مقالات الدكتور خالد الجنفاوي

برقان73

عضو بلاتيني
سأقوم بنقل كتابات و مقالات الدكتور المثقف خالد الجنفاوي الكاتب في جريدة السياسه
بهذه الصفحه , لتصل إلى أكبر قدر ممكن من القراء

------------


(حوارات الديماغوج وضحاياه)

تُعَرِّف الكثير من المصادر المصطلح السياسي الأغريقي القديم: "الديماغوج" بزعيم الحمقى, أي الغوغائيين, وضيقي الافق, والديماغوج يختلف عن غيره من "المهيجيين" للجماهير بكونه ماهراً بالتلاعب بمخاوف وعواطف وببساطة تفكير أغلبية من يتبعونه, فهو يستمر »يغويهم« بشتى الطرق, وبأي وسيلة كانت, لتصديق ما يقول, وكل هذا يحصل بالطبع من أجل تحقيق مآربه الشخصية فقط, وهو لذلك يسخط جداً على من يعارض منهجه التدميري ويدعي عليهم بما ليس فيهم بإستناده على فرضيات مزيفة ومعدومة القيمة ليست لها علاقة بالحقيقة أو بالواقع.
وزعامة الديماغوج على من يتبعونه لا ترتكز بالضرورة على تصديق عامة الناس بما يجادل به, بل ما يربط الديماغوج بأتباعه ومؤيديه هي علاقة غريبة من الناحية العقلية يحكمها في الكثير من الأحيان الخوف اللا-منطقي, والرهبة المتخيلة من ما يمكن أن يفعله الديماغوج بمن لا يسمعون كلامه, ولا يطيعون أوامره ! فهو قد أسر وقيد قلوب عامة أتباعه والذين يرهبون تلك الكاريزما الممتلئة والخاوية في نفس الوقت لدرجة وصولهم لمرحلة الرهبة أو حتى الفوبيا النفسية الحادة والتي عادة ما يميزها هوس جنوني بما يمكن أن يحل بمن يعارض الديماغوج, أي لو تجرأ البعض وعارضوا الديماغوج, على سبيل المثال. فسيكلوجية الخوف الجماعية في هذا السياق عادة ما تديرها العواطف البدئية والجياشة وذلك الايمان المزيف بأن كل ما يخرج من فم الديماغوج هو الحقيقة بعينها وأن كل تنفيذ لأوامره, وحتى لو نافت العقل, هو تحقيق للرغبة الشخصية ! فَسِرُّ نجاح الديماغوج في سيطرته على أتباعه يتضح دائماً في قدرته على "زرع" أهدافه الشخصية في قلوب وعقول أتباعه, فأهدافهم تصبح أهدافه الشخصية, والعكس صحيح, أو هكذا تظن هذه النوعية من بني البشر!
ضحايا الديماغوج:
يترعرع الديماغوج عادة وسط مجموعة من البشر ممن لديهم من الأساس, سواء بسبب التنشئة في الصغر أو بسبب ظروف معينة مروا بها في السابق, أستعداد شخصي للتخلي عن حرياتهم الفطرية والتي منحها الله عز وجل لهم وقت مولدهم والتي تتمثل عند البشر الطبيعيين في حرية الارادة وحرية الاختيار, فضحايا أو أتباع الديماغوج لا يمتلكون عادة ولو 1 في المئة مما يتخذونه من قرارات في حياتهم اليومية, ولو تخيلوا غير ذلك, فحياتهم عادة ما تحكمها آراء الآخرين, ويؤثر في نشاطاتهم اليومية ما يرغب في تحقيقه الآخرين, فاتباع أو ضحايا الديماغوج أشباح تُرَىَ ولا تَرَى, تنطق ولا تُفْقَه, بل لا يتجاوز ما تفعله هذه النوعية المسكينة من البشر خلال حياتهم اليومية سوى تنفيذ أصم لرغبات الديماغوج, فقط لا غير. وهم بالطبع "ضحايا" لا حول لهم ولا قوة فيما يدور حولهم من عبث وتدمير ديماغوجي بل ويجب مد يد العون لهم لأنهم وقعوا في أكبر ورطة في حياتهم, فلقد قدموا عقولهم الحرة بالفطرة طواعية للديماغوج وللآخرين, بل وقدموا قلوبهم وما تحويه من أماني وعواطف أنسانية طبيعية للآخرين, يتلاعبون بها كيف ما يشاؤون.
القضاء على الديماغوج:
لا يوجد مصل أو عقار نعرفه يمكن أن يعالج أو يقضي على ظاهرة الديماغوج في المجتمع الإنساني أو يعالج الآثار الجانبية لخروجه في اي بيئة إنسانية, ولكن ما نحن متأكدين من نجاحه في اضعاف أثره السيئ على الآخرين هو تمتع الفرد العادي بإنسانيته الكاملة, وقدرته على المحافظة على كرامته الشخصية, وتمتعه الدائم كذلك بأمتلاك حرية القرار وحرية تنفيذ أرادته الشخصية من دون وقوعه تحت سيطرة من يريدون به وبالآخرين شراَ, فالديماغوج آخر الأمر لا يرغب سوى في تحقيق مآربه الشخصية وطمعه الذي لا ينتهي وجحوده وظلمه للآخرين, وبأية طريقة كانت, فهو لن يمانع إطلاقاً في دهس أو افتراس الآخرين وتدميرهم ما دام ذلك سيوصله لما يريد.
* كاتب كويتي
 

برقان73

عضو بلاتيني
حوارات "النتائج الفسيولوجية" للضغوط النفسية المزمنة

يذكر كتيب الجمعية الاميركية لعلم الاعصاب SFN في طبعته الخامسة 2006 ان هناك نوعين من "الضغوط" العصبية والنفسية تؤثر على عمل المخ الانساني واولها, وهو النوع العادي, يدفع الجسم البشري نحو اتخاذ اجراءات احتياطية للدفاع عن نفسه مثل قيام المخ تلقائيا ببعث رسائل عصبية معينة الى عضلات الجسم في حالة المؤثرات الحسية العادية, وكذلك تنشيط عمل الشرايين التي تنقل الدم لتلك العضلات, واخيرا ضخ هرمونات معينة في الدم مثل الابينفراين, وهكذا, ولكن عندما يتحول الضغط النفسي الى "شد عصبي ونفسي مزمن" Chronicيتمثل في خيبة امل مستمرة واحباط نفسي ملاحظ, فالنتائج العكسية ستكون اكثر قسوة مما نتوقعه ان يحدث في ردود الفعل العادية, فحسب مصدرنا الذي نستقي منه هذه المعلومات, الضغوط النفسية والعصبية "المزمنة" تنتج التالي:
1- ضعف الذاكرة وربما تعطلها موقتا.
2- ضعف مناعة الجسم بسبب زيادة الضغط وقلة الحيلة.
3- طاقة الجسم بدلا من ان تستخدم كما في ردود الفعل العادية, تتخزن في الجسم على شكل دهون.
4- ضعف عضلات الجسم.
5- الارتفاع المستمر لضغط الدم.
6- زيادة حجم البطن.
7- تصلُّب او انسداد الشرايين.
8- زيادة معدل الادرينالين في الدم مما يسبب اطلاق مواد كيميائية معينة في الجسم تؤدي الى مختلف انواع الالتهابات, مثل التهاب المفاصل.
9- ضعف الخلايا العصبية في المخ ما يؤدي لاحقا الى صغر حجمه.
10- التهاب غشاء القولون.
11- العجز.
12- توقف العمليات الدورية في الجسم.
13- مرض السكر
14- السرطان (في بعض الحالات).
ونظرا لحقيقة هذه النتائج السلبية التي يسببها الضغط النفسي والعصبي المستمر على الجسم الانساني فمن الاجدر على من يتعامل مع الافراد سواء كانوا ابناء او ازواج او زوجات او اصدقاء او حتى مواطنين او غرباء ان يعرف مسبقا ان محاولة زيادة معدل الاحباط لدى الفرد العادي او تجاهل العوامل النفسية والعضوية التي تترتب على ذلك او حتى الاستهتار بمشاعر الاخرين سواء بالقول او باللمز او بالاشارة الرمزية او بالفعل وخاصة عندما يصدف ان هؤلاء يقعون تحت ضغوطات نفسية مختلفة ربما سيؤدي الى ما لا يحمد عقباه, وفي بعض الاحيان, ربما سيؤدي الى بدا تفاعل متسلسل للاحداث دراماتيكي وقاسي. افلا يجدر بمن يعرف الان هذه الحقائق عن الاثار المدمرة للضغط النفسي والعصبي ان يعيد التفكير الف مرة في كيف يتعامل مع الاخرين, فهم بشر كما هو تماما!
 

