يمثل رئيس جهاز أمن الدولة الأسبق الشيخ عذبي الفهد أحد أبرز علامات الاستفاهم على الساحة الكويتية، فهو المعروف عنه بعده عن الأضواء الاعلامية، إلا أنه مادة دسمة لكثير من القضايا السياسية والأمنية، لا سيما وأن لديه شبكة علاقات واسعه ومتناقضة في نفس الوقت قد يكون كسبها بحكم منصبه السابق وعلاقة والده الشهيد الشيخ فهد الأحمد ببعض التيارات السياسية.
وتمثل خلية “ميناء عبدالله” التي كشفتها السلطات الأمنية الكويتية في 2001 أول قضية يتداول فيها اسم الشيخ عذبي الفهد بشكل رسمي ضمن تحقيقات النيابة والمحكمة وفق أقوال المتهم الرئيسي في تلك القضية التي شغلت الشارع الكويتي في حينه.
ويقول المتهم الرئيسي في تلك الشبكة التي اتهمت بالتخطيط للقيام بأعمال تخريبية ضد المكتب التجاري الاسرائيلي بدولة قطر والمساس بأمن الكويت محمد الدوسري في شهادته أمام المحكمة "بأن الأسلحة والمتفجرات سلمها إياه الشيخ عذبي الفهد وطلب منه التخلص منها وهي من مخلفات الغزو العراقي".
والجدير بالذكر أن الشبكة عثر معها على أسلحة ومتفجرات بلغت زنتها قرابة 84 كيلو غرام، إلا أن الشيخ عذبي لم يصدر بحقه أي حكم، فيما أدانت محكمة التمييز الدوسري وحكمت عليه بالحبس لمدة 7 سنوات وبرأت آخرين.
هذه الاعترافات لم تمنع الشيخ عذبي الفهد من تولي منصب رئيس أمن الدولة في 2005 نظرا لعلاقته مع مجاميع سياسية وقوى دينية، ودوره الأمني والعسكري في المقاومة الكويتية ابان الغزو العراقي لدولة الكويت، إلا أنه تقدم باستقالته بعد سنة من توليه المنصب وتحديدا في اكتوبر 2006 نتيجة ضغوط سياسية لازاحته من المنصب رافقتها بعض الترتيبات السياسية ضمن تسويات أزمة الحكم آنذاك.
إلا أن الفهد عاد الى جهاز أمن الدولة من جديد في نوفمبر من عام 2009 حتى يوليو 2011.
ومن ذلك الحين، ابتعد الشيخ عذبي الفهد عن العمل الحكومي إلا ن دوره لم يغب عن الساحة، لا سيما وأن معارك شقيقيه أحمد وطلال الفهد كان على اشدهما سواء في الساحة السياسية أو المجال الرياضي، غير أن دور عذبي في تلك المرحلة كان بعيدا عن الأضواء، ويبدو أنه آثر التركيز على تشكيل نفوذ نيابي له ولأشقاءه داخل مجلس الأمة، وهذا ما كان ملومسا في دعمه لبعض المرشحين للانتخابات، ودفاع نواب عن أبناء الشهيد في المجلس في أكثر من فصل تشريعي سابق.
عاد الشيخ عذبي الفهد الى دائرة الأضواء مجددا من بوابة "قروب الفنطاس"، فكان تلك القضية الثانية التي يذكر فيها اسمه، والأولى التي يستدعى ويتم التحقيق معه فيها ويوجه له اتهامات، وتفرج عنه النياية بكفالة مالية.
ويضم “قروب الفنطاس” على “الواتساب” بالإضافة الى الشيخ عذبي الفهد كلا من الشيخ خليفة علي الخليفة، المحامييان فلاح الحجرف وعبدالمحسن العتيقي وآخرون حققت معهم النيابة العامة ووجهت لهم تهم متفاوته ما بين الاساء للذات الأميرية والسلطة القضائية واساءة استخدام الهاتف وبث أخبار كاذبة.
إلا أن ظهور الفهد في أولى جلسات محاكمة "قروب الفنطاس" كان أيضا مختلفا وغير اعتيادي عكس شخصيته الغامضة، ففي حين كان المتهمون - ومن ضمنهم عذبي - والمدعين بالحق المندني ينتظرون انعقاد جلسة المحكمة، حدثت مشادة بين عذبي الفهد والمحامي لؤي الخرافي تطورت أحداثها لتصل الى الضرب والتشابك بالأيدي، دخل فيها طرفا أشقاء الفهد من جهة، ومحامي آخر من ضمن المدعين المدنيين ضدهم.
