عبد الله السلفي
عضو مميز
من أراد تحصيل العلم ومعرفة حكم الله ورسوله في مسألة من مسائل الدين ، سواءً في مسائل العقيدة والإيمان ، أو في مسائل الفقه من العبادات والمعاملات ، أو في القضايا المصيرية للأمة كالجهاد والتكفير والتعامل مع الحكام والفتن ، فإنه يجب أن يحرص كل الحرص على معرفة من يأخذ منه دينه ، فلا يأخذ من كل من هب ودب .
قال الإمام مالك رحمه الله : ( إن هذا العلم دين ، فانظروا عمن تأخذون دينكم ) تاريخ دمشق لابن عساكر ( ٥٥ / ٣٥١ ) .
فالعلم يُؤخذ من ( ورثة الأنبياء ) وهم العلماء الربانيون الراسخون في العلم كبار السن الذين ورثوا علمهم وأخذوه كابراً عن كابر .
وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( ... العلماءَ ورثةُ الأنبياءِ ، وإنَّ الأنبياءَ ، لم يُوَرِّثوا دينارًا ، ولا درهمًا ، إنما وَرّثوا العلمَ ، فمن أخذه أخذ بحظٍّ وافرٍ ) رواه أبو داود والترمذي وابن ماجه وغيرهم ، وصححه الشيخ الألباني في صحيح الجامع الصغير وزيادته برقم ٦٢٩٧ .
قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( البركة مع أكابركم ) رواه ابن حبان وغيره وصححه العلامة الألباني في الصحيحة ( ٤ / ٣٨٠ ) برقم ١٧٧٨ .
فالميراث يُؤخذ من أهله ولا يُؤخذ من غيرهم ، وأعلم الناس بالميراث وتفاصيله هم أهله الوارثون له .
قال عمرو بن قيس رحمه الله : ( إن الشاب لينشأ ، فإن آثَرَ أن يجالس أهل العلم كاد أن يسلم، وإن مالَ إلى غيرهم كاد أن يعطب ) الإبانة عن شريعة الفرقة الناجية ( ١ / ٢٠٦ ) طبعة دار الراية ، تحقيق رضا بن نعسان معطي .
واليوم نرى زهد الكثيرين من الشباب في أهل العلم ، بل ويحقّرونهم ويطعنون فيهم وفي علمهم وأمانتهم ، فبدلاً من مجالسة العلماء ورثة الأنبياء ، فإنهم يميلون إلى مجالسة المفكرين والجهلة المتصدرين والإعلاميين الكاذبين وطلاب الحكم الطامعين والسياسيين المنافقين .
وقد يكون دافع ذلك الزهد والتحقير والطعن : البغي والحسد لما آتاهم الله من فضله وما وفقهم إليه من العلم النافع والعمل الصالح واتباع منهج السلف الصالح رحمهم ، وعدم الركون لأهل البدع والضلال ، كما هو حال بني إسرائيل الذين خالفوا وحاربوا أهل الحق فيهم لما أنعم الله عليهم من العلم والهدى .
فقد قال الإمام ابن بطة رحمه الله بعدما ذكر كلام الله جل وعلا في بني إسرائيل : ( إخواني ، هذا نبأ قومٍ فضّلهم الله الله وعلَّمهم وبصَّرهم ورفعهم ، ومنع ذلك آخرين إصرارهم على البغي عليهم والحسد لهم إلى مخالفتهم وعداوتهم ومحاربتهم ، فاستنكفوا أن يكونوا لأهل الحق تابعين وبأهل العلم مقتدين ، فصاروا أئمة مضلين ، ورؤساء في الإلحاد ، رجوعاً عن الحق وطلب الرياسة وحباًّ للاتباع والاعتقاد ) المصدر السابق ( ١ / ٢٧٢ ) .
وللأسف أن كثيراً من الناس لا يميزون بين العالم والجاهل ، ولا يعرفون الفرق بين الأمين والخائن ، فيأخذون العلم والدين من كل من هب ، وهذا ما أداهم إلى عدم معرفة الحق من الباطل .
وقد قال الفضيل بن عياض رحمه الله : ( كيف بك إذا بقيتَ إلى زمان شاهدتَ الناس فيه لا يفرقون بين الحق والباطل ، ولا بين المؤمن والكافر ، ولا بين الأمين والخائن ، ولا بين الجاهل والعالم ، ولا يعرفون معروفاً ولا ينكرون منكراً ) المصدر السابق ( ١ / ١٨٨ ) .
