أحكام التجويد، ثم درس بعد ذلك علوم الشريعة في جامع إبراهيم باشا بالإسكندرية، والتحق أثناء دراسته بأكبر محلٍّ لإصلاح الساعات في الإسكندرية حيث أتقن الصنعة، وأصبحت بعد ذلك حرفة له وتجارة، ومن هنا جاءت شهرته بـ (الساعاتي).
وقد أهَّل الشيخ نفسه ليكون من علماء الحديث، فبَرَع فيه، وله أعمال كثيرة خدم بها السنة النبوية أشهرها كتابه (الفتح الرباني في ترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني). وفي كنفه نشأ حسن البَنَّا فتطبع بالكثير من طباعه، وتعلَّم على يديه حرفة إصلاح الساعات وتجليد الكتب أيضًا.
بداية الرحلة
بدأ حسن البَنّا تعليمه في مكتب تحفيظ القرآن بالمحمودية، وتنقل بين أكثر من كُتَّاب حتى إن أباه أرسله إلى كتّاب في بلدة مجاورة للمحمودية، وكانت المدة التي قضاها في الكتاتيب وجيزة لم يتم حفظ القرآن خلالها؛ إذ كان دائم التبرُّم من نظام الكُتّاب، ولم يُطِق أن يستمر فيه، فالتحق بالمدرسة الإعدادية رغم معارضة والده الذي كان يحرص على أن يحفِّظه القرآن، ولم يوافق على التحاقه بالمدرسة إلا بعد أن تعهّد له حَسَن بأن يُتِمَّ حفظ القرآن في منزله.
وبعد إتمامه المرحلة الإعدادية التحق بمدرسة المعلمين الأولية بدمنهور، وفي سنة 1923م التحق بكلية دار العلوم بالقاهرة، وفي سنة 1927م تخرَّج فيها، وقد قُدّر له أن يلتحق بها وهي في أكثر أطوارها تقلبًا وتغيرًا، خاصةً في مناهجها الدراسية التي أضيفت إليها آنذاك، دروس في علم الحياة، ونظم الحكومات، والاقتصاد السياسي، فكان نصيبه أن يتلقى تلك الدروس إلى جانب الدروس الأخرى في اللغة والأدب والشريعة، وفي الجغرافيا والتاريخ.
وكان لديه مكتبة ضخمة تحتوي على عدة آلاف من الكتب في المجالات المذكورة، إضافةً إلى أعداد أربع عشرة مجلة من المجلات الدورية، التي كانت تصدر في مصر مثل مجلة المقتطف، ومجلة الفتح، ومجلة المنار وغيرها، ولا تزال مكتبته إلى الآن في حوزة ولده الأستاذ سيف الإسلام.
أمضى البَنّا تسعة عشر عامًا مُدرِّسًا بالمدارس الابتدائية؛ في الإسماعيلية، ثم في القاهرة، وعندما استقال من وظيفته كمدرس في سنة 1946م كان قد نال الدرجة الخامسة في الكادر الوظيفي الحكومي، وبعد استقالته عمل لمدة قصيرة في جريدة (الإخوان المسلمون) اليومية، ثم أصدر مجلة الشهاب الشهرية ابتداءً من سنة 1947م؛ لتكون مصدرًا مستقلاًّ لرزقه، ولكنها أغلقت بحل جماعة الإخوان المسلمين في 8 من ديسمبر 1948م.
مواقف من حياته
تأثر الشيخ حسن البَنّا بعدد كبير من الشيوخ والأساتذة؛ منهم والده الشيخ أحمد، والشيخ محمد زهران -صاحب مجلة الإسعاد وصاحب مدرسة الرشاد التي التحق بها حسن البَنَّا لفترة وجيزة بالمحمودية- ومنهم أيضًا الشيخ طنطاوي جوهري صاحب تفسير القرآن (الجواهر)، ورَأَس تحرير أول جريدة أصدرها الإخوان المسلمون سنة 1933م.
