صانع التاريخ
عضو بلاتيني
في يوم 4/8/1990 م أي بعد يومين من اجتياح القوات العراقية لبلادنا وقبل اثني عشر يوما من توقيع الرئيس الراحل صدام حسين على وثيقة الاستسلام التي طلبها منه داهية القرن العشرين هاشمي رفسنجاني خرج بوق يُقال له أبو نصير الدين الكاظمي عبر إذاعة كانت تديرها إيران آنذاك وكان اسمها ( صوت الثورة الإسلامية في العراق ؛ خرج ذلك البوق مُعلِقا على غزو الكويت وإعلان ما سُميت حكومة الكويت الحرة المؤقتة وبلهجته العراقية قائلا :
" أنتو يا خوتي يا أهل الكويت ؛ جويبر وربعه ترى ما يفيدوكم ؛ وذولا اللي جابهم صدام هم ما يفيدكم ، أنتو لازم تبايعون ناس من مدرسة الحسين ترضى عنهم الأمة " !
كان من الواضح أن كلمة الكاظمي لم تكن سوى رسالة إيرانية لشيعة الكويت تحثهم فيها على استغلال الوضع في ظل الغموض والارتباك الذي ساد الأيام الأولى للاحتلال العراقي لبلدنا الصغير ؛ إذ رغم عدم وضوح الصورة التي يمكن من خلالها إعداد سيناريو تحرير الكويت لنا كعرب طبعا إلا أن المؤكد أن الكل كان يعلم بأن رعونة صدام قد أوقعته في شر أعماله ومكنونات ذاته الطامعة وأنه لن يستقر في الكويت أبدا ، لكن وللأمانة نقول بأن شيعة الكويت كغيرهم من أبناء الشعب أصروا على خروج المحتل وعودة نظام حكم آل الصباح كسلطة شرعية للبلاد رغم ما كان من أحداث قُبيل الغزو ولم يستجيبوا للرسالة الإيرانية .
لم تيأس الآلة الإعلامية لنظام ملالي طهران ؛ فبثت يوم السبت 23/2/1991 في الساعة العاشرة مساء عبر التلفزيون الإيراني الذي كان يُلتقط بوضوح في الكويت بعد تدمير الأمريكان لمرسلاتنا التلفزيونية بحجة منع العراقيين من استخدامها ؛ بثت الآلة الإعلامية الإيرانية وقُبيل ساعات من بدئ الهجوم البري لتحرير بلادنا لقاء مع محمد باقر المهري واثنين من رفاقه ، وقد وجه المهري في ذلك اللقاء نداء للصامدين في الكويت بلغة عربية مكسرة قائلا لهم :
" يا أهل الرميثية * يا أهل الدعية ، يا أهل خيطان يا أهل الجهراء ، أنتم القيادة فلا تسمحوا لأحد بتقرير مصيركم وقرروا مصيركم بأنفسكم " !
طبعا ذكرت الرميثية والدعية في المقدمة ثم بعد ثوانٍ من مراجعة النفس ذكرت خيطان والجهراء لذر الرماد في العيون ، لكن بعد يومين فقط من ذلك اللقاء خرج شيعة الكويت ليعبروا كغيرهم من الكويتيين عن فرحتهم بالتحرير ولم يعيروا رسالة المهري وندائه أي اهتمام لتفشل بالتالي ثاني المحاولات الإيرانية لزعزعة أمن الكويت وبث الفرقة بين أهلها وعلى يد إخواننا الشيعة .
تغيرت الظروف بعد ذلك وتغيرت استراتيجية إيران في التعامل مع دول المنطقة ومن ضمنها الكويت ، فعملت سفارة إيران نفس الدور الذي مارسته سفارة عراق صدام حسين قبل الغزو ولكن بطريقة أكثر ذكاء وأبعد عن عيون الإعلام وأهله ، وجاءت قصة الشبكة التجسسية الإيرانية ثم تصريحات علي لارجاني حول الربط بين الحالة السورية والكويت لتثبت سوء النوايا الإيرانية تجاهنا رغم العلاقات الشكلية ، لكنها اليوم تتبدى في ظرف خطير يتمثل في اختلاف حالة الجبهة الداخلية الكويتية والهزات الكبيرة التي أصابت لحمتها !
