هل ينفذ المبتز تهديده وهل يستطيع التواصل مع أهلي؟

hiba

عضو
تنتشر حاليًا ظاهرة المبتزين الذين يستخدمون وسائل التواصل الاجتماعي والتكنولوجيا الحديثة لتهديد الأفراد والعائلات.
يعد التواصل السري والتهديدات المباشرة بالضرر من بين أساليبهم الرئيسية.
ومع تطور التكنولوجيا، أصبح بالإمكان للمبتزين التواصل مع أفراد العائلة بشكل مباشر وغير مرئي، مما يزيد من التوتر والخوف في المجتمع.

يعتمد قدرة المبتز على تنفيذ تهديده على عدة عوامل، بما في ذلك مستوى دقة المعلومات التي يمتلكها عن الأفراد والطرق التي يستخدمها للتواصل معهم.
قد يشمل ذلك تهديدات بالكشف عن أسرار شخصية، نشر معلومات خاصة أو صور حساسة، أو القيام بأعمال تشويه السمعة.
قد يسعى المبتز إلى تحقيق أهدافه المشبوهة من خلال إرباك الأفراد وتهديدهم بالأذى.


مع التطور التكنولوجي، أصبح من الممكن للمبتزين التواصل مع أفراد العائلة بسهولة ومرونة.
قد يستخدمون وسائل التواصل الاجتماعي، رسائل البريد الإلكتروني المجهولة، أو حتى الاتصالات الهاتفية للتواصل المباشر. يستغل المبتزون الخصوصية والمعلومات المتاحة عبر الإنترنت للتحريض على الخوف والقلق بين أفراد العائلة، مما يؤثر على حياتهم الشخصية والنفسية.

هل ينفذ المبتز تهديده وينشر محتوى الابتزاز​

سنحاول إيجاد تفسيرات منطقية من شأنها تهدئة الضحايا وإزالة مخاوفهم فمعظم مجرمي الابتزاز الإلكتروني لا ينفذون تهديداتهم لعدة. في أغلب الأوقات المجرم المُبتز لا ينفذ ما يدعي القيام به عن طريق رقم التهديد أو رسائل الوعيد من خلال وسائل التواصل الاجتماعي وذلك يعزى لمجموعة من الأسباب أبرزها:

  • خوف مجرم الابتزاز من نظرة المجتمع له باعتباره شخص دنيء فقير أخلاق وردود أفعال أهل الضحية وأخذهم قرار بالانتقام منه أو سجنه.
  • يتجنب أغلب المُبتزين الوقوع في قبضة انتقام ومطاردة أقارب الضحايا.
  • وعي المجرم أن توسيع دائرة التهديد وطول فترة الابتزاز قد يساعد في كشف هويته الحقيقية وفضحه ومعرفة أعماله الدنيئة وايقاعه تحت طائلة القانون.
  • إفشاء أسرار الضحية يعني فقدان أهم وأنجح وسائل الضغط عليها وبالتالي ضياع فرصة المجرم التهديد للحصول على مزيد من الأهداف والطلبات. حيث يعي المُبتز أن تنفيذه لتهديداته يعني عدم حصوله على أيّ من طلباته فالابتزاز يُعد أقصر الطرق لتحقيق أهدافه والحصول على مطامعه وفي حالة قام بالتنفيذ يعني أنه ضحى بالسلاح الذي يستخدمه في الضغط على الضحية.
  • فقدان السلاح الذي يوجه به المجرم عملية الابتزاز الإلكترونييعني ضعفه وانتهاء قضيته.
  • إدراك المجرم أن تداول محتوى الابتزاز قد يتسبب في تسليط جهات عديدة عليه لتتبعه والنيل منه وإنهاء التهديد القائم من خلاله بل وازدياد عقوبته.
  • إدراك المُبتز أن قيامه باتخاذ خطوة النشر سوف يجعله مذنب بدرجة أكبر ويستحق توقيع مزيد من العقوبات عليه.
  • تفكير المجرم في العقاب الذي سيحصل عليه في حال تم القبض عليه بحيث يصبح اختباءه دون جدوى بعد وقت معين.
  • بعض المجرمين قد يمتنعون عن نشر وتداول محتوى الابتزاز الإلكتروني في حال استجاب الضحية لأوامر المجرم واستمر في إطالة رغباته ولكن العواقب بإمكانها أن تكون وخيمة أكثر في تلك الحالة.
استنادًا إلى جميع ما ورد ذكره فإن احتمالية قيام المبتز بنشر محتوى الابتزاز تظل منخفضة لأن عواقبها وخيمة وقد تفضي إلى نهايات مأساوية تتعلق بالمجرم وهذا ما يدركه جيدًا.

لذلك وإذا حدث وكنت تعرضت لجريمة ابتزاز فإن أفضل حل يمكنك اتباعه هو محاولة الثبات وتجاهل التجاوب مع الرسائل الواردة عبر وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة أو الرد على الاتصالات التي تأتيك عن طريق رقم التهديد.