وهذا الأمر قد أدركه السلف الصالح رحمهم الله قبل ألف سنة ، فقد قال الإمام ابن بطة رحمه الله معلقاً : ( فإنا لله وإنا إليه راجعون ، فإنا قد بلغنا هذا وسمعناه وعلمنا أكثره وشاهدناه ..... ) المصدر السابق بنفس الجزء والصفحة .
هذا ما حصل في عامة المسلمين في زمن السلف الصالح ، فكيف بزمننا هذا والله المستعان ؟!
وهذا سببه : انتشار الجهل وقلة العلم ، وهذا من علامات الساعة .
كما قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم : ( إنَّ من أشراطِ الساعةِ : أن يفيضَ المالُ ، ويكثرَ الجهلُ ، وتظهرَ الفتنُ ، وتفشُوَ التجارةِ ، ..... ) رواه النسائي وغيره وصححه الشيخ الألباني ( ٦ / القسم الأول / ص ٦٣١ ) برقم ٢٧٦٧ .
ولا يؤخذ العلم الشرعي من أهل البدع والأهواء والضلال وأصحاب الأفكار المنحرفة الذين يقدمون عقولهم وآراءهم على نصوص الكتاب والسنة وأقوال السلف والأئمة والمنهج الذي ساروا عليه .
فقد قال النبي عليه الصلاة والسلام : ( إن من أشراط الساعة أن يُلتمس العلم عند الأصاغر ) رواه الطبراني في ( المعجم الكبير ) وغيره ، وصححه الألباني في الصحيحة ( ٢ / ٣٠٩ ) برقم ٦٩٥ .
قوله عليه الصلاة والسلام : ( الأصاغر ) ، المراد منه : أهل البدع .
قال عبد الله المبارك رحمه الله : ( الأصاغر : أهل البدع ) رواه ابن المبارك في ( الزهد ) ، وقال العلامة الألباني في الصحيحة ( ٢ / ٣٠٩ ) : سنده جيد .
وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( إنما أخاف على أمتي : الأئمة المضلين ) رواه أبو داود والترمذي وغيرهما وصححه الشيخ الألباني في الصحيحة ( ٤ / ١١٠ ) .
قال الحسن البصري رحمه الله : ( لا يُمَكِّنُ أذنه من صاحب بدعة ) تاريخ بغداد ( ٥ / ٢٢٨ ) .
وقال سَلَم بن نجادة رحمه الله : ( دخلتُ على عبيد الله بن موسى لأسمع منه ، فإذا هو يقرأ على قومٍ مثالبَ عثمانَ رضي الله عنه ، فخرجتُ ولم أسمع منه شيئاً ) تاريخ بغداد ( ٩ / ١٤٧ - ١٤٨ ) .
قال سفيان رحمه الله : ( من أصغى سمعه إلى صاحب بدعة فقد خرج من عصمة الله تعالى ) حلية الأولياء أبي نعيم ( ٧ / ٢٦ ) .
قال الإمام مالك رحمه الله : ( لا يُؤخذ العلم من صاحب هوى يدعو إلى هواه ) المعرفة والتاريخ للفسوي ( ١ / ٦٨٤ ) .
وكان من منهج السلف رحمهم الله : عدم الأخذ من أهل البدع ، كالذين يرون الخروج على الحكام وغيرهم من الثوريين .
وقيل لأبي مسهر رحمه الله : ( كيف لم تكتب عن محمد بن راشد ؟! قال : كان يرى الخروج على الأئمة ) تاريخ دمشق لابن عساكر ( ٥٣ / ١٣ ) وتاريخ بغداد للخطيب البغدادي ( ٥ / ٢٧٤ ) .
بل إنهم صرحوا بأسماء بعض أهل البدع في التحذير منهم ومن أخذ العلم عنهم :
فقد قال الإمام أحمد رحمه الله : ( أخزى الله الكرابيسي . لا يُجالَس ، ولا تكتب حديثه ، ولا يُجالَس من يجالسه ) طبقات الحنابلة لابن رجب الحنبلي ( ١ / ١٠٩ ) .
والكرابيسي : هو الحسين بن علي بن يزيد البغدادي ، وكان أول من قال : ( لفظي بالقرآن مخلوق ) .
والعلم الشرعي لا يُؤخذ من الشباب صغار السن ، بل يُؤخذ من العلماء الكبار ، الكبار في العلم من ذوي الأسنان .
قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه : ( لا يزال الناس بخير ما أتاهم العلم من علمائهم وكبرائهم وذوي أسنانهم ، فإذا أتاهم من صغارهم وسفلتهم فقد هلكوا ) الإبانة عن شريعة الفرقة الناجية ( ١ / ١٨٨ ) طبعة دار الراية ، تحقيق رضا بن نعسان معطي .
