التعويض الادبي

حنفي سرحان

عضو جديد
التعويض الادبي

بقلم حنفي سرحان
......

بغض النظر عن توجه جريدة الرأي العام وتخبطها الان، كنت ومازلت مع حقها في المقاضاة في قضية اسم الصحيفة الذي اخذ سنين طويلة بدون سبب مقنع، لكن بالنهاية احتفظ الملاك بالاسم وكسبوا القضية.
كنا نستبشر خيرا في المرحلة الجديدة وظهور صحيفة قد تنتصر للشعب وتحمي مطالبه، لكن اتضح انها مجرد صحيفة أخرى صفراء وصاحبها يلهث وراء مصالحه ويهتم بها اكثر من الشعب.
اه، سئمنا العزف على وتر الطائفية، والشعب اثبت انه اوعى من اساليبكم.
يتم نشر تصريح للنائب في البرلمان الغير الشرعي عبدالرحمن الجيران يحذر فيه وزير الاشغال ويسأله: لماذا تم هدم مسجد للسنة وبناء حسينية مكانه؟
الى متى سيستمر هذا الاستقطاب الطائفي؟ ولصالح من؟ ومن المستفيد؟ وهل يتم صرف الانظار عن امور اخرى باستخدام مثل هذا الطرح؟
بل من من الناس الذين مازالوا يصدقون هذه التصريحات؟ وماهو موقف الاخ بتاع التهديد من الحكم النهائي في قضية التجسس الايراني؟ والله وتالله سئمنا منكم ومن الاعيبكم واسلوبكم العفن.
يجب ان نعود انفسنا جميعاً شبابنا ونساءنا وشيوخنا على التعود في المطالبات بحقوقنا كلها، وايضاً على واجباتنا تجاه بلدنا وان نسعى لتحقيق الافضل لهذه الارض ولمستقبل هذه الارض.
حقيقة لا اعرف ان كان هناك ممارسات قانونية واقعية لموضوع التعويض الادب؟ ولا ادري ان كانت هناك قضايا تمت وتم تعويض المتضررين تحت بند التعويض الادبي؟..
اشهر قضية تشابه موضوع التعويض هي قضية خالد الزامل ضد البنك الوطني.
لا اقصد بالتعويض الادبي فيما يخص افراد من عامة الناس، او بين صحيفة اخبارية واخرى لكن اقصد بين حق الفرد/ المواطن ضد اساءة تأتي من الدولة او الشركة او شخصية اعتبارية ضد فئة من الناس.
مثال حي على ذلك هو عصرنا هذا عصر السرعة، فاليوم لم يعد هناك فرق كبير بين الشأن المحلي والاقليمي. بل اجزم ان الغالبية مضطرة لمتابعة احداث اقليمية او عالمية اكثر من الشأن المحلي، ولا يلام من يفعل ذلك، لان الشأن المحلي رخم ويغث بصراحة!
المهم نتابع الاحداث عن طريق التصفح او في وسائل التواصل واذا بكابتن سفينة في جنوب ايطاليا قرر ان يضرب كيبل الانترنت! طيب سواء عن عمد او لم يتعمد او حتى عندما يقرر القرش الافدع يلتهم جزء من الكيبل، نصبح فجأة محللين. وننتظر كلنا رجوع "الخدمة" يعني كلنا في الهوى سوى.
لماذا لم نسمع قط عن محاسبة كابتن سفينة مرة واحدة في هذه الحوادث؟ بالرغم من زيادة الحالات مقارنة بايام صخر العالمية.
هل يحق للمواطن المطالبة بتعويض ادبي؟ وكيف سيتم تقييم الضرر؟
طبعاً هناك قضايا اكبر بكثير من انقطاع خدمة، اقصد إسائة حقيقية ينتج عنها ضرر نفسي ولو مؤقت.
الجميع يتكلم عن التلوث الاشعاعي في منطقة صبحان لسنين طويلة، ولم يعرف من المتسبب؟ ومن هي الجهة المفترض محاسبتها ؟ الاغذية الفاسدة، هل الابعاد يكفي ؟
طيب وماذا عن معسكر الاعلام الفاسد وكيف ان غالبيتهم يسرقون ليس الاراضي والاستثمارات والناقلات بل حتى المقالات، هم يسرقون اكثر من ذلك اليوم، لكن لم تسلم حتى المقالات.
انا حنفي لم اسلم منهم..في اولى مقالاتي هنا في المنتدى تم سرقة فقرة باكملها من مقالي وجدتها بعد ايام في مقال لكاتب مشهور في صحيفة عفنه. المضحك هو ان هذا الكاتب الشهير نسبها لمحادثة تلفونية، بكل جرأة هؤلاء يظنون اننا لانقرأ ولانراقب.
ما اقصده هنا هو لو كنا في بلد يحترم حقوق الانسان لما تجرأت هذه الصحيفة بنشر هذا المقال او كنت قد رفعت قضية وبكل سهولة ربحتها كتعويض ادبي.
بالرغم ان هذه الحادثة قديمة الا اني مازلت اتذكرها، يا ترى لماذا؟
هناك افلام امريكية كثيرة تحدثت عن قضايا التعويض وكيف تم رفع القضايا وتعويض المتضررين.
الا ان حتى في امريكا الوضع كل يوم يزداد تعقيداً ويصبح من الصعب جداً ربح قضايا التعويض.
وأخيراً لو كنت في دولة تحترم الانسان وحقوقه لرفعت قضية على الجيران بسبب مساهمته في عملية الاستقطاب الطائفي واستهزاءه بالطائفة الشيعية والسنية معاً.


--- --- ---

ملاحظة: اسماء بعض الافلام لمن يرغب في مشاهدة مفيدة عن مواضيع تشبه قضية التعويض الادبي والصراعفي كيفية رد الاعتبار ومحاسبة المتسببين:

- إرين بروكوڤيتش Erin Brookovich
- ذا رين ميكر the rainmaker
- عمل مدني سيڤل اكشن A civil Action
- نفحة من العبقرية Flash of Genius


الاخير فلم عن وقائع حقيقة حدثت في الستينات لمهندس اخترع طريقة تنظيم المشاشات في المركبات التي نقودها اليوم.
المهندس كان يريد تسجيل الاختراع باسمه، لكن شركات السيارات العملاقة سرقت تصميمه وتجاهلته، وبعد معاناة كبيرة بالمحاكم وفي التسعينات ربح حكم ضد شركة فورد كتعويض وصل الى 10 ملايين دولار، وحكم تعويض مماثل من شركة كرازيلر يصل الى 18 مليون دولار.


......

كلمة أخيرة / ملابسات حادثة وفاة الناشط جابر القحطاني تتطلب ايضاً تحرك لمعرفة حقيقة ماجرى، نعم هو قدر الله وماشاء فعل، والله يرحمه ويوسع مدخله ويغسله بالماء والثلج والبرد، ما اقصده هو معرفة تفاصيل الحادثة لتجنبه وتوعية الناس منه، اذا كان الدكتور المسؤول كما يقال غير مؤهل وزاد بالجرعة المخدرة، ولا يضر ايضاً المطالبة بتعويض منهم، حتى نبني له مستشفى وهو بالتأكيد يستحق اكثر.أخيراً، اشكر جهد جميع الشباب وكل من ساهم في بناء مسجد للمرحوم باذن الله جابر القحطاني، الرجل الذي حمى ودافع عن الشعب ولم يرضى على إهانته.

75909200px.png
 
أعلى