برقان73

عضو بلاتيني
حوارات تَطْعيم" ضد "الكره" و"الجهل" و"العدوانية"

اكتشف مجموعة من العلماء "جيناً" في الجلد يمكن أن يكون السبب الرئيسي لاصابة البعض بمرض »الحَكة« المزمن, فبعد دراسة عائلة برازيلية مصابة بهذا المرض عثر البروفيسور جون ماكغراث من جامعة كنغز كوليج-لندن على نسخة »معطوبة« من الجين الجلدي المسمى (OSMR) حيث ثبت أن خلايا الجلد تلك التي تحمل نسخة مطابقة من ذلك الجين لا تتفاعل بشكل ناجح مع العلاج (بي بي سي- 11-1-2008). فإذا كانت "الحَكة" ربما يكون سببها جينياً بحتاً, فهل "الكره" و"الحقد" و"العنصرية" و"الجهل" و"العدوانية" و "الارهاب" كذلك? وهل ستساهم الهندسة والتعديلات الوراثية في القضاء عليها أو هل سيتم في المستقبل اكتشاف "طُعم" يكافح هذه الظواهر البغيضة?
العلماء, كما هي عاداتهم, يسعون دائماً لاكتشاف طرق علاج ثورية لمكافحة الأوبئة والأمراض الفتاكة وقد نجحوا في هذا المجال بشكل مثير حتى اكتشفوا طعماً للأمراض المستعصية مثل الطاعون وغيره والتي هددت البشرية على مدى القرون الماضية, ونعتقد أن المجال العلمي واسع ولا يمكن توقع ما سيعرفه العلماء في المستقبل عن طبيعة "الفيروسات" أو حتى عن تركيب الجينات البشرية والتي تجعل البعض كارهاً وعنصرياً وربما ارهابياً اكثر من غيره من بني البشر!
ويوجد في "علم الأخلاق" نظرية معينة توضح أن النمط الوراثي (الجيني) لدى الانسان ليس من الضروي أن يحدد سلوكياته في البيئة الاجتماعية التي ينتمي اليها بل ان النمط البيئي والاجتماعي والثقافي العام هو ما يؤثر بشكل مباشر في طريقة نشأة الفرد, فإذا كان هذا الأخير يعيش في مجتمع سلمي فغالبية أعضاء هذا المجتمع سيكونون كذلك وإذا كان المجتمع يتسم بالعدوانية ستكون هذه الأخيرة السلوك المفضل لدى أعضاء المجتمع في تعاملهم مع الآخرين, وهكذا, فلا يزال يسعى العلماء والفلاسفة لاكتشاف الأسباب الرئيسية التي تدفع البعض لارتكاب الحماقات والجرائم.
ومهما كانت الوسائل التي سيتبعها العالم او الفيلسوف أو حتى المتنور في سعيهم لايجاد حلول ناجحة تقضي على العوامل الوراثية او البيئة, إذا شئت, التي تروج لكل ما ينفث الكراهية والبغض في عقول وقلوب البعض, فالمحاولات المستمرة لاكتشاف أسرار الطبيعة الانسانية ستفتح أمامنا ابواباً جديدة وستكشف أسرارا لا نزال نجهلها حول كيف يكون الانسان في لحظة من اللحظات أكثر مخلوقات الأرض "سلماً" وفي لحظات أخرى أكثرها "عدوانية وكرهاً وتدميراً."
ونتمنى أن يتم فك شفرة "الجينات المعطوبة" التي تؤدي للكره وللحقد وللعنصرية وللعدوانية وتفضيل البعض الجهل على التنور والانفتاح العقلي, أو على الأقل أن يتم التوصل لاكتشاف "طعم" معين يمكن أن تكافح عن طريقه هذه السلوكيات والأفعال المدمرة للحياة الانسانية, وحتى ذلك الحين, يجب أن يُواصل من يهتم بهذه القضايا السعي والمثابرة في البحث لعله يعثر على الاجابة ولو عن طريق الصدفة!
 

برقان73

عضو بلاتيني
حوارات »الحريات المدنية« شرط أساسي لدمقرطة الشرق الأوسط

يشير مصطلح "الحريات المدنية" الى ذلك النوع من الحريات المُدعمة بالقوانين وهي أدوات مشروعة توضع من أجل حماية الافراد من تعسف بعض الحكومات, بمعنى آخر هي "حدود" أو كوابح قانونية متفق على شرعيتها تمنع أي حكومة من الاقدام على انتهاك خصوصية الافراد, ومنها: حرية الفرد في الانتماء لمدرسة فكرية معينة أو لمجموعة اجتماعية سلمية, ومنها كذلك حرية التجمع السلمي, والحرية الدينية والمذهبية, وحرية التعبير, وحرية التملك, وكذلك حق أي فرد في الحصول على محاكمة عادلة(ويكيبيدا- بتصرف).
والحريات المدنية في المجتمع الديمقراطي الغربي المعاصر أصبحت فطرية لا يمكن التراجع عنها,أذ أنه لا يمكن لاي عملية ديمقراطية أن تتحقق ما لم تتوفر مثلا "حرية التعبير" و"الحرية الدينية" وغيرها من الحريات الاخرى, وفي هذا السياق: فلا نعرف كيف سيتحقق "المشروع" الديمقراطي في الشرق الاوسط ونحن نعلم أن وضع الحريات المدنية في هذا الاقليم ليس جيداً بل ان أهميتها لم تترسخ بعد في الذهنية العامة أو النسيج المجتمعي الشرق أوسطي.
ولنأخذ على سبيل المثال "حرية الانتماء الفكري والاجتماعي السلمي" سواء فيما يجري في الحياة اليومية للافراد, أو ما تمارسه المنظمات السياسية السلمية, فهذا النوع من الحريات تكاد تكون شبه معدومة في الشرق الاوسط, وإذا وجدت, فعادة ما يرتكز أغلبها على "شعارات رنانة" وحبرعلى ورق, من دون تطبيق يُذكر, أي أنها ليست فعالة أو مؤثرة في المجتمع ككل. إضافة الى ذلك فحرية الافراد في التجمع السلمي عادة ما تُلغى بجرة قلم, أو بأمر شفوي إرتجالي, ساعة ما تشك السلطات أن المجتمعين لا يتفقون في طرق تفكيرهم مع ما هو مسموح به وحتى لو كان ما يفكر به هؤلاء سلمياً بحتاً يهدف التطوير وتوسعة مجال الحرية في المجتمع...الخ. وأما الحرية الدينية في أقليمنا الشرق أوسطي ,فلا نعرف صراحة كيف وعن ماذا سنتحدث? فنحن نراقب التشدد والتطرف الديني في الشرق الاوسط يصبح بشكل تدريجي عنواناً رئيسياً لاي نوع من الحوار الديني الديني أوالمذهبي.
لا نعتقد أن "المشروع الديمقراطي" سينجح على المدى الطويل في الشرق الاوسط لان النظام المجتمعي الشرق الاوسطي تقليدي بحت لا يسمح عادة بالتغيير أو حتى بالسماح للاصوات المعارضة في التعبير عن ما ترغب في التعبير عنه, ودعونا نذكر شرطاً آخر لدمقرطة الاقليم, فلا نعتقد مثلا نعتقد أن القيمة الفعلية للخصوصية الفردية قد تجذرت بعد في "الذهنية" الشرق اوسطية العامة إذ أنه من الصعب في كثير من الاحيان أن يعرف الفرد الشرق الاوسطي العادي حدود خصوصيته في بيئة عُرفت تاريخياً أنها عادة ما تخلط الخاص بالعام, والعكس صحيح وحسب ما تمليه المصالح الذاتية الضيقة لبعض الافراد وبناء على نزواتهم الشخصية.
دمقرطة الشرق الاوسط لن تتحقق بسهولة ويسر ما لم يقتنع أغلبية الافراد بأهمية السماح بترسيخ "الحريات المدنية" في مجتمعاتهم, ومالم يقتنعوا كذلك أن مقاومة التغيير والتطوير في هذا المجال لن تؤدي الى حل المشكلات العالقة, بل ستزيدها تعقيداً وسخونة!
 

