سلسلة تيسير العلم الشرعي ( فقه الطهارة والصيام )

joreyaa

عضو بلاتيني / الفائز الثالث في المسابقة الرمضانية
فائز بالمسابقة الدينية الرمضانية
جزاك الله خيرا أخي أبو عمر ... وبانتظار البقية خلال الشهر الفضيل
 

أبو عمر

عضو بلاتيني / العضو المثالي لشهر أغسطس
===========
الإمساك والمفطرات
===========



الحمد لله رب العالمين , والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد , اللهم صلي وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه وعلى من سار على نهجه إلى يوم الدين ثم أما بعد...


أكمل اليوم إن شاء الله تعالى مسائل فقه الصيام , ونتناول المسائل الخاصة بالإمساك وأنواع المفطرات , وقد نويت أن ألخص المسائل كما كان عملنا في فقه الطهارة بحيث يكون الحكم مختصرا وواضحا وميسرا إن شاء الله تعالى , وأغلب هذه المسائل مرجعها إلى مركز الفتوى وقد وضعت الراجح من أقوال أهل العلم في هذه الأبواب كلها , فالله يتقبل منا صالح الأعمال ويتجاوز عن سيئها إنه ولي ذلك والقادر عليه...


معنى الصيام شرعا
الصيام شرعا هو الإمساك عن شهوتي البطن والفرج ( أي كل المفطرات ) من طلوع الفجر الصادق إلى غروب الشمس.


الإمساك
يجب على المسلم أن يمسك على أربعة أشياء
1- الأكل
2- الشرب
3- الجماع
4- تعمد القيء


أما الأكل والشرب والجماع فهو ثابت من الكتاب والسنة قال تعالى (( فَالْآَنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُوا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ ))[البقرة/187] والمباشرة وإن كانت في أصلها تعني التقاء البشرتين إلا أن السنة قد بينت أن المقصود بها هنا هو الجماع.





مسائل في الأكل والشرب وما في معناهما
  • يجب على المسلم أن يكف عن جميع المفطرات قبل آذان الفجر الصادق , فلو كان في فمه طعام أو شراب ثم سمع آذان الفجر الصادق الدال على دخول الوقت فابتلع ما في فمه متعمدا فسد صيامه , ووجب عليه امساك ذلك اليوم وقضاءه بعد رمضان مع الإستغفار والتوبة.
  • ما يكون بين الأسنان من بقايا الطعام بعد الصيام لا يؤثر على صحة الصيام إلا إذا دخل جوفه منه شيء بلا خلاف بين أهل العلم , إلا ، تكون هذه البقايا يسيرة جدا ويصعب الإحتراز عنها وقد دخلت جوفه مع ريقه فلا شيء عليه بإجماع أهل العلم , نقل الإجماع ابن المنذر رحمه الله.
  • يبطل الصوم بتعمد ابتلاع ما يكون خارج الفم ولو كان ريقا أخرج ثم ابتلعه أو جلدا أو غير ذلك .
  • من تعاطى مفطرا في نهار رمضان ناسيا لحكمه أو جاهلا له فلا قضاء عليه وصومه صحيح.
الجماع
يحرم على المسلم الصحيح المقيم الجماع وإن لم ينزل , ويثبت الجماع بمجرد تغييب الحشفة ( مقدمة الذكر ) في فرج المرأة , ويجب على من جامع في نهار رمضان بغير عذر شرعي القضاء والكفارة والتوبة والإستغفار.