وبالاتجاه جنوبا نستذكر مقالا كتبه تركي السديري في صحيفة الجزيرة السعودية يوم السبت 5/7/1986 م أي بعد يومين من الحل غير الدستوري الثاني للبرلمان الكويتي ، تحدث السديري في مقاله الذي أذاعه راديو الرياض عما حدث في بلدنا مهللا طبعا بالحل غير الدستوري وزعم أن الانتخابات ليست من عاداتنا ولا من تقاليدنا !
بعد 3 سنوات من ذلك الحدث تورطت مجموعة من المتطرفين الكويتيين الشيعة بتفجير في مكة أثناء حج عام 1409 ه حسب ما ذكرته وزارة الداخلية السعودية ، لكن بيان الوزارة اتسم ببث عبارة مسمومة أعقبت كل اسم من أسماء من تورطوا في الحادثة أو حتى تمت تبرئتهم منها مثل عدنان عبد الصمد ، فذكر البيان أن فلانا كويتي الجنسية من أصل إيراني وفلانا كويتي الجنسية من أصل سعودي ولم يقل أحسائي ! ، وفلانا كويتي الجنسية والأصل !
لم ندرك كنه بيان الداخلية السعودية إلا في فبراير عام 1990 م حين تفجرت الخلافات السعودية الكويتية بوجه رياضي مكشوف وبوجه سياسي متوارٍ ذو صلة بخلاف البلدين على الحدود البحرية والتي لم يتم استكمال ترسيمها إلا عام 2000 م ، ولولا قدر الله ثم جريمة صدام بغزو بلدنا التي ارتبطت بعدة إيحاءات من ضمنها الخلافات الكويتية السعودية لاتسعت دائرة الخلاف ؛ لكن زلزال الثاني من أغسطس عام 1990 م غير قواعد اللعبة بالكامل ودفن تلك الحقبة بين الكويت والسعودية لتبدأ بعدها حقبة جديدة بل حقب لأن أحداث الخمسة وعشرين عاما الماضية كانت بمثابة أحداث قرن كامل لسرعة تبدلها !
منذ تحرير الكويت في 26/2/1991 م حتى سقوط بغداد في 9/4/2003 م لم تحدث أمور ملفتة في العلاقة الكويتية السعودية ، لكن بعد غزو الأمريكان للعراق انطلاقا من أراضي الكويت بالدرجة الأولى ثم تحطيمهم المتعمد لكيان الدولة العراقية وإشاعة الفتنة الطائفية التي ظل المجتمع العراقي عصيا عليها حتى في أحلك فترات حرب السنوات الثمانِ مع إيران بدأ الحال في الكويت يتبدل ، فقد كانت بلدنا أول من تلقى شرر نار الفتنة في العراق ؛ وللأمانة فإننا نستحق هذا المصير لأننا قبلنا مبدأ تبرير الخطيئة بالخطيئة وصفقنا لاحتلال بلد عربي جار بذريعة الانتقام من صدام حسين !
بدأ الشحن الطائفي بين السنة والشيعة يتصاعد حتى بات الخطاب الطائفي في الكويت هو جسر العبور لكل طامح للكرسي الأخضر ومغانمه في ظل انتكاسة التجربة الديمقراطية الكويتية وتلاقي تلك الانتكاسة مع تنافس الكبراء على النفوذ والمال !
