* الآلة العجيبة.. قصة من الخيال العلمى * بقلم ناجى عبدالسلام السنباطى

* الآلة العجيبة.. قصة من الخيال العلمى
* بقلم ناجى عبدالسلام السنباطى
* أعلنت عن رحلة تجمعنا للمعرض الصناعى قبل موعدها بشهر..وتكاسل البعض عن الرحلة بسبب تكلفة الرحلة مع نضوب الجيوب وأخذ كل من يعتذر ويدلى بمجموعة من الأسباب ....وفى الحقيقةكانت كلها أسباب منطقية ومن إقتنع بالرحلة بعد تفنيد اسباب إمتناعه من جانبى ..... وكانت حجتى أن شهرا كافيا لدفع إشتراك الرحلة ومصروف شخصى له
*ولتشجيع الممتنعين قلت لهم ان الرحلة ستشمل وجبة إفطار وغذاء.....كان تفكيرى..أن وجبة الإفطار ستتكون من ساندوشات فول وطعمية ...شقة لكل عضو وبحد اقصى رغيف لكل عضو وكوب من الشاى وتتكون وجبة الغذاء من طبق كشرى مصرى وليس فلاحى وكوب من الشاى وكنت قد تدبرت بعض المال من بعض أعضاء الرحلة الأغنياء الذين لايفرق معهم المائة جنيه من الجنيه!!
*وفى اليوم الموعود إنطلق بنا الأتوبيس محملا بأعضاء الرحلة إلى مقر المعرض حاملا فوق أكتافه ثلاثين عضوا بالرحلة مابين رجال وحريم وأطفال.....وبدأنا بالغناء الجماعى لقطع الوقت .
*فى منتصف المسافة قام المساعدون بتوزيع وجبات الفطور وهناك من احضر وجبات إضافية معه... شاركه فيها أصحابه ومحبوه ....ومن (ترموسات )معدة مقدما تم تقديم الشاى للجميع.
*وصلنا مقر المعرض وأنا أدعو الله أن يوفقنى ولايحرجنى فى وجبة الغذاء لهذا العدد...فقد شغلت تفكيرى تماما رغم ماذكرته من توفر بعض المال من الجيوب المليئة.!!.... وزادنى قلقا أن الأسعار بدون رادع فهى كحصان أهوج فلت من زمامه وإنطلق يعيث فسادا ولا أحد قادر على ترويضه بحجة أنه حصان وحشى..لايرتدع..كما أن سائسى الأحصنة من هذا النوع مبعدون بدون سبب..سوى أنهم ليسوا من أصحاب الحظوة عند أصحاب الخيول
*تجولنا فى أنحاء المعرض وكنا نتحرك فى مجموعة واحدة وإستغرق تجوالنا ساعة أو أكثر..وأنا أحثهم على سرعة التحرك جتى نرى الجناح الألمانى الذى هودرة التاج فى الصناعات المختلفة بشكل عام والتكنولوجية بشكل خاص وفوجئت بالجميع يصرخ...نحن جياع..جياع !!!!!
*رددت عليهم ألم تاكلوا فول وطعمية ثم شربتم الشاى؟! فقالواجعنا ...وهل الفول والطعمية يحل الجوع؟! ...إنه مجرد تصبيرة...قلت لهم إصبرواحتى نرى الجناح الألمانى..ثم نذهب إلى محل كشرى خارج المعرض..ليكون أرخص من داخل المعرض... فهو خير معين لكم فى مسألة الجوع!!
*زمجروا وعلت أصواتهم حتى سمعها كل طارق للمعرض.!!.....كنا قد وصلنا إلى مدخل الجناح الألمانى...فخرج أحد المشرفين الذين يتحدثون العربية ... على أصواتهم العالية وصراخهم وهم يقولون فى نفس واحد نحن جياع.!!!
*قال مالى أراكم تصرخون؟!....ردوا فى نفس واحد ...نحن جياع!!....قلت لهم منكم لله...لقد أحرجتمونى..ألم أقل لكم سوف نأكل كشرى بعد أن نرى منتجات المعرض الألمانى؟؟!!فلماذا لاتصبروا ؟!!
