قراءة فى كتاب الكلام المنظوم مما قيل في الجاثوم

رضا البطاوى

عضو ذهبي
قراءة فى كتاب الكلام المنظوم مما قيل في الجاثوم
الكتاب تأليف محمد بن فنخور العبدلي وهو يبحث فى مسألة الكابوس وهو الحلم الذى يكون فيه عنف ينتهى بقتل أو ضرب أو تعذيب أو ما شابه ذلك وفيه لا يقدر الإنسان على الحركة للتملص مما يجرى فى الحلم إلا نادرا وفى مقدمته قال العبدلى:
"أما بعد الجاثوم قضية أثارت جدلا بين الدين والعلم، وعامة الناس، وشكل علامة فارقة بين الحقيقة والخرافة , فالبعض يرى أنه من الجن الذي يجثم على صدر الإنسان فيصيبه بشلل مؤقت، ويعتقد البعض أنه نوع من الأنفس الشريرة التي تهاجم الإنسان عندما يكون نائما فتصيبه بشلل لا يقدر بعده على الحراك، الجاثوم حالة يحس فيها الإنسان النائم أن ثقلا يضغط على جسده وبالذات على منطقة الصدر وبالتالي لا يقدر على الحراك ويمكن أن يصاحبه هلوسات مخيفة , وتستغرق أعراضه من ثوان إلى عدة دقائق، وخلالها يحاول النائم طلب المساعدة أو حتى البكاء لكن لا حياة لمن تنادي، وسرعان ما تنتهي وتختفي تلك الأعراض بمجرد يقظته من نومه أو لامسه أحد، أو حدث عنده صوت مزعج أيقظه من نومه والبعض الآخر يرى أنه عرض مرضي لابد أن يعالج، وهناك من يرى أنه حالات نفسية، ومنهم من يرى أنه أحلام 000الخ 0
كثر الكلام والجدل حول الجاثوم دون الوصول لحل متفق عليه في تحديد ماهية الجاثوم، فمن هذا الباب المتشعب رأيت أن أبحث المسألة فخرجت بهذا البحث اللطيف عله أن ينفع قراءه"
وقطعا فى القرآن نجد رؤى كابوسية ككابوس ذبح الأب لابنه وفيه قال تعالى :
" يا بنى إنى أرى فى المنام أنى اذبحك"
ومن ثم فالكابوس ليس سوى منام أى رؤية أى حلم يرى فيه الإنسان شىء سيىء يجعله لا يقدر على الحركة لانقاذ نفسه أو غيره
وذكر العبدلى أسماء الكابوس وهو الجاثوم عند بعض المجتمعات المعاصرة فقال :
"أسماء الجاثوم العلمية والعامية:
الجاثوم أو الياثوم الكابوس شلل النوم أبو غطاط أبو قباض جثامةجثمة الركاب الرازم الباروك الخانق أو الخانوق الديثاني اللبيد أو أبو لبيد الرابوص المس الطائف النيدلان الجافون الموتة
نوبات النوم المفاجئ"
ثم حاول العبدلى تعريف الجاثوم فقال:
"تعريف الجاثوم:
الجاثوم هو تجمد الجسم فقط أو تجمد الجسم وظهور شخص يعبث بك، ويقال أنه مرض نفسي ويقال أنه جن ويقال أنه مجرد وهم والله أعلم، فقد جاء في موقع الإسلام سؤال وجواب: الجاثوم هو الكابوس الذي يقع على الإنسان في نومه، قال ابن منظور: الجثام و الجاثوم: الكابوس، يجثم على الإنسان، ويقال للذي يقع على الإنسان وهو نائم جاثوم، وقال أيضا: والكابوس: ما يقع على النائم بالليل، ويقال: هو مقدمة الصرع، قال بعض اللغويين: ولا أحسبه عربيا إنما هو النيدلان، وهو الباروك، والجاثوم، وقال عن الأصمعي: والجاثوم: الكابوس يجثم على الإنسان، وهو الديثاني، التهذيب: و يقال للذي يقع على الإنسان وهو نائم، جاثوم وجثم وجثمة ورازم وركاب وجثامة "
