**من أرشيفنا الطباعى المنشور طباعيا(منذ 37سنة ) وليس إلكترونيا **القطط تحب الجبن والكلاب تحب اكل الشيوكلاته *القسم الثانى: • قصة الكلب بوبى

***القسم الثانى:

**********

* قصة الكلب بوبى:

*******************



**من أرشيفنا الطباعى المنشور طباعيا(منذ 37سنة ) وليس إلكترونيا

**القطط تحب الجبن والكلاب تحب اكل الشيوكلاته

*القسم الثانى:

**********

* قصة الكلب بوبى:



*القصة من مجموعتى القصصية "بحر الأحزان " الصادرة فى الكويت فى يوليو 1981

*قصة بقلم ناجى عبدالسلام السنباطى

ملحوظة:هذه القصة منشورة طباعيا منذ( 37 سنة بالكويت)

* وبعد كتابتها على الحاسب أنشرها لتوثيقها

*فلدى العديد من المؤلفات الأدبية أو الدراسات وعدم كتابتها على الحاسب يعوقنى عن نشرها إلكترونيا...وتوثيقها الكترونيا

*القسم الثانى:

**********

*الكلب بوبى:

***********

**كان الكلب أصفر الشعر ليس تماما...وإنما يشوبه نوع من الحرقة التى تشبه(طوب القمائن).....يميل إلى القصر....نحيف....له أذنان كبيران.....أو طويلان...سيان الأمر له أو لى....وكان يتثائب دائما.... فيمط عضلات بطنه ويحنى ظهره..إلى أسفل...ويتأرجح إلى الأمام وإلى الخلف....ثم يفتح فمه ويقفله ويزووم قليلا...ثم يعود إلى وضعه الطبيعى...ثم يعيد الكرة...وكأنه يقوم بتمارين الصباح...أو أنه كان يتظاهر امامى بأنه يشاركنى رياضتى المفضلة!!

*معرفتى به ...بدأت ذات يوم فى دوار خلف منزل ريفى لأحدالأعيان...منزل الجد...إسماعيل....وشخصيةالجد إسماعيل تحتاج إلى مجلد من القصص...لكننالانتحدث عنه وإنما نتحدث عن دواره..وعن محتوياته وعن كلبه !!

*الدوار ملحق بمنزل ريفى كبير...يحيطه من الخلف مساحة كبيرة مغلقة تماما ومزروع فى ثناياها...غابة من الأعمدة الخشبية...مغطاة بجذوع من الأشجار المشقوقة ومن فوقها طبقات من القش والحطب مملسة بالطين...وفى المقدمة من المساحة....تظهر قناة مبطنة بالأسمنت....مملوءة بعلف الحيوانات....وتتناثر فى اماكن مختلفة داخل المساحة....مجموعة من الأبقار والبهائم والحمير المملوكة للجد إسماعيل.....وعلى جانب من المساحة تظهر قناة أسمنتية صغيرة...أو حوض لشرب الحيوانات..........بجواره سلسلة طويلة تمتد فى عنق صديقى وصاحبى......الكلب!!!!!!

هذا وصف دوار الجد إسماعيل....حيث مسكن صديقى وصاحبى....!!

**بدأت العلاقة مع صديقى (بوبى)...كما تسميه إحدى عجائز (العيلة).... بهجمة عنترية..مفاجأة لى.....جمع فيها كل معلوماته وقاموس لغته عن(الهبهبة والهبر والهبش)....فكاد يفتك بى....لولا رحمة من الله العلى القدير....إلا اننى خلته ...لحظنها...أنه يشترك فى برامج المصارعة التى يعرضها التليفزيون..فى كل مكان...والتى يترك كل الناس أعمالهم ويتفرغوا لها...وكأنها مقرر دراسى أو تدريبى إو إرضاء لغرائز سادية لدى الناس....أن يعذبوا أنفسهم بالضحك على أنفسهم...كأنهم يتصارعون وهم خارج الحلبة

*لقد تقمص كل متفرج جسد مصارع من المصارعين..فكان هوالذى يضرب!!! وكان هو الذى يضرب!! كأنه الضارب والمضروب والواقع هو المصارع الذى يراه من على شاشة التلفاز...وكان كلبنا العزيز لديه نفس الإحساس..قبل ..أن يقع فى الصداقة معى....ويترك الإحساس بالألم أو السادية المعذبة....دائما أحب الحيوانات...لأننى أعرف انها من أشد خلق الله حنانا...فالله قد أعطى لكل مخلوق.....ميزة أو ميزات....ورغم أن الكلب يوصف (بالنجاسة)...إلا أنه أشد الحيوانات وفاءا.