*إبتسم الرجل وقال تعالى سيدى سوف أحل لك المشكلة وبأقل التكاليف...قلت له نحن لانقبل إحسانا!! قال لى ياسيدى لاإحسان ولايحزنون...سوف أوفر لك كل الوجبات والمشروبات وبقروش قليلة...قلت له والله تكون قد حللت مشكلة عويصة لى...ويجزيك الله على ذلك.....رد قائلا..أنت رجل متعلم؟!!...قلت نعم..قال إذن تعلم أن الجوع ينتج من مراكز الإحساس بالجوع...قلت له على حدعلمى كلامك صحيح..قال إذن إتفقنا...قلت على ماذا ؟!.
** قال لقد إخترعنا آلة شم المأكولات والمشروبات... وبعد إستخدامها سيشعر الجميع بأنهم أكلوا وشربوا وتكرعوا !!! إضافة إلى عدم وجود اى مخلفات !!!!!وبأسعار زهيدة قلت له أتتكلم بالحق أم بالسخرية؟!... قال هو الحق كله...وأخذنى داخل قسم من الجناح فوجدت طاولة كبيرة تسع لعددنا..وأجلسنى أمام آلة تمتد منها خراطيم عديدة تنتهى بأقنعة تلبس على الوجه مثل أقنعة الوقاية من الغازات...وقال ماذا تحب أن تأكل ؟؟!!...قلت... جمبرى بالكارى الهندى!!!....فوضع على وجهى ..قناعا مكتوبا عليه بالعربية جمبرى بالكارى الهندى...فشممت وماهى إلا دقائق...حتى شعرت بالشبع... فخلعت القناع...قال لى شبعت؟؟!!
قلت الحمد لله..قال ماذا تحب أن تشرب؟!!!.. قلت كوكتيل فواكه... فوضع على وجهى قناعا مكتوبا عليه كوكتيل بالفواكه وماهى إلا دقائق حتى خلعت القناع...أقال أتحب أن تدخن...؟!! قلت نعم وتكررت العملية.. ولما إنتهيت.....قلت والله شىء جميل...وماذا تطلب ثمنا لذلك؟!!....قال هذه التجربة على حسابنا أما أعضاء الرحلة فأسعارنا قليلة جدا وتختلف حسب نوع الغذاء ونوع المشروب وبحد أقصى جنيه للفرد وبحد أقصى ربع ساعة لكل فرد... قلت له لقدحللت لى مشكلةعويصة
*دعوت أعضاء الرحلة..وهم فى حالة دهشة..فلا شكل المطعم كما يعرفونه ولااطباق ولاشوك ولاسكاكين...وطلبت من كل منهم أن يحدد مايجبه من غذاء ومايحبه من مشروب...وبالمشاركة مع المشرفين على الآلات...جلسوا وأكلوا وشربواوشبعوا ثم أزاحوا الأقنعة. وتكرعوا......ولم أعد أسمع صراخ الجائعين!!!!
*عدنا من الرحلة ووصلنا بلدتنا بسلام والكل فى ذهول من هذه الآلة العجيبة...وإتفقت مع جمعية من جمعيات المجتمع المدنى...أن نذهب لنشترى آلة لنحل مشكلة طعام وشراب الفقراء فى بلدتنا
*ذهبنا قبل إنتهاء المعرض برفقة رئيس الجمعية ودخلنا مباشرة على الجناح الألمانى...وإلتقينا بالمشرف العربى..وقلنا له لقد أعجبتنا آلتك ونريد شراء واحدة من أجل الفقراء...قال فى إبتسامةغامضة...آسف ياسيدى...لقد إشترى الكميةكلها أحد رجال الأعمال !!!ووزعها على فروع شركته...ولكنه يبيع بأسعار إحتكارية....قلنا والفقراء ياسيدى؟؟!! ضحك وأغلق باب الجناح ...وقفلنا راجعين حزانى على مايفعله الأثرياء بالفقراء!!!
إنتهت
 
أعلى