عمر بن معاويه
عضو مخضرم
.....................................
مُعارضة... على أنغام الحشيش
نبيه البرجي
29 نيسان 2016
«اخشى ان يكون الخروج من جهنم، وحيث الله بالمرصاد، اسهل من الخروج من الازمة في سوريا، وحيث الشيطان...بالمرصاد»!
ذاك المعارض الذي يقيم في حلب، يقول اذا كان النظام قد قتل سوريا مرة واحدة، فإن المعارضات قتلت سوريا الف مرة. حزين على كل حبة تراب، وعلى كل نقطة دم، في بلاده التي مثلما تذروها الرياح تذروها النيران..
هو الاستاذ الجامعي والمثقف يخشى ان تكون سوريا التي عرفها على مدى خمسة وسبعين عاما قد ماتت «هذه ليست وجوه السوريين، وهذه ليست لغة السوريين». غاضب ويصف ذلك الطراز من المعارضين الذي تفرض عليهم حتى ملابسهم الداخلية بـ«ببنات الهوى».
يسأل «ماذا يفعل اولئك الاوصياء على المعارضة السورية، او الذين يشترونها بالمال، سوى انهم يغتصبون العقل السوري؟». يقول «انا معارض على رأس السطح، واعتقلت 17 مرة، وكدت اموت في الزنزانة. اليوم اعارض المعارضة اكثر مما اعارض النظام الذي افهم انه يدافع عن بقائه دون اي ضوابط وحتى بالبراميل المتفجرة، ولكن ما هي المعارضة، وما هو مشروعها، واي افق تصوغه لسوريا؟».
الاستاذ الجامعي شارك في التظاهرات، «وكنت اتقدم الصفوف حتى اسقط من اجل العدالة، ومن اجل الديمقراطية، في سوريا. لم اسقط برصاص النظام، بل سقطت من الخجل. ليس باستطاعتكم ان تتصوروا ماذا تفعل المعارضة في حلب. هل الديمقراطية تقتضي احراق المنزل الذي يوجد فيه كتاب لطه حسين، ام تقتضي تحطيم رأس امرأة قبل ان تغتصب كونها تعلق على صدرها ايقونة للسيدة العذراء؟».
بالفم الملآن يقولون انهم يفضلون بنيامين نتنياهو على بشار الاسد. حين صرح الاول بأن مرتفعات الجولان جزء من اسرائيل والى الابد، كانوا يصرخون في الحي وهم يحتفلون على انغام الحشيش «ومتى نراك عندنا؟». يريدون نتنياهو ضيف شرف على المدينة التي وصفها رحالة الماني بـ«عاصمة الزمن».
بعيدا عن المواقف الفولكلورية التي يطلقها الساسة الاوروبيون، ثمة تقارير استخباراتية، وابحاث لمعاهد متخصصة، وتنفي ان تكون هناك معارضة، بالمعايير الاخلاقية والفلسفية(والرؤيوية) للمعارضة. تقارير وتتحدث عن قطاع الطرق، وعن الذين «يقرأون النصوص المقدسة بعيون الثيران».
باحثون في الشرق الاوسط يصفون تصرفات المعارضة في جنيف بالبهلوانية. آذانهم في مكان آخر، ودون ان يكون بينهم ذلك الـ«هو شي منه» الذي يعمل حمالا في باريس، ثم يشتري الصحف، او الكتب، لكي يفهم العالم بصورة افضل، ويحارب، بالعقل ايضا، الاحتلال الفرنسي كما الاحتلال الاميركي في فيتنام.
رؤوس من دون رأس. هكذا وصفهم روبرت فيسك الذي يعتبر ان الدول، او الجهات، التي تقول بتقويض النظام هي نفسها التي اغتالت المعارضة، إما بالعسكرة او بالشراء او بوضع اليد. اذاً، سيرغي لافروف على حق حين قال لجون كيري ان سوريا لا يمكن ان تدار بـ«الدمى».
من يزور القاهرة، ويلتقي الصحافيين فيها، يسمع » القصص الغريبة» ونقلا عن مسؤولين سياسيين او امنيين، حول المعارضة السورية في اسطنبول، وكيف ان عضوا مسيحيا في الائتلاف يتحدث بلغة تنظيم الدولة الاسلامية. المهم ازالة النظام، ولو بعصا يوشع بن نون، وبعصا ابي بكر البغدادي.
معارضات ضد معارضات. البعض يقول ان تصرفات وفد المعارضة برئاسة اسعد الزغبي تفتقد الحد الادنى من الحنكة والحصافة. بدلا من ان يواجهوا وفد النظام، بحجج مدوية، وبرؤية شفافة ومتكاملة للانقاذ، تجدهم يحزمون حقائبهم ليغادروا في تصرفات مسرحية هي اقرب ما تكون الى الكوميديا السياسية...
ديبلوماسي مصري مخضرم يعرف الكثير عن خلفيات اعضاء وفد المعارضة، يسأل «لماذا اختير هؤلاء الاغبياء؟». اختيروا لان المطلوب من كل التدخلات ان يحكم سوريا الاغبياء او العبيد او المرتزقة.
الدمى التي لا تخور عزيمتها لا بد ان تتحطم اذا ما ظلت تدور في «الفضاء الخارجي». مستشار لستيفان دي ميستورا قال علنا ان اعضاء في الوفد المعارض يتحدثون عن النظام البديل بلغة اهل المريخ لا بلغة اهل الارض!
http://www.addiyar.com/article/11633...B4%D9%8A%D8%B4
...............
التعليق:
و أسفاه على هذا البلد الذي دمر و سحق بسبب العناد و الحماقة و العنجهية الصحراوية
