الهيئة الأستثمار وبيت التمويل

قبل شهر وبدون سابق انذار أعلنت هيئة الاستثمار بقرار ارتجالي وغير مدروس عزمها القيام ببيع أسهم بيت التمويل الكويتي، واسهم شركة زين بسعر مخفض الى المواطنين، وكان السهم قبل الاعلان يتداول بسعر 860 فلسا، وعلى أثر هذا الاعلان الذي أحدث بلبلة كبيرة في السوق انخفض السهم الى 760 فلسا، أي فقد %15 من قيمته السوقية، وجر معه كثيرا من الأسهم الى الانخفاض خوفا من قرارات أخرى تتخذها الهيئة للخروج من السوق، وفي بلد العجائب هذا نحتاج الى موسوعة لنقف ونتعرف على حكمة هذا القرار، فالهيئة اشترت هذه الاسهم بمئة فلس للسهم الواحد وهي أسهم مدرة، وحتى وان كان التخلص من هذه الاسهم لتنفيع بعض المواطنين فهناك ألف طريقة وطريقة لعمل ذلك، فالتسبب بانهيار سهم مثل سهم بيت التمويل وهو من الأسهم المحورية بالسوق ألحق بالغ الضرر بحملة هذا السهم فكثير منها مرهونة للبنوك وعلى أصحابها التزامات مالية أضر هذا الانخفاض بأوضاعهم، ويقدر هذا الضرر بمئات الملايين من الدنانير، فما ذنب من اشترى هذا السهم بسعره المتداول قبل انهياره ومن المسؤول عن هذا القرار الارتجالي في وقت تتعرض فيه المنطقة الى أشد المخاطر، وتنخفض فيه اسعار النفط الى مستويات غير مسبوقة، ناهيك عما يجتاح البلد من اختناقات سياسية واشاعات تجعل المواطن يعيش على صفيح ساخن.
في تقرير لوكالة ستاندرد اند بورز نشرته صحيفة القبس الغراء بتاريخ 10 نوفمبر 2014 الجاري يقول ان ملكية حكومة الكويت في سوق الاسهم المحلي هي الأقل مقارنة بدول الخليج الأخرى فالنسبة المملوكة للحكومة في شركات مدرجة لا تتجاوز %12 من اجمالي الملكيات فيما هي بين %20 %40 في الدول الأخرى.
أتمنى ان يكون لدينا أعضاء في مجلس الأمة يتجرأ أحدهم ليسأل هيئة الاستثمار ان تنشر مقارنة على مدى العشر سنوات الماضية بين استثماراتها الخارجية واستثماراتها في سوق الكويت، والفرق في نتائجهما لنتبين الحكمة من خروج الهيئة من السوق المحلي الى الخارجي، في وقت تعلن الدولة أنها تريد ان تحول الكويت الى مركز مالي يجذب رؤوس الأموال الخارجية، فمتى تأتي هذه الأموال وما الذي سيجذبها وأموال الدولة تستثمر في الدول الأجنبية في الفاضي والمليان.
أمر مشين ومؤسف ومخيف ان يصل الأمر بالمواطن إلى فقدان الثقة بمن يدير بلده وأن يتوقع منهم غير المتوقع فكثير من المتعاملين في السوق المالي يخططون للخروج من السوق الكويتي والتوجه الى الأسواق الخليجية الأكثر ثقة واطمئناناً بعد ان كان سوق الكويت المالي هو الرائد والمؤسس بين أسواق المنطقة ومن هنا أتمنى ان اسمع من أي مسؤول عن انتهاج سياسة مالية جديدة تبعث الاطمئنان ثانية في نفوس المواطنين فنحن في وضع أقل ما يقال عنه هو:

نحن في أمة تداركها الله
كصالح في ثمود

أو كما قال آخر:
متى يبلغ البنيان يوما تمامه
اذا كنت تبنيه وغيرك يهدم


علي يوسف المتروك



التعليق ،،
ليس عندي اكثر مما قاله الكاتب ،،
ولكن اضحكني واحزنني أمله أن يتحدث احد عضاء مجلس الامة
عن ذلك ،،،،وأقول " سلم لي على المجلس الحالي "
 
التعديل الأخير:

Way one

عضو مخضرم
أسهم بيتك و زين .. طالعه ببلاش على المال العام
وتحقق عوائد ضخمه و ارباح ممتازه

و قرار البيع لاجدوى اقتصاديه فيه أبدا"

بل إن تم .. فسيكون قرارا" سياسيا" بحتا" ..

وتعيش وتسلم ..


....
 
أعلى