السلام عليكم ورحمة الله و بركاته .. اولاً انا عضو جديد يشرفني الانضمام لهذه الاسرة الكبيرة
واتقبل جميع الاراء المختلفة و ارجو اني استفيد من ارائكم والخلاف في الرأي لا يفسد للود قضية
بكل تأكيد ..
في اول مشاركة لي رح اتحدث عن تجربة بلدي الغالي قطر في الربيع العربي الذي اختل فيه
اتزان معظم الدول العربية و رح أسلط الضوء على بعض المواقف التي أدت الى هذه المرحلة
بأن لا يكون امامنا سوى الخيار السعودي و ان نضحي بعلاقة وطيدة تربطنا بـ احزاب فكرية عمرها
يفوق عمر جميع دول مجلس التعاون ..
ارجو يكون الموضوع بعيداً عن الطائفية لاني لن اتحدث عن مذاهب و انما عن توازنات سياسية لا اكثر ..
في الربيع العربي سارعت قطر في مباركة الثورة التونسية و المصرية بأمتياز وكانت اشجع دول المنطقة
في ذلك والمتابع والمراقب لا يستبعد هذه الخطوات خصوصاً جراء التحفظات الكبيرة التي كانت تواجه نظام
مبارك و بن علي و حتى هذه اللحظة حققت موقفاً جيداً وكسبت تعاطف عربي رائع قبل اشتعال الثورة في ليبيا
والتي اعتبرها بداية أزمة العلاقات القطرية و اختلال توازنها (بغض النظر عن كون القذافي طاغية و مجرم وجزار وسفاح)
الا انه كان لا يتوانى في دعم وجهة النظر القطرية (ليس حباً في قطر بل كرهاً في .....) وهنا اصبحت مصداقية الوقوف
القطري بجانب الشعوب العربية على المحك اما ان تساند الشعب الليبي او تقف بجانب القذافي الذي بأمكاني وصفه
بأنه كنز استراتيجي (فقدناه فـ كان ورقة قوية يمكن التلميح بها على بعض الدول) واختارت قطر تكملة مشوار مساندة
الشعوب والابقاء على تلك الصورة الرائعة ولسان الحال يقول ربما يعقب هذا الربيع انظمة قوية نستفيد منها في خلق التوازنات
وبدأت بعدها الثورة السورية وحينها خسرنا نظام بشار الاسد الرئيس العربي الوحيد بجانب قطر الذي كان يصرح ويصدح بدعم
بلاده للمقاومة الفلسطينية في ظل غضب عارم من دول الاعتدال العربي (بغض النظر عن اي مساوء لبشار الاسد انا اتحدث عن اختلال التوازنات
السياسية) الذي حدث بفعل الربيع العربي و لربما اعتقدت قطر ان السعودية الرافضة تماماً لافكار التغيير و الربيع العربي و التي تدعم بكل قوة
بقاء الحاكم في كرسيه حتى لو كان عاجز عن الحركة و الكلام و التفكير ربما تقف بـ صف قطر بكل قوة وتكون اكثر انفتاحاً على هذا الربيع
العربي الا انه هذا التوقع كان خاطئ لان السعودية تتحرك قياداتها بطريقة عاطفية بعيدة عن المصالح السياسية فهي مازالت تنظر لقطر
بانها (عدو لدود كانت حليفة لابن رشيد وان كانت قطر هي من زبنتهم في ذلك التاريخ البعيد ووقفت في وجه حليفها وصديقها ابن رشيد
حتى اوصلت عبدالرحمن و عبدالعزيز سالمين الى الكويت) وبناء على هذه العاطفة لا يخفى على أحد ان تاريخ الخلاف والحقد السعودي على قطر
كبير ولايتوقف عند انتقال مقاليد الحكم للامير الوالد حمد حفظه الله بل ان الخلافات كانت في أشدها في ايام الاب خليفة بن حمد حفظه الله الا ان الاب
خليفة بن حمد كان يتعامل مع الغرور السعودية (بـ طيبة الشيبان) فـ تاريخ الخلاف يعود لعام 1982 عندما اوعزت المملكة السعودية للبحرين بالحصول على اراضي
قطرية لتكبير مساحتها و هو ماصدمنا به كـ قطريين لان السعودية حجمها اكبر من قطر والبحرين الف مرة فلماذا لا تتبرع السعودية للبحرين بـ عزبة احد حاشية الملك فهد التي بالطبع ستكون اكبر من مساحة قطر والبحرين بدلاً من اطماع البحرين في قطر و استمر هذا الخلاف حتى عام 1986 حينما طلبت السعودية رسمياً