برقان73

عضو بلاتيني
حوارات فُنون الحياة: كيف تُصبح "فريدا" من نوعك؟!

"كُنْ دائما نَفْسَكَ, وعبر عن نَفْسِك, وَثِق بِها, ولا تَبْحَثْ عن شخصية اخرى ناجحة وتَسعى لِكَي تُصْبِحَ نُسْخَة مُطابقة لها" (بروس لي).
يعيش الفرد العادي في المجتمع العربي التقليدي, مُحاطا, من هنا وهناك, بقيود وسلاسل فكرية حقيقية او متخيلة, وعادة ما تكون بعض هذه القيود والسلاسل يصنعها التواتر التاريخي الجامد, اذ انه لم يعد ياتي من ورائها نفع, عقول خاصة في عالمنا المعاصر, وبعض تلك القيود تخترعها ايضا وبشكل يومي اولئك اولئك الاشخاص من تمرسوا في صنع الاقفاص والقيود للاخرين, ووسط هذا السجن الرهيب, نتعجب كيف للفرد العادي ان يعيش "حياة طبيعية" اذا لم يستطع ان يعبر عن نفسه او ان يصبح انسانا "فريدا"ً من نوعه, تماما كما يحصل للاخرين وبشكل يومي في المجتمعات المتقدمة والمحظوظة والناجحة?! نعتقد ان اي فرد يرغب في ان يشعر بكمال وجوده الانساني لن يصل الى تلك المرحلة الانسانية المنشودة مالم يحاول مرارا وتكرارا التخلص من كل ما هو رجعي ومتاخر في حياته, ومن دون كلل, الى ان ينجح فيصبح مختلفا عن الاخرين ويعكس معدنه الانساني وطباعه الاصلية. وان تكون فريدا من نوعك هو ان تكون صادقا مع نفسك قدر استطاعتك, وليس ان تنجح فقط في تقليد شخصيات اخرى ناجحة.
ان تصبح "نفسك," هو ان تستطيع ملامسة جوهرك الانساني الحقيقي, اي ان تحاول دائما العثور على ما يميزك عن غيرك, وعادة ما يتواجد هذا الجوهر الانساني مغلفا بقرون من الخوف والرهبة والتكاسل وضياع الفرص ومخفي تحت ركام كل انواع التراكمات الاخلاقية والثقافية والتي دمرت العلاقة الفطرية بين الانسان ونفسه. اي بمعنى اخر, يستطيع اي فرد اذا توفرت لديه العزيمة والرغبة في تحقيق النجاح الانساني ان يعثر على هويته الانسانية الحقيقية بان يبدا في تحطيم اغلال الاعتيادية وما هو مالوف من طرق تفكير عفى عليها تقادم السنين والتبدل الطبيعي لاحوال الحياة البشرية, اذ ان القيد والسلسلة عادة ما تصبح مع مرور الزمن كعضو من اعضاء الجسد التي لا يحس بها الاسير او الضحية حتى يتخلص منها, واسألوا من قُمع وكُبتت حريته في السابق وسوف يخبركم بصدق ما نذكر, انا كفرد, حر, وفريد من نوعي ولكن بقدر ما ساسمح لنفسي بتحقيق الحرية الحقيقية, الا وهي, معرفتي بمن "انا" عن حق, وبماذا افكر به فعلا? وبماذا اشعر به حقيقة, انا نفسي, وليس ما يفكر به وما يشعر به الآخرون!
 

برقان73

عضو بلاتيني
"التغيير": اهلا وسهلا

"لا يستطيع المرء اكتشاف المحيطات الجديدة ما لم يمتلك الشجاعة ليغادر مكانه المعتاد"
(لورد شيستيرفيلد).
بعض الافراد يخشون "التغيير" ليس لانهم لا يرغبون به ولكن لعدم تمتعهم بالشجاعة الكافية لتجربة ما هو "جديد." هؤلاء يراوحون في اماكنهم "المعتادة" خشية مما سيجلبه الوضع الجديد وخوفا مما سيجبله المستقبل اذا هم قرروا النهوض والحركة واكتشاف ماهو مختلف او حتى البدء في اعادة التفكير بما كانوا يؤمنون بها في السابق بانها "حقائق راسخة" لا تتغير عن الوجود الانساني الطبيعي الانسان جزء من هذا العالم المتغير باستمرار, فاذا لم يقبل النهوض والحركة والتطوير والتغيير فيصبح لا محالة كاثر تاريخي يحفظ في متحف او كمثال حي لعدم القدرة على التكيف او للاختيار الطوعي للاندثار والاختفاء البطيئ!
ان تقبل انك جزء من عالم يتغير كل لحظة هو ان تقبل انك جزء لا يتجزا من العالم المعاصر وانك كذلك "تستحق" التمتع بكل ما هو جديد, فاذا كان الكوكب الذي تعيش على سطحه يمر كل سنة خلال اربعة فصول تتبرعم فيها البذرة وتنبت ومن ثم تذوي وتندثر حتى تبدا الدورة الطبيعية من جديد, فما بالك انت ايها "الفرد" تُصِر على الجمود والتوقف من دون ان تقبل الحركة للامام مع انك ترى ان كل شيئ يتغير من حواليك? بل ان كل دقيقة في حياة الانسان هي في حقيقتها قلب لصفحة اخرى وسرد لحلقة جديدة من قصة انسانية متكررة!
فانا كفرد لا استطيع اكتشاف ما خلف ذلك الجدار وما هو بعيد هناك مالم اتمتع بالجراة على ان اكون فضوليا بعض الشيئ وان اتمتع بالشجاعة الكافية لقبول ما يمكن ان يكون مختلفا بالنسبة لما انا متعود عليه,وكيف لي ألا افعل ذلك وانا اشهد كل شيئ يتغير من حولي? وكيف لي الحق ان استمر احاول "استنسخ" شخصيتي المعهودة واجبر من انا مسؤول عنهم ان يتقيدوا بها وكانني املكهم واملك حاضرهم ومستقبلهم! فاذا لم اقبل التغيير الايجابي في حياتي الشخصية والاجتماعية او اوسع من افقي الشخصي, واتقبل برحابة صدر ما سياتي عن قليل, فكانني "اخترت طوعا" ان يطوفني قطار الزمن وان اصبح "بقايا" انسان "كان هنا" ولكنه "لم يكن", فقط لا غير!
 

