أهلا و سهلا رمضان

خالد بن يـزيد

عضو بلاتيني
رمضان بين مكة وساحل العاج .. صورٌ ومشاهدات ..

بقلم : د. عبد الله بن راضي المعيدي الشمري

ملخص :
* قال لي : لي سبعين سنة وقد تحقق حلمي الليلة !!
* التشيع يلتهم أفريقيا .
* فقرٌ .. وكرم .
* هذا ما رأيته في السفارة ؟!.
* ترك قضاء الإجازة مع أهله من أجل البقاء معنا ؟!


جميل أن يقضي المرء رمضان قريباً من أهله .. وجميل أن تقضي لحظات الإفطار بين يدي والديك .. ولحظات لاتنسى يوم أن تفطر في سطح الحرم بعد أن تشنف أذنيك بصوت مآذنه .. يالله كم يشتاق المرء لتلك اللحظات والأوقات بجميع تفاصيلها ..
ولكن هناك جمال آخر ..
ولذة أخرى .. ونعيم روحي أيضاً .. يوم أن تقصد بلد من بلاد المسلمين .. تؤمهم في صلاةٍ .. أو تذاكرهم في مسألة .. أو تعلمهم حكماً .. تشاركهم إفطارهم .. وتجالسهم في مساجدهم .. وتعيش معهم رمضان ولياليه المباركة ..

إن زيارة بلاد المسلمين في رمضان لها لذة ومشقة .. وله منفعة وضريبة .. والموفق من وفقه الله ..

وهذه أسطر كتبتها في زيارة بلدٍ له تأريخ وحضارة .. ومكانة وعراقة ..
رحلة إلى
بلاد كوت ديفوار .. أو ساحل العاج ..


بدأت الرحلة يوم الخميس التاسع والعشرين من شهر شعبان .. غادرنا الرياض متوجهين إلى ساحل العاج .. وكانت الخطة هي المرور على أكثر من دولة من أجل الدعوة إلى الله .. وإقامة الدورات الشرعية في بعض الدول الأفريقية .. كجنوب أفريقيا .. وغانا .. وساحل العاج والتي لها نصيب الأسد .. وهي التي أريد أن أحدثكم عنها لعدة اعتبارات تجعلني أبدأ بها .. منها طول المكث فيها .. وجهل كثيرٍ من الناس بهذا الدولة .. وأمر آخر سأذكره في أسطر هذه الورقات ..

كان خط الرحلة يتضمن التوقف في المغرب وفي الدار البيضاء تحديداً .. والتي وصلناها الساعة العاشرة بتوقيتهم بعد رحلة دامت ثمان ساعات ..

نزلنا ساحل العاج بعد رحلة بين أكثر من دولة .. وخطوط غريبة عجيبة .. ومن أعجب ما رأيت في رحلتي هذه .. أنّ الأفارقة يملئون الطائرة بالعفش في كل جوابنها .. لدرجة أنك تخشى من سقوط الطائرة من كثرة العفش!! وهذه عادة لم أجدها إلا عندهم .. حتى أن صاحبي ورفيق دربي الأخ الدكتور بامبا إسحاق العاجي – وهو رجل بألف – قال لي لما أعلن عن وقت صعود الطائرة قال : لنركب بسرعة فقلت : له ولم ؟! فقال لأننا ربما لانجد لحقائبنا اليدوية مكان ؟! فلم أخذ بنصيحته وبقينا حتى صعد الكل .. وفعلاً بقيت حقائبنا تحت أقدامنا لم نجد لها مكاناً !!

وصلنا ساحل العاج الساعة الرابعة فجراً .. وأوقفنا في المطار للتأكد من أخذ لقاح الحمى الصفراء .. أبرزنا الورقة لكنهم لم يعترفوا بها مع أنها رسمية وموقعة من مستشفى الملك خالد الجامعي .. فكانوا يريدون الورقة الصفراء ؟!! فهم لايعترفون بغيرها ولو كانت مختومة من سفارة بلادهم كما هي الحال معنا .. بعد شد وجذب سمحوا لنا بالمرور .. أخذنا العفش وكان في استقبالنا الأخ الفاضل الشيخ زكريا سليمان الأمين العام لجمعية أهل السنة والجماعة في ساحل العاج .. وهو رجل فاضل .. وأحد من تفتخر المملكة بتخريجهم من جامعاتها ..

