رسـالة: قبل يوم الإقتراع

واقـعـي

عضو ذهبي
بسم الله الرحمن الرحيم

{{ ستكتب شهادتهم ويسألون }}

الزخرف أية 19





غدا يبدأ الإقتراع لإنتخاب مجلس جديد و ستدور عجلة الحياة البرلمانية بعد أن عطلت بالحل الدستوري، يتنافس في خمس دوائر أكثر من 300 مرشح و مرشحة للظفر بخمسين مقعدا غدا يتوجه أكثر من 300 ألف ناخب و ناخبه لإختيار من يريدون بملء إرادتهم دون قسر ولا إجبار، غدا سيكون اليوم الفصل في قرار الشعب و لمن سيكون التمثيل الإختيار. أكتب هذا المقال و نحن على بعد 18 ساعه من بدأ سباق الإقتراع السريع الذي لن يتجاوز الإثنى عشر ساعه.

تخلل الأيام الماضية سباق حميم من المرشحين و المرشحات للبروز و الظهور و دق الأبواب و رجاء الأصحاب لكسب المزيد من الأصوات فكنا نعيش كرنفالا للعروض البرلمانية ظهرت من خلال البعض إطروحات هادئة و واقعية و أبدى البعض طرحا لا عقلانيا ولا منطقيا و دغدغ البعض مشاعر المساكين بعد أن نساهم سنينا طويلة، و أخذ البعض يبيع الشعارات التي أصبحت ميزة عربية بإخلاص حتى بتنا نقتات من الشعارات.

هذه الرسالة أوجهها رغم علمي المسبق بأن السواد الأعظم قد قرر مسبقا لمن سيعطي صوته بعضهم عن قناعه و بعضهم لقربه إجتماعيا منه و البعض كناية في الغير سيعطي صوته للضد، و البعض لا يعرف لماذا يعطي صوته فقط لأنه مسير و تم الإختيار عنه. رغم كل هذا و رغم تعدد الاسباب التي تجعل الناخب أو الناخبه يعطي صوته لمرشح أو حتى مرشحه فإنني أرى بأنه لزاما أن أذكر من باب


{{‏وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين‏}}

الذاريات 5





أخي الناخب..أختي الناخبة

رسالتي ليست دعاية إنتخابية و لا وسيلة لغاية بعيدة بل رسالة واضحة بمعانيها هدفها حسن الإختيار فقد تعطلت التنمية في البلد و كنا شركاء بهذا التعطيل سواءا عن عمد أو بدون قصد و السبب اختياراتنا التي جعلت الحكومة تستقطب بعض الاعضاء بالمال السياسي عبر مشاريع اقتصادية أو منافع شخصية أو من خلال الأعضاء الذين لم نحاسبهم بعد كل دورة عن إنجازاتهم و مشاريعهم و رؤيتهم و قدرتهم على القيادة لا الانقياد.


أخي الناخب..أختي الناخبة

قد لا يبدو هذا الصوت بالشيء الكثير، لكنه بحكم ألية الديمقراطية هو تفويض لهذا النائب بالتشريع و الرقابة، و هو بمثابة صك ثقة يوليه الناخب أو الناخبه لهذا المرشح، فتخيل معي ثقل هذه المسؤولية لأن الثقة لا يحوزها إلا الأجدر بها فلا يكون معيارنا التدين فقط ولا يكون معيارنا الأراء التقدمية فقط بل مزيج من قدرة هذا الشخص على المبادرة و الأمانة و الشفافية عبر مصداقية و واقعية الطرح.



أخي الناخب..أختي الناخبة

إن الإختيار غدا لرجل السياسة لا رجل الدين لأن العمل البرلماني بحاجة لإصلاح العمل السياسي إصلاح جذري. العمل البرلماني ليس منصة إفتاء ولا موقع مراهقة فكرية بل يحتاج لأشخاص قادرين على تحسس المسؤولية فالبرلمان يجب أن يقود البلد و يحث الحكومة على أن توازيه بالمبادرة و حسن الاختيار. اختيارنا يجب أن ينصب على الأصلح و الأقوم في الحقل السياسي، كما يحتاج لشخص مرن بحكم أن السياسية هي فن الممكن، بما معناه إذا أردت أن تطاع فأمر بالمستطاع.



أخي الناخب،، أختي الناخبة

غدا يوم ملك لك أنت و بعدها لن تملك قدرة التغيير إلا بعد سنين قد تعود علينا و قد لا تعود فأجعل من الغد ملكا ذا قيمة، و قبل هذا أجعل لنفسك قيمة و معنى بحسن الإختيار و تذكر جيدا بأن الصوت أمانة فعلا لا قولا.





قال صلى الله عليه وسلم:


"ألا كلكم راعٍ وكلكم مسئول عن رعيته، فالأمير الذي على الناس راعٍ وهو مسئول عن رعيته، والرجل راعٍ على أهل بيته وهو مسئول عنهم، والمرأة راعية على بيت بعلها (زوجها) وولده وهي مسئولة عنهم، والعبد راع على مال سيده وهو مسئول عنه، ألا فكلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته"




قال صلى الله عليه وسلم :


"إذا ضيعت الأمانة فانتظر الساعة ، قال : وكيف إضاعتها ؟ قال : إذا وسد الأمر إلى غير أهله فانتظر الساعة"









مع خالص أمنياتي بإختيار الأفضـل
 
أعلى