أبوقتيبة
عضو مخضرم
خاص الحصيلة : منذ اعوام قليلة وبحسب تقرير لصحيفة “اندبندنت” البريطانية اعده الصحافي المعروف روبرت فيسك فان عدد البنات ضحايا جرائم الشرف في عدد من الدول العربية والمسلمة قدر بحوالي عشرين الف فتاة تقتل سنويا بدافع الحفاظ على الشرف ، وفي الاردن على سبيل المثال يقدر أن حوالي 13 امرأة تلقى حتفها شهريا للسبب نفسه ، ومع هذا فان المادة 340 من قانون العقوبات الأردني لاتزال تفرض عقوبة مخففة على مرتكبي “جرائم الشرف” وفي الخليج ليس هناك مواد محددة تردع العنف ضد المرأة بشكل عام او تخص جريمة الشرف بأي مواد فبين ليلة واخرى تختفي البنات عن الانظار وتدفن كما رؤسنا تحت الرمال .
أحدى الفتيات رافعة يافطة بـ ” ذبحتونا بشرفكم “
مشهد حزين قد نتفهمه ان كان مجرد قصة من العصور المظلمة او الغابرة تحكي عن معاناة هؤلاء النساء ولكن للمفارقة فان الامر يلازم زمننا هذا عصر النت والعولمة والسياحة للقمر.
الاسباب عديدة والجريمة واحدة فثقافة تتنوع مابين المجتمع الذكوري الذي يشجع الأبوية وسلطة الرجل من جانب وكون المرأة احد الملكيات الخاصة من جانب اخر والحقيقة ان الجهود لا تأل من قبل حركات المجتمع المدني لتغيير وعي الشباب نحو فهمهم لوجود عقاب لمرتكب أي جريمة تمس كرامة وشرف أي إنسان سواء كان امرأة أو رجل ولكن في ظل ضعف تجريم العنف ضد النساء لايزال الكثير ممايجب فعله.
فتاة تؤكد بأن حياتها أهم من شرف العائلة
كيف يمكن ان تحوز جريمة على اي شرف ممكن لا احد يعلم بالتحديد كيفية توصيف الامر ولكن اتفاق من نوع ما جرى منذ زمن ان صمتا يصاحب مثل هذه الجرائم والعادات وان الحديث عنه ربما يأتي من باب النقاش والتنظير فقط اما المساعدة العملية الحقيقية فلاتزال امر بعيد المنال .
فالجميع يخشى التدخل في مثل هذه المشكلات او الدفاع عن هؤلاء النساء حتى النخبة منا .
الغريب ان المرأة احيانا قد تقتل لجرم ارتكب بحقها وليس لجرم اقدمت عليه ومن منا لايتذكر حالة “عائشة ابراهيم” الصومالية التي جرت الى حفرة امام المئات وهي تصرخ لا تقتلوني في عام 2008، وكانت جريمتها انها اغتصبت من ثلاث شباب وعندما قامت عائلتها بتقديم شكوى لحركة الشباب قررت الاخيرة عقابها.
أحدى ضحايا بما يسمى جرائم الشرف في باكستان
وأيضا من منا لا يتذكر قتل أب يمني لأبنته ذات العشر أعوام فقط قبل أيام قليلة وعند سؤالة من قبل رجال الأمن عن سبب أرتكابة لهذه الجريمة الشنعاء برر بأنها من أجل الشرف ، أي شرف هذا عندما تقتل طفلة .
وأيضا من منا لا يتذكر عندما تم رجم فتاة لا يتجاوز عمرها 17 عاماً في لبنان بسبب جريمة شرف أيضا ، والغريب في هذه الحالة هو تم رجمها في الشارع ومن قبل أهالي الحي جميعاً ، ولم يتدخل أحد لأنقاذ هذه الفتاة المسكينة .
رجم قتاة لبنانية في أحد الشوراع بسبب ما يسمى جرائم الشرف
رجم قتاة لبنانية في أحد الشوراع بسبب ما يسمى جرائم الشرف
واعفيكم هنا من الحديث عن تفاصيل تخص هذه الاجساد الضعيفة تخص التنكيل بها وقطع بعض اعضاء جسدها وتعذيبها بخلاف المداومة على ضربها لعدد من الايام قبل قتلها والتمثيل بجثتها مرة اخيرة .
يجسد المأساة ببشاعتها وظلمها تقرير لمدير مشرحة زينهم في جمهورية مصر العربية يبين فيه برقم غاية ظلم وبشاعة الحدث، فهو يقول إن 80% من القتيلات بدعوى الشرف بريئات تماماً وعذارى.
فتاة تم قتلها بما يسمى جرائم الشرف
فتاة تم قتلها بما يسمى جرائم الشرف
مما يدلل بقوة على غياب الشرع والقانون وتحكيم العادات في مثل هذه الجرائم التي يجب ان لا تعنون الا بأنها جرائم ضاع فيها الشرف ، وماتت فيها الانسانية عن رصد وتعمد .