وفي هذه الأجواء بدأت لعبة شد الحبل بين إيران والسعودية وتنافسهما غير الشريف على الساحة الإقليمية تتم على المكشوف ، وباتت الكويت أبرز منابرها الإعلامية ، أما السعودية فإنها لم تتدخل مباشرة في أحداث الكويت ما بعد عام 2006 م لكنها سمحت لأبواقها وآلاتها الإعلامية غير المحسوبة على الدولة رسميا بأن تشمت بالديمقراطية الكويتية كلما حصل حدث بارز من مظاهر انتكاستها ، لكن بعد اندلاع الثورة في سوريا والاحتجاجات في البحرين أخذت الأمور منحًى آخر ، فقد انقسم سنة الكويت وشيعتها في اصطفاف واضح خلف الموقفين السعودي والإيراني ؛ وبدأت إيران والسعودية تشعران بأن الكويت يمكن أن تغدو ساحة التنافس الأبرز بينهما حتى وصلت الأمور بعدما توالت الأحداث حسب السياق الذي تابعناه جميعا إلى ما يمكن تسميته ( حرب السفارات ) ؛ إذ بدأت السعودية وإيران في تحريض السلطة في الكويت على بعض الكُتاب والمغردين فيها تحت بند مقاضاتهم لإساءتهم لإيران أو السعودية ؛ في حين أن الكويت لم تطلب توضيحات لتصريحات لارجاني التي ربط فيها سقوط سوريا بسقوط الكويت كما لم تطلب سفارتها في الرياض مقاضاة المغردين السعوديين الذين أساؤوا إليها وإلى رموزها مثل صالح السعدون الذي تولى مهمة الهجوم اللاذع على بلادنا حينما اندلع الخلاف السعودي الكويتي حول المنطقة المحايدة وتم على إثره وقف عمليات إنتاج حقل الخفجي !
إن السبب في وصول علاقاتنا بالسعودية وإيران إلى هذا المنزلق الخطير يكمن في عدم تطبيق القانون العادل الصارم بمسطرة واحدة على كل مَن يسيء إلى علاقات الكويت بجاراتها خاصة وببقية دول العالم عامة وهذا تتحمله الدولة بأجهزتها التنفيذية ، أما السبب الآخر فيتحمله الشعب الكويتي الذي قَبِلَ أن يتحول إلى جمهرة متعاطفة مع السعودية وأخرى متعاطفة مع إيران كما تشهد بذلك صفحات هذه الشبكة التي وُصِمْتُ عبرها مرة بأنني صفوي مجوسي فارسي لأنني انتقدتُ بعض سياسات النظام السعودي ومرة بأنني وهابي تكفيري ناصبي لأنني انتقدتُ بعض سياسات النظام الإيراني !
الآن يدفع الكويتيون ثمن سلوكهم المشين وتخليهم عن كل الثوابت الوطنية التي افتخروا بها حينما توحدوا في وجه الغزو الغاشم ؛ تلك الوحدة التي لم نعد ندري إذا ما كانت قد حدثت دفاعا عن الكويت كوطن وانتماء أم رفضا للجهة الغازية التي لم يكن لها رصيد داخل الكويت ولا حتى داخل العراق الذي حكمته بالحديد والنار ؟
" أنتو يا خوتي يا أهل الكويت ؛ جويبر وربعه ترى ما يفيدوكم ؛ وذولا اللي جابهم صدام هم ما يفيدكم ، أنتو لازم تبايعون ناس من مدرسة الحسين ترضى عنهم الأمة " !
كان من الواضح أن كلمة الكاظمي لم تكن سوى رسالة إيرانية لشيعة الكويت تحثهم فيها على استغلال الوضع في ظل الغموض والارتباك الذي ساد الأيام الأولى للاحتلال العراقي لبلدنا الصغير ؛ إذ رغم عدم وضوح الصورة التي يمكن من خلالها إعداد سيناريو تحرير الكويت لنا كعرب طبعا إلا أن المؤكد أن الكل كان يعلم بأن رعونة صدام قد أوقعته في شر أعماله ومكنونات ذاته الطامعة وأنه لن يستقر في الكويت أبدا ، لكن وللأمانة نقول بأن شيعة الكويت كغيرهم من أبناء الشعب أصروا على خروج المحتل وعودة نظام حكم آل الصباح كسلطة شرعية للبلاد رغم ما كان من أحداث قُبيل الغزو ولم يستجيبوا للرسالة الإيرانية .
لم تيأس الآلة الإعلامية لنظام ملالي طهران ؛ فبثت يوم السبت 23/2/1991 في الساعة العاشرة مساء عبر التلفزيون الإيراني الذي كان يُلتقط بوضوح في الكويت بعد تدمير الأمريكان لمرسلاتنا التلفزيونية بحجة منع العراقيين من استخدامها ؛ بثت الآلة الإعلامية الإيرانية وقُبيل ساعات من بدئ الهجوم البري لتحرير بلادنا لقاء مع محمد باقر المهري واثنين من رفاقه ، وقد وجه المهري في ذلك اللقاء نداء للصامدين في الكويت بلغة عربية مكسرة قائلا لهم :
" يا أهل الرميثية * يا أهل الدعية ، يا أهل خيطان يا أهل الجهراء ، أنتم القيادة فلا تسمحوا لأحد بتقرير مصيركم وقرروا مصيركم بأنفسكم " !