وصلنا إلى الفندق ونمنا قبيل صلاة الجمعة .. ثم ذهبنا للصلاة في مسجد الرحمة مركز أهل السنة .. صلينا الجمعة وبعد الصلاة كان هناك لقاء تعريفي بالزيارة وكان بعض المشايخ – من المملكة - قد وصلوا أيضاً واجتمعنا جميعاً في الجامع .. وحينما انتهى اللقاء أجتمع كل من في المسجد للسلام على الضيوف ..
ويا ليتك إيه القاري الكريم رأيت الشوق والفرح والحرص من هؤلاء المسلمين وهم يسلمون على من يرون أنه قدم من أرض الحرمين .. فيا الله كم حملنا من أمانة ؟!!

وكم يظن بنا هؤلاء من خير .. نسأل الله أن يجعلنا خيراً ممن يظنون ..

وحيث أن الوقت ضيق وتسجيل اليوميات يحتاج لوقت طويل فهذه مشاهدات مختصرة عن هذه البلاد وحال المسلمين فيها :


* مما يثلج صدرك وتتوقف عنده وجود العلماء وطلبة العلم في هذه البلاد بل وحملة الشهادات العليا في العلوم الشرعية وكثير منهم من خريجي المملكة ولنا الفخر والله ..

* هناك حفاظ للقرآن بما تحمله هذه الكلمة من معنى حتى أنك تصلي خلف الواحد منهم لا يخطيء في آية وكأنه يقرأ من مصحف !!

* وقد صليت في مسجد عدة ليالٍ إمامه شابٌ لايتجاوز الرابعة عشر ومع ذلك لم يخطي في آية ؟!!

* مما أعجبني في ساحل العاج اهتمامهم بدروس التفسير فإذا دخل رمضان أقام العلماء وطلبة العلم وأئمة المساجد دروساً في التفسير فقط في كل مسجد بعد صلاة الظهر ولا تجد مسجداً يخلو من ذلك وهذه فكرة رائعة إذ إن رمضان شهر القرآن .

* ومن صور اهتمامهم في القرآن أن قاموا بأنشاء معهد الإمام مالك لتعليم القرآن وعلومه وهذا المعهد له قصة عجيبة فشيخه هو شيخ القراء في ساحل العاج وهو موريتاني الأصل جاء إلى ساحل العاج قبل ثلاثين سنة مبعوثاً من رابطو العالم الإسلامي وقام بإنشاء هذا المعهد وخرّج خلق كثير منهم الآن العالم ومنهم من يحمل الدكتوراه ومنهم أئمة المساجد والدعاة وطلبة العلم ..

* هناك حاجة للعلماء والدعاة والإغاثة ومواجهة خطر الرافضة ..

* المساجد هناك بحاجة ماسة للترميم والفرش والتوسعة حتى انه لا يوجد مسجد واحد في العاصمة أبيدجان فضلاً عن غيرها فيه دورة مياه مجهزة للوضوء فهم يتوضئون من الأباريق ويغرفون الماء من الخزان ولايعرفون صنبوراً واحداً ؟!! ومع ذلك فيهم حرصٌ عجيب على الصلاة .. وجهد ونشاط لتجهيز المساجد في رمضان على قلة ذات يدهم .. فأين أهل الخير والإحسان من هؤلاء ؟!

* فيهم – مع عوزهم – كرمٌ عجيب .. وخدمة للضيف قل نظيرها .
حتى إن أحد الإخوة لما علم بنا أقسم أن يأتي بالفطور والسحور كل يوم مع أنه يأتي إلى الفندق من مسافة ثلاثين كيلو ومرة تعطلت سيارته فجاء بأجرة حتى لايتأخر الفطور علينا ؟!!

* وهنا لابد لي وأن أتذكر ذلك الرجل السبعيني والذي جاءني بعد صلاة التراويح ودموعه والله في عينه ويقول : الحمدلله أن مد الله بعمري حتى صلى بي قيام رمضان إمام من الحرمين ؟!! فيا الله أي شوق وحب يحمله هؤلاء لتلك البقاع المقدسة ولأهلها .. لقد خرجت والله دمعة من عيني لم استطع حبسها حينما سمعت منه هذا الكلام .

* المشكلة الكبرى أننا في غفلة عنهم لا نعرف عنهم كما يقول أحد مشايخهم إلا اللاعبين النصارى!! وأما المسلمين هناك وأحوالهم وقلة ذات يدهم وفقرهم وعوزهم وتسلط الرافضة عليهم فلم يدر في خلد كثير منا .

