زوجة الباشا:القسم السادس:قصة بقلم ناجى عبدالسلام السنباطى

*القسم السادس من قصة زوجة الباشا

******************************

******************************

*ملاحظات حول قصة زوجة الباشا

****************************

*بدأت الفكرة بحكاية سريعةحكاها لى خالى المغفور له بإذن الله الأستاذ انور ابراهيم السنباطى وكيل وزارة التموين بمحافظة دمياط فى حينه عن حكاية واقعية حدثت....وقمت بصياغتها فى شكل قصة أدبية طويلة عن حكاية الواقع البسيطة

* و عندما اصدرت مجموعتى القصصية فى الكويت فى أغسطس عام 81 على ما أتذكر كانت تشكل عامود الخيمة للمجموعة القصصية

*نظام القضاء الشرعى كان موجودا قبل ثورة يوليو 52 والغى بعد الثورة

*جميع الاسماء الواردة بالقصة هى نفسها الموجودة فى الكتاب المنشور 81 وكلها اسماء قصصية وليست من الواقع

*جميع المهن الواردة بالقصة لها احترامها وتقديرها حتى الان....وكل مجتمع به الصالح والطالح والخير والشرير ونحن نعرض لنماذج فاسدة ولانعمم وكل مهنة بها الكثير من الصالحين والقليل من الفاسدين ولانقيس الغريب الطباع على عموم الشرفاء فى كل المهن

*سوف انشر القصة بالتتابع حتى لاأرهق القارىء

*وفى نهايةالامر هى مجرد قصة ويبقى مانأخذه منها من عظة حتى لانضيع فى مسالك الحياة

**************

*ثلاثة عناوين لقصة واحدة

**********************.

*زوجة الباشا

***********

*عقاب الله

**********

*الإرث الدامى

**القسم السادس من قصة زوجة الباشا

*********************************

*بقلم ناجى عبدالسلام السنباطى


***تتزوجنى؟؟!!

**نعم....ولم لا....شرعا وقانونا ومنفعة لك ومنفعة لى!!!

***وإذا رفضت!!!!!!!

**ليس فى صالحك ياسيدتى...ليس فى صالحك ستضيع كل هذه الثروة....ثم تعودين خاوية الوفاض ....صفر اليدين.....عدا إنتقام اولاد الباشا....فكرى بعقلك...لماذا ترفضى؟!....أنت إمرأة وحيدة الآن....وتحتاجين من يحميك...تحتاجين إلى رجل مثلى فى مركز إجتماعى مهم....يقف بجانبك ويدعمك ويشد من أزرك ضد قساة غلاظ القلوب والعقول

***أطرقت برأسها إلى الأرض.....فى صمت مخيف حزين....ثم قالت دعنى أفكر

** قال الصياد معروف....فكرى على مهلك...لكن تذكرى ماقلته....ثم صحبها إلى الباب....ومد يده ليسلم عليها ولكنها إنشغلت بحافظتها ولم تسلم....فلملم يده سريعا.. وضحك وكأن شيئا لم يحدث....وأعاد مقولته لها وهى تغادر....بعمق بعمق بعمق...فكرى وتذكرى فالوقت يمضى سريعا!!

****خرجت منيرة من مكتبه وهى تحمل هموم الدنيا كلها وتحول هذه الهموم إلى بحر أحزانها ...وهى ترى كل يوم أصناف من البشر ..وإن كانوا فى الحقيقة أصناف من الحيوانات فى سلوكياتهم....بينما صاحبنا معروف عاد إلى مكتبه بعد وداعها... وهو يصفر...ثم يقطع صفيره مترنما بأغنية((طاب النعيم لما لقيتك....نسيت الصد وهويتك))...ولما جلس نادى خادمه ليحضر إبريقا من الماء و إبريقا من الشاى وفنجان وإبريقا من القهوة....وأعطاه مبلغا من المال...فنظر الخادم فيما أعطاه وإبتسم....كاتم الأسرار...وأحضر له ماطلبه وإستأذن فى الإنصراف فأذن له..فأقفل الباب على معروف وغادر إلى منزله كما هى العادة.

**** غاص معروف فى كم ملفات ومستندات القضية حتى آذان الفجر....فلما وجد الحل... قال وجدته !!

ثم رقص وهو يكرر وجدته ...!! ....ولكنه لم يخرج عريانا كما فعل (أرشميدس)....بل وضع الجاكت على جسده....وأطفأ الأنوار...وأقفل المكتب وهى عادته فى القضايا الثمينة وليس إكتشافا أن يحل عقد قضية ويجد مخرجا لها ليخرج عريانا كما فعل (أرشميدس) من قبل.

*****************

**فى اليوم التالى.....ذهبت إليه فهش إلى إستقبالها...وهو مهندم الملبس ..حليق الشعر والذقن..معطر الوجه والحجرة..وإن كان أطنان من العطر لاتزيل تلوثه الداخلى والخارجى!!..وأمر معروف لها بالبارد والساخن...وكان قد نسى ذلك فى المقابلة الأولى!!!!!

*جلست أمامه شاردة الوجدان محمرة العينين من كثرة التفكير ...فقال لها ماذا قررت يامنيرة هانم؟!

