وقفات لا بد منها

وقفات لا بد منها


في هذه الأيام المشحونة بالتنافس لنيل كرسي البرلمان صار كل مرشح يرتب وينظم قواعده، ولا شك في ان هذا الامر لا خلاف فيه، لكن ما أحببت ان انبه اليه هو ما ينتشر في هذه الايام من امراض في المجتمع، وهي مفسدة للدين والدنيا، ولا تكون عندها المنافسة شريفة اذا وجدت، لذاك جعلتها في وقفات:

الوقفة الأولى
انتشار الكذب والتساهل في أمره، وكأنه امر طبيعي، وهو من لوازم الانتخابات، فليعلم من تساهل في امره انه ان ربحت ما تريد في الدنيا، فلن تفلح في الآخر عندما لا ينفع مال ولا بنون الا من اتى الله بقلب سليم، فيا من تساهلت بالكذب أتقبل ان تكون ممن قال عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم «إياكم والكذب، فإن الكذب يهدي إلى الفجور، وإن الفجور يهدي إلى النار، وإن الرجل ليكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذابا»، واذا وقفت بين يدي الله، فلن ينفعك عندها قولك ذلك ذكاء لكسب الصوت.

الوقفة الثانية
وهي مع مرض خطير، ألا وهو النميمة، ومعنى النميمة نقل الكلام بين الأطراف بقصد الإفساد، ينتشر هذا المرض خاصة في هذا الوقت، بحجة كيف أحطم قواعد المنافس لي، وكيف أفسد التماسك والترابط فيما بينهم، فأنقل الكلام بين الأطراف للإفساد بينهم، وهدم قواعدهم، فالحذر كل الحذر من هذا الخلق، وان اراد البعض استخدامه في حملته الانتخابية، فيتذكر قول النبي صلى الله عليه وسلم «لا يدخل الجنة نمّام».

الوقفة الثالثة
نشر الإشاعة وكأنها مباحة، وليست وقاحة يستخدمها البعض للتشكيك في المرشح، ولكي تضعف الثقة به بين الناس، والإشاعة في حقيقتها جامعة لكل شر، مبعدة لكل خير، ولا اظن في شخص محب لوطنه، ويريد له الخير ان يستخدم الاشاعة في منافسته، فيدخل فيها الكذب، وتشمل كذلك الطعن بالأعراض، وتشمل الغيبة المحرمة، ومن الناس من يقول انا لم اقلها، وهي قيلت، نذكره بقول الرسول عليه الصلاة والسلام «كفى بالمرء كذبا ان يحدث بكل ما سمع».
***
فهذه وقفات أذكرها من باب النصيحة والتذكير، فالكرسي زائل والعمر قصير، ولا يضمن الإنسان حياته، فقدم في حياتك ما يسرك أن تراه غدا في دار القرار، والله المستعان.

علي العبدالهادي
جريدة القبس

alial-abdulhady@hotmail.com

twitter@09765as
 
أعلى