* لذا لما بدأ الكلب يشاكسنى... قلت لعله يناوشنى أو يحاورنى أو يعاكسنى...ليعرف مدى جلدى وصبرى وكياستى...أوأن الرؤية الأولى أو المقابلةالأولى تحمل إنطباعا لديه...يريد أن يراه قبل أن يتمادى معى....فصبرت وقررت أن أطرد الخوف من نفسه ومن نفسى....وتقدمت نحوه بلا خوف...وأخذت أقترب منه حتى وصلت إلى شعر رأسه العلوى فظهره فمسحت على ظهره ...فلان وإستكان وصار لينا طيبا...كإمرأة فى يوم خطبتها ...أوعاطل حصل على عمل...أو كموظف إستطاع أن يظفر (بفرخة) من الجمعية بعد طابور طويل من العذاب والألم.

*منذ هذا اليوم صرنا صديقين...أنا وهو....كنت دائما أسافر إلى أقاصى الدنيا...وأبحث عن أخباره فأسأل عنه من يأتى ومن يذهب..... وعندما أعود من سفرى...أتجه مباشرة إلى (الدوار) حيث مستقره...فأزوره...فيعبر عن صداقته بكل الطرق...ياالله ياله من صديق...كان يهب من مكانه ويقفز فى الهواء ويعيقه الطوق الذى يزين جيده ويحبس حركته..فيرتد من قفزته قبل أن تصل إلى مداها...ولكن القفزة تكفى للتعبير عن ترحيبه بى وفرحه بقدومى بعد غيبة...فهو تعبير عفوى... يعيش الفرحة من قلبه...لايلف ولايدور...يعلن عن محبته بكل الطرق....لهذا كنت أبكى...أبكى من كل قلبى فرحا لاحزنا...عندما نلتقى...وأقابله بنفس الحنان وبنفس الحب.... لاخداع ولازيف وآخذه فى يدى....بعد أن أفك قيده!!! فيمشى معى وهو يهز ذيله فى مرح ومن الفرح!!!.....كان يمشى معى مطمئنا....لايخاف ولايرتاب ولايحسد ولايحقد.....كان وهو معى لاتهمه كلاب الدنيا كلها....التى تظهر بين حين وآخر....وكنت معه اشعر بنفس الشعور.

*هكذا كنا.... لاأكنفى ولايكتفى....فعندما لأعود إلى المنزل أخلصه أيضا من الطوق الذى برقبته...بعدما خلصته من قيد الحبل...أعطيه الحرية كاملة....وكان ينطلق إنطلاقا رهيبا.....سعيدا فرحا بالحرية التى أخذها بلا قيود أو حدود ...ويرجع إلى حقل لعبه....يقز ويقف على قدميه الخلفيتين...ثم ينظر إلى ويشب بقدميه الأماميتين حتى تستقرا على وجهى....فى وداعة وفى سعادة لاتوصف ولايعبر عنها كلاما سوى بصوت ليس فيه عداوة...وليس لأنيابه أثر على وجهى من (خربشته)..وماكان وجهى بعيدا عن ذلك لو أراد ولكنه أحبنى كما أحببته!!!

*مايلبث أن يتركنى...ثم يعود إلى لعبه بالقفز مابين كر وفر...وفى آخر حصةالحرية أعودبه إلى مكانه فى الدوار وأقدم له بعض الشراب وبعض من الأكل ...وأجلس بجانبه...أناوشه أحيانا....فيزمجر فى غير ضجر أو خشونة...لأنها زمجرة الصداقة...فيها من الوداعة أكثر مما فيها من العنف على عكس موقفه مع الآخرين.

**تدور الأيام بى دورتها التى لاتنتهى....وتثنى فى طياتها الزمن....ثنيا عنيفا.....فكأنه قطع من جمر....إستوى عوده فى آتون ملتهب!!!!تدور وأدور معها....تحملنى وأحملها كلانا بساط الريح للأخر وأحيانا تشاركنا الريح فلا الجمر إنطفىء ولا البساط حرق...نطير إلى كل مكان وإلى كل زمان....ثم نعود إلى قلبى وإلى صديقى وإلى مسقطى ....إلى نفس المكان وإلى نفس الموضع...

*كانت أيام راحت وجاءت أيام....و ذهبت وعدت ...وكالعادة ..إلى موضع صديقى باحثا عنه....ولكننى لم أسمع صوت ترحيب ولم أر ذيلا يهتز يمينا ويسارا..ولاقفزا ترده قيود الطوق والحبل والوتد المربوط به الحبل....لم أجده...بحثت عنه كالمجنون....أقلب المكان وأتفرس الوجوه..وأمعن فى المجون...ولامجيب....سألت مسعد صبى الدوار....أين الكلب؟!!