الفهد الذي اتجهت الأعين اليه لدوره في "قروب الفنطاس" وما ان كانت له علاقة بقضية أخرى شغلت الكويت سياسيا واجتماعيا أيضا بطلها شقيقه الشيخ أحمد الفهد وعرفت في حينه بـ”بلاغ الكويت”، فاجأ الجميع بارتباطه مجددا في خلية أخرى مسلحة، وهي ما عرفت بـ"خلية العبدلي"، إلا أنها كانت على النقيض الطائفي لخلية "ميناء عبدالله".
وبحسب اعتراف المتهم الأول في الخلية حسين حاجيه أمام المحكمة، فأن الشيخ عذبي الفهد أمره بتخزين الأسلحة التي تعود الى المقاومة الكويتية وفترة الغزو العراقي بحسب أقوال حاجيه في المحكمة، ويضيف أنه طلب من الفهد التخلص منها إلا أن الأخير طلب منه الاحتفاظ بها.
وبينما لا تزال قضيتي "قروب الفنطاس" و"خلية العبدلي" في أروقة المحاكم للتداول، يبقى السؤال الأهم عن حقيقة علاقة الشيخ بعذبي الفهد بكل تلك القضايا والتي تمثل أهم المحطات الأمنية في الكويت، فهل اعترافات المتهمين في خليتي "بر ميناء عبدالله" و"العبدلي" ضده مجرد اتهامات للخروج من المأزق؟ أم أن اعتبارات وترتيبات داخل الأسرة الحاكمة أبعدت الفهد عن الأولى وقد تبعده عن الثانية؟
كما ستبقى قضية "قروب الفنطاس" مرحلة فاصلة في تاريخ الشيخ عذبي الفهد الغامض، لا سيما في حال أدانته المحكمة بالاتهامات التي وجهتها له النيابة العامة، وهو ما ستكشفه جلسات المحكمة وما سيصدر منها من أحكام نهائية.
وفي جميع الأحوال، سيكون الشيخ عذبي الفهد القصة الأكثر استحواذا على الإعلام التقليدي والالكتروني خلال الفترة المقبلة، وكيفية تعامل الأسرة الحاكمة معه وأشقاءه محط اهتمام آخر لا يقل عن المقارنات التي ستكون حاضره بقوة بين الاتهامات التي وجهت له، أو أدواره في قضايا سياسية وأمنية، والأحكام التي صدرت في قضايا مشابهة ضد مواطنين.
التعليق
عندما نشرت تسجيلات لمكالمات لمرزوق الغانم ظهر اسم عذبي للساحة السياسية
بعدها طلع اسم عذبي بقروب الفونطاس
وعذبي معطي خلية العبدلي الاسلحة
وعذبي خلف المغرد چبريت سياسي
وتمثل خلية “ميناء عبدالله” التي كشفتها السلطات الأمنية الكويتية في 2001 أول قضية يتداول فيها اسم الشيخ عذبي الفهد بشكل رسمي ضمن تحقيقات النيابة والمحكمة وفق أقوال المتهم الرئيسي في تلك القضية التي شغلت الشارع الكويتي في حينه.
ويقول المتهم الرئيسي في تلك الشبكة التي اتهمت بالتخطيط للقيام بأعمال تخريبية ضد المكتب التجاري الاسرائيلي بدولة قطر والمساس بأمن الكويت محمد الدوسري في شهادته أمام المحكمة "بأن الأسلحة والمتفجرات سلمها إياه الشيخ عذبي الفهد وطلب منه التخلص منها وهي من مخلفات الغزو العراقي".
والجدير بالذكر أن الشبكة عثر معها على أسلحة ومتفجرات بلغت زنتها قرابة 84 كيلو غرام، إلا أن الشيخ عذبي لم يصدر بحقه أي حكم، فيما أدانت محكمة التمييز الدوسري وحكمت عليه بالحبس لمدة 7 سنوات وبرأت آخرين.
هذه الاعترافات لم تمنع الشيخ عذبي الفهد من تولي منصب رئيس أمن الدولة في 2005 نظرا لعلاقته مع مجاميع سياسية وقوى دينية، ودوره الأمني والعسكري في المقاومة الكويتية ابان الغزو العراقي لدولة الكويت، إلا أنه تقدم باستقالته بعد سنة من توليه المنصب وتحديدا في اكتوبر 2006 نتيجة ضغوط سياسية لازاحته من المنصب رافقتها بعض الترتيبات السياسية ضمن تسويات أزمة الحكم آنذاك.
إلا أن الفهد عاد الى جهاز أمن الدولة من جديد في نوفمبر من عام 2009 حتى يوليو 2011.