عَمِلَ حسن البَنَّا بعد تخرجه في دار العلوم سنة 1927م مُدرِّسًا بإحدى المدارس الابتدائية بمدينة الإسماعيلية، وفي السنة التالية 1928م أسَّس جماعة الإخوان المسلمين، ولكنه قبل أن يؤسِّسها كان قد انخرط في عدد من الجمعيات والجماعات الدينية مثل: (جمعية الأخلاق الأدبية)، و(جمعية منع المحرمات في المحمودية)، و(الطريقة الحصافية الصوفية في دمنهور). وشارك أيضًا في تأسيس جمعية الشبان المسلمين سنة 1927م، وكان أحد أعضائها. أما جماعة الإخوان المسلمين التي أسسها فقد نمت وتطورت وانتشرت في مختلف فئات المجتمع، حتى أصبحت في أواخر الأربعينيات أقوى قوة اجتماعية سياسية منظمة في مصر، كما أصبح لها فروع في كثير من البلدان العربية والإسلامية.
وكان البَنّا يؤكِّد دومًا على أن جماعته ليست حزبًا سياسيًّا، بل هي فكرة تجمع كل المعاني الإصلاحية، وتسعى إلى العودة للإسلام الصحيح الصافي، واتخاذه منهجًا شاملاً للحياة.
ويقوم منهجه الإصلاحي على التربية، والتدرج في إحداث التغيير المنشود، ويتلخص هذا المنهج في تكوين الفرد المسلم والأسرة المسلمة، ثم المجتمع المسلم، ثم الحكومة المسلمة، فالدولة، فالخلافة الإسلامية، وأخيرًا يكون الوصول إلى أستاذية العالم.
قاد البَنّا جماعة الإخوان المسلمين على مدى عقدين من الزمان من سنة 1928- 1949م، وخاض بها العديد من المعارك السياسية مع الأحزاب الأخرى، وخاصةً حزب الوفد والحزب السعدي، ولكنه وجَّه أغلب نشاط الجماعة إلى ميدان القضية الوطنية المصرية التي احتدمت بعد الحرب العالمية الثانية، ونادى في ذلك الحين بخروج مصر من الكتلة الإسترلينية للضغط على بريطانيا حتى تستجيب للمطالب الوطنية. وفي هذا السياق قام الإخوان بعقد المؤتمرات، وتسيير المظاهرات للمطالبة بحقوق البلاد، كما قاموا بسلسلة من الاغتيالات السياسية للضباط الإنجليز، ولجنود الاحتلال، وخاصة في منطقة قناة السويس.
القضية الفلسطينية
وقد أولى البَنّا اهتمامًا خاصًّا بقضية فلسطين، واعتبرها قضية العالم الإسلامي بأسره، وكان يؤكِّد دومًا على أن الإنجليز واليهود لن يفهموا إلا لغة واحدة، هي لغة الثورة والقوة والدم، وأدرك حقيقة التحالف الغربي الصهيوني ضد الأمة الإسلامية، ودعا إلى رفض قرار تقسيم فلسطين الذي صدر عن الأمم المتحدة سنة 1947م، ووجه نداءً إلى المسلمين كافة -وإلى الإخوان خاصة- لأداء فريضة الجهاد على أرض فلسطين حتى يمكن الاحتفاظ بها عربية مسلمة، وقال: "إن الإخوان المسلمين سيبذلون أرواحهم وأموالهم في سبيل بقاء كل شبر من فلسطين إسلاميًّا عربيًّا حتى يرث الله الأرض ومن عليها". واتخذت الهيئة التأسيسية للإخوان المسلمين قرارًا في 6 من مايو سنة 1948م ينص على إعلان الجهاد المقدس ضد اليهودية المعتدية، وأرسل البَنّا كتائب المجاهدين من الإخوان إلى فلسطين في حرب سنة 1948م، وكان ذلك من أسباب إقدام الحكومة المصرية آنذاك على حلِّ جماعة الإخوان في ديسمبر سنة 1948م؛ الأمر الذي أدى إلى وقوع الصدام بين الإخوان وحكومة النقراشي.
كان للبَنّا آراء سديدة ونظرات ثاقبة في قضية النهضة التي تشغل المسلمين منذ قرنين من الزمان وما زالوا ينشدونها، فقد ربطها بقضية التحرُّر من الاستعمار والتبعية لأوربا من ناحية، وبالتقدم العلمي الذي يجب أن يحققه المسلمون من ناحية أخرى، وفي ذلك يقول: "لن تنصلح لنا حال، ولن تنفذ لنا خطة إصلاح في الداخل ما لم نتحرر من قيد التدخل الأجنبي". ويقول: "لا نهضة للأمة بغير العلم، وما ساد الكفار إلا بالعلم". وكان يرى أن تبعية المسلمين لأوربا في عاداتها وتقاليدها تحول بينهم وبين استقلالهم ونهضتهم، يقول: "أليس من التناقض العجيب أن نرفع عقائرنا (أصواتنا) بالمطالبة بالخلاص من أوربا، ونحتج أشد الاحتجاج على أعمالها، ثم نحن من ناحية أخرى نقدِّس تقاليدها، ونتعوَّد عاداتها، ونفضِّل بضائعها؟!".
