وراء كل زوج أحمق..امرأة!!(3)

ذكرت في الجزء الثاني من هذا الموضوع أن الزوج يقترف حماقة مساوية لمقدار الحماقة التي تدفعه إليها زوجته.. لكنني نسيت أن أذكر أن ثمة حماقات غير مبررة على الإطلاق، ولا تمتّ إلى المنطق ولا العقلانية ولا الإنسانية بصِلة، ولا تُقاس ولا تُقدّر بمقدار، من فرط بشاعتها، يقترفها الأزواج في حق زوجاتهم، حتى ولو كانت بدوافع ومحفّزات أنثوية. ومن هذه الحالات، حالة الزوج في إحدى الدول العربية، الذي ذبح زوجته، ثم علّقها على الجزارة وكأنها لحم خروف أو عجل!! ومنها أيضاً، وفي ذات الدولة العربية، ذلك الزوج الذي ذبح زوجته وقطّعها إرباً إرباً، ووضع تلك الأشلاء داخل كيس قمامة!!

ونعود لحالاتنا التي ذكرناها آنفاً بصورة مجملة في الجزء الثاني، ونقول أيضاً بنفس منطق عدم تساوي المقدارين من الحماقة، نقول إن الكثير من الحماقات التي يقترفها الأزواج، لا تتناسب مع الحماقات التي تدفعهم إليها الزوجات، ولا تصلح لأن تكون ردّة فعل لها، مثل إيقاع الطلاق لأسباب تافهة، لا تتناسب مع حجم المشكلة، هذا إذا كانت ثمة مشكلة أصلاً قائمة أو ناشئة بين الزوجين.

في دولة عربية قبل عدة سنوات، طلبت الزوجة من زوجها أن يرافقها لحضور حفل يحييه فنانها المفضل، جورج وسوف. وافق الزوج على الطلب وذهبا إلى الحفل.. تأخر الفنان عن الحضور في الموعد المحدد. تململ وتضجّر الزوج، وطلب من زوجته إلغاء الفكرة والعودة إلى البيت. استجدت الزوجة زوجها بأن ينتظر قليلاً، فقد يحضر الفنان بين الفينة والأخرى.. ترقب الزوج حضور الفنان.. لكنه لم يأتِ. كرّر عليها الطلب، فكرّرت عليه الاستجداء. في نهاية المطاف حوّل الزوج طلبه إلى أوامر واجبة النفاذ.. أمرها بأن تغادر القاعة معه..فوراً، فرفضت الزوجة وتمسكت برغبتها.. فأوقع عليها الزوج الطلاق داخل القاعة، ومضى إلى حال سبيله!!

مشهد آخر لحماقة ذكورية غريبة، مبنية على حماقة أنثوية مدهشة، يمكن أن نطلق عليها: توليفة من الحماقة الزوجية، ويمكن أن نصفه – أي المشهد- ب(المضحك..المبكي)، لما فيه من مواقف كوميدية، وأخرى تراجيدية. في السودان، وفي وقفة عيد الفطر، ركب الزوج وزوجته مركبة أجرة، وبدأ النقاش يحتدّ ويحتدم بينهما: الزوج: لم يكن هناك داعٍ لكي نشتري كل هذه الأغراض للعيد.. كان يكفي القليل منها. الزوجة: ولماذا لا نشتريها؟! هل أنا أقل من النساء اللائي اشترينها؟! دار النقاش الحاد طويلاً حول هذه النقطة، هنا تدخّل سائق المركبة ليلطف الجو، ويقلل من حدة النقاش والموقف، وقال: عفواً إذا سمحتما لي، لكن أيها الزوج ما دمت قد اشتريتها فعلاً، فإن الأمر قد قُضي، وليس ثمة فائدة تُرجى من هذا النقاش. فردّ عليه الزوج وقال: لكنها اضطرتني لشراء هذه الأغراض بالاستدانة والاقتراض.. ويبدو أن تدخل السائق اجترّ عليه ذكريات مؤلمة، وذكّره بالقرض الذي ينتظره ويجب عليه سداده، فهيّجته هذه التذكرة، فالتفت إلى زوجته وقال لها: أنتِ طالق!!

موقف آخر مشابه لهذا الموقف، وفي وقفة عيد الأضحى، ذهب الزوج السوداني وزوجته لشراء خروف العيد، اختارت الزوجة خروفاً ضخماً، وبالتالي باهظ الثمن، لكن الزوج اختار خروفا آخر، يتناسب مع دخله وادّخاره المتواضعين، فاختار آخر أقل منه تكلفة. أصرّت الزوجة على شراء خروفها، بينما أصر الزوج على شراء خروفه.. تصاعد الخلاف وتعالت الأصوات.. والمؤسف أن الكلمة التي وضعت حداً لهذا الخلاف كانت كلمة: أنتِ طالق!!

مشهد آخر مماثل للمشاهد السابقة، في دولة عربية، وفي عهد مسلسل (مهند ونور) المثير للجدل، دخل الزوج غرفة نومه، فوجد زوجته قد علقت صورة مهند على حائط الغرفة.. سألها بدهشة: من هذا الرجل؟! ولماذا تعلقين صورته داخل غرفتي؟! أجابت: هذا مهند بطل المسلسل التركي، وهو رجل رومانسي، فقال لها الزوج: طيب خلى رومانسية مهند تنفعك.. أنتِ طالق!!