ومن ذلك الحين، ابتعد الشيخ عذبي الفهد عن العمل الحكومي إلا ن دوره لم يغب عن الساحة، لا سيما وأن معارك شقيقيه أحمد وطلال الفهد كان على اشدهما سواء في الساحة السياسية أو المجال الرياضي، غير أن دور عذبي في تلك المرحلة كان بعيدا عن الأضواء، ويبدو أنه آثر التركيز على تشكيل نفوذ نيابي له ولأشقاءه داخل مجلس الأمة، وهذا ما كان ملومسا في دعمه لبعض المرشحين للانتخابات، ودفاع نواب عن أبناء الشهيد في المجلس في أكثر من فصل تشريعي سابق.
عاد الشيخ عذبي الفهد الى دائرة الأضواء مجددا من بوابة "قروب الفنطاس"، فكان تلك القضية الثانية التي يذكر فيها اسمه، والأولى التي يستدعى ويتم التحقيق معه فيها ويوجه له اتهامات، وتفرج عنه النياية بكفالة مالية.
ويضم “قروب الفنطاس” على “الواتساب” بالإضافة الى الشيخ عذبي الفهد كلا من الشيخ خليفة علي الخليفة، المحامييان فلاح الحجرف وعبدالمحسن العتيقي وآخرون حققت معهم النيابة العامة ووجهت لهم تهم متفاوته ما بين الاساء للذات الأميرية والسلطة القضائية واساءة استخدام الهاتف وبث أخبار كاذبة.
إلا أن ظهور الفهد في أولى جلسات محاكمة "قروب الفنطاس" كان أيضا مختلفا وغير اعتيادي عكس شخصيته الغامضة، ففي حين كان المتهمون - ومن ضمنهم عذبي - والمدعين بالحق المندني ينتظرون انعقاد جلسة المحكمة، حدثت مشادة بين عذبي الفهد والمحامي لؤي الخرافي تطورت أحداثها لتصل الى الضرب والتشابك بالأيدي، دخل فيها طرفا أشقاء الفهد من جهة، ومحامي آخر من ضمن المدعين المدنيين ضدهم.
الفهد الذي اتجهت الأعين اليه لدوره في "قروب الفنطاس" وما ان كانت له علاقة بقضية أخرى شغلت الكويت سياسيا واجتماعيا أيضا بطلها شقيقه الشيخ أحمد الفهد وعرفت في حينه بـ”بلاغ الكويت”، فاجأ الجميع بارتباطه مجددا في خلية أخرى مسلحة، وهي ما عرفت بـ"خلية العبدلي"، إلا أنها كانت على النقيض الطائفي لخلية "ميناء عبدالله".
وبحسب اعتراف المتهم الأول في الخلية حسين حاجيه أمام المحكمة، فأن الشيخ عذبي الفهد أمره بتخزين الأسلحة التي تعود الى المقاومة الكويتية وفترة الغزو العراقي بحسب أقوال حاجيه في المحكمة، ويضيف أنه طلب من الفهد التخلص منها إلا أن الأخير طلب منه الاحتفاظ بها.
وبينما لا تزال قضيتي "قروب الفنطاس" و"خلية العبدلي" في أروقة المحاكم للتداول، يبقى السؤال الأهم عن حقيقة علاقة الشيخ بعذبي الفهد بكل تلك القضايا والتي تمثل أهم المحطات الأمنية في الكويت، فهل اعترافات المتهمين في خليتي "بر ميناء عبدالله" و"العبدلي" ضده مجرد اتهامات للخروج من المأزق؟ أم أن اعتبارات وترتيبات داخل الأسرة الحاكمة أبعدت الفهد عن الأولى وقد تبعده عن الثانية؟
كما ستبقى قضية "قروب الفنطاس" مرحلة فاصلة في تاريخ الشيخ عذبي الفهد الغامض، لا سيما في حال أدانته المحكمة بالاتهامات التي وجهتها له النيابة العامة، وهو ما ستكشفه جلسات المحكمة وما سيصدر منها من أحكام نهائية.
وفي جميع الأحوال، سيكون الشيخ عذبي الفهد القصة الأكثر استحواذا على الإعلام التقليدي والالكتروني خلال الفترة المقبلة، وكيفية تعامل الأسرة الحاكمة معه وأشقاءه محط اهتمام آخر لا يقل عن المقارنات التي ستكون حاضره بقوة بين الاتهامات التي وجهت له، أو أدواره في قضايا سياسية وأمنية، والأحكام التي صدرت في قضايا مشابهة ضد مواطنين.
التعليق
عندما نشرت تسجيلات لمكالمات لمرزوق الغانم ظهر اسم عذبي للساحة السياسية
بعدها طلع اسم عذبي بقروب الفونطاس
وعذبي معطي خلية العبدلي الاسلحة
وعذبي خلف المغرد چبريت سياسي