* ومن المواقف الؤثرة أنّ صاحبنا في السفر الدكتور بامبا لما وصلنا إلى ساحل العاصمة واستقرينا في السكن طلبنا منه أن يسافر حيث والدته فقال : لا والله لا أترككم حتى تعود إلي بلادكم فأنتم ضيوفنا !! واما أمي فقد استأذنتها كي أصحبكم .. إي تضحية هذه ؟!

* فيهم حرص كبير على حضور الدروس والمحاضرات فمع أن معظمهم يأتون إلى المسجد من بعيد من أجل صلاة التراويح إلا إنهم لا يمكن أن يخرجوا من المسجد حتى ينتهي الدرس !!

* هناك حاجة ماسة للإغاثة فمع أن البلد فيه مظاهر الحضارة واضحة خاصة في العاصمة إلا أن هناك حاجة في القرى فبئر واحد يسقي كل أهل القرية وهم بالآلاف ..

* الشعب الإيفواري شعب صاحب نكتة وطرفه .. وفيه من البساطة والسماحة والأدب الشيء الكثير ..

* ومن الأشياء المحزنة المبكية تسلط الرافضة عليهم
فالبلاد لا تعرف إلا مذهب أهل السنة إلا أنّ إيران وشيعة لبنان لهم نشاط خبيث هناك
ولهم جهود حثيثة وقد تشيع أناس من الإفواريين بسبب الحاجة والجهل وقلة الدعم من أهل السنة حكومات وشعوباً ومع أنّ المملكة لها جهود مشكورة ومشهودة في تلك البلاد إلا أنّ الحاجة أكبر والدعم أقل ..
والشيعة خاصة ( من لبنان ) لهم سيطرة على اقتصاد البلد ويدعمون بقوة من إيران وهي تعطي عطاء من لا يخشى الفقر !!
بل إن بعض مساجد أهل السنة تفرش من إيران ؟؟!!

* ومما يذكر ولاينسى جهود وأعمال سفير المملكة هناك سعادة السفير جمال بكر بالخيور .. فهذا الرجل له من أسمه نصيب ..
فقد جمع بين الأدب والتواضع والخلق وحبٍ للخيرودعم للمسلمين .. فهو بحق رجلٌ يُفخر به فالشكر له موصول .. والدعاء له مبذول .. وكم نفخر به وبأمثاله .

* هناك دعوة دائمة من كل المسلمين هناك حتى الحكومة لكل تجار أهل السنة للاستثمار في هذا البلد ففيه ربحٌ وخير .. وأعظم من ذلك عدم تركه لأحفاد خامئني وأتباع الخميني ..

* من المواقف المضحكة المحرجة التي مرت بي بعد لقاء في جامع جامعة الفرقان .. حيث جاءت فتاة من مصلى الناس واقتربت من الصفوف ودعت المترجم فتحدثت معه وأنا أرى الناس قد علت وجوههم الدهشة فسألت المترجم فقال : الفتاة تطلب الزواج منك !! فأعتذر ودعوت الله لها ولكنه ضلت واقفة وبدأت تتحدث مرة أخرى وإذ هي تحتج بما حصل في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم من مثل هذه القضايا ..

فيأهل السنة لاتتركوا إخوانكم فريسة سهلة للتشييع والفقر .. قدموا ماتستطيعون لهم ولاتبخلوا ولو بدينار واحدٍ ..

وإليكم بعض الصور

01.jpg

02.jpg

03.jpg

04.jpg

05.jpg

06.jpg

 

خالد بن يـزيد

عضو بلاتيني
الحرب في رمضان

بسم الله الرحمن الرحيم


لقد طال السبات ... واشتكى الليل من كثرة السهاد ... و آنت المضاجع من غلبة النوم أفلم يأن للنفوس إن تنفر ... أفلم يأن للقلوب إن تسأم .... أفلم يأن للجوارح إن تتحرك ؟؟ فهيا لنعلنها حربا على كل ظالم معتدي .... مغو فاسد ينشر فساده و ينفس سمومه ألا و إن أول هؤلاء الظلمة هو النفس الإمارة ...
ووكر السيئات منها وهو الهوى المتبع فلنعلن الحرب على الذنوب و المعاصي و إغواء الشيطان فالحرب مواتية لضعف هذا العدو حيث تسلسل الشياطين و تصفد مردة الجن و تغلق أبواب النيران و تفتح أبواب الجنان ، فهذه فرصتنا إن ننقض على ذنوبنا لنتوب منها و نقف للمعاصي و السيئات في خندق نتربص بها فأسلحتنا الآن اقوي من إي وقت أخر فإن كان لرمضان انتصارات عظيمة في معارك حربية كبدر و عين جالوت و غيرها فإن الانتصارات في المعارك النفسية أعظم في تلك الأيام لأنه منحة ربانية .. و قوة ألاهية يمنحها من ينوي بإخلاص و يعلنها حربا على ... نفسه و هواها الذي يؤدي بالإنسان إلى مهاوي الردى لذا فالضابط ــ و أنت الآن ضابط لنفسك و هواها .... لحسناتك و نواياها .... و سيئاتك و مداها ــ فالضابط يعد العدة و يحدد الخطوات و يحشد الجنود و يتوقع المفاجآت و فيستعد لها ثم يبدأ الهجوم .