من البحرين بسط نفوذها على جزر حوار و مناطق من شمال قطر وحينها استطاعت قطر المحافظه على حدودها الشمالية كونها مرتبطة بالكتلة الجغرافية ولاكن
واجهت صعوبة في استمرار بسط نفوذها على جزر حوار وظلت السيطرة على الجزيرة بين شد و جذب ثم جاء عام ال 90 الذي خططت فيه قطر باللجوء لمحكمة العدل وطلبت من البحرين مشاركتها في ذلك للحصول على حل حضاري والا ستضطر قطر اَسفه باللجوء لمنظمات اكبر من محكمة العدل وحينها استشاط الراحل فهد بن عبدالعزيز (واقسم و وعد وطق فوق و طق تحت) الا ان دخول صدام للخليج من بوابة الكويت يومها أجل هذا النزاع نوعاً ما قبل ان يتجدد في عام 92 ولاكن بصورة اخطر حيث اتهمت السعودية بأن المنفذ القطري المطل على السعودية الموجود منذ تأسيس حدود البلدين هو ارض سعودية محتلة !! و حينها تدخلت بـ قوة عسكرية
ومن حسن الحظ اننا في قطر لم نكن نتوقع ذلك (في زمن البراءة المؤسفة) فـ اسفر عن قتل جنديين قطريين فقط وتم تجميد الموضوع وعندما وافقت البحرين على طلب قطر باللجوء لمحكمة العدل الدولية وعند استصدار الحكم النهائي في عام 97 بـ سيادة دولة قطر على كل رقعتها الجغرافية وعلى مياها الاقليمية المطلة على حقل غاز الشمال و على فشت الديبل و سيادة دولة البحرين (اَن ذاك) على جزر حوار اعتقدنا ان الحل الحضاري اَخذ مجراه وتطورت الطموحات لانشاء جسر قطري بحريني بعيداً عن المياه الاقليمية السعودية الا ان الضغوط السعودية والنظرة التي لايمكن لها ان تتجاوز ان قطر حليفة ابن رشيد حال دون ذلك واستمرت الخلافات الى يومنا هذا و اقولها بـ صدق الخلاف القطري السعودي لايمكن ان ينتهي لسببين الاول انه في قطر يعتبر دفاع عن النفس و الثاني انه في السعودية يعتبر أرث وعقيدة تاريخيه لا يمكن التنازل عنها ...
المهم عندي في سرد هذه الخلفية التاريخية ان اوضح ان الحسابات السياسية بأننا يمكن ان نخسر نظام بشار و نكسب السعودية كانت خاظئة مع كل
أسف و كنت أدرك هذا منذ الوهلة و تمنيت ان لا نخسر كل من نظام القذافي و الاسد (كـ توازن سياسي) من اجل شعارات الربيع العربي حيث اننا لو نظرنا
للدول المجاورة في الخليج كانت تقف ضد الربيع العربي و عندما أصبح الربيع العربي يزيح الرئيس المنتخب (قامت بالتصفيق له بكل حرارة بل كادت ان تدخله
في مجلس التعاون مقابل قطر و كل هذا لماذا عندما تسألهم يقولون لك من أجل حرية الشعب الفلاني !!)
في التحالفات السياسية الايمان بالمبادئ والشعارات دون حساب التوازنات السياسية يكون خطأ فادح فالشعارات لا تطعمك رغيفاً ولا ترسم لك صورة
جميلة لانك ان خسرت بعض الحلفاء (مهما كانوا سيئين داخلياً) فـ سيساهمون بتشويه صورتك بكل قوة و ستصيف الى خصومك الذين لن يتغيروا
وفي وجهة نظري تلخيصاً لكل ما سبق ان الملاذ الأكثر أماناً لقطر الان هو الارتماء في حضن أيران بشكل رسمي و اقامة علاقات
وثيقة من منطلق عدو عدوي صديقي فالايرانيين على الاقل سيكونون أفضل من غيرهم وهذا كل ما أتمناه
كتبت هذه السطور في ظل الضغوط الكبيرة التي تمارسها السعودية واعوانها على قطر و وضحت وجهة نظري والتي اتحفظ
فيها جداً على مرونة قطر مع السعودية وقبولها بتسويات معاها فأنا اعلم ان النظام السعودي لن يرضى عن قطر مهما قدمت
له لذلك اتمنى اختصار الوقت و القيام بالخيار الذي سنقوم فيها بعد 100 سنة ولاكن حينها قد يكون فات
الاوان فالافضل ان نبدأ به الان وهو اختيار تحالفات جديدة بشكل صحي يخدمنا كـ دولة و ان لا نبني علاقات على امكانية وجود تسوية مع
دول لا تعرف معنى السياسة !!