برقان73

عضو بلاتيني
حوارات »الحوار المتبادل« يهزم »الغلو« ويقضي على »التطرف«

"سوف لن اطأطئ رأسي في معبد التطرف والغلو سواء بقول كلمة جارحة او القيام بفعل مؤذ تجاه الآخرين او حتى بالتجرؤ على مناقشة مبادئهم الدينية الخاصة" (توماس جفرسون).
يقول الشاعر الاميركي الاشهر هنري ديفيد ثيرو ان اي "ماساة" تحدث في الحياة الانسانية يكون سببها عادة توقف الاشخاص عن "الحوار," اي ان استمرار الحوار المتبادل بين شخصين, او اكثر, حول المواضيع التي يختلفون عليها, هو صمام الامان الوحيد ضد كل انواع المآسي الانسانية والتي عادة ما تحدث بسبب "الغلو والتطرف والافراط" في اتخاذ المواقف تجاه الاخرين المختلفين, وعدم ابداء الرغبة في احترام مبادئهم الاخلاقية والثقافية والدينية والمذهبية التي يستندون عليها في علاقاتهم مع الآخرين.
ولقد دعينا اكثر من مرة على صفحات جريدة »السياسة« الى بدء "حوار متبادل" بين مكونات الشعب الكويتي حول مختلف القضايا المحلية, لاننا نعرف كما يعرف غيرنا, ان ابداء التفهم والقبول لوجهات نظر من يشتركون معنا في الماضي والحاضر والمستقبل, واحترام كرامتهم الانسانية وتقاليدهم الثقافية والدينية والمذهبية الخاصة, واحترام ما يعتبرونه مقدسا في حياتهم اليومية, هو الخطوة الاولى لنشر "التسامح" في اي مجتمع انساني. بل ونؤكد مرة اخرى عبر هذا المقال ان تشجيع قيام علاقات شخصية بين الافراد العاديين, واستمرار العقلاء في محاولة ازالة اي نوع من المعوقات التي تمنع تواصلهم وجها لوجه هو العامل الوحيد الذي سيؤدي حتما الى واد الفتنة ,وهزيمة الغلو, والقضاء على كل انواع التطرف.
وانا كمواطن كويتي عادي, ولانني احترم كرامتي الإنسانية, سوف لن اطأطئ راسي في معبد التطرف والغلو, وسوف لن يبدر من قِبَلي كلمة جارحة تجاه من يشتركون معي في نفس المصير الوطني, وسوف لن اقوم بعمل يؤذيهم شخصيا, او يهين كرامتهم الإنسانية, وسوف اواصل احترام مبادئهم الاخلاقية والدينية والمذهبية والثقافية, لاني, بشكل او باخر, اعتبرهم جزءًا لا يتجزا من وجودي الانساني وحياتي اليومية, بل اذا صمت الاخرون عن الحديث معي, سوف ابادرهم بالابتسامة واقترب منهم اذا ابتعدوا, فانا اعرف, كما يعرفون هم, ان الحديث والحوار حول ما نتشارك به جميعا سيفتت كل انواع التراكمات التاريخية السلبية, وسيُظهر اخر الامر المعدن الوطني الاصيل لمن اتشارك معهم في الماضي والحاضر والمستقبل.
 

برقان73

عضو بلاتيني
حوارات جورج كلوني ودارفور

عُين الممثل الأميركي جورج كلوني سفيراً للسلام من قبل الأمم المتحدة نظراً لجهوده الانسانية خصوصا بما يتعلق بمأساة »دارفور«, ولقد ذكر السكرتير العام للأمم المتحدة أن سبب تعيين كلوني سفيراً للسلام يعود حسب قوله "لتفانيه في إلقاء الضوء حول ما يحصل في دارفور ومساهماته الفعالة في حشد التأييد العالمي »حول هذه القضية الانسانية« (بي بي سي 1-19-2008). ولكن ما الذي يدفع ممثل هوليوودي مثل جورج كلوني لبذل هذه الجهود الانسانية النبيلة من أجل مساعدة ضحايا الابادة الجماعية في دارفور السودان بينما يبدو أنه لم يحرك أي ممثل أو ممثلة عربية ساكنا حول هذا الموضوع, وكأن ما يحدث من قتل وتدمير وتشريد للآلاف من بني البشر هناك يجري في كوكب آخر?!
نعتقد أن استمرار أي نوع من »البلادة الأخلاقية« تجاه مأساة دارفور يرجع لأسباب ثقافية وأخلاقية واضحة وهي أن الفن العربي وخاصة السينمائي منه يبدو انه لم يبلور الى الآن »رسالة أخلاقية وانسانية« واضحة سواء حول ما يدور في البيئات العربية التقليدية أو ما يحدث في بقاع أخرى من العالم, بل انه ليس من المستبعد أن تجليات الفن العربي بشكل عام لم تخرج لحد الآن من قوقعة المحلية الضيقة فعادة ما يتركز النجاح العربي في هذا المجال بأشباع تلك »الأنا« الشخصية المتضخمة أو في إعادة تأكيد حضور "مأساة المراوحة الحضارية" التي لا نزال نعاني منها نحن العرب وبعض المسلمين والتي تتمثل في ندرة وجود رسالة فنية عربية أو أسلامية "عولمية." ففي بعض الحالات البروتوكولية والنادرة والتي يعين فيها فنان عربي كسفير للسلام من قبل الأمم المتحدة فسنلاحظ أن بعضهم اما أنه سيختفي من الساحة ولا يخرج علينا سوى في المناسبات الرسمية المحلية, وإن خرج وبدأ يصرح, فسيتمنى الآخرون لو أنه لم يخرج من الأساس! أو أن »سفيرنا الفني الأممي« سيُطرد من هذه الوظيفة التطوعية وسيسحب منه اللقب نظراً لضيق أفقه أو لعدم ادراكه لمسؤوليات وواجبات مهمته "الانسانية" (كما حصل قبل فترة لأحدهم, ذلك الذي أشبعنا في الماضي نقداً للقهر والظلم والتفتت العربي في مسرحياته التافهة, مع أنه يبدو أحد المستفيدين من عملية وضع شعب عربي بكامله داخل قنينة محكمة الأغلاق!).
جورج كلوني فنان بحق لأنه أدرك أن ما يفرق بين الفرد العادي والفنان سيتركز بمدى قدرة الأخير على التأثير في محيطه المحلي والعالمي وتحويلهما الى بيئات إنسانية أفضل من ذي قبل, ولهذا فهو يستحق عن حق منصب سفير السلام العالمي, فهل أفضل هذه الأيام من رفع المعاناة عن آلاف المشردين الدارفوريين وتسليط الضوء على محنتهم المستمرة?
 

برقان73

عضو بلاتيني
حوارات " القوة و البطش" في الثقافة العربية

"ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ ( النحل 125 ).
"بطش: أخذ بصولة وِشدَّة, هاجم بُعنْف وقَسْوة" (المنجد 99).
تنتقد بعض الكتابات الغربية رواج مبادئ القوة والبطش والعنف في المجتمع العربي التقليدي فحسب رأي الكثيرين لا يزال مبدأ التعامل بقسوة وشدة مع الاخرين عنواناً لاغلب أنواع التعاملات الاجتماعية والثقافية والسياسية في البيئة العربية التقليدية وإذا اتفقنا مع صحة هذه الفرضية الغربية حول الثقافة العربية التي تشمل الافراد و المجتمع و الدولة العربية المعاصرة, فما الذي أدى بنا الى هذه الحالة الشاذة? ولماذ لا تزال ملازمة لنا في عالمنا المعاصر حيث أصبحت ردة الفعل الاولية تجاه أي موقف في العالم العربي عادة ما تنحو ناحية الشدة والقسوة وربما البطش بعض الاحيان مع أن الاسلام كما ذكر القرآن الكريم يدعو عادة للتعامل الرقيق مع المخالفين ومخاطبتهم بالتي هي أحسن? نعتقد أن المشكلة الرئيسية هنا تنبع من موقف الفرد العربي العادي وتاريخه الشخصي و"نشأته" الاجتماعية, فعادة ما تترسخ مبادئ الشدة والبطش مع الاخرين منذ نعومة الاظافر, فهذه حسب هذا الزعم المتناقض, هي الاساليب الناجحة للحصول على الحقوق أو لاثبات المكانة الاجتماعية أو حتى لاحراز التفوق الثقافي.
فلا يمكن مثلا أنكار ترسخ مبادئ العنف في البيئة العربية التقليدية منذ مرحلة الطفولة وخاصة عندما تغلب طرق "التنشئة الاسرية" التي تروج لذلك, فالاخ مثلا حتى لو كان لا يزال صغيراً في العمر يُحقن مبكراً بعقار التفوق على الجنس الاخر حتى لو كانت الاخوات مثلا أكبر سناً وأكثر ذكاءً وأنه هو فقط أي "الذكر" ولا أحد غيره من يتمتع بالقوة الجسدية والعقلية الضرورية للسيطرة على الاوضاع, ومثال آخر على ترسخ العنف في شخصية الطفل العربي التقليل من قيمة "المجادلة والاقناع والحديث اللين والمحترم" والتشديد بدلا عن ذلك على أبراز الشخصية وتحديد مكوناتها الاساسية وتجلياتها الاجتماعية بالحرص على أظهار "القوة الجسدية" حتى لو كانت هذه الاخيرة غير ضرورية لحل النزاعات او المشكلات البسيطة والتي ربما تتطلب فقط قليلا من الحوار المتبادل والاستماع الجيد والاقناع او الاقتناع بوجهة النظر المخالفة.
في السابق أي "قبل التاريخ" كانت القوة الجسدية ضرورية بالنسبة لانسان الكهف فبدونها مثلا لم يكن يستطيع الهرب من الحيوانات المفترسة بل كانت القوة الجسدية ضرورية آنذاك للتعامل مع العوامل الطبيعية القاسية ولجمع الاكل ولبناء المسكن, الخ, ولكن بعد مضي ما يقارب أربعة وعشرين ألف سنة من الحضارة الانسانية أصبحت القوة والبطش والعنف مثالا للضعف وهزالة العقل والفشل الانساني الذريع في التعامل مع الظروف المختلفة.
مفاهيم القوة والبطش وقهر الاخرين والتفوق عليهم جسدياً وفكرياً وربما كبت حرياتهم والتقليل من اهميتهم كبشر لا تزال مبادئ أجتماعية رائجة في أي بيئة أجتماعية عربية معاصرة ولن تختفي هذه الامور اليوم او غداً او بعد غد ما دام الفرد العربي العادي لم يحقق بعد "الاستقلال" الفكري والشخصي عما يحيط به من افكار أيديولوجية "معتقة" ويبدأ يعش حياة انسانية طبيعية يملأها الامل والعمل والسعادة والطمأنينة والحرية والثقة الشخصية والادراك الشخصي بأن العنف وأن كان يبدو بعض الاحيان مفيداً للحصول على الحقوق المهضومة ولكنه آخر الامر أسلوب فاشل وانهزامي يرى الانسان وحشاً كاسراً فقط لا غير!
 

