هل الظاهرية فكرهم كالخوارج؟ الرد على فرية ابن العربي وبكر البشري

بوجسوم

عضو ذهبي
الحمد لله عظيم المنة ؛ ناصر الدين بأهل السنة ، و الصلاة و السلام على خاتم المرسلين قائد الغر المحجلين سيدنا محمد و على آله- أعني ذريته و أزواجه – و صحابته الكرام -الذين زكاهم ربي- ومن اتبع قوله تعالى :" أولئك الذين هدى الله ، فبهداهم اقتده "
والعاقبة للمتقين [الذين جعلوا بينهم و بين عذاب الله وقاية لا الذين لبسوا مسوح الضأن على قلوب الذئاب]

جواب السؤال المطروح هل الظاهرية فكرهم كالخوارج؟ و أجاب على هذا السؤال الأخ ابومحمد المصري:

اتهم الكثيرون أهل الظاهر بأن فهمهم كالخوارج فهم يأخذون آية ويفهمونها على ظاهرها حيث قال ابن العربي الأشعري المالكي عن الظاهرية إنهم إخوان الخوارج(1) وهو نفسه كلام بكر البشري تقريباً .
وهذا هو الرد من كتاب تحرير بعض المسائل على مذهب الأصحاب (ص35 وما بعدها) للعلامة ابن عقيل الظاهري :
(( قال بكر البشري: إنما ضلت الخوارج بحملها القرآن على ظاهره.
فيجيب شيخنا أبو محمد بهذه الحرارة:
( كذب، وأفك، وافترى، وأثم !! ما ضلت إلا بمثل ما ضل هو به من تعلقهم بآيات ما، وتركوا غيرها، وتركوا بيان رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي أمره الله عز وجل أن يبين للناس ما نزل إليهم، كما تركه بكر أيضاً ) ا هـ.
فخصوم أبي محمد للتشنيع عليه يقولون: خطتك يا أبا محمد خطة الخوارج؛ لأنهم اتبعوا الظواهر التي تتبعها، فينبري لهم أبو محمد فيكذبهم: أفكوا، أثموا ... ولا يكتفي بهذا النفي؛ لأنه عفا الله عنه لا ينسى ثأره في جدله أبداً، فما ينتهي من تقرير حجته، ريثما يعود بأسرع من كرة الطرف ينقض أصل غيره، ويتهمه بمثل ما اتهموه به.
اتهموا مذهب أبي محمد بأنه سبيل الخوارج تشنيعاً عليه، فنفى أن تكون الخوارج ضلت بهذه السبيل، ولكنه لا ينسى هذه التهمة ليردّها عليهم بما قرره: إن طريقة نفاة الظاهر هي التأويل، والتأويل ضلت به الروافض، والروافض شر من الخوارج، فخطتكم في نفي الظاهر هي خطة الروافض، ولم يقل أبو محمد الرافضة، بل قال ( الروافض ) ليحصل التقابل مع تهمة الخوارج على زون واحد، قسمة عادلة.

قال أبو محمد ابن حزم : والقول الصحيح ها هنا: هو أن الروافض إنما ضلت بتركها الظاهر، واتباعها ما اتبع ( بكر ) ونظراؤه من التقليد، والقول بالهوى بغير علم، قال الله تعالى: { إن الله يأمركم أن تذبحوا بقرة } فقالت الروافض: ليس هذا على ظاهره، ولم يرد الله تعالى بقرة قط، وإنما هي عائشة رضي الله عنها، وقال تعالى: { الجبت والطاغوت } فقالت الروافض: ليسا على ظاهرهما، إنما هما أبو بكر وعمر رضوان الله عليهما، وقال تعالى: { يوم تمور السماء موراً وتيسير الجبال سيراً } فقالت الروافض: ليس هذا على ظاهره، وإنما السماء محمد، والجبال أصحابه، وقال تعالى: { وأوحى ربك إلى النحل } فقالت الروافض: ليس هذا على ظاهره، إنما النحل بنو هاشم، والذي يخرج من بطونها هو العلم !!!

