عنتر زمانة
عضو فعال
كانت المرة الأولى التي تطأ فيها قدماي سوق الغنم في الأسبوع الماضي عندما دعاني صديق إلى العشاء في «شاليهه» الخاص ثم طلب مني أن أشتري له خروفا «على طريقتي».
ذهبت إلى هناك، وما أن أوقفت سيارتي حتى هجم عليَّ ثلاثة أشخاص أقصرهم بارتفاع بوابة السور القديمة، ولهم ملامح غريبة تؤكد بأن لهم جذورا مع أرض «جاليفر» في بلاد العمالقة.
عرض عليَّ الأول أن أشتري من خرافه، احتج الثاني ثم شدني من دشداشتي قائلا إن خرافه هي الأفضل، أما الثالث فقد عبس في وجهيهما ثم تجشأ بصورة مرعبة وزأر بصوت حاد تأكد لي من خلاله بأن خرافه هي الأفضل. حاولت أن أقنع الثلاثة برغبتي في رؤية الجميع واحدا تلو الآخر، فوافقوا، وبعد جولة قصيرة تبين لي أن خرافهم أكثر ذكاء منهم!
قال لي الأول إن لديه خرفانا من الصين، فاستغربت ذلك وسألته إن كان لديه جنسيات أخرى فقال روماني، فرفضتهما معا لأن لهما «أذنابا» تتصل بالولايات المتحدة الأميركية منذ عهد الانفتاح الصيني وتحويل بوخارست إلى جادة الاستسلام العربي تجاه إسرائيل.
وأنا أتابع «ذيول» الخرفان و«رؤوسها» اقترب مني شخص ظهر وكأنه «عايش بين عميان» وهو يتمتم بكلمات خافتة مفادها أنه قصاب يرغب في نحر ذبيحتي المشتراة.
فقلت له إنني لم اخترها بعد، فجاء آخر، ينافسه، وصرخ في وجهه متهما إياه بـ«المسيحية»، ثم استدار إليَّ وفتح فما يشبه التنور وهو يقول: «هذا مسيحي، شلون يذبح خروفك؟» فاستعذت بالله.
واحتفظت بهدوئي إذ أن هذا الأحمق لا يعرف أن هناك «خروفا صينيا» يقبع هادئا في انتظار من يشتريه ثم يذبحه. وبعد جولة قصيرة بين الأغنام قررت أن أشتري أفضل الخراف قاطبة ألا وهو.. العربي!
---
المصدر:
http://kuttab.cc/wp/2015/01/27/سلام-الله-على-الأغنام/
ي جماعة الرجل هذا تتفق تختلف معاه لكن يجبرك على انصاف قلمه، اسلوبه بالكتابة جميل جداً
انا وضعت المقال حتى نعيد الذكريات عندما كان يكتب فؤاد الهاشم في صفحة الوطن الاخيرة..
فملاك الوطن يتباكون الآن على حرية الرأي وحرية الصحافة،، وهم أنفسهم من اخرجوا الهاشم من الجريدة بسبب مقال!!
وكلنا نعرف الحادثة عندما اتصل رئيس التحرير بالهاشم يطلب منه نفي كتابته للمقالة.. فرفض الهاشم وتمت اقالته
فهل من حقهم ايقاف رأي كاتب بشخطه قلم، و يكادون يتباكون الآن على حرية الراي عندما اوقفهم الوزير بشخطه قلم!!
Sent from my iPhone using Tapatalk
ذهبت إلى هناك، وما أن أوقفت سيارتي حتى هجم عليَّ ثلاثة أشخاص أقصرهم بارتفاع بوابة السور القديمة، ولهم ملامح غريبة تؤكد بأن لهم جذورا مع أرض «جاليفر» في بلاد العمالقة.
عرض عليَّ الأول أن أشتري من خرافه، احتج الثاني ثم شدني من دشداشتي قائلا إن خرافه هي الأفضل، أما الثالث فقد عبس في وجهيهما ثم تجشأ بصورة مرعبة وزأر بصوت حاد تأكد لي من خلاله بأن خرافه هي الأفضل. حاولت أن أقنع الثلاثة برغبتي في رؤية الجميع واحدا تلو الآخر، فوافقوا، وبعد جولة قصيرة تبين لي أن خرافهم أكثر ذكاء منهم!
قال لي الأول إن لديه خرفانا من الصين، فاستغربت ذلك وسألته إن كان لديه جنسيات أخرى فقال روماني، فرفضتهما معا لأن لهما «أذنابا» تتصل بالولايات المتحدة الأميركية منذ عهد الانفتاح الصيني وتحويل بوخارست إلى جادة الاستسلام العربي تجاه إسرائيل.
وأنا أتابع «ذيول» الخرفان و«رؤوسها» اقترب مني شخص ظهر وكأنه «عايش بين عميان» وهو يتمتم بكلمات خافتة مفادها أنه قصاب يرغب في نحر ذبيحتي المشتراة.
فقلت له إنني لم اخترها بعد، فجاء آخر، ينافسه، وصرخ في وجهه متهما إياه بـ«المسيحية»، ثم استدار إليَّ وفتح فما يشبه التنور وهو يقول: «هذا مسيحي، شلون يذبح خروفك؟» فاستعذت بالله.
واحتفظت بهدوئي إذ أن هذا الأحمق لا يعرف أن هناك «خروفا صينيا» يقبع هادئا في انتظار من يشتريه ثم يذبحه. وبعد جولة قصيرة بين الأغنام قررت أن أشتري أفضل الخراف قاطبة ألا وهو.. العربي!
---
المصدر:
http://kuttab.cc/wp/2015/01/27/سلام-الله-على-الأغنام/
ي جماعة الرجل هذا تتفق تختلف معاه لكن يجبرك على انصاف قلمه، اسلوبه بالكتابة جميل جداً
انا وضعت المقال حتى نعيد الذكريات عندما كان يكتب فؤاد الهاشم في صفحة الوطن الاخيرة..
فملاك الوطن يتباكون الآن على حرية الرأي وحرية الصحافة،، وهم أنفسهم من اخرجوا الهاشم من الجريدة بسبب مقال!!
وكلنا نعرف الحادثة عندما اتصل رئيس التحرير بالهاشم يطلب منه نفي كتابته للمقالة.. فرفض الهاشم وتمت اقالته
فهل من حقهم ايقاف رأي كاتب بشخطه قلم، و يكادون يتباكون الآن على حرية الراي عندما اوقفهم الوزير بشخطه قلم!!
Sent from my iPhone using Tapatalk