وأفضل الحلول هو التمرد وعدم تنفيذ الأوامر وطلب المشورة من متخصص والدعم من مقرب موثوق والأفضل من كل هذا سلك خطوات نحو إبلاغ السلطات المعنية بالتعرض لعملية ابتزاز من خارج السعودية أو من داخلها.

إن أغلب مجرمي الابتزاز جبناء يخشون وقوعهم في قبضة العدالة، ولو لم يكونوا جبناء لما أثروا التخفي خلف الشاشات. فالخوف من الملاحقة القضائية يلازم المبتز عادة لأنه يتسم بالجبن ويتركز هدفه الرئيسي في تحقيق المصالح الشخصية وليس مواجهة وتحدي الضحايا وذويهم.

لذا هدئ من روعك ولا تخف من تهديدات مجرمي الابتزاز الإلكتروني واتجه إلى الإبلاغ فورًا عن أيّ واقعة ابتزاز إلكتروني تتعرض لها.

فمهما كنت مخطئ لا أحد يحق له تهديدك وتخويفك لاستغلالك في تحقيق أهدافه ورغباته.

لا تكن ضحية عملية ابتزاز إلكتروني​

قد ينتهي أمر التعرض لعملية ابتزاز وتهديد إلكتروني تمامًا باتباع مجموعة من النصائح البسيطة سهلة التطبيق لأن المُبتز عادة جبان ويخشي الملاحقة.

حيث أنه كما أوضحنا سلفًا يعلم تمام العلم أن ما يقوم به جرم يعاقب عليه المجتمع والقانون على حد سواء.

ولعل من أبرز النصائح الواجب تطبيقها عند إدراك التعرض لجريمة إلكترونية مثل تلقى رسالة ابتزاز أو اتصال هاتفي من رقم التهديد يمكن تلخيصه فيما يلي:

  • التجاهل تمامًا وعدم إظهار أيّ رد فعل قد يثير مطامعه ويحفزه على التمادي.
  • عدم التحدث مع المُبتز إلا عند الضرورة القصوى والحرص الشديد على الاختصار معه وعدم منحه أيّ تفاصيل قد تجعله ينجح في تحليل شخصيتك وكشف نقاط ضعفك.
  • عدم الاستماع للمجرم المُبتز ومنحه أهمية لا يستحقها.
  • إغلاق جميع حسابات التواصل الاجتماعي لقطع طريق الاتصال بك بأيّ شكل كان.
  • حظر حساب الابتزاز أو رقم التهديد الذي يستعمله المُبتز.
  • التواصل العاجل مع السلطات المختصة بمكافحة جرائم التهديد والابتزاز الإلكتروني للحصول على المشورة الصائبة وتنفيذها.
  • تعزيز الثقة بالنفس وعدم التجاوب مع المجرم أو الاستسلام لعقد تفاوض معه.
هناك عدة تحذيرات اتباعها من شأنها حماية مستخدمي الإنترنت وشبكات التواصل الاجتماعي من الوقوع كفرائس في فخ الابتزاز:

  • امتنع عن إرسال صور لنفسك في أوضاع فاضحة أو مخجلة أيًا كان المرسل إليه.
  • تجنب فتح محتوى الرسائل المرسلة إلكترونيًا من جهات مجهولة.
  • إغلاق الكاميرات والأجهزة الإلكترونية بمجرد الانتهاء من استخدامها.
  • تجنب التواصل مع المُبتز أو تحويل أيّ مبالغ مادية له.
  • الاحتفاظ ببياناتك الشخصية ومعلومات بطاقة البنك سرية.
  • احذر المشادات مع المُبتز وتهديده بإبلاغ الشرطة حتى لا تحذره أو تجعله أكثر احتياطًا في التعامل معك وابتزازك.
  • تجاهل الدخول مع المُبتز في أيّ نقاش حتى لا يستغل الموقف ضدك أو يحاول فهم طبيعتك وتقييم ردود أفعالك ومن ثم ابتزازك بطريقة مدروسة.
  • قم بتعطيل جميع حساباتك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسبب ذلك في يأس المجرم وقطعه الأمل والرجاء منك.
  • لا تتردد في التواصل مع الشرطة أو الجهات المعنية بمكافحة جرائم الابتزاز الالكتروني في دولتك.
  • اخبر الشرطة بكل ما تعرفه حتي ترشدك إلى الأسلوب الصحيح في التعامل مع المجرم وفقًا لظروف الجريمة والمساعدة في إيجاد الجناة ومعاقبتهم بسهولة وسرعة.
  • حافظ على معنوياتك مرتفعة وثقتك عالية فهذا هو طوق نجاتك من الغرق في مستنقع الابتزاز وإياك أن تترك نفسك التجاوب مع المجرم والخضوع له حتى لا تسلمه أمنيته على طبق من ذهب فالتفاوض هو مبتغاه من البداية.
المصدر:
https://www.secprint.sa/does-blackmailer-carry-out-threat/
 
أعلى