هذه هي طريقة الروافض في مخالفة الظاهر، وهي طريقة ( بكر البشري ) ونظرائه، قال الله تعالى: { وثيابك فطهر } فقال بكر ونظراؤه: ليست الثياب على ظاهرها، إنما هي القلب، وقال صلى الله عليه وسلم: ( البيعان بالخيار ما لم يتفرقا ) فقال بكر ونظراؤه: ليس على ظاهره من تفرق الأبدان، وإنما معناه ما لم يتفقا على الثمن، وقال تعالى: { إن امرؤ هلك ليس له ولد وله أخت } فقال بكر ونظراؤه: ليس على ظاهره، وإنما هو ابن ذكر، وأما الأنثى: فلا، وقال تعالى: { يا أيها الذين آمنوا شهادة بينكم إذا حضر أحدكم الموت حين الوصية اثنان ذوا عدل منكم أو آخران من غيركم } فقال بكر ونظراؤه: ليس على ظاهره، إنما أراد من غير قبيلتكم . !! ( إحكام أصول الأحكام لابن حزم 3/290-291 طبعة م الإمام ).
ويرى أهل المقاصد: أن الألفاظ لا تبنى على المعاني بمجردها، فقد يقول إنسان لغيره: إنك سخي، وإنك جميل، وليس المراد ظاهر اللفظ، بل دلالتهما على الهزؤ، المراد أنك بخيل، وأنك قبيح.
فيجيب أبو محمد بهذه العظمة الفكرية التي يتسع عقل أبي محمد لأكثر منها:

1- إذا أمكن ما قلتم من أن الألفاظ تبنى على المعاني بمجردها، فبأي شيء نعرف مرادكم من كلامكم هذا ؟ لعلكم تريدون به شيئاً آخر غير ما ظهر منه . !! أو لعلكم تريدون إثبات ما أظهرتم إبطاله ؟ قال أبو محمد: فبأي شيء أجابوا به فهو لازم لهم في عظيم ما أتوا به من السخف، فيكاد الكلام يكون معهم عناء . !!
قال أبو عبد الرحمن: السخف اللازم لهم أن ينقض قولهم بأن المعاني لا تنبني على الألفاظ بمجردها، فإن قالوا: أردنا بهذا القول ظاهره: فهم ظاهريون على رغمهم، وينتقض أن المعاني لا تبنى على الألفاظ بمجردها، فإن قالوا: أردنا بهذا القول خلاف ظاهره: لم يكن القول بأن المعاني لا تبنى بمجردها مفهوماً؛ لأنهم أرادوا به خلاف الظاهر، فليس لهم من هذه الإلزامات منفذ، وكل ما يلجونه فهو رَدْبٌ.

2- قولهم أن المعاني لا تبنى على الألفاظ بمجردها غير مسلم؛ لأن اللغات ليست شيئاً غير الألفاظ المركبة على المعاني المبينة عن مسمياتها، قال الله تعالى: { وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه ليبين لهم } واللسان هو اللغة بلا خلاف ههنا.
فإذا لم يكن الكلام مبيناً عن معانيه: فبأي شيء يفهم هؤلاء المخذولون عن ربهم تعالى، وعن نبيهم صلى الله عليه وسلم، بل بأي شيء يفهم به بعضهم بعضاً.

3- ثمة إلزام جدلي ليس فيه متنفس.
يسأل أبو محمد نفاة الظاهر: أركبت الألفاظ على معان تتميز باللفظ المركب عليها عن غيرها من المعاني أم لا ؟ فإن قالوا: لم تركب الألفاظ على معان تميزها عن غيرها من المعاني: سقط الكلام معهم؛ لأنه يكون كلامهم حينئذ لا يدل على معنى، لأن ما لا يتميز لا يفهم.
وإن قالوا: بل لكل معنى لفظ ركب عليه يميزه: لزمهم أن يتركوا مذهبهم الفاسد: أن الألفاظ لا تبنى على المعاني بمجردها، ولعل أهل المقاصد إلى هذا الحد اقتنعوا بصحة لزوم الظاهر، ولكن بقي عليهم إشكال واحد، هو: إذا ثبت أن اللفظ قد يطلق ويراد به غير ظاهر معناه المركب له، وثبت أن اتباع الظاهر لازم، فبأي شيء نعرف ما صرف به الكلام عن ظاهره في لغة العرب، وفي القرآن، والحديث، فيجيب أبو محمد بقوله: نعرف ما صرف من الكلام عن ظاهره ( ) بظاهر آخر مخبر بذلك، أو بإجماع منقول متيقن عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه مصروف عن ظاهره فقط ( إحكام أصول الأحكام لابن حزم 3/289-291 م الإمام )... أ.هـ كلام ابن عقيل الظاهري حفظه الله .
-------------
(1)حيث قال في كتاب عارضة الأحوذي (10/109-112) عند شرح حديث ستفترق أمتي ((.... وكان عندنا رجل يقال له قاسم بن أصبغ رحل وروي الحديث وعاد فأسند وادعى أنه لا قياس ولا نظر.....كما أن الطائفة الأولى صنف من الخوارج (يقصد أهل الحديث والظاهرية ) وفرع من فروعهم لأنهم الذين ابتدعوا هذا أولاً وقالوا لا حكم إلا لله....ولكنه أمر استشرى داؤه وعز عندنا دواؤه وأفنى الجهلة به فمالوا إليه وغرهم رجل كان عندنا يقال له ابن حزم انتدب لإبطال النظر وسد سبيل العبر ونسب نفسه إلى الظاهر اقتداءا بداود وأشياعه فسود القراطيس وأفسد النفوس ....)
 

