بقلم//ياسين شملان الحساوي
أخلاق الإنسانية والإسلام هناك
مع النهار
أخلاق الإنسانية والإسلام هناك
مع النهار
هي تخطت الخامسة والثمانين تعيش وحيدة على الكفاف في قرية نائية في «صربيا» وعلى الله وعلى مساعدة أصدقائها الأوفياء بالأطعمة والملابس مع انهم في نفس مستواها ويقطنون على بعد ساعتين مشياً على الأقدام.. عاشت وعاشوا معها سنين طويلة ولم تتعد المساعدة الحكومية لها 70 دولاراً يطير نصفها على رسوم الكهرباء والماء.. ولكنها كانت راضية بحياتها وسعيدة رغم قسوتها، تهيئ نفسها للموت في بلدتها بعد هذه السنين الطويلة.
وذات يوم فاجأتها رسالة حكومية تخبرها بأنها ورثت مبلغ 660 ألف دولار من زوجها الذي هجرها إلى أستراليا موطنه الأصلي الذي كون فيه ثروة وها هي تؤول اليها بصفتها وريثته.
تمت الإجراءات بين الدولتين حتى تسلمت الثروة.
أصبحت تفكر هل تنتقل إلى المدينة الصاخبة؟.. هل تستخدم من يقوم على خدمتها؟.. هل تشتري الحلي والمصاغ ووسائل الرفاهية؟.. كل هذه الأفكار وغيرها أصبحت تشغل تفكيرها المنهك من سنين عمرها.. ماذا ستفعل بهذه المبالغ والموت أصبح قريباً منها؟.. قالت لنفسها بعد تفكير طويل ليتها جاءت وهي شابة أو في منتصف العمر.. اما الآن فهي ليست في حاجة لها.
سألتها صحافية علمت بأحوالها: ماذا ستفعلين بهذا المبلغ الطائل؟ ردت العجوز: بل قولي ماذا فعلت به؟.. بهتت الصحافية وظلت صامتة. فقالت العجوز: لقد وزعت ارثي بالتساوي بيني وبين أصدقاء الحياة الأوفياء الذين لم يتوانوا يوماً عن مساعدتي ومؤازرتي في ملمات حياتي رغم فقرهم فمن الواجب ان يكون لهم نصيب.
***
قرأت قصة هذه السيدة الرائعة في الجرائد منذ أيام والتي لم تزد عن الخمسة أسطر.. ولكنني أحسست بانسانيتها ووفائها لمن ساندوها أيام العوز والمرض والسراء والضراء دون مقابل ودون أن يعلموا بما سترث.. وتحدثت مشاعري.
لقد كانت بينهم المحبة طوال عشرات السنين.. فتأثرت بهذه الواقعة الانسانية الحقيقية فرسمت وأضفت لها بعض ما املى علي وجداني حبا واحتراما لهذه الانسانة الرائعة.
فأنا اعرف أناساً عديمي الوفاء لأهل الوفاء الذين ساندوهم في وقت الضيق وساعدوهم على تنمية استثمارات مورثهم وعندما ورثوا الملايين تخلوا عنهم واعتبروهم أقل من طبقتهم بعدما اصبحوا اثرياء.. واختاروا التعامل مع صيادي الأموال الذين خدعوهم بمعرفتهم في تطوير ثرواتهم مدعين العلم والمعرفة بهذا المجال وخلال سنوات قليلة خسروا نصف ميراثهم الكبير ودخلوا في متاهات المحاكم و«حسابة المحامين تحسب»..
وكل الخوف ان يضيع باقي الارث لقلة الخبرة أو لاعتقادهم انهم اصبحوا أغنياء من كبار القوم واقنعوا انفسهم بانهم طالما يملكون المال فانهم اصبحوا علماء في كل امور الدنيا ولا اعتراف بجميل الأوفياء.
ويبقى الوفاء الإنساني سيد الأخلاق فما فائدة المال ان خسرت الأهل والرفاق وقربت منك كل دجال وصولي وأفّاق.
مقالة لكل من سلب المال وفاءه ومشاعره
وذات يوم فاجأتها رسالة حكومية تخبرها بأنها ورثت مبلغ 660 ألف دولار من زوجها الذي هجرها إلى أستراليا موطنه الأصلي الذي كون فيه ثروة وها هي تؤول اليها بصفتها وريثته.
تمت الإجراءات بين الدولتين حتى تسلمت الثروة.
أصبحت تفكر هل تنتقل إلى المدينة الصاخبة؟.. هل تستخدم من يقوم على خدمتها؟.. هل تشتري الحلي والمصاغ ووسائل الرفاهية؟.. كل هذه الأفكار وغيرها أصبحت تشغل تفكيرها المنهك من سنين عمرها.. ماذا ستفعل بهذه المبالغ والموت أصبح قريباً منها؟.. قالت لنفسها بعد تفكير طويل ليتها جاءت وهي شابة أو في منتصف العمر.. اما الآن فهي ليست في حاجة لها.
سألتها صحافية علمت بأحوالها: ماذا ستفعلين بهذا المبلغ الطائل؟ ردت العجوز: بل قولي ماذا فعلت به؟.. بهتت الصحافية وظلت صامتة. فقالت العجوز: لقد وزعت ارثي بالتساوي بيني وبين أصدقاء الحياة الأوفياء الذين لم يتوانوا يوماً عن مساعدتي ومؤازرتي في ملمات حياتي رغم فقرهم فمن الواجب ان يكون لهم نصيب.
***
قرأت قصة هذه السيدة الرائعة في الجرائد منذ أيام والتي لم تزد عن الخمسة أسطر.. ولكنني أحسست بانسانيتها ووفائها لمن ساندوها أيام العوز والمرض والسراء والضراء دون مقابل ودون أن يعلموا بما سترث.. وتحدثت مشاعري.
لقد كانت بينهم المحبة طوال عشرات السنين.. فتأثرت بهذه الواقعة الانسانية الحقيقية فرسمت وأضفت لها بعض ما املى علي وجداني حبا واحتراما لهذه الانسانة الرائعة.
فأنا اعرف أناساً عديمي الوفاء لأهل الوفاء الذين ساندوهم في وقت الضيق وساعدوهم على تنمية استثمارات مورثهم وعندما ورثوا الملايين تخلوا عنهم واعتبروهم أقل من طبقتهم بعدما اصبحوا اثرياء.. واختاروا التعامل مع صيادي الأموال الذين خدعوهم بمعرفتهم في تطوير ثرواتهم مدعين العلم والمعرفة بهذا المجال وخلال سنوات قليلة خسروا نصف ميراثهم الكبير ودخلوا في متاهات المحاكم و«حسابة المحامين تحسب»..
وكل الخوف ان يضيع باقي الارث لقلة الخبرة أو لاعتقادهم انهم اصبحوا أغنياء من كبار القوم واقنعوا انفسهم بانهم طالما يملكون المال فانهم اصبحوا علماء في كل امور الدنيا ولا اعتراف بجميل الأوفياء.
ويبقى الوفاء الإنساني سيد الأخلاق فما فائدة المال ان خسرت الأهل والرفاق وقربت منك كل دجال وصولي وأفّاق.
مقالة لكل من سلب المال وفاءه ومشاعره