مقدمة كتابى نظرات أحباب الصادر عام 80 بالكويت بقلم ناجى السنباطى

مقدمة كتابى نظرات أحباب الصادر عام 80 بالكويت بقلم ناجى عبدالسلام السنباطى
*********************************************************

نظرات أحباب

(من الموضوع)

*****************

*ملحوظة:كل مابين الأقواس خارج المقدمة الأصلية ماعداالسهو والخطأ.

*هذه المقدمة قد تكون طويلة لموضوع معروض أمام السادة القراء.. ولكنى قصدت منها أن تكون جزءا من الكتاب وليست مجرد مقدمة (والكتاب يقع فى حوالى 130 صفحة من القطع الكبير ويحوى قصصا وأشعارا يغلب عليها الشعر الغنائى ومسرحية كاملة) وتم طباعته بالمطبعة الأهلية بالكويت فىعام 80

* (وبالطبع كل كتبى المطبوعة على حسابى وليس بمنحة من أى جهة والفواتير متوفرة لدى وقبل الطبع مررت على كل المطابع الصحفية بالكويت فوجدت أنهم يعرضون على كتبا سياسية وفهمت أنهم لايطبعون ماتراه أنت وإنما مايريدون أن يوجهوك إليه لكى يطبعوه على حسابهم.. وبالتالى كان لابد من الطبع على حسابى وإتفقت مع المطبعة على التقسيط الشهرى لأن هناك إلتزامات أخرى على فلابد من الموازنة)

**والكاتب الذى يحاول أن يجعل المقدمة قصيرة لتتلائم مع الكتاب....هو فى رأيى..كاتب ملتزم بأشد التعقيدات فى عرض الموضوع....ثم اننى لست ملتزما بشىء فى سبيل جعل المقدمة قصيرة.

ومادمت تحاول أن تختلف عن الآخرين...فإن منتجك لابد أن ياتى مختلفا

**ومن هذا المنطلق....تسطيع أيها القارىء أن تستنتج باننى فى هذا الكتاب أحاول أن اخرج عن الطابع الكلاسيكى لمفهوم الشعر والقصة وغيرهما من فنون الأدب

*ولاشك أن هذا الموضوع شغل الكثيرين ومازال ....فرب قائل أن الخروج على مفهوم الشعر وطباعه وبحوره وأوزانه وقوافيه(وإن كنا نلتزم بالقوافى على مستوى القصيدة أو مستوى مقاطعها)..يرى الناس من المهتمين..أنه خروج على الناموس وهو خروج عن المألوف والمحبوب.... ورب قائل أن الخروج على قواعد القصة هو هلاك لها....ولكن كم من الأشياء كانت غريبة وساذجة وأصبح لها وزنها وشأنها... وعلى كل حال فإن كل شىء فى الحياة له عدة أوجه..ولن تستطيع أن ترضى الأذواق جميعها.

*فهناك المؤيد للتيار القديم ويرى فيه الأصالة وهناك المؤيد للتيار الجديد ويرى الأصالة فى التجديد....حتى لانتجمد ونتوقف

**(وفى الحقيقة لاشىء يبدأمن فراغ فكل يأتى ويدلو بدلوه على الموجود)

*والشعر الجديد والفن القصصى الجديد والمسرح الحديث....أخذوا أشواطا كبيرة فى التجديد ووفى التحديث وفى التطوير....والمسرح هو الرائد فى هذا المجال يليه الشعر ثم القصة

(وأمثلة على ذلك وهى مجرد توضيح وليس حصرا) :

********************************************

*ففى مجال المسرح نجد الكثير من النماذج العبثية والمادية والمعقولة واللامعقولة والمفهومة واللامفهومة

ونجد الفارق شاسعا مابين أعمال شكسبير ويوجين يونسكو وغيرهم....وفى مفهوم الشعر.... نجد البون شاسعا مابين أبوالطيب المتنبى....وشوقى ونزار قبانى ونازك الملائكة وصلاح عبد الصيور وأمل دنقل وبدر شاكر السياب

**وفى مجال القصة والرواية نجد التطور الكبير مابين إبراهيم عبدالقادر المازنى ومحمود تيمور وتوفيق الحكيم وطه حسين ومحمد عبدالحليم عبدالله ونجيب محفوظ وإحسان عبد القدوس وثروت اباظة وإسماعيل ولى الدين وإسماعيل فهد اسماعيل (الكويت)...(وكل هذه الأسماء أمثلة لاحصر كامل.. فاليوم مع التواصل الإلكترونى ظهر فى كل بلد العديد من الأسماء منها الكلاسيكى ومنها المتأثر بالتيار الغربى كجبران خليل جبران وغيره من أدباء وشعراء المهجر)

