ابو فهد الكويتي
عضو ذهبي
,
,
السلام عليكم ورحمة الله
قال الصائغ :
إِيوانُ كِسرى غدا اعلاهُ اسفلَهُ ** وقصرُ قيصرَ مثلَ الأَربُعِ الدُرُس
ونارُ آل انوشِروانَ قد طَفِئَت ** وزالَ تسعيرُها من مُوبَذِ الفُرُسِ
وزُحزِحَت ظُلمةُ الأوثانِ وانحسَرَت ** ملابسُ التَبَسَت من كل ملتبسِ
وزالَ منها أَفيكُ النُطقِ وانبكَمَت ** أفواهُها ومُنِي الشَيطانُ بالخَرَسِ
وقُوِّضَت دِكَك الأَصنامِ وانهدَمَت ** وكلُّ مرتفعٍ أَقوى إِلى الأُسُسِ
سارت إلى سائر الأَقطار دَعوتُهُ ** شَرقاً وغرباً فمن هِندٍ لأَندَلُسِ
ضاءَت بها فانجَلَت باللَهِ ظُلمتُها ** وأَسفَرَت كسُفُور الليل بالقَبَسِ
كأَنها الشمسُ في الإِصباحِ إذ بَزَغَت * جَلَت من الكونِ داجي خُلقِهِ الشِكسِ
ذاوي الضَلالةِ أَمسى شرَّ مُقتَلَعٍ ** وناضرُ الهَدى أَضحى خيرَ منغَرِسٍ
بشَرعِهِ انتسَخَت كلُّ الشرائع وال * أديانِ والشمسُ تمحو داجيَ الغَلَسِ
فاكرِم بدين الهٍ فوقَ كل نُهىً ** أَضحى أُولو الكُفرِ من معناهُ في هَوَسِ
الا الأُولى صدَّقوا تحقيقَ بَعثتِهِ ** لقد نَجوا من عِثارِ الشَكِّ والحدسِ
وافي ليُنهِضَ جَدَّ الناس آدَمَ مَن ** أَخطى بنقلِ الخُطى في جَدِّهِ التَعِسِ
ويطلقَ المذنبَ المحبوسَ في نَفَقٍ ** بفَيضِ إِطلاق عفوٍ غير محتبسِ
حَلالَهُ عَسَلٌ من لَذَّةٍ فمُنِي ** بلسع أَيمِ المَنا من ذلك اللَعَسِ
قد اجتَبانا وما منا سِوى دَنِسٍ ** مستغرقٍ في حَما الآثام منغمسِ
أماطَ عنا حُبى الأَوزارِ حينَ حَبا ** رجاءَ خيرِ الحِبا للقانطِ اليَؤُسِ
أَدى لنا النعمةَ الفُضلى تجسُّدُهُ ** وعمَّ إذ خَصَّ بالإِحسانِ كلَّ مُسِي
هو المواسيُ والمؤسِي خلائَقهُ ** وان اساؤوا اليهِ فهو ليسَ يُسِي
آنستَ نارَ الهُدى يا صاحِ فاعشُ إلى ** مَنارِهِ وسَناهُ لاحَ فاقتبِسِ
,
ضرار الفهري :
أَبلِغ أَبا بَكرٍ إِذا ما لَقيتَهُ ** بِأَنَّ هِرَقلاً عَنكُمُ غَيرُ نائِمِ
فَجَيشُكَ لا يُخذَل وَأَمرُكَ لا يُهَن ** أَلا رُبَّ مَولىً نَصرُهُ غَيرُ عاتِمِ
يَقيكَ الأَسى اللَهَ دونَ غَيرِهِ ** وَحَسبي إِلَهٌ نَصرُهُ خَيرُ غانِمِ
وقال ضرار:
وَلَمّا لَقيناهُم بَهنَدفَ جَمعِهِم ** أَناخوا وَقالوا إِصبِروا آل فارِسِ
فَقُلنا جَميعاً نَحنُ أَصبَرُ مِنكُمُ ** وَأَكرَمُ في يَومِ الوَغى وَالتَمارُسِ
ضَرَبناهُمُ بِالبيضِ حَتّى إِذا اِنثَنَت ** أَقَمنا لَها مِثلاً بِضَربِ القَوانِسِ
فَما فَتِئَت خَيلي تَقُصُّ طَريقَهُم ** وَتَقتُلُهُم بَعدَ اِشتِباكِ الحَنادِسِ
فَعادوا لَنا ديناً وَدانوا بِعَهدِنا ** وَعُدنا إِلَيهِم بِالنُهى في المَجالِسِ
,
,
,