والعجيب أنك تجد بعض الناس يأخذ العلم ممن ليس له فقه بنصوص الكتاب والسنة وليس متخصصاً بالعلوم الشرعية ، بل تجد تخصصه في العلوم الدنيوية : كالطب والهندسة والزراعة !
تابع
قال الإمام مالك رحمه الله : ( إن هذا العلم دين ، فانظروا عمن تأخذون دينكم ) تاريخ دمشق لابن عساكر ( ٥٥ / ٣٥١ ) .
فالعلم يُؤخذ من ( ورثة الأنبياء ) وهم العلماء الربانيون الراسخون في العلم كبار السن الذين ورثوا علمهم وأخذوه كابراً عن كابر .
وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( ... العلماءَ ورثةُ الأنبياءِ ، وإنَّ الأنبياءَ ، لم يُوَرِّثوا دينارًا ، ولا درهمًا ، إنما وَرّثوا العلمَ ، فمن أخذه أخذ بحظٍّ وافرٍ ) رواه أبو داود والترمذي وابن ماجه وغيرهم ، وصححه الشيخ الألباني في صحيح الجامع الصغير وزيادته برقم ٦٢٩٧ .
قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( البركة مع أكابركم ) رواه ابن حبان وغيره وصححه العلامة الألباني في الصحيحة ( ٤ / ٣٨٠ ) برقم ١٧٧٨ .
فالميراث يُؤخذ من أهله ولا يُؤخذ من غيرهم ، وأعلم الناس بالميراث وتفاصيله هم أهله الوارثون له .
قال عمرو بن قيس رحمه الله : ( إن الشاب لينشأ ، فإن آثَرَ أن يجالس أهل العلم كاد أن يسلم، وإن مالَ إلى غيرهم كاد أن يعطب ) الإبانة عن شريعة الفرقة الناجية ( ١ / ٢٠٦ ) طبعة دار الراية ، تحقيق رضا بن نعسان معطي .
واليوم نرى زهد الكثيرين من الشباب في أهل العلم ، بل ويحقّرونهم ويطعنون فيهم وفي علمهم وأمانتهم ، فبدلاً من مجالسة العلماء ورثة الأنبياء ، فإنهم يميلون إلى مجالسة المفكرين والجهلة المتصدرين والإعلاميين الكاذبين وطلاب الحكم الطامعين والسياسيين المنافقين .
وقد يكون دافع ذلك الزهد والتحقير والطعن : البغي والحسد لما آتاهم الله من فضله وما وفقهم إليه من العلم النافع والعمل الصالح واتباع منهج السلف الصالح رحمهم ، وعدم الركون لأهل البدع والضلال ، كما هو حال بني إسرائيل الذين خالفوا وحاربوا أهل الحق فيهم لما أنعم الله عليهم من العلم والهدى .
فقد قال الإمام ابن بطة رحمه الله بعدما ذكر كلام الله جل وعلا في بني إسرائيل : ( إخواني ، هذا نبأ قومٍ فضّلهم الله الله وعلَّمهم وبصَّرهم ورفعهم ، ومنع ذلك آخرين إصرارهم على البغي عليهم والحسد لهم إلى مخالفتهم وعداوتهم ومحاربتهم ، فاستنكفوا أن يكونوا لأهل الحق تابعين وبأهل العلم مقتدين ، فصاروا أئمة مضلين ، ورؤساء في الإلحاد ، رجوعاً عن الحق وطلب الرياسة وحباًّ للاتباع والاعتقاد ) المصدر السابق ( ١ / ٢٧٢ ) .
وللأسف أن كثيراً من الناس لا يميزون بين العالم والجاهل ، ولا يعرفون الفرق بين الأمين والخائن ، فيأخذون العلم والدين من كل من هب ، وهذا ما أداهم إلى عدم معرفة الحق من الباطل .
وقد قال الفضيل بن عياض رحمه الله : ( كيف بك إذا بقيتَ إلى زمان شاهدتَ الناس فيه لا يفرقون بين الحق والباطل ، ولا بين المؤمن والكافر ، ولا بين الأمين والخائن ، ولا بين الجاهل والعالم ، ولا يعرفون معروفاً ولا ينكرون منكراً ) المصدر السابق ( ١ / ١٨٨ ) .
وهذا الأمر قد أدركه السلف الصالح رحمهم الله قبل ألف سنة ، فقد قال الإمام ابن بطة رحمه الله معلقاً : ( فإنا لله وإنا إليه راجعون ، فإنا قد بلغنا هذا وسمعناه وعلمنا أكثره وشاهدناه ..... ) المصدر السابق بنفس الجزء والصفحة .