برقان73

عضو بلاتيني
حوارات قليل من "الشك" لن يضر !

توجد "حالة سلوكية غامضة" نشطت مؤخرا في بيئتنا السياسية المحلية لم نعثر لها عن وصف دقيق لحد الان, ولكن احد علاماتها هي ذلك "الاستعداد المباشر" من قبل البعض لتفسير كل ما يتم طرحه على ساحة النقاش العامة على انه امر "مستفحل" ويجب تصديق معناه وقيمته الظاهرية بل واعتباره تهديدا مباشرا لثوابتنا ومبادئنا الوطنية...الخ وهذا ما نعتقد انه سلوك شخصي لدى بعض الافراد سيستمر يشعل "الحنق" و"التوتر" و"الحمقية" لدى البعض عند مناقشة ابسط الامور واكثرها تعقيدا.
يجب صراحة ان يتحلى على الاقل ولو جزء بسيط من خطابنا الشعبي حول قضايانا المحلية, والتي لن تنتهي اليوم او غدا, بقليل من "الشك " حول الدوافع الشخصية خلف اي نوع من المناورات السياسية التي نشهدها بشكل يومي, بل من اجل ان نستمر نتمتع بالمميزات الطبيعية للديموقراطية, يجب ان يتوقف بعضنا عن اخذ كل ما يطرحه سياسيونا وكان الدنيا ستتوقف ساعة ما يخرج هذا او ذلك التصريح في بيئتنا السياسية!
وبالطبع لا نقصد بضرورة اعادة تمحيص الدوافع الشخصية خلف العمل السياسي باعتناق ردود فعل شعبية سلبية تشك, وعلى طول الخط, بكل امر يطرا في ساحتنا المحلية, ولكن من المعروف ان كل سياسيي العالم يستخدمون "دبل توك" او ما يقصد به هنا كلاما يحمل اكثر من معنى, ففي بيئات ديمقراطية اخرى يستخدم المحللون والمراقبون السياسيون هذا الدبل توك كدليل اخر على ان ليس كل شيئ تقرا عنه في الصحف او تسمع بحدوثه يعكس الحقيقة, فالسياسي بشر يخطئ ويصيب ويمكن ان يكون غير موفق بعض الاحيان في تعليقاته السياسية...وهكذا.
قليل من الشك لن يضر بل نجده في حالات انسانية معينة اكثر ضرورة من غيره فالسياسة نوعا ما ليست سوى خشبة مسرح يتحرك عليها من لهم ادوار معينة فالبعض يدرك ما هو دوره ويتوقف عند حد معين, ويوجد ممارسون اخرون من يتبعون اسلوب "الميثود" او "الطريقة" في اداء الدور بل ويتقمصونه لدرجة مسلية!
فاي خطاب سياسي يتميز بالحنق والغضب واللعلعة هو خطاب ضعيف وركيك في تركيبه المنطقي بل والبلاغي وهو عادة ما يستخدم اما للاستهلاك الانتخابي او انه يعكس حقيقة ان من يستمر يستخدم هذا النوع من الخطاب ليس سوى شخص غر وربما تنقصه الخبرة حول كيف يعمل الميكانيزم السياسي العام, ولهذا فقليل من الشك حول هذا الامر لن يضر بل نجده في بعض الاحيان ضروريا لاستمرار الحياة الانسانية فهو سيخفف من حالة الاحتقان النفسي لدى البعض ويقلل من ارتفاع معدل السكر في "الدم" ويبقى ضغط هذا الاخير في المستوى الطبيعي المقبول!
Extra:
احد مميزات الفكر الليبرالي "الحقيقي" هو انه عادة ما يساعد الفرد العادي على التخلص من الفيروسات الوبائية للانغلاق الثقافي وضيق الافق بل ويوسع مدارك "الحساسية الثقافية" الضرورية لدى الفرد حتى يتحول مع مرور الزمن الى "انسان" حقيقي "طاهر" من كل اشكال التفرقة والتفاهة الفكرية.
 

برقان73

عضو بلاتيني
تطبيق "مبادئُ العقلِ" في الحياة اليومية العربية

جادلنا أكثر من مرة, على صفحات جريدة »السياسة«, أن الفرد العادي في المجتمع العربي التقليدي يمكن أن يصبح, وبرغم كل التحديات التي يواجهها في حياته اليومية, حُراً وذكياً وذَهيناً ومُبدعاً وناجِحاً بقدر ما سيسمح لنفسه بتحقيق ذلك, أي أن من يمتلك ولو قدراً متواضعاً من "الادراك والفهم" يستطيع عن طريق "التثقيف الذاتي" و"التركيز" و"بذل الجهد المطلوب" أن يصبح ما يشاء! ولعل أفضل ما يمكن أن يحققه الفرد العربي العادي في العالم المعاصر هو أن يصبح "ناجحاً" في حياته اليومية وسط بيئة عربية تقليدية عادة يكون صعباً فيها تحقيق التميز والنجاح على المستوى الانساني المتعارف عليه في المجتمعات الانسانية الاخرى, والفرد العربي العادي يستطيع النجاح في السياق الحياتي العربي مهما كانت صعوبة هذا الاخير عن طريق تطبيق "مبادئُ العقلِ" والتي ستقوده حتماً ليصبح عملياً وفذاً كإنسان ويمتلك الثقة الضرورية ليغير من حاضره الى الاحسن, بل ويعرف تماماً ماذا يريد, وماذا سيصبح عليه في المستقبل!
ومبادئ العقل التي نتحدث عنها هنا تنبع من "الاستخدام المكثف للتفكير العقلاني" في الحياة اليومية, وهو: إستشراف ومعرفة الافتراضات المختلفة حول الحياة اليومية وما يدور فيها من خلال تفعيل الملكات الفطرية للعقل الانساني, ومن هذه المبادئ العقلانية: معرفة أن الفرد العادي يمتلك حرية الاختيار وأنه يمتلك رغبة فطرية لاعتناق النهج الموضوعي خلال تفاعله مع ما يدور حوله في واقعه اليومي وكذلك إيمان الفرد العربي العادي ان الهدف الاساسي للحياة الناجحة هو تكوين شخصية أنسانية متوازنة ومتكاملة أخلاقياً.
فإذا آمنت كفرد عادي أنني أتمتع بنوع من الحرية النفسية الفطرية فهذا سيقودني عادة الى أصدار الاحكام وأتخاذ المواقف المختلفة وتقبل أو رفض مختلف الافتراضات في حياتي اليومية مرتكزاً على حقيقة تمتعي الفطري بحرية الاختيار, وهذا المنوال السلوكي عادة ما يشجع الفرد العادي على أختيار نهج الموضوعية والعقلانية في تمحيص ومعرفة ما يدور حوله من أمور وحوادث حياتية مختلفة, بل وتمنح هذه المبادئ العقلانية أي فرد يؤمن بقدرته على تطبيقها القدرة على عيش أفضل أساليب الحياة المحتملة في المجتمع الانساني بل وستمكنه من أمتلاك "الاستقامة الاخلاقية العقلانية المتكاملة," فهو, أي الفرد الحر والعقلاني والمتمكن من نفسه وما يدور حوله, عادة ما يكون مميزاً وفريداً من نوعه يختلف عن الاخرين: بأدراكه أنه ناجح على المستوى الفردي والعائلي والمجتمعي والانساني, بينما يستمر الاخرون أسرى لترددهم الازلي يئنون مقيدين, من دون أن يدركوا ذلك, تحت وطأة سلاسل ذهبية مغرية صنعتها عقول الاخرين وأيديهم!
 