اسمحولي على الاطالة
واتقبل جميع الاراء المختلفة و ارجو اني استفيد من ارائكم والخلاف في الرأي لا يفسد للود قضية
بكل تأكيد ..
في اول مشاركة لي رح اتحدث عن تجربة بلدي الغالي قطر في الربيع العربي الذي اختل فيه
اتزان معظم الدول العربية و رح أسلط الضوء على بعض المواقف التي أدت الى هذه المرحلة
بأن لا يكون امامنا سوى الخيار السعودي و ان نضحي بعلاقة وطيدة تربطنا بـ احزاب فكرية عمرها
يفوق عمر جميع دول مجلس التعاون ..
ارجو يكون الموضوع بعيداً عن الطائفية لاني لن اتحدث عن مذاهب و انما عن توازنات سياسية لا اكثر ..
في الربيع العربي سارعت قطر في مباركة الثورة التونسية و المصرية بأمتياز وكانت اشجع دول المنطقة
في ذلك والمتابع والمراقب لا يستبعد هذه الخطوات خصوصاً جراء التحفظات الكبيرة التي كانت تواجه نظام
مبارك و بن علي و حتى هذه اللحظة حققت موقفاً جيداً وكسبت تعاطف عربي رائع قبل اشتعال الثورة في ليبيا
والتي اعتبرها بداية أزمة العلاقات القطرية و اختلال توازنها (بغض النظر عن كون القذافي طاغية و مجرم وجزار وسفاح)
الا انه كان لا يتوانى في دعم وجهة النظر القطرية (ليس حباً في قطر بل كرهاً في .....) وهنا اصبحت مصداقية الوقوف
القطري بجانب الشعوب العربية على المحك اما ان تساند الشعب الليبي او تقف بجانب القذافي الذي بأمكاني وصفه
بأنه كنز استراتيجي (فقدناه فـ كان ورقة قوية يمكن التلميح بها على بعض الدول) واختارت قطر تكملة مشوار مساندة
الشعوب والابقاء على تلك الصورة الرائعة ولسان الحال يقول ربما يعقب هذا الربيع انظمة قوية نستفيد منها في خلق التوازنات
وبدأت بعدها الثورة السورية وحينها خسرنا نظام بشار الاسد الرئيس العربي الوحيد بجانب قطر الذي كان يصرح ويصدح بدعم
بلاده للمقاومة الفلسطينية في ظل غضب عارم من دول الاعتدال العربي (بغض النظر عن اي مساوء لبشار الاسد انا اتحدث عن اختلال التوازنات
السياسية) الذي حدث بفعل الربيع العربي و لربما اعتقدت قطر ان السعودية الرافضة تماماً لافكار التغيير و الربيع العربي و التي تدعم بكل قوة
بقاء الحاكم في كرسيه حتى لو كان عاجز عن الحركة و الكلام و التفكير ربما تقف بـ صف قطر بكل قوة وتكون اكثر انفتاحاً على هذا الربيع
العربي الا انه هذا التوقع كان خاطئ لان السعودية تتحرك قياداتها بطريقة عاطفية بعيدة عن المصالح السياسية فهي مازالت تنظر لقطر
بانها (عدو لدود كانت حليفة لابن رشيد وان كانت قطر هي من زبنتهم في ذلك التاريخ البعيد ووقفت في وجه حليفها وصديقها ابن رشيد
حتى اوصلت عبدالرحمن و عبدالعزيز سالمين الى الكويت) وبناء على هذه العاطفة لا يخفى على أحد ان تاريخ الخلاف والحقد السعودي على قطر
كبير ولايتوقف عند انتقال مقاليد الحكم للامير الوالد حمد حفظه الله بل ان الخلافات كانت في أشدها في ايام الاب خليفة بن حمد حفظه الله الا ان الاب
خليفة بن حمد كان يتعامل مع الغرور السعودية (بـ طيبة الشيبان) فـ تاريخ الخلاف يعود لعام 1982 عندما اوعزت المملكة السعودية للبحرين بالحصول على اراضي
قطرية لتكبير مساحتها و هو ماصدمنا به كـ قطريين لان السعودية حجمها اكبر من قطر والبحرين الف مرة فلماذا لا تتبرع السعودية للبحرين بـ عزبة احد حاشية الملك فهد التي بالطبع ستكون اكبر من مساحة قطر والبحرين بدلاً من اطماع البحرين في قطر و استمر هذا الخلاف حتى عام 1986 حينما طلبت السعودية رسمياً
