المثقف العقلاني و "راحة البال"
الغوغائيون وأشباههم يجدون متعة في تهميش من يعرفون أنه أكثر صدقاً منهم
العقلانية: "النزعة الفلسفية القائلة إن العقل هو أصل المعارف, وإن الاستدلال المنطقي "هو أفضل السبل المؤدية إلى المعرفة" (المعجم الموسوعي- 836).
ثمة معضلة شبه نفسية وذهنية غالباً وربما تحدث يومياً بالنسبة إلى من يحاولون اعتناق التفكير العقلاني بينما يعيشون في مجتمعات عربية تقليدية. هم أي هؤلاء العرب عرقياً والعالميين والمتفتحين ذهنياً يشهدون تناقضات فجة تحدث أمام أعينهم وفي حياتهم اليومية. هذه التناقضات الفردية والاجتماعية ربما ستثبت للمثقف العقلاني أن ما يتوقع أن يتحقق في مجتمعه ربما لن يحدث في القريب العاجل: فبدلاً من شيوع الاعتدال تزيد حدة التطرف,وبدلاً من الالتزام والنظامية يبدو أن الأغلبية تُفضل الفوضوية. بل بدلاً من انتشار التسامح نتيجة زيادة نسبة المتعلمين في الغرب في المجتمع تشيع العدوانية ومحاولة تدمير الآخر المختلف. المثقفون والمتعلمون حقا ومن تجاوزت طرق تفكيرهم ضآلة التفكير الشائعة في محيطهم ربما لن يرتاحوا ما لم يتركوا الآخرين بشأنهم ويبدأوا يركزوا بدلاً عن ذلك على حياتهم الخاصة ويحاولوا تحقيق الاطمئنان العقلاني والنجاحات الفعلية في حياتهم اليومية.
ما يحدث اغلبية الوقت في البيئة العربية التقليدية ليس جديداً وسوف يتكرر لمئات السنين المقبلة ويجب أن يُشجع المثقف العقلاني على البحث عن راحة البال (Tranquility) لأنه بشكل أو بآخر سيفقد فرصاً متعددة لتطوير حياته اليومية.هو أي المثقف العقلاني ذلك الفرد المتفتح ذهنياً تشرب فعلاً كل ما هو إيجابي في الحضارة الغربية ويجب أن يكون عملياً وأكثر نجاحاً من غيره! فمحاولة ضخ مزيد من التفكير العقلاني في البيئة العربية التقليدية يبدو أنها ستأتي دائماً بنتائج عكسية. فمن يدعو مثلاً إلى نشر التسامح وتكافؤ الفرص والتفكير المنطقي والعملية والالتزام بالقوانين والنظم سيعاني الكثير من المصاعب والتحديات والتي هو في غنى عنها.
على سبيل المثال, المثقف العقلاني سيتم عزله في المجتمع العربي التقليدي وبشكل متعمد فالديماغوجيون والغوغائيون وأشباههم يجدون متعة غريبة في تهميش من يعرفون تماماً أنه أكثر صدقاً منهم وأقل تأثراً بالفرقعات اللفظية والأضواء والشعارات الرنانة. هم- أي غرماء المثقف العقلاني- يعرفون أنه هو أو هي ولا أحد سواهم من يكشفون الفوضويين ومن يعرفون كيف يفكر الأنانيون المتمصلحون. تهميش المثقف العقلاني في المجتمع العربي التقليدي ربما يكون "عقاباً حميداً" فالخيار الآخر في هذا السياق ربما يكون أكثر عدوانية ورعباً!
هذه المقالة ليست دعوة للاندحار الطوعي أمام أفواج الفوضوية أو استسلاما سلبياً للغرماء بل ربما يكون أكثر الخيارات عقلانية في بيئة اللا-عقلانية, على الأقل في الوقت الحاضر. تحقيق راحة البال وإعادة توجيه الجهود الجسدية والذهنية لتطوير الذات فقط أفضل مليون مرة من مواصلة بعثرة استنتاجات عقلانية ثمينة عبر إطلاقها في فراغ سديمي شاسع.