ويرى أيضًا أن قضية المرأة من أهم القضايا الاجتماعية؛ ولذلك فقد اهتم بها منذ بداية تأسيسه لجماعة الإخوان، فأنشأ لها قسمًا خاصًّا باسم (الأخوات المسلمات)، وأكَّد كثيرًا على أن الإسلام أعطى للمرأة كافة الحقوق الشخصية والمدنية والسياسية، وفي الوقت نفسه وضع لها ضوابط تجب مراعاتها عند ممارسة تلك الحقوق.
ولم يَدْعُ البَنّا قَطُّ إلى إقامة نظام حكم ديني ثيوقراطي بالمعنى الذي عرفته أوربا في عصورها الوسطى، بل دعا إلى إقامة حكم إسلامي على أساس الشورى والحرية والعدل والمساواة، وقَبِل قبولاً صريحًا بصيغة الحكم الدستوري النيابي، واعتبره أقرب نظم الحكم القائمة في العالم كله إلى الإسلام، ورأى أن تلك الصيغة إذا طُبِّقت كما ينبغي فإنها تضمن تحقيق المبادئ الثلاثة التي يقوم عليها الحكم الإسلامي، وهي (مسئولية الحاكم)، و(وَحْدة الأمة)، و(احترام إرادتها).
مؤلفاته
(رسائل الإمام الشهيد حسن البنا)، وهي تعتبر مرجعًا أساسيًّا للتعرُّف على فكر ومنهج جماعة الإخوان بصفة عامة.
وله مذكرات مطبوعة عدة طبعات أيضًا بعنوان (مذكرات الدعوة والداعية)، ولكنها لا تغطِّي كل مراحل حياته، وتتوقف عند سنة 1942م.
وله عدد كبير من المقالات والبحوث القصيرة، وجميعها منشورة في صحف ومجالات الإخوان المسلمين التي كانت تصدر في الثلاثينيات والأربعينيات، إضافةً إلى مجلة الفتح الإسلامية التي نشر بها أول مقالة له بعنوان (الدعوة إلى الله)[1].
رأي العلماء فيه
الشيخ المحدِّث محمد بن ناصر الدين الألباني يذكر:
"أنه حينما كانت مجلة (الإخوان المسلمون) تصدر في القاهرة، كان الأستاذ سيد سابق بدأ ينشر مقالات له في فقه السُّنَّة، هذه المقالات التي أصبحت بعد ذلك كتابًا ينتفع فيه المسلمون الذين يتبنَّون نهجنا من السير في الفقه الإسلامي على الكتاب والسنة، هذه المقالات التي صارت فيما بعد كتاب (فقه السنة) لسيد سابق، كنتُ بدأت في الاطِّلاع عليها، وهي لمّا تُجمع في الكتاب، وبدت لي بعض الملاحظات، فكتبتُ إلى المجلة هذه الملاحظات، وطلبتُ منهم أن ينشروها فتفضلوا، وليس هذا فقط؛ بل جاءني كتاب تشجيع من الشيخ حسن البنا (رحمه الله).
وكم أنا آسَف أن هذا الكتاب ضاع مني ولا أدري أين بقي! ثم نحن دائمًا نتحدث بالنسبة لحسن البنا -رحمه الله- فأقولُ أمام إخواني وأمام جميع المسلمين: لو لم يكن للشيخ حسن البنا -رحمه الله- من الفضل على الشباب المسلم سوى أنه أخرجهم من دور الملاهي في السينمات ونحو ذلك والمقاهي، وكتَّلهم وجمَّعهم على دعوة واحدة، ألا وهي دعوة الإسلام؛ لو لم يكن له من الفضل إلا هذا لكفاه فضلاً وشرفًا. هذا نقوله معتقدين، لا مرائين، ولا مداهنين"
أفبعد هذا يأتي من يثير الشكوك حول منهج الاخوان المسلمين الذين يؤمنون بالله واليوم الاخر ويسعون الى اصلاح الامه والتحرر من سيطرة الاجنبي ؟