وليد المجني

عضو بلاتيني
أخوي برقان أتمنى لو تركت المجال لكل مقال في تعليق بسيط وترك مساحة للنقاش بين الأعضاء .. كي يتسنى لنا الإستفادة من قراءة مقالات الدكتور الجفناوي وتحليلها .
 

برقان73

عضو بلاتيني
أخوي برقان أتمنى لو تركت المجال لكل مقال في تعليق بسيط وترك مساحة للنقاش بين الأعضاء .. كي يتسنى لنا الإستفادة من قراءة مقالات الدكتور الجفناوي وتحليلها .
حياك الله أخوي وليد المجني

فكرة الموضوع كانت بهدف القراءه و الإستزاده .. و لا مانع من مناقشتها و تحليلها او نقدها
فجمعت ما تيسر لي من مقالاته القيمه على هذا النحو حتى أعرفكم عليه أكثر .

و لكم حرية الإختيار في مناقشه أي مقال و التعليق عليه
 

Edrak

مشرف منتدى القلم
الدكتور خالد الجنفاوي دكتور خلوق الى أبعد الحدود .. و لقد درست عنده أيام الجامعة .. بصراحة من أكثر الناس المحترمين الذين قابلتهم و تشرفت بالدراسة تحت يديه
 

برقان73

عضو بلاتيني
الدكتور خالد الجنفاوي دكتور خلوق الى أبعد الحدود .. و لقد درست عنده أيام الجامعة .. بصراحة من أكثر الناس المحترمين الذين قابلتهم و تشرفت بالدراسة تحت يديه

حياك الله مشرفنا الكريم إدراك

حقيقه لا أعرف الدكتور الجنفاوي معرفه شخصيه و لم ألتقي به أبدا
لكن شدتني مقالاته العلميه و كتاباته المستنيره , فعندما تقرأ له مقال
فكأنك تقرأ في صفحه من كتاب معد من سنوات , فمن المؤكد لكاتب يحمل
قلم بهذا المستوى أن يكون على قدر كبير من الادب و الخلق .

-------

حوارات »الانُومِي« : اندثار المعايير والقيم, والانحدار التدريجي


ثمة قالب حضاري اصبح شائعا هذه الايام يشير الى سيناريو "انحدار تدريجي" تمر به كل المجتمعات الانسانية, فالحضارتين العظيمتين الاغريقة والرومانية, على سبيل المثال, وغيرها من الحضارات والمجتمعات الانسانية, سارت تدريجيا, في اواخر ايامها, نحو التفكك الاجتماعي والثقافي...الخ, وهو مايعرفه المتخصصون في العلوم الاجتماعية "الانومي" Anomie اي الضعف التدريجي لاهمية القيم والمعايير والقواعد الاخلاقية والقانونية التي تنظم العلاقة بين اعضاء المجتمع. والانومي يميزه عن غيره من التحولات الحضارية : الاختفاء التدريجي للاستقرار الاجتماعي نتيجة لانهيار او تعطُّل المبادئ الاخلاقية او القيم الاجتماعية والتي تظهر اثارها على الافراد, فترى المجتمع الذي يعاني من حالة الانومي يبرز فيه كثير من الافراد من يشعرون بنوع من الاغتراب عن بيئتهم المحلية اما لعدم ثقتهم ببعض مؤسساتها, او لعدم مقدرتهم معرفة كيف ينجحون في مجتمعاتهم, بل ان الفرد الذي يعاني من الانومي لا يعرف ماهي اهدافه الشخصية الحقيقية, وما هي تطلعلاته المستقبلية, والتي من المفروض ان يعتنقها او يامل تحققها في المستقبل, وكل هذا يحدث بالطبع بسبب الفقدان او الاندثار التدريجي للمعايير التنظيمية والقيم الاخلاقية في البيئة الاجتماعية ما يؤدي لا محالة الى الشعور بحالة من الغياب التام لخارطة طريق محددة يستطيع الفرد العادي اتباعها للوصول الى تحقيق اهدافه المشروعة والسلمية!
مكافحة الانومي:
يذكر "ايميل دوركيم (1858-1917), وهو الفيلسوف الفرنسي الذي كتب كثيرا عن الانومي, ان هذه الاخيرة عادة ما تقود الى الانتحار, فنتيجة للثورة الصناعية في اوروبا اثناء القرن التاسع عشر توصل دوركيم الى حقيقة ان فقدان اهمية المعايير والقيم الاخلاقية نتيجة للتحولات الاقتصادية والاجتماعية القاسية ونتيجة لضعف العلاقات الاجتماعية في المجتمع الانساني لاسباب مختلفة يؤدي هذا الامر الى ضعف احساس الفرد العادي بقيمة وجوده الانساني مترافقا مع تهتك اجتماعي ملاحظ. ولعل "مكافحة" ظاهرة الانومي صعبة كثيرا من الناحية النظرية والعملية لانها جزء لا يتجزا من العالم الانساني المعاصر ونظرا كذلك لمرور كل المجتمعات الانسانية خلال تاريخها بمراحل الصعود والانحدار, ولكن مع هذا يبقى: السعي الحثيث نحو توسعة نطاق الحرية الفردية, ومحاولات ترسيخ مبدا تكافئ الفرص, ونشر المساواة والعدل والتسامح في المجتمع والتشديد على احترام الكرامة الانسانية افضل الحلول المتوفرة للمجتمعات في حالة تعرضها للانومي.
 

برقان73

عضو بلاتيني
تجريم استخدام مصطلح "المناطق الخارجية"