طبعا ذكرت الرميثية والدعية في المقدمة ثم بعد ثوانٍ من مراجعة النفس ذكرت خيطان والجهراء لذر الرماد في العيون ، لكن بعد يومين فقط من ذلك اللقاء خرج شيعة الكويت ليعبروا كغيرهم من الكويتيين عن فرحتهم بالتحرير ولم يعيروا رسالة المهري وندائه أي اهتمام لتفشل بالتالي ثاني المحاولات الإيرانية لزعزعة أمن الكويت وبث الفرقة بين أهلها وعلى يد إخواننا الشيعة .
تغيرت الظروف بعد ذلك وتغيرت استراتيجية إيران في التعامل مع دول المنطقة ومن ضمنها الكويت ، فعملت سفارة إيران نفس الدور الذي مارسته سفارة عراق صدام حسين قبل الغزو ولكن بطريقة أكثر ذكاء وأبعد عن عيون الإعلام وأهله ، وجاءت قصة الشبكة التجسسية الإيرانية ثم تصريحات علي لارجاني حول الربط بين الحالة السورية والكويت لتثبت سوء النوايا الإيرانية تجاهنا رغم العلاقات الشكلية ، لكنها اليوم تتبدى في ظرف خطير يتمثل في اختلاف حالة الجبهة الداخلية الكويتية والهزات الكبيرة التي أصابت لحمتها !
وبالاتجاه جنوبا نستذكر مقالا كتبه تركي السديري في صحيفة الجزيرة السعودية يوم السبت 5/7/1986 م أي بعد يومين من الحل غير الدستوري الثاني للبرلمان الكويتي ، تحدث السديري في مقاله الذي أذاعه راديو الرياض عما حدث في بلدنا مهللا طبعا بالحل غير الدستوري وزعم أن الانتخابات ليست من عاداتنا ولا من تقاليدنا !
بعد 3 سنوات من ذلك الحدث تورطت مجموعة من المتطرفين الكويتيين الشيعة بتفجير في مكة أثناء حج عام 1409 ه حسب ما ذكرته وزارة الداخلية السعودية ، لكن بيان الوزارة اتسم ببث عبارة مسمومة أعقبت كل اسم من أسماء من تورطوا في الحادثة أو حتى تمت تبرئتهم منها مثل عدنان عبد الصمد ، فذكر البيان أن فلانا كويتي الجنسية من أصل إيراني وفلانا كويتي الجنسية من أصل سعودي ولم يقل أحسائي ! ، وفلانا كويتي الجنسية والأصل !
لم ندرك كنه بيان الداخلية السعودية إلا في فبراير عام 1990 م حين تفجرت الخلافات السعودية الكويتية بوجه رياضي مكشوف وبوجه سياسي متوارٍ ذو صلة بخلاف البلدين على الحدود البحرية والتي لم يتم استكمال ترسيمها إلا عام 2000 م ، ولولا قدر الله ثم جريمة صدام بغزو بلدنا التي ارتبطت بعدة إيحاءات من ضمنها الخلافات الكويتية السعودية لاتسعت دائرة الخلاف ؛ لكن زلزال الثاني من أغسطس عام 1990 م غير قواعد اللعبة بالكامل ودفن تلك الحقبة بين الكويت والسعودية لتبدأ بعدها حقبة جديدة بل حقب لأن أحداث الخمسة وعشرين عاما الماضية كانت بمثابة أحداث قرن كامل لسرعة تبدلها !