فلن يكون هناك أعظم فرصة من إعلان الحرب في شهر الصيام .... شهر العتق من النيران و إن يخطط لسيئاته كيف يمحوها ... وحسناته كيف يزيدها ... وقلبه كيف يطهره ... صدره كيف ينقيه ... جوارحه كيف يكبحها إلا على الطاعات فبصره كيف يحفظه عن رؤية المعاصي وسمعه من التلذذ بغير آيات الرحمن و لسانه من إعفافه عن اللغو و اللمم وهمه عن الدونية و عزيمته عن الفتور و صلاته من غلبة الدنيا و صدقاته من الخصوصية إلى العالمية و أخلاقه من السقوط في مكائد شياطين الإنس

فتلك جزء من خططته التي لم و لن يجد أعظم فرصة لتنفيذها في رمضان عند فطره و سجوده و قيامه وتهجده في ليلة القدر. فان فاتته ليلة ندم و استبشر بنور الليل المقبل يناديه يا باغي الخير اقبل و يا باغي الشر أدبر تمنحه قوة على مواجهة عدوه في الأيام الباقية حتى يعلن انتصاره و لكن ذلك يحتاج إلى أسلحة . فلكل ضابط موقع لا يغادره و سلاح لا يتركه ، فأسلحة الضابط ضابط النفس في رمضان كثيرة أعظمها... هو الدعاء...
حيث مواطن انطلاق تصيب الهدف حتى ترديه و مواقيت استجابة فتدعوه بالثبات و الخلاص من الذنوب و تمرغ انفك له ساجدا تقول له : يارب ها أنا اسجد لك كما أمرتنا فالله هم أعطنا ما وعدتنا
وعندما تقوم من نومك تنفض عن نفسك غبار الدنيا و مثاقيلها تتلو آياته قائما و حينما تتحرى ليلة نزل فيها كلام الله ... ليلة بطاعة 83 عاما عسى الله أن يقبلك فيها .


ولكن لهذا السلاح في رمضان صيانة و مقومات أهمها

الإخلاص : تعظم النية لله و اجعل دعائك دعاء المضطر ... دعاء الملهوف ... دعاء الغريق غريق المعاصي فلن تكون هناك لحظة أعظم من ذلك .
التخلي عن الأنانية بشمولية الدعاء .. في منامك .. في مطعمك ... في ملبسك
و التحلي بالذكر الدائم مستحضر النية لاهث اللسان و الشفتان بالحمد و الاستغفار
وتدبر آياته بقلب خاشع تشعر انه جل في علاه يخاطبك .. يناجيك .. يناديك فهل أنت منتهي عما نهاك و هل أنت فاعل ما أمرك به .. هل تبكي مع آيات العظمة و القوة لله ... هل ترتجف من النار التي أعدت لبني ادم عند آيات العذاب و تدعو له بالثبات عند آيات الرحمة و الجزاء .
و مع العيش في تلك الثكنة العسكرية لجوارحك خلال شهر رمضان فيعلمك الصبر و التحمل على تبعات أعمال كثيرة في حياتك
يعلمك الرفق بالآخرين حينما تتذوق طعم الحرمان فيرق قلبك و تبسط يدك و قد قال بن القيم رحمه الله ( لله ملك السموات و الأرض و استقراض منك حبة فبخلت بها و خلق سبعة أبحر و أحب منك دمعة فقحطت بها عيناك) .