الكلام اللغوى لا يفيد فى التعريف ثم نقل عن ابن سينا التالى:
"وقال ابن سينا في كتابه الطبي القانون: فصل في الكابوس: ويسمى الخانق، وقد يسمى بالعربية الجاثوم، والنيدلان: الكابوس مرض يحس فيه الإنسان عند دخوله في النوم خيالا ثقيلا يقع عليه، ويعصره ويضيق نفسه، فينقطع صوته وحركته، ويكاد يختنق لانسداد المسام، وإذا تقضى عنه انتبه دفعة، وهو مقدمة لإحدى العلل الثلاث: إما الصرع، وإما السكتة، وإما المانيا؛ وذلك إذا كان من مواد مزدحمة، ولم يكن من أسباب أخرى غير مادية "
واعتبار الكابوس مرضا أو مقدمة لأمراض هو تخريف فهو ليس سوى حلم أى رؤيا سيئة يشل فيها الإنسان حركيا وهو لا يتكرر كثيرا فى حياة الإنسان
ونقل عن إحدى الطبيبات التالى:
"وتقول هيا إبراهيم الجوهر: الجاثوم هو أن تشعر بأن ثقلا يضغط على صدرك وكأنه يريد خنقك وبعد أن تستسلم له يتركك وشعورك شعور الذي نجا من الموت "
وهو تعريف خاطىء فالأمر لا يتعلق بالجسم وحده وهو وصف الطبيبة وإنما هو حدث نفسى يراه الحالم يجعل الجسم فى حالة من الشلل المؤقت
ثم تقل التالى:
"فالجاثوم كما في موقع الإسلام سؤال وجواب: هو نوع من أنواع الاقتران ويطلق عليه (المس الطائف)، وهذا النوع من أنواع المس يحدث عند النوم، فتتسلط تلك الأرواح الخبيثة على الإنسان لفترة بسيطة لا تستغرق أكثر من دقائق، ومثال ذلك ما يحصل للبعض من كوابيس وجاثوم ونحوه "
تعريف الكابوس بكونه مس شيطانى أى من الأرواح الخبيثة هو ضرب من الخبل فالحسن والسيىء من الله كما قال تعالى" وإن تصبهم حسنة يقولوا هذه من عند الله وإن تصبهم سيئة يقولوا هذه من عندك قل كل من عند الله"
فالحلم سواء سعيدا او سيئا هو ابتلاء لإلهى بالخير أو الشر كما قال تعالى :
" ونبلوكم بالشر والخير فتنة"
والغريب فى الأمر أن تفسير الأحلام السيئة قد لا يكون سيئا فحلم الذبح مثلا فى الرؤيا الإبراهيمية لم يكن ذبحا حقيقيا وإنما استعداد فقط للذبح ولكن الذبح لم يحدث كما قال تعالى :
"فلما أسلما وتله للجبين وناديناه أن يا إبراهيم قد صدقت الرؤيا إنا كذلك نجزى المحسنين إن هذا لهو البلاء المبين وفديناه بذبح عظيم"
ثم نقل عن أحدهم التالى :
"ويقول أحمد سالم با همام: يمكن الإشارة إلى شلل النوم بأنه تجربة مرعبة عند البعض تحدث أثناء النوم، يمكن تلخيص عوارضه بالآتي: عدم القدرة على تحريك الجسم أو أحد أعضائه في بداية النوم أو عند الاستيقاظ، كما يمكن أن يصاحبه هلوسات مخيفة "
الكلام هنا خاطىء فالكوابيس تحدث فى أى وقت من النوم ولا تصاحبها هلوسات وإنما فى أحوال نادرة وعن تجربة يصدر صوت فى النهاية وحركة جسمية كدفاع عن النفس
ثم قال :