الغوغائيون وأشباههم يجدون متعة في تهميش من يعرفون أنه أكثر صدقاً منهم
العقلانية: "النزعة الفلسفية القائلة إن العقل هو أصل المعارف, وإن الاستدلال المنطقي "هو أفضل السبل المؤدية إلى المعرفة" (المعجم الموسوعي- 836).
ثمة معضلة شبه نفسية وذهنية غالباً وربما تحدث يومياً بالنسبة إلى من يحاولون اعتناق التفكير العقلاني بينما يعيشون في مجتمعات عربية تقليدية. هم أي هؤلاء العرب عرقياً والعالميين والمتفتحين ذهنياً يشهدون تناقضات فجة تحدث أمام أعينهم وفي حياتهم اليومية. هذه التناقضات الفردية والاجتماعية ربما ستثبت للمثقف العقلاني أن ما يتوقع أن يتحقق في مجتمعه ربما لن يحدث في القريب العاجل: فبدلاً من شيوع الاعتدال تزيد حدة التطرف,وبدلاً من الالتزام والنظامية يبدو أن الأغلبية تُفضل الفوضوية. بل بدلاً من انتشار التسامح نتيجة زيادة نسبة المتعلمين في الغرب في المجتمع تشيع العدوانية ومحاولة تدمير الآخر المختلف. المثقفون والمتعلمون حقا ومن تجاوزت طرق تفكيرهم ضآلة التفكير الشائعة في محيطهم ربما لن يرتاحوا ما لم يتركوا الآخرين بشأنهم ويبدأوا يركزوا بدلاً عن ذلك على حياتهم الخاصة ويحاولوا تحقيق الاطمئنان العقلاني والنجاحات الفعلية في حياتهم اليومية.
ما يحدث اغلبية الوقت في البيئة العربية التقليدية ليس جديداً وسوف يتكرر لمئات السنين المقبلة ويجب أن يُشجع المثقف العقلاني على البحث عن راحة البال (Tranquility) لأنه بشكل أو بآخر سيفقد فرصاً متعددة لتطوير حياته اليومية.هو أي المثقف العقلاني ذلك الفرد المتفتح ذهنياً تشرب فعلاً كل ما هو إيجابي في الحضارة الغربية ويجب أن يكون عملياً وأكثر نجاحاً من غيره! فمحاولة ضخ مزيد من التفكير العقلاني في البيئة العربية التقليدية يبدو أنها ستأتي دائماً بنتائج عكسية. فمن يدعو مثلاً إلى نشر التسامح وتكافؤ الفرص والتفكير المنطقي والعملية والالتزام بالقوانين والنظم سيعاني الكثير من المصاعب والتحديات والتي هو في غنى عنها.
على سبيل المثال, المثقف العقلاني سيتم عزله في المجتمع العربي التقليدي وبشكل متعمد فالديماغوجيون والغوغائيون وأشباههم يجدون متعة غريبة في تهميش من يعرفون تماماً أنه أكثر صدقاً منهم وأقل تأثراً بالفرقعات اللفظية والأضواء والشعارات الرنانة. هم- أي غرماء المثقف العقلاني- يعرفون أنه هو أو هي ولا أحد سواهم من يكشفون الفوضويين ومن يعرفون كيف يفكر الأنانيون المتمصلحون. تهميش المثقف العقلاني في المجتمع العربي التقليدي ربما يكون "عقاباً حميداً" فالخيار الآخر في هذا السياق ربما يكون أكثر عدوانية ورعباً!
هذه المقالة ليست دعوة للاندحار الطوعي أمام أفواج الفوضوية أو استسلاما سلبياً للغرماء بل ربما يكون أكثر الخيارات عقلانية في بيئة اللا-عقلانية, على الأقل في الوقت الحاضر. تحقيق راحة البال وإعادة توجيه الجهود الجسدية والذهنية لتطوير الذات فقط أفضل مليون مرة من مواصلة بعثرة استنتاجات عقلانية ثمينة عبر إطلاقها في فراغ سديمي شاسع.