أيضا يعلمك التنظيم و حسن التدبير لا إسراف و لا تبذير
يبث فيك روح الوحدة وحدة الأمة الإسلامية على منسك واحد لو اجتمعت قوانين الأرض من مشارقها إلى مغاربها على تنفيذه ما استطاعت
يمنحك القوة الإيمانية التي تستطيع من خلالها مواجهة عدوك طول الأمل و إتباع الهوى
يمنحك الجرأة في السطو على عدوك لا تهابه و لا تخافه
يكسبك قلبا خاشعا و عينا دامعة
و أخيرا يكسبك ديمومة الإنابة و الرجوع إلى الله لا تيأس من رحمة الله و لا تقنط من عفوه و مغفرته


و لتلك المعركة مراحل و محطات يتزود منها :

( ر) رحمة الله بعباده

(م) مراقبة الله في كل وقت و حين فلا تخشى غيره و لا تخاف إلا هو

) ضياء الصبر و التحمل له حرارة كحرارة العطش و الجوع

(ا) الألفة و المودة في تجمع الصائمين على إفطارهم

(ن) نور الإيمان و الهداية بعد ترك المعاصي و لتبرأ منها

وفي كل مرحلة من مراحل المعركة متابعة للجنود في مواقعها و مواطنها تؤدي عملها فالجوارح تؤدي طاعات ربها و القلب مخبت لرب البريات و العقل متدبر منفذ للآيات

فإن تفقد إحداها ولم تجده مكانه فلتجازيه بطاعة مضاعفة و تعنيف على التقصير لان اختفاء أي عضو عن مكانه سيكون عامل خسران للمعركة الرمضانية على النفس الأمارة و الهوى الشيطاني
ثم تأتي النهايات بالفرح و الانتصارات يوم أن يعلن العيد و لكنه عيد نصر و تخلص و تجرد من إتباع هوى النفس و الشيطان فذاك ما يستحق جائزة الله عز وجل له و ما أعظمها جائزة حينما تخفي على العبد لان الله عز وجل قال في الحديث القدسي ( الصوم لي و إنا اجزي به ) فما بالك بعمل قد خصه الله عز وجل له و ما بالك بمكافئته الخاصة عليه !!!!

أفلا يستحق ذلك دخول المعركة
؟؟؟؟؟؟؟؟؟

 

خالد بن يـزيد

عضو بلاتيني
ليلة القدر.. "رؤية فقهية"

بقلم : د. يوسف القرضاوي


بسم الله الرحمن الرحيم



لقد نَوَّه القرآن، ونَوَّهَت السُّنَّة بفضل هذه الليلة العظيمة، وأنزل الله فيها سورة كامله :
"إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ . وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ . لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ . تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ. سَلَامٌ هِيَ حَتَّىٰ مَطْلَعِ الْفَجْرِ".

عَظَّمَ القرآنُ شأنَ هذه الليلة، فأضافها إلى " القدر" أي المقام والشرف، وأي مقام وشرف أكثر من أن تكون خيرًا وأفضل من ألف شهر. أي الطاعة والعبادة فيها خير من العبادة في ألف شهر ليس فيها ليلة القدر.

وألف شهر تساوي ثلاثًا و ثمانين سنة وأربعة أشهر؛ أي أن هذه الليلة الواحدة أفضل من عمر طويل يعيشه إنسان عمره ما يقارب مائة سنة، إذا أضفنا إليه سنوات ما قبل البلوغ والتكليف.

وهي ليلة تتنزَّل فيها الملائكة برحمة الله وسلامه وبركاته، ويرفرف فيها السلام حتى مطلع الفجر. وفي السنة جاءت أحاديث جمة في فضل ليلة القدر، والتماسها في العشر الأواخر ففي صحيح البخاري من حديث أبي هريرة: "من قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا غُفر له ما تقدم من ذنبه"
(رواه البخاري في كتاب الصوم).

ويحذر النبي صلى الله عليه وسلم من الغفلة عن هذه الليلة وإهمال إحيائها،فيحرم المسلم من خيرها وثوابها، فيقول لأصحابه، وقد أظلهم شهر رمضان: "إن هذا الشهر قد حضركم، وفيه ليلة خير من ألف شهر، من حُرِمَها فقد حُرِم الخيرَ كله، ولا يُحرم خيرها إلا محروم

(رواه ابن ماجه من حديث أنس،وإسناده حسن كما في صحيح الجامع الصغير وزيادته -2247).

وكيف لا يكون محرومًا من ضيع فرصة هي خير من ثلاثين ألف فرصة؟!

إن من ضيع صفقة كان سيربح فيها 100% يتحسر على فواتها أيّما تحسر، فكيف بمن ضيع صفقة كان سيربح فيها 3000000% ثلاثة ملايين في المائة؟!!.