**ولكل صنف لونه ورائحته ومحبيه...ولن يلتقى الناس على حب واحد....فلكل مشاربه وأذواقه....والحياة كذلك...ولأنها الحياة ونحن منها وفيها ...من البداية حتى النهاية....فلابد أن نتفاعل معها...نأخذ منها ونعطيها....ولانقف أمام نصب تذكارى....وحروف صماء لانخرج عنها أبدا فالثابت فقط هى رسالات السماء!!

*ثم من وضع هذه القواعد والقوالب وغيرها من أدوات التعبير....أليس هو الإنسان على مرور العصور؟!.

*وماذا يمنعك أيضا أيها الإنسان...أن تحاول وتحاول وتحاول....ولاشك أنك ستضيف...ماهو الإختلاف بينك وبين عقول من سبقوا.. ووضعوا قواعد يعتد بها ...وأبدعوا... وفشلوا.... ونجحوا بعد محاولات؟!

*الإختلاف الوحيد فى رأيى ....أنك لاتشغل إمكانياتك العقلية....فالله قد وهبنا عقلا كبيرا كاملا....ولكنه لايشتغل بطاقته القصوى أوحتى بطاقته المتاحة...وذلك لأن المشغل له بطىء فى فهم الإشارات الخفية فى مدلول الحياة..وخائف دائما وعاجز عن فهم أن لديه الإمكانيات لأن يخلق ويبدع.

**وقد يكون كتابى ليس على مستوى النقاد ومايرغبونه... والذين يرجعون كل شىء إلى ماساروا عليه وما تعودوا عليه ومابرعوا فيه ... أو قد يكون غرضهم ... لأسباب اخرى خارج معايير النقد الكلاسيكى( وخارج معايير النقد الحديث)

** فيقولون...أن هذا الجزء من الكتابة الفوقية.!!..وهذا الجزء من الكتابة السفلية.!!...أو أن هذه القصة من الأدب الأرسطى أو أتها متأثرة بالمادية أو أنها تغوص فى التحليل السيكولوجى لدى فرويد!! أو أن الكاتب لايلتزم بهذه القواعد... وكأنها كتبا منزلة من السماء!!

وقد أعجبنى نقد وسخرية الشاعر والكاتب جورج جرداق فى جريدة القبس الكويتية لهذه الأشكال من النقاد والأساتذة.

****إلا أن كتابى هو إشارة لكل من يملك فن التعبير....أن يطلق هذا التعبير مادام يحس به ويراه....يرى النور....لأن الظلام قاتل....ولاشك أن التعبير بكل ألوانه....هو إحساس داخلى....فإذا ماإكتمل.... وجب إخراجه حتى يتم فطامه فى الجو الطبيعى له...وإذا ماترك الإحساس داخليا....فهو علاوة على الحبس....فإنه سيتضخم...حتى يقتل نفسه وصاحبها!!

******

*وإذا حاولت ان أعرض للفكرة التى يدور حولها الكتاب....فهى لاتختلف عن المفهوم العام للحياة.. وهو أن لانكبت أحاسيسنا الداخلية ونطلقها لترى النور.

**وقمة الإحساس هى التى عرفها الناس جميعا بكلمة الحب ولكن ماهو الحب؟!

*هل هو الحب الضيق بمفهومه الكلاسيكى بل حتى بمفهومه الحديث الغربى!!

*الحب بمفهومه الكلاسيكى سمى قديما.... بالحب العفيف الذى يفنى فيه المحبوب ويفنى فيه المحب حتى الموت....!!

*والحب بمفهومه الحديث الغربى هو الحب الجنسى!!

*وهناك أنماط كثيرة ومختلفة لمعنى الحب

*ولكن الحب الذى أقصده....هو الحب بصورته الشاملة....الحب الأشمل والأعمق....وإذا إخترنا تعبيرا أكثر شمولا فليكن المحبة(وقد وردت الكلمة فى القرآن الكريم وفى كل الكتب السماوية).

فكلمة المحبة أروع وأشمل وأهم....فخصوصية الحب أنانية..........وشموله منتهى التضحية!!