من البحرين بسط نفوذها على جزر حوار و مناطق من شمال قطر وحينها استطاعت قطر المحافظه على حدودها الشمالية كونها مرتبطة بالكتلة الجغرافية ولاكن
واجهت صعوبة في استمرار بسط نفوذها على جزر حوار وظلت السيطرة على الجزيرة بين شد و جذب ثم جاء عام ال 90 الذي خططت فيه قطر باللجوء لمحكمة العدل وطلبت من البحرين مشاركتها في ذلك للحصول على حل حضاري والا ستضطر قطر اَسفه باللجوء لمنظمات اكبر من محكمة العدل وحينها استشاط الراحل فهد بن عبدالعزيز (واقسم و وعد وطق فوق و طق تحت) الا ان دخول صدام للخليج من بوابة الكويت يومها أجل هذا النزاع نوعاً ما قبل ان يتجدد في عام 92 ولاكن بصورة اخطر حيث اتهمت السعودية بأن المنفذ القطري المطل على السعودية الموجود منذ تأسيس حدود البلدين هو ارض سعودية محتلة !! و حينها تدخلت بـ قوة عسكرية
ومن حسن الحظ اننا في قطر لم نكن نتوقع ذلك (في زمن البراءة المؤسفة) فـ اسفر عن قتل جنديين قطريين فقط وتم تجميد الموضوع وعندما وافقت البحرين على طلب قطر باللجوء لمحكمة العدل الدولية وعند استصدار الحكم النهائي في عام 97 بـ سيادة دولة قطر على كل رقعتها الجغرافية وعلى مياها الاقليمية المطلة على حقل غاز الشمال و على فشت الديبل و سيادة دولة البحرين (اَن ذاك) على جزر حوار اعتقدنا ان الحل الحضاري اَخذ مجراه وتطورت الطموحات لانشاء جسر قطري بحريني بعيداً عن المياه الاقليمية السعودية الا ان الضغوط السعودية والنظرة التي لايمكن لها ان تتجاوز ان قطر حليفة ابن رشيد حال دون ذلك واستمرت الخلافات الى يومنا هذا و اقولها بـ صدق الخلاف القطري السعودي لايمكن ان ينتهي لسببين الاول انه في قطر يعتبر دفاع عن النفس و الثاني انه في السعودية يعتبر أرث وعقيدة تاريخيه لا يمكن التنازل عنها ...
المهم عندي في سرد هذه الخلفية التاريخية ان اوضح ان الحسابات السياسية بأننا يمكن ان نخسر نظام بشار و نكسب السعودية كانت خاظئة مع كل
أسف و كنت أدرك هذا منذ الوهلة و تمنيت ان لا نخسر كل من نظام القذافي و الاسد (كـ توازن سياسي) من اجل شعارات الربيع العربي حيث اننا لو نظرنا
للدول المجاورة في الخليج كانت تقف ضد الربيع العربي و عندما أصبح الربيع العربي يزيح الرئيس المنتخب (قامت بالتصفيق له بكل حرارة بل كادت ان تدخله
في مجلس التعاون مقابل قطر و كل هذا لماذا عندما تسألهم يقولون لك من أجل حرية الشعب الفلاني !!)
في التحالفات السياسية الايمان بالمبادئ والشعارات دون حساب التوازنات السياسية يكون خطأ فادح فالشعارات لا تطعمك رغيفاً ولا ترسم لك صورة
جميلة لانك ان خسرت بعض الحلفاء (مهما كانوا سيئين داخلياً) فـ سيساهمون بتشويه صورتك بكل قوة و ستصيف الى خصومك الذين لن يتغيروا
وفي وجهة نظري تلخيصاً لكل ما سبق ان الملاذ الأكثر أماناً لقطر الان هو الارتماء في حضن أيران بشكل رسمي و اقامة علاقات
وثيقة من منطلق عدو عدوي صديقي فالايرانيين على الاقل سيكونون أفضل من غيرهم وهذا كل ما أتمناه
كتبت هذه السطور في ظل الضغوط الكبيرة التي تمارسها السعودية واعوانها على قطر و وضحت وجهة نظري والتي اتحفظ
فيها جداً على مرونة قطر مع السعودية وقبولها بتسويات معاها فأنا اعلم ان النظام السعودي لن يرضى عن قطر مهما قدمت
له لذلك اتمنى اختصار الوقت و القيام بالخيار الذي سنقوم فيها بعد 100 سنة ولاكن حينها قد يكون فات
الاوان فالافضل ان نبدأ به الان وهو اختيار تحالفات جديدة بشكل صحي يخدمنا كـ دولة و ان لا نبني علاقات على امكانية وجود تسوية مع
دول لا تعرف معنى السياسة !!
اسمحولي على الاطالة