أي ليلة هي؟

ليلة القدر في شهر رمضان يقينًا، لأنها الليلة التي أنزل فيها القرآن، وهو أنزل في رمضان، لقوله تعالى:
{شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ}
(البقرة: 185).

والواضح من جملة الأحاديث الواردة أنها في العشر الأواخر، لما صح عن عائشة قالت:
كان رسول الله يجاور في العشر الأواخر من رمضان، ويقول: "تحروا ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان "
(متفق عليه، اللؤلؤ والمرجان -726).


وعن أبي سعيد أن النبي صلى الله عليه وسلم، خرج إليهم صبيحة عشرين فخطبهم، وقال: "إني أريت ليلة القدر ثم أنسيتها - أو نسيتها - فالتمسوها في العشر الأواخر، في الوتر"

(متفق عليه، المصدر نفسه -724).
وفي رواية: "ابتغوها في كل وتر "
(نفسه 725).

ومعنى "يجاور": أي يعتكف في المسجد، والمراد بالوتر في الحديث: الليالي الوترية، أي الفردية، مثل ليالي: 21، 23، 25، 27، 29.

وإذا كان دخول رمضان يختلف - كما نشاهد اليوم - من بلد لآخر، فالليالي الوترية في بعض الأقطار، تكون زوجية في أقطار أُخرى، فالاحتياط التماس ليلة القدر في جميع ليالي العشر.

ويتأكد التماسها وطلبها في الليالي السبع الأخيرة من رمضان، فعن ابن عمر: أن رجالاً من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أروا ليلة القدر في المنام،في السبع الأواخر، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أرى رؤياكم قد تواطأت (أي توافقت) في السبع الأواخر، فمن كان متحريها، فليتحرها في السبع الأواخر"
(متفق عليه ، عن ابن عمر، المصدر السابق -723).

وعن ابن عمر أيضًا: " التمسوها في العشر الأواخر، فإن ضعف أحدكم أو عجز، فلا يُغلبن على السبع البواقي"
(رواه أحمد ومسلم والطيالسي عن ابن عمر كما في صحيح الجامع الصغير 1242).


والسبع الأواخر تبدأ من ليلة 23 إن كان الشهر 29، ومن ليلة 24 إن كان الشهر 30 يومًا.


ورأي أبي بن كعب وابن عباس من الصحابة رضي الله عنهم أنها ليلة السابع والعشرين من رمضان، وكان أُبَىّ يحلف على ذلك لعلامات رآها، واشتهر ذلك لدى جمهور المسلمين، حتى غدا يحتفل بهذه الليلة احتفالاً رسميًا. والصحيح: أن لا يقين في ذلك، وقد تعددت الأقوال في تحديدها حتى بلغ بها الحافظ ابن حجر 46 قولاً.
وبعضها يمكن رَدُّه إلى بعض. وأرجحها كلها: أنها في وتر من العشر الأخير، وأنها تنتقل، كما يفهم من أحاديث هذا الباب، وأرجاها أوتار العشر، وأرجى أوتار العشر عند الشافعية ليلة إحدى وعشرين، وعند الجمهور ليلة سبع وعشرين
(فتح الباري -171/5 ط. الحلبي).


( حكمة إخفائها عن الناس )


ولله حكمة بالغة في إخفائها عنا، فلو تيقنا أي ليلة هي لتراخت العزائم طوال رمضان، واكتفت بإحياء تلك الليلة، فكان إخفاؤها حافزًا للعمل في الشهر كله، ومضاعفته في العشر الأواخر منه، وفي هذا خير كثير للفرد وللجماعة.

وهذا كما أخفى الله تعالى عنا ساعة الإجابة في يوم الجمعة، لندعوه في اليوم كله، وأخفى اسمه الأعظم الذي إذا دعي به أجاب؛ لندعوه بأسمائه الحسنى جميعًا.

روى البخاري عن عبادة بن الصامت قال: خرج النبي صلى الله عليه وسلم ليخبرنا بليلة القدر، فتلاحى رجلان من المسلمين
( أي تنازعا وتخاصما ) فقال: "خرجت لأخبركم بليلة القدر، فتلاحى فلان وفلان، فرفعت ( أي من قلبي فنسيت تعيينها ) وعسى أن يكون خيرًا لكم".

وقد ورد لليلة القدر علامات، أكثرها لا يظهر إلا بعد أن تمضى، مثل: أن تظهر الشمس صبيحتها لا شعاع لها، أو حمراء ضعيفة......إلخ.

