الرجل الذى قبل السيد المحافظ قصة بقلم ناجى عبدالسلام السنباطى

الرجل الذى قبل السيد المحافظ!!
* قصة بقلم ناجى عبدالسلام السنباطى
*وقف المتهم يترقب الدخول إلى السيد رئيس النيابة فلماأذن له بالدخول...دخل واقفا يرتجف من الخوف وعلامات الهلع تبين على وجهه وكانت أيديه تهتز بشكل لاإرادى والعرق يتصبب من جبينه فى عز شتاء هذا اليوم الذى إستدعى لمقابلة رئيس النيابة فلم يتعود على هذا ولم يذهب لأي جهة تحقيق من قبل
*المتهم تعدى الخمسين ...موظف فى المحليات..يعرفه الجميع بالخلق الرفيع والعمل الجاد..مواظب على عمله يؤديه بأمانة..إلا أن الرجل رغم مزاياه العديدة..لايخلو من عيب..ألا وهو إحتضان كل من يقابله وتقبيله من الوجنتين سواء كان ذكرا أم أنثى...وهو يفعلها بحب وحنان ..كأنها أخته أو كأنه أخاه...وكان الموظفون القدامى يستخدمونه لتغطية غيابهم عن العمل...ففى حالة وجود مسئول أو مفتش...يقابله على باب العمل ويمارس مهمته فى الإحتضان والقبل... ولايستطيع المسئول أن يفلت من هذا البروتوكول فى الوقت الذى يستدعى العامل الغائبين...فيتقافزون.. من النوافذ الخلفية ويستقرون على مكاتبهم متظاهرين بتأدية الأعمال...قبل أن يلج المسئول أو المفتش..إلى داخل مقر العمل بعد أن يتخلص من حضن الرجل وقبله التى لاتنتهى ...والرجل هذا يعتبر الأحضان والقبل واجب الترحيب بالضيف ولابد منها ولو سمح الوقت لأحضر مبخرته وبخر المسئول وجرت العادة على ذلك ومن عرفه من الرجال كانوا يعرفون هذه العادة ومن عرفه من النساء كن يعرفن هذه العادة ..فكن يفرن من أمامه...ومن لم يعرف إعتذر زميل له أنه رجل طيب مبارك ولايقصد الإيذاء!!
*وفى مناسبات التبريكات لكل محافظ جديد كان يصحب المسئول المحلى ورفاقه فى زيارته للمحافظة لتقديم واجب التبريكات ولتبخير السيد المحافظ وإحتضانه وتقبيله من الوجنتين...وكان كل محافظ سعيدا بذلك على أساس أنه رجل طيب ومبارك
*لذا إستغرب الجميع من إستدعائه للنيابة للتحقيق معه وأخذ كل زميل وزميلة يتبادلون التخمين...ماذا فعل هذا الرجل الطيب؟!
* كى تستدعيه النيابة وتحقق معه وهو الموظف المحترم المؤدى لعمله على أكمل وجه والرجل الذى يقابل كل مسئول ويؤدى الواجب معه على أكمل وجه...ولم يصلوا لجواب ردا على تساؤلاتهم
*عندما وجد السيد رئيس النيابة ..هلع المتهم وشكله وملبسه..أشفق عليه وطلب منه الجلوس وفك الأساور الحديدية عن يديه ..وأمر له بكوب من الشاى
*جلس الرجل المتهم..يشرب الشاى ويده ترتعش من الخوف ..منتظرا مايقوله السيد رئيس النيابة...إبتسم السيد رئيس النيابة ليدخل بعض الإطمئنان إلى قلب الرجل وإلى عقله
*قال له ماذا فعلت أيها الرجل الطيب؟!
*إزداد هلع الرجل...ورد قائلا لم أفعل شيئا ياسيدى!!
*قال السيد رئيس النيابة...أيها الرجل الطيب ..تنكر أنك لم تفعل شيئا..ياسيدى لم أفعل شيئا..أؤدى عملى بأمانة ولاأتقاضى الحرام رغم قسوة الحياة والأسعار المتزايدة...وتكاليف معيشة أسرتى المتزايدة رغم أننا نحاول توفير الأساسيات...ورغم ذلك لاأعلن إستنكارى وأحب الناس والناس يحبوننى...ومن بيتى لعملى ومن عملى لبيتى...ولاأتعاطى النميمة...فهى شر أثيم...هذه هى حياتى وهذا مسارها اليومى
*يارجل ألم تذهب إلى المحافظة.؟!..نعم ذهبت مع زملائى ورئيسى...لنبارك السيد المحافظ ونبخره..
وهذه عادتى مع كل محافظ جديد!!
قال رئيس النيابة...ألم تفعل شيئا آخر؟!
*ياسيدى لم أفعل غير هذا وليس بجديد فى ذلك
* رد رئيس النيابة أنت متهم بإحتضان السيد المحافظ وتقبيله من الوجنتين!!
*وماذا فى ذلك ياسيدى؟! أنا فعلتها عشرات المرات مع كل المحافظين السابقين ومع مسئولين أقل...بخرتهم وإحتضنتهم وقبلتهم من الوجنتين!!
*ولكن المحافظ رفض هذه العادة !!
*وماذا أفعل ياسيدى...أفعلها كل مرة ولم يستنكرها أحد بل كانوا فى منتهى السعادة
*ألم تنظر إلى وجه السيد المحافظ؟!
*أشاروا إلى ...قم بعملك ...فوجدت سيادته فى بدلة أنيقة ونظارات اكثر أناقة يقف لإستقبال المهنئين..فقمت بتبخيره وإحتضانه وتقبيله من الوجنتين ثم خرجت مع من بارك..
**أنت متهم بإحتضان السيد المحافظ وتقبيله من الوجنتين ماقولك فى هذا الإتهام؟!
*برىء يابك.. أول مرة يتهم إنسان لتعبيره عن السعادةبتعيين السيد المحافظ..
*ألم تعرف أن السيد المحافظ انثى وليس ذكرا..
* أنثى ؟؟؟!!!!وكيف أعرف ياسيدى وهى لابسة بدلة ونظارة مثل الرجال
*عموما أقدر النقاء فيك.. وعقابك عدم تبريك أى مسئول جديد!!
 
أعلى