*أنكر فى البداية....ولكن وجهه يظهر غير ماأنكر...وكأنه يخشى إخبارى لمعرفتى مدى حبى له...ومدى عمق صداقتى....أخذ يلف ويدور...بعفوية الفلاح البسيط....قال...راح!! راح من زمان!!!! وأشار بيديه إشارات لامعنى لها ولاطعم ولاتعطى أى دلالة على المكان الذى ذهب إليه !!

**ناديته بدهشة وعلامة إستفهام...يامسعد؟!!!

راح فين يامسعد؟!...قال بعد تردد...مات!!...البقية فىحياتك!!بتتكلم جد يامسعد؟َ... ويقسم مسعد بأغلظ الإيمان....ماتوالله وشبع موت....متى يامسعد؟؟!!

*قال من زمان ...أنت تعرف جدك إسماعيل...وتعرف الأوامر (والشخط والنطر)...نادى على وقال ياولديامسعد...رددت نعم ياباشا....قال الكلب يروح(الغيط)...رددت ليه...قال إنت هاتعلمنى إيه؟!!...اللى بقوله يتنفذ... من غيرليه!!!...تجرأت وقلت له...إزاى وهو حارس الدوار....(شخط)... فى...جرى إيه يامسعد؟!...انت هاتفهمنى أعمل إيه!!

وإضطررت إلى تنفيذ الأوامر... وأخذت الكلب إلى الغيط....ولم أناقشه فى الأمر بعد غضبه...فكلنا يعرف وأنت تعرف أصول الإسماعيلية وتعليماتها التى لاتقبل الرفض!!!

**لاأحد مثلى يعرف طباع الكلب (بوبى ).....

... لابد أنه شعر ... بالفراق....فراق المكان الذى عاش فه وعرف فيه...(عبدون)... العبد الفقير إلى الله... فلم أخبركم من قبل بإسمى المتواضع....عرفنى وعرف مسعد وعرف هشام وعرف راضى وعرف رائد وعرف إسماعيل الكبير وعرف إسناعيل الصغير...وعرف العجوز هانم وفريدة وسعدية وغيرهم من الكبار ومن الصغار ومن أفراد العائلة ومن العاملين بالمنزل وبالدوار وغيرهموعرف مواعيد الهوارى الذى يأتى فى الفجر لأخذ اللبن بعد حلبه من قطيع المواشى...ويعرف مواعيد الدخول والخروج... للدوارويعرف تعليمات (الإسماعيلية)..بالرموز...يعرف كل هذا وهو حيوان..لايفهم لغة الإنسان...يعرف كل هذا...يعرف من يهش له ومن يعضه إذا إقترب

*والذى يعرف كل هذا...وتعود على كل هذا..... لابد أنه شعر بالفراق...والفراق صعب....ولكنه فارق وإفترق... فالغيط لم يتعود عليه...ولم يعجبه... ولعب الغيط غير لعب الدوار...وحريةالغيط غير حرية الدوار لأن الأولى تمت بالأوامر(الإسماعيلية ) والحرية لاتأتى بالأمر!!!

*كان مسعد يكلمنى..وأنا فى هذا الحوار الداخلى...أسترجع الذكريات وألتمس الأسباب (لبوبى)....

*إنتبهت لمسعد...وهو يكمل حكاية بوبى....ياسيدى...عربية ضخمة...لورى كبير...لورى كبير بمقطورة...قابله...كان بوبى بيعدى الطريق الضيق الذى لم يتغير منذ إنشائه فى العهد الخديوى!!!واللورى كبير قوى وسريع زى الطيارة...رفسه فى بطنه...داس عليه ومعدتهطلعت وفضلت عنيه صاحية للنهاية

*صرخت كفاية يامسعد...كفاية ...لاأتحمل ماجرى لبوبى....أنت تعرف كم كنت أحبه ومازلت ....فرد مسعد وانا أيضاكنت أحبه....لاتنسى ياسيدى أننى أكلت شوكلاته علىحسابه!!!...أوعلى صيته...كنت أضحك على أطفال العيلة الذين يريدون أن يلعبوا معه...كنت أقول لهم....بوبى يحب أكل الشوكلاته فيفرحون ويشترونها ويعطوها لى مقابل اللعب مع بوبى...فآخذها لنفسى وليس لبوبى .!!

*إبتسمت رغم حزنى على بوبى صديقى وصاحبى...الذى أعطانى صداقةلم أجدها لدى إنسان....وتبرع بالشوكلاته لمسعد!!!!!

*إنتهى القسم الثانى:

*****************

وهو عن قصةالكلب بوبى

*ويتبع بعد الكتابة على الحاسب

القسم الثالث:

**********

*القطة نونى:

**********
 
أعلى