الهاوي

عضو فعال

===================
أقول:
===================

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله ( صحبه و اتباعه أجمعين )

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته






أخي الحبيب " بوجسوم "

من خلال قراءتي لما تفضلت به و جدت الآتي :


أن التهمة التي تم توجيهها إلي الظاهرية - هي أخذهم بالظاهر

( لا أدري ما هي حقيقة هذه التهمة - لم أطلع على الظاهرية جيدا )

و إن كانت التهمة صحيحة - أي الأخذ بالظاهر

فإن تهمة الخوارج - أيضا - كانت أخذهم بظاهر الآيات القرآنية


فلذلك - أرى أن الأنسب لكي يرد الظاهري هذه التهمة هو

توضيح الخلاف بينه و بين الخوارج

اي

لماذا هم ليسوا كالخوارج - لا الإقتصار على مهاجمة صاحب التهمة


فمثلا ( حتى لا يفهم كلامي فهما خاطئا )

أن تـاتي إلي فكر خارجي - تأويل للخوارج

ثم تضع فكر ظاهري - تأويل الظاهرية يخالف فكر او تأويل الخوارج


رحم الله ابن حزم و بقية علماء المسلمين



/////////////////////////////////////////////////
 

بوجسوم

عضو ذهبي
وعليكم السلام ورحمة الله و بركاته

هلا بالأخ الهاوي الحبيب, كيف حالك يا مطول الغيبات؟؟؟!!!

توني ماخذ الرابط الجديد للمنتدى عبالي ان المنتدى مهكرين عليه و السبة انه مو راضي يدخل المنتدى عالعنوان القديم :)

المهم, بكون صريح معاك, الكلام كتبه الأستاذ ابومحمد المصري وفقه الله, اذا لاحظت في الموضوع فوق, و قريت تعليقك عالموضوع فنقلت كلامك للأستاذ ابومحمد المصري و كتب لي ما يلي:
============================================

بخصوص كلامى في عبارة :

اقتباس:
اتهم الكثيرون أهل الظاهر بأن فهمهم كالخوارج فهم يأخذون آية ويفهمونها على ظاهرها حيث قال ابن العربي الأشعري المالكي عن الظاهرية إنهم إخوان الخوارج وهو نفسه كلام بكر البشري تقريباً .


فأقول :
البعض يقول أن الظاهري ينظر إلى نص ويعمل بظاهره دون باقي النصوص فمثلا لو قرأ الظاهري آية ((ولا يزنون ومن يفعل ذلك يلق آثاماً يضاعف له العذاب يوم القيامة.. الآية) يقولون ويشنعون أن الظاهري سيفهم منها كفر وخلود الزناة من المؤمنين في النار بينما لم يقل ذلك ظاهري واحد بل ضم الآية إلى باقي النصوص وعلم حكم من يموت مرتكباً للزنا وأنه قد يغفر له ما دام لم يرتكب الشرك وقد يعذب على ذنبه ثم يخرج من جهنم ... إلخ
مثال آخر :
الخوارج أخذوا بظاهر آية ((لا حكم إلا لله)) وكفروا بعض الصحابة الذين حكموا الرجال في الفتنة الكبرى
ونسوا أن يضموا باقى الآيات إليها
وهكذا

==========================

هذا كافي علىما أظن و اذا تبي اي شي انا حاضر.......
 
أعلى