توجد قوانين معينة في المجتمعات الغربية المتقدمة تُجرم كل أشكال التفرقة العنصرية والدينية والثقافية...الخ بين المواطنين, وتحرص كثير من الحكومات هناك على تطبيق هذه القوانين بصرامة لأدراكها للآثار السلبية للتفرقة على التناسق والأمن الاجتماعي العام, ولعل أشهر هذه القوانين منع بعض الدول الغربية استخدام ما يطلق عليه في قوانينهم "حديث الكراهية," أي ذلك النوع من التعليقات الشخصانية ضيقة الأفق والتي تشير الى تحامل غير عقلاني على فئة معينة من المواطنين سواء عن طريق إنتقاد خلفياتهم الدينية أو الحط من كرامتهم الانسانية بأي شكل من الأشكال أو حتى الأشارة الى إختلافهم عن بقية المواطنين, بل وتسعى كثير من المجتمعات الغربية بإستمرار نحو إزالة كل ما "يؤجج التفرقة" بين المواطنين سواء في المناهج الدراسية, أو في الصحافة, أو في الاعلام, وفي سياقنا الكويتي لا نعرف صراحة لماذا لا نبدأ نستفيد من ما يفعله الآخرون في هذا الشأن أي أننا ندعو الحكومة أن تصدر قانوناً أو تطبق بقوة ما هو موجود من قوانين يكافح أنتشار التعليقات الفردية والعامة والتي تصر على استخدام "مصطلحات تفرق بين المواطنين الكويتيين" أو يمكن أن تقلل من مكانة وقيمة المواطن الكويتي," فما دمنا نُصر هذه الايام على "تطبيق القانون على الجميع" فلماذا لا ننتبه الى هذه المسألة والتي يمكن ان تؤثر سلباً على النسيج الاجتماعي في الكويت إذا لم تتم معالجتها بشكل صحيح.
ولنأخذ على سبيل المثال مصطلح "المناطق الخارجية," فليس من المعقول أن يستمر البعض في الكويت سواء في الصحافة أو الاعلام بشكل عام أو حتى على مستوى الأحاديث الشخصية الفردية في استخدام مصطلح تفريقي بحت مثل "المناطق الخارجية" فلا نعرف ما هي المبادئ الأخلاقية والقانونية التي تسمح لهؤلاء بأستخدام وصف منطقة خارجية لوصف جزء لا يتجزأ من الوطن الكويتي? وما هو المبدأ الاخلاقي والوطني المشروع والذي يعطي هؤلاء الحق في استخدام هذا النوع من "حديث الكراهية" سوى رغبتهم المدركة أو غير المدركة في تأجيج التفرقة بين مواطنيين كويتيين متساويين في الحقوق والواجبات. فلتطبق الحكومة وبصرامة وبشدة تطبيقها لقانون تجريم الفرعيات أو التعدي على املاك الدولة, وتمنع إستخدام هذا النوع من الحديث الذي يؤخر ولا يقدم.
أعزاءنا, لا يوجد في الكويت " هُم ونحن," أي أنه لا يوجد سند تاريخي وأخلاقي مشروع يعطي الحق لأي مواطن كويتي بأن ينعت مواطنين آخرين بأوصاف أو حتى بتعليقات تقلل من شأنهم أو تجرح مشاعرهم الوطنية وبأي شكل من الأشكال. فنحن جميعاً نعيش على بقعة أرض واحدة, ونتشارك في الماضي والحاضر والمستقبل, بل ونستنشق الهواء نفسه, ونحمل في قلوبنا وطناً واحداً, فقط لاغير!
* كاتب كويتي
 

برقان73

عضو بلاتيني
التفاؤل سُنة الحياة


نعتقد أن الحياة الانسانية الطبيعية تستند على بعض المبادئ الاساسية أو السنن الطبيعية, إذا شئتم, والتي تساهم في تشكيل نوع الحياة اليومية التي يمكن أن يعيشها الافراد, بمختلف توجهاتهم, ولعل من أهم هذه السنن إستناد الحياة الانسانية الطبيعية على "التفاؤل," والذي لو لم يتمتع به الانسان خلال الاربعة والعشرين ألف سنة الماضية لما غادر كهفه, ولما نشأت الحضارات الانسانية المختلفة خلال هذه المسيرة الطويلة للتاريخ الانساني! فالتفاؤل هو بالفعل عنصر أساسي لاستمرار الحياة ومن يتخل عنه, في أي سياق إنساني مهما كان, كمن يتخلى عن حياته وعن ما يميز الانسان عن باقي المخلوقات على سطح هذا الكوكب الصغير<
دعونا نأخذ مثالا بسيطاً لاثبات فرضيتنا السابقة حول "مركزية" وأهمية "التفاؤل" بالنسبة للحياة الانسانية الطبيعية وأنه من دون إعتناق التفاؤل فإنه من المستحيل ان تستمر الحياة, بل ولنطبق هذه الفرضية على سيناريو حياتي إنساني عادي لكي نرى ما إذا كان التفاؤل أهم مبادئ الحياة الانسانية وأن التخلي عنه هو كالتخلي عن كل ما له قيمة في الوجود الانساني الطبيعي, ففي سياقنا الكويتي الحالي, تتواجد بعض الاصوات تلك التي تصر دائماً على رؤية جانب أحادي مظلم مما يدور في بيئتنا الاجتماعية من نشاطات مختلفة, وسواء كانت هذه الجوانب متعلقة بالانتخابات او بالتجليات الاجتماعية المختلفة, فبالنسبة لهؤلاء فإن "التشاؤم" هو سيد الموقف إذ أنه بالنسبة لهم: لا يمكن تحديد وضع كويتي محلي يدعو للتفاؤل, وأن هذا الاخير, أو من يحاول أن يعتنقه هو ببساطة تعتيم إرادي وطوعي عن رؤية الحقيقة! ودعونا نسأل هؤلاء: ما نوع "الحقيقة" التي تنشدون? فهل هي تلك الحقيقة المفبركة والتي تغلفها المشاعر الشخصانية السلبية: أن الاوضاع يائسة تماماً, وأنه فعلا يوجد تدهور يومي وعلى كل الاصعدة! فإذا كانت تلك "حقيقة" فعلية, فلماذا يستمر الآلاف منا نحن الكويتيين يستيقظون صباحاً, ويذهبون الى اعمالهم, ويمارسون حياة أنسانية طبيعية, فإذا كانت بيئتنا المحلية وما يجري فيها يدعو الى التشاؤم دائما, فكيف بنا نتفس لحد الان ونحلم لحد الان ونذهب ونجيء?! بمعنى آخر, "التشاؤم" أو الترويج له في بيئتنا المحلية الكويتية "جهد تدميري عكسي النتائج وسلبي يتناقض مع وقائع الحياة اليومية" والتي نعيشها كل يوم, فنحن كغيرنا من البشر على وجه هذا الكوكب الصغير, تمتلئ صدورنا بالامال والاحلام بغد أفضل من الامس, ولكن يجب ان يدعونا إستعجالنا الانساني الفطري لرؤية التطورات المنشودة تتحقق بسرعة, الى نسيان أن "مهمة" الانسان الطبيعي والمتكامل أخلاقياً في مجتمعه هو أن "يُبقي" على الامل بأنه حتى لو كانت الدنيا مظلمة, فسوف تشرق الشمس, وأنه حتى لو أنتشرت الظواهر السلبية في المجتمع, فسيأتي يوم وتنقشع, فليس من المعقول أن يستمر الفرد العادي أسيراً طوعياً لمخاوف الحاضر والمستقبل ويغفل عن رؤية جوهره الانساني الاساسي والذي بُنى بالفطرة على: التفاؤل والامل والصبر والمثابرة الى أن تتحقق الاحلام المنشودة! فلعل وعسى أن يدرك بعضنا النِعَمَ التي يتمتعون بها وأن يبتعدوا عن التفكير داخل صندوق ضيق, فما دامت الحياة مستمرة فسيكون هناك آمال وأحلام وتفاؤل اليوم أو غداً !
 