هذا ما حصل في عامة المسلمين في زمن السلف الصالح ، فكيف بزمننا هذا والله المستعان ؟!
وهذا سببه : انتشار الجهل وقلة العلم ، وهذا من علامات الساعة .
كما قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم : ( إنَّ من أشراطِ الساعةِ : أن يفيضَ المالُ ، ويكثرَ الجهلُ ، وتظهرَ الفتنُ ، وتفشُوَ التجارةِ ، ..... ) رواه النسائي وغيره وصححه الشيخ الألباني ( ٦ / القسم الأول / ص ٦٣١ ) برقم ٢٧٦٧ .
ولا يؤخذ العلم الشرعي من أهل البدع والأهواء والضلال وأصحاب الأفكار المنحرفة الذين يقدمون عقولهم وآراءهم على نصوص الكتاب والسنة وأقوال السلف والأئمة والمنهج الذي ساروا عليه .
فقد قال النبي عليه الصلاة والسلام : ( إن من أشراط الساعة أن يُلتمس العلم عند الأصاغر ) رواه الطبراني في ( المعجم الكبير ) وغيره ، وصححه الألباني في الصحيحة ( ٢ / ٣٠٩ ) برقم ٦٩٥ .
قوله عليه الصلاة والسلام : ( الأصاغر ) ، المراد منه : أهل البدع .
قال عبد الله المبارك رحمه الله : ( الأصاغر : أهل البدع ) رواه ابن المبارك في ( الزهد ) ، وقال العلامة الألباني في الصحيحة ( ٢ / ٣٠٩ ) : سنده جيد .
وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( إنما أخاف على أمتي : الأئمة المضلين ) رواه أبو داود والترمذي وغيرهما وصححه الشيخ الألباني في الصحيحة ( ٤ / ١١٠ ) .
قال الحسن البصري رحمه الله : ( لا يُمَكِّنُ أذنه من صاحب بدعة ) تاريخ بغداد ( ٥ / ٢٢٨ ) .
وقال سَلَم بن نجادة رحمه الله : ( دخلتُ على عبيد الله بن موسى لأسمع منه ، فإذا هو يقرأ على قومٍ مثالبَ عثمانَ رضي الله عنه ، فخرجتُ ولم أسمع منه شيئاً ) تاريخ بغداد ( ٩ / ١٤٧ - ١٤٨ ) .
قال سفيان رحمه الله : ( من أصغى سمعه إلى صاحب بدعة فقد خرج من عصمة الله تعالى ) حلية الأولياء أبي نعيم ( ٧ / ٢٦ ) .
قال الإمام مالك رحمه الله : ( لا يُؤخذ العلم من صاحب هوى يدعو إلى هواه ) المعرفة والتاريخ للفسوي ( ١ / ٦٨٤ ) .
وكان من منهج السلف رحمهم الله : عدم الأخذ من أهل البدع ، كالذين يرون الخروج على الحكام وغيرهم من الثوريين .
وقيل لأبي مسهر رحمه الله : ( كيف لم تكتب عن محمد بن راشد ؟! قال : كان يرى الخروج على الأئمة ) تاريخ دمشق لابن عساكر ( ٥٣ / ١٣ ) وتاريخ بغداد للخطيب البغدادي ( ٥ / ٢٧٤ ) .
بل إنهم صرحوا بأسماء بعض أهل البدع في التحذير منهم ومن أخذ العلم عنهم :
فقد قال الإمام أحمد رحمه الله : ( أخزى الله الكرابيسي . لا يُجالَس ، ولا تكتب حديثه ، ولا يُجالَس من يجالسه ) طبقات الحنابلة لابن رجب الحنبلي ( ١ / ١٠٩ ) .
والكرابيسي : هو الحسين بن علي بن يزيد البغدادي ، وكان أول من قال : ( لفظي بالقرآن مخلوق ) .
والعلم الشرعي لا يُؤخذ من الشباب صغار السن ، بل يُؤخذ من العلماء الكبار ، الكبار في العلم من ذوي الأسنان .
قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه : ( لا يزال الناس بخير ما أتاهم العلم من علمائهم وكبرائهم وذوي أسنانهم ، فإذا أتاهم من صغارهم وسفلتهم فقد هلكوا ) الإبانة عن شريعة الفرقة الناجية ( ١ / ١٨٨ ) طبعة دار الراية ، تحقيق رضا بن نعسان معطي .
والعجيب أنك تجد بعض الناس يأخذ العلم ممن ليس له فقه بنصوص الكتاب والسنة وليس متخصصاً بالعلوم الشرعية ، بل تجد تخصصه في العلوم الدنيوية : كالطب والهندسة والزراعة !
تابع