ومثل: أنها ليلة مطر وريح، أو أنها ليلة طلقة بلجة، لا حارة ولا باردة، إلخ
ما ذكره الحافظ في الفتح.

وكل هذه العلامات لا تعطي يقينًا بها، ولا يمكن أن تَطَّرد، لأن ليلة القدر في بلاد مختلفة في مناخها، وفي فصول مختلفة أيضًا، وقد يوجد في بلاد المسلمين بلد لا ينقطع عنه المطر، وآخر يصلي أهله صلاة الاستسقاء مما يعاني من المَحْل، وتختلف البلاد في الحرارة والبرودة، وظهور الشمس وغيابها، وقوة شعاعها، وضعفه، فهيهات أن تتفق العلامات في كل أقطار الدنيا.

ليلة عامة أو خاصة؟


ومما بحثه العلماء هنا: هل تعتبر ليلة القدر ليلة خاصة لبعض الناس، تظهر له وحده بعلامة يراها، أو رؤيا في منام، أو كرامة خارقة للعادة، تقع له دون غيره؟ أم هي ليلة عامة لجميع المسلمين بحيث يحصل الثواب المرتب عليها لمن اتفق له أنه أقامها، وإن لم يظهر له شيء؟.
لقد ذهب جمع من العلماء إلى الاعتبار الأول، مستدلين بحديث أبي هريرة: "من يقم ليلة القدر فيوافقها.." (رواية لمسلم عن أبي هريرة).
وبحديث عائشة: أرأيت يا رسول الله إن وافقت ليلة القدر ما أقول؟.
فقال: "قولي: اللهم إنك عفوٌّ تحب العفو فاعفُ عني
(رواه ابن ماجه والترمذي عن عائشة).

وفسَّروا الموافقة بالعلم بها، وأن هذا شرط في حصول الثواب المخصوص بها.
ورجح آخرون معنى يوافقها: أي في نفس الأمر، إن لم يعلم هو ذلك، لأنه لا يشترط لحصولها رؤية شيء، ولا سماعه،
كما قال الإمام الطبري بحق.

وكلام بعض العلماء في اشتراط العلم بليلة القدر كان هو السبب فيما يعتقده كثير من عامة المسلمين أن ليلة القدر طاقة من النور تُفتح لبعض الناس من السعداء دون غيرهم. ولهذا يقول الناس: إن فلانا انفتحت له ليلة القدر، وكل هذا مما لا يقوم عليه دليل صريح من الشرع.
فليلة القدر ليلة عامة لجميع من يطلبها، ويبتغي خيرها وأجرها، وما عند الله فيها، وهي ليلة عبادة وطاعة، وصلاة، وتلاوة، وذكر ودعاء وصدقة وصلة وعمل للصالحات، وفعل للخيرات.



باركــ الله فيكم و تقبلــ الله طاعتكم
ودمتم بــوافر الصحه والعافيه
وعساكم جميعاً للجنه
:وردة:

 

خالد بن يـزيد

عضو بلاتيني
زكاة الفطر

بسم الله الرحَمن الرحيم
.,.,.,.,

الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على نبينا محمد ، وعلى آله وصحبه أجمعين .
أما بعد .
فهذا عرض مختصر لأحكام زكاة الفطر وعيد الفطر ، مقروناً بالدليل ، تحرياً لهدي النبي صلى الله عليه وسلم و اتباعاً لسنته .

حكمها : زكاة الفطر فريضة على كل مسلم ؛ الكبير والصغير ، والذكر و الأنثى ، و الحر والعبد ؛ لحديث ابن عمر رضي الله عنهما قال :

"
فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم زكاة الفطر من رمضان صاعاً من تمر ، أو صاعاً من شعير ؛ على العبد والحر ، والذكر والأنثى ، والصغير والكبير من المسلمين .
و أمر بها أن تؤدى قبل خروج الناس إلى الصلاة .

" أخرجه البخاري .

فتجب على المسلم إذا كان يجد ما يفضل عن قوته وقوت عياله يوم العيد وليلته ، فيخرجها عن نفسه ، وعمن تلزمه مؤنته من المسلمين كالزوجة والولد.
و الأولى أن يخرجوها عن أنفسهم إن استطاعوا ؛ لأنهم هم المخاطبون بها .
أما الحمل في البطن فلا يجب إخراج زكاة الفطر عنه ؛ لعدم الدليل .
وما روي عن عثمان رضي الله عنه ، وأنه " كان يعطي صدقة الفطر عن الحَبَل "
فإسناده ضعيف . ( انظر الإرواء 3/330 ) .

