صدى الحجاز
عضو ذهبي
دخل الشاعر إحدى المرات على الشريف ابن عون وكان لديه بعض القناصل الأجانب , فطلب منه ابن عون مرافقتهم لمشاهدة بعض الضواحي، وكان الوقداني يكره رؤية هؤلاء وابن عون يعرف ذلك، وتقديراً للشريف استسلم الشاعر ونفذ الأمر.
وعندما عاد من الجولة سأله أحدهم: «مالي أراك تقنصلت يا بديوي؟» فأجاب: «القدم يتبع الراس»، فنقل ذلك لابن عون. فلما زاره بديوي في اليوم التالي سأله: ماذا قلت ؟ قال ارتجالاً:
قالوا تقنصل ما تخاف الملاية ما تستحي وانت قصير ابن عباس؟
قلت العفو ما اغوي دروب الهداية الدرب واحد والقدم يتبع الراس
وياكم اعلّم في التيوس الهجاية اللي يصاحب كلب للصيد لا باس
هذه القصة جر ت على الشاعر بديوي الوقداني العتيبي من سكان نخب بالطائف والمتوفي عام 1296 هـ ، والذي عاش في عهد حكم الاشراف للحجاز وقد حظي عند الاشراف بمكانة عالية فمدحهم ونال عطاياهم وجوائزهم خصوصا الشريف عبد الله بن محمد بن عون . وقد خصص الشريف له عادة ( مخصص ) يتسلمه من مقدم الطائف ( المسئول عن الامور المالية ) عبارة عن مبلغ من المال وجوخه وفي احدي المرات سلم المقدم عادة بديوي الوقدني وكانت ناقصة مبلغ خمسة ريالات والجوخة واعترض بديوي على المقدم ولكن لم يجد منه اي نتيجه فما كان منه الا ان اشتكاه الي الشريف ابن عون بقصيدة قال فيها :-
سلام يابن عون عساك تسلم يا نجم من فرع النجوم المطلات
يا سيدي شاكي عليك المقدم نقص من المعلوم خمسة ريالات
عيا عيها ما قدرت آتكلم وليا طلبته قال هذي حوالات
انا احسب المكتوب حايز مولم واثره بعيد ومن وراه عشر ليات
كتبت لي جوخه وسلمن مسلم لا سلم جا وافي ولا جوختي جات
ان جيت ابا اطلبها عليها تقدم وان جيت ابا اصبر حط فيها دبارات
هذا بعد عفت الحمول المردم كيف احتمل كل المعاني خسارات
ولو كان انا خليتها ما تندم لكن راحت واكثر الناس شمات
كم واحدن من سوق مالك تغنم واليوم لابس له من الجوخ بدلات
ويركب جياد الخيل وامسي معظم اشرد من العصفور لو تنهمه مات
ولو ان راسه يوجعه ما تحجم خايف يشوف الدم ويموت فجعات
انفكت السبحة وضاع الخرز ضاع بغيت ألمه يا سليمان وأزريت
صار الذهب قصدير والورد نعناع أنكرت ريحه مختلف يوم شميت
الباب طايح والمسامير خلاع والحب فيه السوس والفار فالبيت
أمسيت أكيل الرأي بالمد والصاع قست الأمور وعفتها ماتوريت
لا فاقد الحيلة ولا قاصر الباع يا لله يا مولاي فيك استعزيت
الذيب رزقه في مباديه الارواع وأنا برزقي في زماني تعنيت
وأنا مربى من زماني ومطواع ربتني الايام حتى تربيت
يابارقا لاح في القطر اليماني بات نوه يقود
دن الرعد وامطرا
سريت اخيله وعيني ساهره يوم الخلايق رقود
والفكر ما غيرا
واوجد روحي على ايام مضت ياليتها لي تعود
لو كان بالمشترا
ايام زلت كما قطف الزهر مجناه من كل عود
يوم الشباب اخضرا
واليوم عصر الشباب اقفا وانا صدرت بعد الورود
واللي ورد صدرا
شوقتني ياالغزال المنتحي يا ظبي ترعى النفود
يالجادل الاعفرا
يابو جبين كما نور القمر والورد فوق الخدود
فوق الخدود ازهرا
يا مقصب الهند جابتك المراكب من بلاد الهنود
جديد ومشو جرا
يستاهلون الاشراف المدايح اهل الكرم والمده الجزلة وعز الله ان مدحهم ماهو خسارة
ويستاهل بديوي كرمهم .
ويستاهل بديوي كرمهم .