القلق السعودي على ارواح الابرياء في سورية من جراء الغارات الروسية مبرر ومشكور.. ولكن من تقتل طائرات

عمر بن معاويه

عضو مخضرم
October 1, 2015
القلق السعودي على ارواح الابرياء في سورية من جراء الغارات الروسية مبرر ومشكور.. ولكن من تقتل طائرات “عاصفة الحزم” في اليمن؟ وهل يمتد “التسونامي” الروسي الى العراق؟ ولماذا استهداف قوات “الجيش الحر” في حماة وحمص؟




ان تعبر المملكة العربية السعودية عن قلقها من جراء الغارات الجوية الروسية التي استهدفت تجمعات لقوات “الارهابيين” في حماة وحمص امس، وخلفت العديد من الضحايا الابرياء، وتطالب بوقفها فورا، فهذا امر غير مستغرب، لان هذا التدخل العسكري الروسي في سورية جاء كالصاعقة، وبدأ سريعا في تغيير قواعد اللعبة التي كانت قائمة طوال السنوات الخمس الماضية من عمر الازمة.

السيد عبد الله المعلمي سفير المملكة العربية السعودية الذي عبر عن هذا القلق في كلمة له امام مجلس الامن اكد “ان محاولات الهيمنة والتدخل في الشؤون الداخلية للدول، واذكاء النزاعات الطائفية، مثلما تفعل ايران في العديد من دول المنطقة، هي ممارسات اثبت التاريخ مأساويتها، مثلما اظهر الحاضر اخفاقها”.

نتفق مع السفير المعلمي في كل كلمة قالها، ولكن كل ما قاله في هذا الصدد لا ينطبق على ايران وحدها، وانما على المملكة العربية السعودية ايضا.

فاذا كانت ايران تؤجج النزاعات الطائفية، وتتدخل في الشؤون الداخلية، فإن المملكة العربية السعودية تفعل الشيء نفسه في سورية واليمن وليبيا، وطائراتها تقتل الابرياء اليمنيين ايضا، تماما مثلما تفعل الطائرات الروسية في حلب وحماة، وقبل يومين ادت احدى الغارات على عرس في مدينة المخا في محافظة تعز الى مقتل 131 شخصا.

يخطيء من يعتقد ان التدخل العسكري الروسي في سورية جاء للقضاء على “الدولة الاسلامية” فقط، فالرئيس بوتين ارسل قواته الى سورية لحماية النظام السوري ورئيسه بشار الاسد، وظل يردد طوال السنوات الخمس الماضية انه الرئيس الشرعي، وجيشه هو جيش سورية الشرعي، والحرب على “الدولة الاسلامية” جاء مجرد “ذريعة” لتعزيز وجود النظام وحكومته ورئيسه.

ولهذا لا نستبعد مطلقا ان تكون الطائرات الروسية قصفت قوات الجيش السوري الحر، والوحدات التي دربها خبراء وكالة المخابرات المركزية الامريكية “سي اي ايه”، مثلما قال السناتور جون ماكين، فمثلما تعتبر واشنطن وحلفاؤها ان كل من يقاتل النظام السوري مثل الجيش الحر مقاتلا وطنيا شريفا يحظى بالشرعية والدعم الغربي والعربي، ترى موسكو العكس تماما، وتعتبر كل من يقاتل النظام السوري ويريد اسقاطه، ارهابيا، سواء كان “الجيش الحر”، او “جبهة النصرة” او “احرار الشام” او “الدولة الاسلامية”، فالجميع سواسية بالنسبة اليها، وربما هذا هو سبب القلق السعودي المعلن، والقلق الامريكي المستتر، الذي سيظهر على السطح في الايام او الاسابيع المقبلة حتما.

استيلاء جيش “الفتح” على ادلب وجسر الشغور، وتقدمه نحو اللاذقية والساحل الشمالي، وقصف الجيش الاسلامي بقيادة زهران علوش لدمشق، كلها علامات فارقة دفعت موسكو للتدخل لانقاذ النظام الذي استثمرت فيه سياسيا وعسكريا وماليا طوال السنوات الاربعين الماضية، لان سقوطه يعني انتهاء نفوذها في منطقة الشرق الاوسط برمتها.