برقان73

عضو بلاتيني
تطوير القدرات العقلية لطلاب المدارس


تتبع المؤسسات التعليمية في كثير من الدول الغربية بعض الوسائل التعليمية لتنمية وتنشيط الملكات العقلية لطلاب المدارس, فيتم مثلا استخدام تقنيات واساليب تعليمية مختلفة لتطوير "عمليات التفكير" لدى الطلبة حتى اصبح من المتعارف عليه في المدرسة الغربية التقليدية وجود مواد معينة او نشاطات محددة خلال اليوم الدراسي تركز على تهيئة واستثمار القدرات العقلية للطلبة بهدف تطوير مهاراتهم وامكاناتهم الفطرية والمكتسبة, ولهذا ولغيره من الاسباب الاخرى, فعادة ما يتميز الطالب الغربي في مدارس الغرب عن غيره من الطلبة في العالم المعاصر, فتراه اكثر انتباها وربما اكثر ذكاء من غيره, واذا تقدم في العمر, ترى الطالب الغربي يبدا يتجه في كثير من الاحيان نحو التخصص في المجالات العلمية التي تنفعه على المستوى الشخصي, وتزيد من تطور مجتمعه ودولته...وهكذا. وفي سياقنا الكويتي, ومع ان وزارة التربية يوجد لديها حسب ما نتذكر برنامج نشط وواعد يقوم بالاهتمام "بالفائقين" ومع ان الوزارة تحاول كذلك تطبيق مواد معينة ربما تساعد الطالب العادي على تطوير بعض مهاراته العقلية, لكن نتمنى ان يكون هناك المزيد! اي اننا ندعو الاخوة والاخوات الافاضل في وزارة التربية وهي المؤسسة الوطنية المعنية بشكل رئيسي بتعليم وتثقيف للنشء الكويتي الجديد ان تركز جُل اهتمامها للبحث عن وسائل متجددة لتطوير القدرات العقلية لطلاب المدارس.
فيمكن لوزارة التربية ان تستعين مثلا بخبرات محلية او دولية بهذا الشان تكون مهمتها الرئيسية اعادة تقييم المنهج الدراسي التقليدي بشكل سنوي واعادة صياغته حتى يتواكب مع ما يحصل من تطورات يومية في حقل التعليم العالمي, والتوجه التربوي العالمي هذه الايام ينزع ناحية استخدام "المناهج التعليمية التفاعلية," اي تلك التي تستفيد بشكل تلقائي من ما يحدث من اكتشافات علمية بشكل يومي ,فالنظرة التقليدية المتبعة في سياقنا التعليمي المحلي هي تاهيل الطلبة نحو التخصصات الادبية والعلمية خلال المرحلة الثانوية عن طريق تطبيق مناهج دراسية متكررة, مع انه من الافضل وضع برنامج تربوي تفاعلي يدور حول مراقبة ودراسة مهارات وامكانات الطلبة منذ الصغر وتاهيلهم منذ المرحلة الابتدائية لتطوير ما يمكن ان يبدعوا فيه سواء كانت توجهات علمية او غيرها, وهذا الامر يمكن ان يتحقق عن طريق تطبيق منهج دراسي عام تفاعلي ومتجدد يستفيد بشكل يومي مما يحصل خارج الفصل الدراسي سواء فيما يحدث من اكتشافات علمية او تغيرات مختلفة في حقل التعليم, فمهما تم بذل الجهود نحو الاستمرار في تطبيق المنهج الدراسي التقليدي فهو لن يستمر نافعا في عالم اليوم المتغير. ومهما بذلنا من جهود مختلفة تهدف نحو تطوير "القدرات العقلية لطلابنا" فنحن سنستمر مقصرين في هذا المجال, ما لم ننجح اخر اليوم في تاهيل النشء الكويتي الواعد لمواكبة العصر والاستفادة الفعلية مما يتلقونه داخل الفصل الدراسي وتمكينهم من ربط المادة الدراسية مع ما يحدث في حياتهم اليومية, وما يحدث في العالم الاوسع, فلعل وعسى.
* كاتب كويتي
 

برقان73

عضو بلاتيني
التفكير العَمَلِي والتفكير داخل صُندوق مُغْلق


ثمة "اسلوب تفكير عملي" عادة ما يتبعه بعض الغربيين, وخاصة الاذكياء منهم, يشير الى نجاحهم في "اتخاذ القرارات" على المستوى الفردي والاجتماعي العام, وهذه الوسيلة في مبادئها الاساسية ليست سوى اسلوب تفكيري عمليا يبدا بالتعرف على الجوانب المختلفة للمشكلة التي يواجهها الفرد او المجتمع, ومن ثم يتم اقتراح "فرضية معينة" من اجل ايجاد حل للمشكلة, ومن بعد ذلك يقوم المهتمون بجمع المعلومات المتعلقة بذلك الحل المنشود, ومن بعد ذلك يقوم الفرد او المجموعة بتمحيص وتقييم مشروعية وفرص نجاح الحل المقترح بناء على ما يتوافر من معلومات ودلائل واقعية وموضوعية, واخيرا يتم التوصل لاستنتاجات عامة او خاصة تشير لنجاح هذا, او ذلك الحل في القضاء على المشكلة! هي طريقة تفكير بسيطة وربما تكون بدائية اذا تمت مقارنتها بما يستخدمه البعض في الغرب من اساليب تفكير متطورة جدا لاتخاذ القرارات المصيرية, فالهدف من وراء بذل كل هذا الجهد العقلي هو التوصل لاستقراء صحيح للوضع الموجود, مهما كان هذا الاخير, ومن ثم التوصل لراي او حل, ناجح, وهكذا.
وما يميز العقل العملي عن غيره من طرق التفكير التي يستخدمها الاخرون هو تميزه في ايجاد الحلول الناجحة "ومن المرة الاولى" اي بدلا من الاستمرار في استخدام طرق تفكير تقليدية تدور حول حلقات مفرغة وتؤدي عادة الى الفشل في التوصل الى الحلول العملية للمصاعب والمشكلات المختلفة, وبدلا من الاستمرار في العناد الشخصاني بانه: "اذا حاولت هذه المرة فسوف انجح," مع ان كل الدلائل الموجودة تشير الى فشل الطريقة المستخدمة في التفكير, يوفر العقل العملي او اسلوب التفكير العملي مخرجا من دوامة العشوائية في اتخاذ القرار, بل وعادة ما يوصل هذا العقل العملي الى حلول تلامس الواقع لانها من الاساس تقيم الدلائل الموجودة على ارض الواقع بطريقة موضوعية وتفرز حلولا لن تفشل اطلاقا.
ولن يضرني كثيرا كفرد عادي ان احاول تقليد ما يستخدمه الاخرون من طرق تفكير عملية وناجحة, فانا بشكل أو بآخر, احاول ان انجح في حياتي اليومية والعامة باقصى درجة ممكنة, ومهما انتقدني الاخرون وما اعمله من اجل ان اصل الى القرار الصائب, ومهما واجهت من تحديات مختلفة حتى اصل للقرار الاكثر عملية والاكثر نفعا بالنسبة لي في الحاضر والمستقبل, فانا على اقل تقدير سأصبح اخر الامر اكثر الاخرين نجاحا واقربهم للكمال العقلي والاخلاقي, بينما يستمر الآخرون يدورون حول أنفسهم, ويستمرون يفكرون داخل صندوق مغلق!
 

برقان73

عضو بلاتيني
الوحدة الوطنية والترابط الاجتماعي


تعتمد قوة "الوحدة الوطنية" في المجتمعات والدول على مدى نجاح هذه الاخيرة في تأكيد حقيقة التكافل المجتمعي وادراك الافراد العاديين كذلك باعتمادهم الحتمي على من يتشاركون معهم في الهوية الوطنية الواحدة وما تشير اليه من مبادئ اجتماعية واخلاقية معينة,بل لن نقول شيئا جديدا اذا اصررنا على "ضرورة" قيام المجتمعات والافراد طوعا بالتشديد على بناء "الحس الوطني" الذي يرتكز على شعور وادراك اعضاء المجتمع بتماسكهم وتعاضدهم وترابطهم الاجتماعي والوطني, وهذا كله يجب ان يحدث من اجل تقوية وتعزيز بل والمحافظة على "الوحدة الوطنية."
فلا نعتقد مثلا انه يوجد اي نوع من التناقض بين تقوية الحس الفردي والمجتمعي العام بضرورة" التكافل والاعتماد المتبادل بين اعضاء المجتمع" وبين "المحافظة" على الحرية الشخصية والفردية, فالقالبان الفكريان (الاعتماد المتبادل بين اعضاء المجتمع, وتمتع الفرد بهوية مستقلة) وجهان لعملة واحدة, بل ان ادراكي كفرد انني اتشارك مع الاخرين في مبادئ اجتماعية واخلاقية معينة لن يتعارض اطلاقا مع اساسيات حريتي الفردية وشعوري بالتميز والاستقلالية, فليس من المعقول مثلا ان يتحول الفرد العادي في ليلة وضحاها الى انسان مستقل "بينه وبين نفسه" فقط من دون ان يتوافر لديه معطيات عامة يستند عليها في تحقيق فرديته واستقلاليته.
وانا كمواطن كويتي عادي سأنجح كثيرا على المستوى الفردي والاجتماعي واليومي اذا امنت بشكل حاسم انني جزء لا يتجزأ من منظومة اجتماعية ووطنية شاملة تضمني انا والاخرين. فانا كفرد لن يكون بمقدرتي تحقيق استقلاليتي الفردية وشعوري بالتميز عن الاخرين ما لم اعتنق "حسا وطنيا صادقا" بانني وان كنت انشد الاستقلالية الشخصية ولكنني ايضا انتمي الى "جسد واحد "وان مهمتي الرئيسية في هذا السياق محاولاتي الحثيثة خلال حياتي اليومية في المحافظة على "الوحدة الوطنية," فهذه الاخيرة والمحافظة عليها هي "خلاصة" وجوهر وجودي الانساني, اليوم, او غدا, او بعد غد!
 
أعلى