**************

*الحب من قديم الزمان له معانى كثيرة ومتنوعة وشاملة....ولكنه فقد كل هذه المعانى تدريجيا....والحب لايأتى من فراغ فله منابت وصلات... بل له بنيان أكيد وراسخ فإن فقده إنهار!!

**أما الحب الخيالى الذى يحلق فى سماء الخيال....فإنه ليس حبا....وإنما يكون حبا حينما يحلق فى سماء الخيال من فوق أرض الواقع(البنيان الراسخ)...لأن صدمة الواقع مريرة ومحطمة!!

*وبنيان الحب...يبنى لبنة فوق لبنة أخرى..فهو قد يبدأ بالكره ثم ينتهى الكره ليبدأ بوضع اللبنة الأولى فى بنيان الحب... وكما يزيل البناء جدارا قديما(الكره) ليبنى مكانه بنيانا شامخا (الحب )

*وبداية هذا...الإعجاب.................. ويستمر تراكم الإعجاب....طبقات فوق طبقات حتى لحظة الوقوع فى الحب....وفى الإنتقال من الإعجاب إلى الحب...خيط رفيع لايراه المحبون ....أو قنطرة صغيرة..متناهية الصغر....لايراها المحبون بعين الحقيقة....فلاشك أن هناك إنتقال من الإعجاب إلى الحب ولكنه غير مرأى.

*وعناصر الحب فى حياة الإنسان... المرأة والرجل والشيطان....وهى عناصر المعادلة فى قانون وفى عرف الحياة...فإذا طغى حب المرأة على العنصرين الثانى والثالث فيمكن أن نطلق عليه الأمومة...وإذا طغى حب الرجل على العنصرين الأول والثالث فيمكن أن نطلق عليه أبوة....وإذا طغى العنصر الثالث على الأول والثانى فهو رزيلة ولكن التوازن يأتى يإندماج العنصر الأول والثانى فى مواجهة العنصر الثالث.... وبتلاشى العنصر الثالث يولد الإندماج والتوالف والتآلف .. والحب...هو حالة سمووإرتقاء...حتى فى عمليته الحيوانية!!....لأنها تعنى إستمرارية الحياة....حتى يقضى الله أمره فيها...ولكن الحب بعناصره الثلاث هو شر مسيطر... وهو أس البلاء فى هذه الدنيا.

*وكثير من القضايا الإجتماعية والإقتصادية والسياسية فى العالم القديم وفى العالم الحديث...أساسها وسببها...هو إختلال عناصر الحب....ونجد العنصر الثالث هو الغالب....لهذا فجميع العلاقات المذكورة...متذبذبة مابين الإرتفاع والإنخفاض....فطغيان العنصر الثالث...طرد الرجل والمرأة من الجنة..لأنه لوث الحب...فالأكل من الشجرة المحرمة....أبعدهما عن السمو والطهارة والنقاء وهى من صفات الله.... وكانت النتيجة....الإنخفاض فى الدرجة...درجة السمو...إلى درجة أقل بمراحل وبزمن هو مدة الحياة على الأرض...والنزول إلى الأرض... رغم أنه عقاب....فله حكمة للإنسان...فهو خلق حياة جديدة على الأرض ولكنها حياة كلها صراعات وهى بالطبع أقل من حياة الجنة يوم عاش بها الإنسان!!

*والمشاكل بسبب الثالوث الذى ذكرناه فالعنصر الثالث بالمرصاد للعنصرين الأول والثانى(الإنسان)...فالحب يسمو كلما توازن العنصر الأول والثانى مع طرد العنصر الثالث.((وقصة الثالوث مخصص لها مسرحية كاملة فى هذا الكتاب وفى الوقت نفسه مكرس لعرض مانتمناه من حب ومانراه على أرض الواقع من أضداد الحب).

****والحب الذى نسعى إليه هو الحب الكبير(المحبة...بين البشر).... بين الأب وإبنه وإبنته والأم وإبنها وإبنتها...الحب بين المعارف والأقارب والأصدقاء والجيران وكافة البشر....الحب الذى يخرج من القلب منسابا دون عوائق.... هو الحب الحقيقى....أما الحب الذى يخرج وله فحيح الأفعى !!وبتحشرج....فيعنى أن هناك تدخل من العنصر الثالث

المقالة كاملة مرفقة
 

المرفقات

  • مقدمة كتابى نظرات أحباب الصادلر عام 80 بالكويت11.doc
    64 KB · المشاهدات: 0
أعلى