وبما أن زوجتي من غُزيّة (النساء) فإنها تغوي حين يغوين، وترشد حين يرشدن. وبما أنني من غُزيّة (الرجال) فإنني أيضاً أغوي حين يغوون، وأرشد حين يرشدون، وكما قال الشاعر دُريد بن الصُمّة: أنا من غُزيّة إن غوت غويتُ وإن ترشدْ غُزيّةُ أرشُدِ. وبالفعل.. دفعتني زوجتي لارتكاب حماقة في حقّها، بسبب حماقة ابتدرتها هي أيضاً في حقي. طلبت مني زوجتي أن أصطحبها إلى السوق القريب من منزلنا لشراء بعض أغراض العيد. استجبت لطلبها وذهبنا نتسوّق. استهوى زوجتي الإناء الذي تُقدّم فيه الحلوى والخبيز للضيوف في العيد أو في باقي المناسبات، وكان أنيقاً جميلاً، فطلبت مني زوجتي شراءه..لكنني اعتذرت لها بأن هذا الإناء باهظ الثمن ولا يتناسب مع وضعي المالي، وبالتالي لا أستطيع شراءه، واخترت لها إناء آخر زهيد الثمن. لكنها تمسكت برأيها وأصرّت على شرائه، وأصررت أنا كذلك على رأيي ورفضت شراءه، وأمّنت على شراء الآخر الذي اخترته. احتدم النقاش بيننا في وسط السوق، فوجدت أن الحلّ الوحيد لهذه المشكلة - قبل أن يعلم كل أهل السوق بمشكلتنا، ووضعي المالي المحرج - هو أن.. أترك زوجتي في السوق لوحدها، وأعود إلى البيت. وبالفعل.. تركتها وعدت. وقد أصبتُ بهذا التصرف الأحمق الذي بدرَ مني عدة عصافير بحجر واحد: أولاً: هربت من شراء إناء الحلوى الباهظ الثمن. ثانياً: هربت أيضاً من شراء إناء الحلوى الرخيص. ثالثاً: هربت من الموقف المحرج الذي وضغتني فيه زوجتي في وسط السوق. رابعاً: استخدمت فقه " أخفّ الضررين"، فتجنبت ارتكاب حماقة عظيمة (الطلاق لا سمح الله)، وارتكبت حماقة أخف منها(ترك زوجتي لوحدها في السوق)، فحافظت بذلك على بيتي وعلاقتي الزوجية. خامساً: هربت من دفع أجرة التاكسي. وبعد فترة قصيرة عادت زوجتي للبيت سالمة (ولكنها ليست غانمة) وانتهى الخلاف. وفي العيد قدّمنا للضيوف الحلوى والخبيز في الإناء القديم، وبالمناسبة.. لم يقدّم لنا أحد الضيوف ملاحظة مفادها أن إناءنا تقليدي أو قديم. عزيزي الزوج: في كثير من الأحيان يكون هروب الزوج حلاً للخلافات الزوجية..جرّب نصيحتي ولن تندم.

أحد السودانيين الظرفاء، دفعته زوجته لارتكاب حماقة الغرق في الديون، - مثل حماقة صاحبنا الزوج الذي استدان واشترى لزوجته أغراض العيد، ثم طلّقها- فدفعته حماقة الديون مجدداً لارتكاب حماقة أخرى، فكتب على مؤخرة سيارته: وراء كل رجل مديون..امراة!!

رجل استثنائي.. دفعته زوجته الاستثنائية لارتكاب حماقة غير مسبوقة. في مقطع فيديو تداولته وسائط التواصل الاجتماعي، فإن مسؤولاً رفيع المستوى في دولة إفريقية، دفعته زوجته لعقد مؤتمر صحفي، لا ليعلن للصحفيين المستجدات الاقتصادية والسياسية والدبلوماسية التي طرأت على البلاد، ولكن ليعلن لهم أن زوجته التي تقف بجانبه هي زوجته الوحيدة، وأنه لم يتزوج غيرها!! مخالفاً بذلك كل البروتوكولات السياسية، وأعراف المؤتمرات الصحفية. والدليل على أن الزوجة هي التي كانت تقف وراء هذا المؤتمر الصحفي، هو أنها كانت تقف بجانب زوجها على المنصة، ولأنها هي الوحيدة التي يهمها فحوى هذا المؤتمر. والدليل الآخر هو أن أحداً من الصحفيين لم يجرؤ على توجيه سؤال واحد للشخصية المرموقة، لكن الزوجة لم تترك الصحفيين وشأنهم، وطالبتهم بأن يسألوا بعض الأسئلة في هذا الشأن، فقام بعض الصحفيين بتوجيه بعض الأسئلة البسيطة، إنهاءً لهذا المؤتمر الصحفي الذي لم يقنعهم، ليس إلا.

أما الدليل القاطع الجازم الذي لا شك فيه، والذي ذكرته لكم في الجزء الثاني، والذي يثبت ويؤكد أن المرأة تربك تفكير الرجل، وتنال من رجاحة عقله، هو قول الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم: (أذهب للبّ الرجل الحازم من إحداكن)، أي أن المرأة تُذهب عقل الرجل، وتجعله يتصرف بغواية وحماقة .

ألم أقل لكم إن: وراء كل زوج احمق..امراة!!
 

تانيلا

عضو جديد
موضوع جميل فعلا
شكرا يا صديقي
df.gif
 
أعلى