"ويقول فهد العصيمي: الجاثوم نوع من أنواع الأحلام وهو من أشدها فتكا وقساوة وشراسة، والأحلام من الشيطان حقيقة لا مجاز وليس له تفسير علمي، يسمى باللغة العربية (الباروك)، وبالفارسية (النئذلان)، وأساتذة علم النفس يسمونه (شلل النوم)، وهو ضغط يقع على صدر الإنسان أثناء النوم لا يستطيع منه فكاكا حتى أنه يتعرق ويريد الكلام أو الحركة فلا يستطيع ويصل إلى حد أنه يتمنى أن يقوم أحد بتحريكه، حتى أن بعض من يأتيهم الجاثوم يكرهون النوم خوفا منه، وأعرف حالات تهرب من النوم ولا ينامون إلا بالحبوب المنومة وقال خالد السبت ويقال له (جثامة، وجثمة، وركاب، ورازم، وباروك، وكابوس، وخانق، وديثاني، ويسميه بعض الأطباء المعاصرين (شلل النوم)، وهو ما يجده النائم من ثقل شديد يجثم على صدره ويضيق معه نفسه، حتى يكاد يخنقه، ولا يستطيع معه القيام أو الحركة أو الكلام وقال الشيخ عايض بن محمد العصيمي: رؤية الجاثوم هو شعور الإنسان وهو نائم على فراشه بأن شيئا عظيما يجثم على صدره وتضيق أنفاسه فلا يستطيع الحراك معه ولا حتى الكلام، وربما أحس بأن روحه ستخرج من جسده، وأن أنفاسه التي يتنفسها كأنها تخرج من ثقب إبرة، وقد يصحب ذلك فزع وخوف وهذا أحبتي الكرام كله من الشيطان، والجاثوم هذا يعرفه البعض من الناس والبعض لا يعرفه، وقد يأتي للشخص الذي قد نام على طهارة وصلاة وذكر وأوراده ولكن هذا نادر في حقه، وهو يزول بذكر الله تعالى؛ لأن الشيطان وأعوانه يخنسون ويندحرون ويضعف كيدهم إذا ذكر الرب تبارك وتعالى "
الخرافة فيما سبق هى كون الكابوس من الشيطان فكل قدرة الشيطان هى الوسوسة والكابوس ليس وسوسة كما قال تعالى " من شر الوسواس الخناس الذى يوسوس فى صدور الناس من الجنة والناس"
وهو ما أقر به الشيطان فى الآخرة وهو أنه كل ما فعله هو دعوة الناس للشر وفى هذا قال تعالى :
"وقال الشيطان لما قضى الأمر إن الله وعدكم الحق ووعدتكم فأخلفتكم وما كان لى عليكم من سلطان إلا أن دعوتكم فاستجبتم لى"
وبعد هذه الجولة عند العرب ذكر العبدلى جولة أخرى فى أديان العالم أى ثقافاته فقال:
"تعريفات متنوعة للجاثوم:
"1- قاموس وبستر الشامل: روح شريرة يفترض أنها تنام فوق الأشخاص في أثناء نومهم، كابوس شخص يثير الرعب ككابوس."
نفس حكاية الشيطان السابق ذكرها ثم قال :
"2 - تفسير الجاثوم العلمي، قال البعض بأن سبب الجاثوم يرجع إلى وجود كهرباء زائدة في المخ وجود أمور تؤرقك و تشغلك، و الإرهاق و عدم أخذ قسط من الراحة، والنوم على الظهر و امتلاء المعدة يؤدي إلى الضغط على الحجاب الحاجز، و بذلك نشعر بالاختناق فنئن في نومنا وتحتشد، حبات العرق على جبيننا "
قطعا هذا ليس تفسيرا علميا لأن العلم يفسر هنا الجسميات بينما الكابوس أمر نفسى ومن ثم بجب أن يكون تفسيرا نفسيا فكم من ممتلىء المعدة نائم على ظهره لم يحدث له كوابيس؟
ثم قال :

البقية https://betalla.ahlamontada.com/t83581-topic
 
أعلى