امريكا تقع على بعد عشرة آلاف كيلومتر عن سورية والعراق، ولكن روسيا على بعد عشر هذه المسافة، وتخشى على امنها واستقرارها ومصالحها، وتريد الانتقام من هزيمتها المذلة والمهينة في افغانستان، التي شكلت بداية انهيار الامبراطورية السوفيتية، ونجاحها او فشلها في هذه المهمة، موضوع آخر يستحق النقاش.

الوجود العسكري الروسي في سورية لن يقتصر على حوالي خمسين طائرة ومروحية، فعندما يقول متحدث باسم وزارة الدفاع الروسية ان حكومته مستعدة لتوجيه ضربات ضد “الدولة الاسلامية” داخل العراق اذا طلبت منها حكومة السيد حيدر العبادي ذلك، على غرار نظيرتها السورية، فان علينا ان نتوقع زيادة كبيرة في عدد الطائرات، وربما القوات الروسية البرية على ارض البلدين قريبا، فمثلما انطلقت قوات “الدولة الاسلامية” من العراق الى الاراضي السورية، قد تعكس موسكو المعادلة نفسها قريبا.

خمس سنوات من الاستثمار السعودي القطري الامريكي في سورية على وشك ان تتبخر بسبب “التسونامي” الروسي الزاحف الى المنطقة، والذي يريد اكتساح كل شيء امامه، وتغيير معالم المنطقة.

نخشى ان نترحم على ايام “البراميل المتفجرة” البدائية جدا التي تعود الى الحرب العالمية الاولى، لان هذه البراميل ستكون متواضعة جدا امام الاسلحة والصواريخ والقنابل الروسية الحديثة جدا.

هل توقع الذين تدخلوا في سورية هذا التدخل الروسي بالشكل الذي نراه؟ لا نعتقد ذلك، فقد اعماهم الغرور عن رؤية ذلك، واعتقدوا، وما زالوا، ان ايام النظام معدودة، وانهم باتوا اصحاب الكلمة الفصل،، ونسوا ان من يحكم موسكو، ليس غورباتشوف الضعيف المهزوم، ويلتسين السكير، والباقي نتركه لكم وفهمكم.


“راي اليوم”
..........................
التعليق:
السياسة لعبة قذره جدا
السؤال هو ماذا عن مصيرالاستثمار السعودي في سوريا بعد التدخل الروسي ؟؟
 

ولد عطا

عضو مخضرم
المسأله معقده لكني واثق ان الاسد وروسيا في النهاية لمزبلة التاريخ ^_^
بعد ماكذب عليهم اللقيط زميره بالنصر وشاف الجييف بالألاف والبهايم تمشي وراه وجيش أبوشحاطه أوشك على الخلاص والمليشيات هجت وخلته قال مالي الا الروس بس أبشرك الروس لهم تجارب مع المجاهدين السنه ومن بركات التدخل الغبي وحد المجاهدين الي بسوريا كلها اللهم لك الحمد والشكر ;)
 

فارس الخليج

عضو مميز
في اعتقادي وظني أن التدخل الروسي .. هي الورقة الأخيرة التي يلعبها بوتين ليسهل التفاوض مع المعارضة
فالحرب مكلفة على روسيا اقتصاديا .. فلا يستطيع أن يستمر بحرب قد تنزلق فيها روسيا أكثر من 10 سنوات.
 

أ سالم

عضو فعال
السعودية لم ولن تفعل مافعلة بشار وحزب اللات وروسيا في سوريا ..
هل استخدمت القوات السعودية البراميل المتفجره
هل استخدمت السعودية غاز الخردل والكلور
هل قصفت الاحياء السكنية ( بقصد ) مثلما فعل بشار واعوانه !!؟
 
أعلى