منذ تحرير الكويت في 26/2/1991 م حتى سقوط بغداد في 9/4/2003 م لم تحدث أمور ملفتة في العلاقة الكويتية السعودية ، لكن بعد غزو الأمريكان للعراق انطلاقا من أراضي الكويت بالدرجة الأولى ثم تحطيمهم المتعمد لكيان الدولة العراقية وإشاعة الفتنة الطائفية التي ظل المجتمع العراقي عصيا عليها حتى في أحلك فترات حرب السنوات الثمانِ مع إيران بدأ الحال في الكويت يتبدل ، فقد كانت بلدنا أول من تلقى شرر نار الفتنة في العراق ؛ وللأمانة فإننا نستحق هذا المصير لأننا قبلنا مبدأ تبرير الخطيئة بالخطيئة وصفقنا لاحتلال بلد عربي جار بذريعة الانتقام من صدام حسين !
بدأ الشحن الطائفي بين السنة والشيعة يتصاعد حتى بات الخطاب الطائفي في الكويت هو جسر العبور لكل طامح للكرسي الأخضر ومغانمه في ظل انتكاسة التجربة الديمقراطية الكويتية وتلاقي تلك الانتكاسة مع تنافس الكبراء على النفوذ والمال !
وفي هذه الأجواء بدأت لعبة شد الحبل بين إيران والسعودية وتنافسهما غير الشريف على الساحة الإقليمية تتم على المكشوف ، وباتت الكويت أبرز منابرها الإعلامية ، أما السعودية فإنها لم تتدخل مباشرة في أحداث الكويت ما بعد عام 2006 م لكنها سمحت لأبواقها وآلاتها الإعلامية غير المحسوبة على الدولة رسميا بأن تشمت بالديمقراطية الكويتية كلما حصل حدث بارز من مظاهر انتكاستها ، لكن بعد اندلاع الثورة في سوريا والاحتجاجات في البحرين أخذت الأمور منحًى آخر ، فقد انقسم سنة الكويت وشيعتها في اصطفاف واضح خلف الموقفين السعودي والإيراني ؛ وبدأت إيران والسعودية تشعران بأن الكويت يمكن أن تغدو ساحة التنافس الأبرز بينهما حتى وصلت الأمور بعدما توالت الأحداث حسب السياق الذي تابعناه جميعا إلى ما يمكن تسميته ( حرب السفارات ) ؛ إذ بدأت السعودية وإيران في تحريض السلطة في الكويت على بعض الكُتاب والمغردين فيها تحت بند مقاضاتهم لإساءتهم لإيران أو السعودية ؛ في حين أن الكويت لم تطلب توضيحات لتصريحات لارجاني التي ربط فيها سقوط سوريا بسقوط الكويت كما لم تطلب سفارتها في الرياض مقاضاة المغردين السعوديين الذين أساؤوا إليها وإلى رموزها مثل صالح السعدون الذي تولى مهمة الهجوم اللاذع على بلادنا حينما اندلع الخلاف السعودي الكويتي حول المنطقة المحايدة وتم على إثره وقف عمليات إنتاج حقل الخفجي !
إن السبب في وصول علاقاتنا بالسعودية وإيران إلى هذا المنزلق الخطير يكمن في عدم تطبيق القانون العادل الصارم بمسطرة واحدة على كل مَن يسيء إلى علاقات الكويت بجاراتها خاصة وببقية دول العالم عامة وهذا تتحمله الدولة بأجهزتها التنفيذية ، أما السبب الآخر فيتحمله الشعب الكويتي الذي قَبِلَ أن يتحول إلى جمهرة متعاطفة مع السعودية وأخرى متعاطفة مع إيران كما تشهد بذلك صفحات هذه الشبكة التي وُصِمْتُ عبرها مرة بأنني صفوي مجوسي فارسي لأنني انتقدتُ بعض سياسات النظام السعودي ومرة بأنني وهابي تكفيري ناصبي لأنني انتقدتُ بعض سياسات النظام الإيراني !
الآن يدفع الكويتيون ثمن سلوكهم المشين وتخليهم عن كل الثوابت الوطنية التي افتخروا بها حينما توحدوا في وجه الغزو الغاشم ؛ تلك الوحدة التي لم نعد ندري إذا ما كانت قد حدثت دفاعا عن الكويت كوطن وانتماء أم رفضا للجهة الغازية التي لم يكن لها رصيد داخل الكويت ولا حتى داخل العراق الذي حكمته بالحديد والنار ؟