حكم إخراج قيمتها : لا يجزئ إخراج قيمتها ، وهو قول أكثر العلماء ؛ لأن الأصل في العبادات هو التوقيف ، ولم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أو أحدٍ من أصحابه أنه أخرج قيمتها ،
وقد قال عليه الصلاة والسلام : " من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد "

أخرجه مسلم .

حكمة زكاة الفطر : ما جاء في حديث عبدالله بن عباس رضي الله عنهما قال : " فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم زكاة الفطر طهرة للصائم من اللغو والرفث ، وطعمة للمساكين . من أداها قبل الصلاة فهي زكاة مقبولة ، ومن أداها بعد الصلاة فهي صدقة من الصدقات "

أخرجه أبوداود وابن ماجة بسند حسن .

جنس الواجب فيها : طعام الآدميين ؛ من تمر أو بُر أو أرز أو غيرها من طعام بني آدم . قال أبو سعيد الخدري رضي الله عنه : " كنا نخرج يوم الفطر في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم صاعاً من طعام ،
وكان طعامنا الشعير والزبيب و الأقط والتمر "

أخرجه البخاري .

وقت إخراجها : قبل العيد بيوم أو يومين كما كان الصحابة يفعلون ؛ فعن نافع مولى ابن عمر رضي الله عنهما أنه قال في صدقة التطوع :
" و كانوا يعطون قبل الفطر بيوم أو يومين "

أخرجه البخاري ،
وعند أبي داود بسند صحيح أنه قال : " فكان ابن عمر يؤديها قبل ذلك باليوم واليومين ".
و آخر وقت إخراجها صلاة العيد ، كما سبق في حديث ابن عمر ،
وابن عباس رضي الله عنهم .

مقدارها : صاع عن كل مسلم لحديث ابن عمر السابق .
والصاع المقصود هو صاع أهل المدينة ؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم جعل ضابط ما يكال ، بمكيال أهل المدينة كما في حديث ابن عمر رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" المكيال على مكيال أهل المدينة والوزن على وزن أهل مكة "

أخرجه أبو داود والنسائي بسند صحيح
.

والصاع من المكيال ، فوجب أن يكون بصاع أهل المدينة في زمن النبي صلى الله عليه وسلم .

وقد وقفت على مدٍ معدول بمد زيد بن ثابت رضي الله عنه عند أحد طلاب العلم الفضلاء ، بسنده إلى زيد بن ثابت رضي الله عنه فأخذت المد و عدلته بالوزن لأطعمة مختلفة ، و من المعلوم أن الصاع أربعة أمداد فخرجت بالنتائج الآتية :

أولاً : أن الصاع لا يمكن أن يعدل بالوزن ؛ لأن الصاع يختلف وزنه باختلاف ما يوضع فيه ، فصاع القمح يختلف وزنه عن صاع الأرز ، وصاع الأرز يختلف عن صاع التمر ، والتمر كذلك يتفاوت باختلاف أنواعه ، فوزن ( الخضري ) يختلف عن ( السكري ) ، و المكنوز يختلف عن المجفف حتى في النوع الواحد ، وهكذا.
ولذلك فإن أدق طريقة لضبط مقدار الزكاة هو الصاع ، وأن يكون بحوزة الناس.

ثانياً : أن الصاع النبوي يساوي : (3280 مللتر ) ثلاث لترات و مائتان وثمانون مللتر تقريباً .

المستحقون لزكاة الفطر : هم الفقراء والمساكين من المسلمين ؛ لحديث ابن عباس رضي الله عنهما السابق : " .. وطعمة للمساكين " .

تنبيه : من الخطأ دفعها لغير الفقراء و المساكين ، كما جرت به عادة بعض الناس من إعطاء الزكاة للأقارب أو الجيران أو على سبيل التبادل بينهم و إن كانوا لا يستحقونها ، أو دفعها لأسر معينة كل سنة دون نظر في حال تلك الأسر ؛ هل هي من أهل الزكاة أو لا ؟ .

مكان دفعها تدفع إلى فقراء المكان الذي هو فيه ، و يجوز نقلها إلى بلد آخر على القول الراجح ؛ لأن الأصل هو الجواز ، و لم يثبت دليل صريح في تحريم نقلها .


باركــ الله فيكم و تقبلــ الله طاعتكم
ودمتم بــوافر الصحه والعافيه
وعساكم جميعاً للجنه
:وردة:





 
أعلى