***ردت متلعثمة ....الحقيقة...الموضوع

**قال لها أريحك من التلعثم ...وأقول أنك موافقة ...قال ذلك وإبتسم كذئب!!!!!!!!

*** ردت ليس أمامى من سبيل سوى الموافقة... ولكن بشرط!!!!

**فقال لها .....إشرطى!!!!!!!

**قالت العصمة بيدى

**رد مبتسما.........بسيطة ...على بركة الله

**

*إستدعى المأذون وأحضر الشهود خاصته...وصارت زوجته حلالا وواقعا...ولم تتاخر عنه فى أى شىء...وسرعان ماصدر الحكم لصالحها...إلا أن القضية تعقدت أكثر فأكثر......فقد تغير الوضع وقام نظام جمهورى...فوضع الباشوات على 0(الرف)...ووضعت الأموال من أملاك وعقارات وودائع وغير ذلك ....بل قل معظم الموجودات....تحت الحراسة...ودخلت الملكية التى حركت شهوة الرجل(معروف)....تحت الحراسة... وتعقدت المشكلة....ويبدو أن حلها يحتاج إلى سنوات...ثم ماهى إلا سنوات قليلة حتى أحيل (معروف) إلى المعاش... وفتح مكتبا للمحاماة....ولكنه لم ينس أبدا تلك الثروة وعندما يتذكرها كان لعابه يسيل فيروى به أرضا جرداء!!!كأنه لم يأكل منذ أعوام....فلما شم رائحة الطعام....أقصد الغنيمة...أسالت غدده الفمية مايروى أرضا...مع أنه لم يأكل بعد....بينما منيرة لم تأخذ وضع الحراسة بشىء من الإهتمام....فهى تستطيع أن تعيش كما كانت حتى يفرجها الله....وهى الآن فى كنف رجل وهذا يكفى....ماذا تطلب أكثر من هذا....وصديقها بحر الأحزان!! لم يفارقها فى لحظة من لحظات حياتها....فكيف سيفارقها الآن؟!!...كانت القضية إثبات حقها الشرعى ليس المادى فقط بل المعنوى...فأولاد الباشا عاملوها كخادمة وكانت زوجة لأبيهم...وهذا قسمها حزنا وأسى وهما مابعده هم....ولم ترفع قضيتها لولا هذا....فلتاخذ قضية الحراسة ماتاخذ حتى يأتى الحل من عند الله.

**أخذ الملعون (معروف) يعدل من خططه...فهو كمحامى يرفع دعوى برفع الحراسة عن زوجته ومن ناحية أخرى زوجته من شجرة مقطوعة فيكاد يكون الوريث الوحيد...ولديه من الألاعيب ليملك بها ورقا مبصوما مزورا ....يشكله كما يشاء وفى أى مكان يشاء وفى أى زمان يشاء...ومن ثم قدمه للمحكمة ليثبت أن زوجته تنازلت له عن حقوقها بيعا وشراءا. مقابل ثمنا إستلمته حال العقد ومن ثم فلا محل لفرض الحراسة على حق له وليس لزوجته!!!!!!!!!!!..وماعدم.... أن يكون لها مدخرات مخبأة لديها او لدى الغير....فى كافة الأحوال هو الرابح

**وكان معلمه وأستاذه هو شيطانه

*خاطبه قائلا ...أليس حرام ياأستاذ معروف؟!

**أى حرام ياشيطانى....المفروض أن تشجعنى فأنت الأستاذ!!

*خططك الجهنمية وكلما نجحت فى خطة إنتقلت إلى الثانية فإن قابلك معوقات عدلت خططك ولكنك لم تتراجع أبدأ

**ألم اقل لك ياشيطانى أنت الأستاذ

*أنا لاألومك فميولى هى ميولك منذ ولدت وميولك هى ميولى....ولكن إتقنها ولاتستعجل...فقد تفوق أستاذك...وتخسر ولكن إتقنها لتفوقه وتكسب!!

**ياشيطانى أنت الناصح الأمين!!!


******

*تعدلت الخطة وإنتقلت إلى مستوى أكثر إجراما....وبدأ صاحبنا يتودد إلى زوجته منيرة الضحية الدائمة لتصرفات البشر وغدرهم....يتودد إليها وخلفه بل فى مسامه يخاطبه شيطانه ويخاطبه ويدله على طريق الندامة على أنه طريق السعادة...ورغم أنه يعرف أنه طريق الندامة فإنه يتناسى ويقول بل هوطريق السعادة ويستمرأ المشى فيه......يتودد إليها ويداهنها ويعطيها معسول الكلام.....حتى تنجح خطته.....كانت منيرة على العكس من ذلك.....تخلص له بكل ماتملك من حب...كان رجلها وزوجها....كانت خادمته وزوجته...عرفته بصفتها كزوجة باشا على كل فعاليات المجتمع وصار فردا منهم....وترقى درجات فى السلم الإجتماعى ونشط مكتبه الخاص تبعا لذلك...صحيح أنها تزوجته تحت ضغوطه التى لاترد ولاتصد........ولكنه أصبح زوجا لها...ورغم كل هذه التضحيات يتآمر عليها.

*



*ولما إستقامت له خططه....بدأ التنفيذ...إتفق مع مجموعة من الأشقياء على قتلها....وأعطاهم العربون!!!!!!!!!!.

**يتبع القسم السابع والأخير
 
أعلى