مسائل في الجماع وما في معناه
  • يباح للمسلم أن يقبل زوجته وأن يباشر وهو صائم ولا يؤثر في صحة الصيام ويكره في حق ما لا يملك نفسه أو لا يأمن عليها , ولو ترتب على التقبيل أو المباشرة إنزال فإنه صيامه يبطل على مذهب الأئمة الأربعة ويجب في حقه القضاء فقط بخلاف مالك رحمه الله الذي أوجب عليه القضاء والكفارة.
  • ومن باشر أو قبل وهو صائم فأمذى فهذا لا شيء عليه وصيامه صحيح عند الجمهور وهو الصحيح والراجح إن شاء الله تعالى.
  • من جامع ناسيا فإن صيامه صحيح ولا شيء عليه على الراجح من أقوال أهل العلم كما ذهب إلى ذلك جمهور أهل العلم خلافا لأحمد ومالك رحمهما الله
  • من جامع في نهار رمضان بغير عذر شرعي فقد وجب عليه القضاء والكفارة المغلظة , لا فرق بين كونه أنزل أو لم ينزل وكفارة الجماع هي صيام شهرين متتابعين لا يجوز أن يتخللها فطر فإن أفطر يوما من غير عذر أعاد الصيام من أوله , ومن لم يستطع الصوم لمرض أو ما شابه ذلك فينتقل إلى الإطعام ( ستين مسكينا )
  • يحرم على المرأة المفطرة بعذر شرعي ( كإرضاع أو مرض )أو نحوه أن تمكن زوجها من الجماع طالما أنه لا يحل له الفطر في رمضان , فإن مكنته من نفسها فقد أعانته على الإثم والعدوان وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم (( لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق )).
  • من أجبر زوجته على الجماع في نهار رمضان بغير عذر فقد وجب عليه القضاء والكفار , وأما المرأة فلو كانت مطاوعة له فقد وجب عليها أيضاالقضاء والكفارة على الراجح من أقوال أهل العلم , فإذا كانت كارهة لذلك فليس عليها الكفارة ولا يلزم الرجل عنها كفارة ثانية على الراجح من أقوال أهل العلم.
  • من تكرر منه الجماع في نهار رمضان بغير عذر فلا يجب عليه إلا كفارة واحدة , لأن الفعل الثاني لم يصادف محلا صحيحا لأنه صومه قد فسد بجماعه الأول.
  • من استمنى عامدا ( العادة السرية ) فقد فعل محرما في نهار رمضان , وبالإضافة لممارسة هذا الفعل المحرم فقد فسد صيامه على مذهب جماهير الفقهاء , ووجب عليه القضاء والإستغفار والتوبة , ولا يلزمه الكفارة على الرأي الرجح من أقوال أهل العلم لأنها لم تثبت إلا في الجماع ولا يصح القياس عليها لوجود الفارق بينهما.
  • من تعمد خروج المني بيده أو بيد زوجته أو خرج المني بمداعبة الزوجة فقد بطل صومه ووجب في حقه القضاء.
  • من أنزل بغير إرادة منه سواء كان في نومه أو بالتفكر فصيامه صحيح على الراجح من أقوال أهل العلم الذين استدلوا بحديث النبي صلى الله عليه وسلم (( إن الله تجاوز لأمتي عما وسوت أو حدثت به أنفسها ما لم تعمل به أو تتكلم ))متفق عليه.
تعمد القيء
تعمد القيء من المسلم مفسد لصيامه وأما من ذرعه القيء فلليس عليه قضاء , والأصل في ذلك ما أخرجه الترمذي عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال (( من ذرعه القيء فليس عليه قضاء ومن استقاء عمدا فليقض ))





مسائل في القيء
  • من تعمد القي فقد أفسد صيامه ووجب عليه القضاء والتوبة والإستغفار , إلا إذا كان مريضا فلا حرج عليه أن يتقيأ ثم يقضي يوما مكانه.
  • من غلبه القيء ولم يبتلع منه شيئا فصيامه صحيح ولا يؤثر هذا القيء على صحة الصيام ولو وجد طعم هذه المادة في حلقه وبالتالي لا قضاء عليه.
  • من تجشأ فخرج بعض الطعام إلى حلقه ثم رجع مرة أخرى قبل أن يستفرغه فهذا صيامه صحيح , بخلاف من تعمد بلع ما خرج من الجوف بعد بلوغه الفم وتمكنه من ذلك ففيه القضاء.
والله أعلى وأعلم والحمد لله رب العالمين

انتهى بحمد الله ويليه أقسام المفطرين


-----------------------------------------------------------------------------------
جزاك الله خيرا أخي أبو عمر ... وبانتظار البقية خلال الشهر الفضيل


جزانا وإياكم أختنا الكريمة
 

joreyaa

عضو بلاتيني / الفائز الثالث في المسابقة الرمضانية
فائز بالمسابقة الدينية الرمضانية
جزاك الله خيرا أبو عمر.... لدي مسألتان حول الصيام... هل لي بالسؤال أو أنتظر البقية ؟

تحياتي
 

أبو عمر

عضو بلاتيني / العضو المثالي لشهر أغسطس
جزاك الله خيرا أبو عمر.... لدي مسألتان حول الصيام... هل لي بالسؤال أو أنتظر البقية ؟

تحياتي


جزانا وإياكم أختي الكريمة

وجزاكم الله خيرا على أدبك أختنا الكريمة وأجزل الله لك المثوبة والجزاء ...


اعرضي مسائلك أختي الكريمة والله تعالى ييسر لنا الإجابة إن شاء الله تعالى.
 

joreyaa

عضو بلاتيني / الفائز الثالث في المسابقة الرمضانية
فائز بالمسابقة الدينية الرمضانية
السلام عليكم ،،،

المسألة الأولى : حكم ووقت الإمساك ؟ يعني يظهر بالتلفاز و بالجريدة وقت الإمساك قبل الأذان بوقت طويل مع أنه يحل شرب الماء لأنتهاء الأذان .

المسألة الثانية : هل البخور يبطل الصيام ؟ مع أنه مبطلات الصيام معروفة وذكرها الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام.... والعطر ذكر العلماء لا يؤثر.... لكن توجد شبهات والله أعلم ! مع ملاحظة أنني في جو نسائي...فلذلك أسأل عن هذه المسألة .

شكرا لك مقدما
 

أبو عمر

عضو بلاتيني / العضو المثالي لشهر أغسطس
السلام عليكم ،،،

المسألة الأولى : حكم ووقت الإمساك ؟ يعني يظهر بالتلفاز و بالجريدة وقت الإمساك قبل الأذان بوقت طويل مع أنه يحل شرب الماء لأنتهاء الأذان .

المسألة الثانية : هل البخور يبطل الصيام ؟ مع أنه مبطلات الصيام معروفة وذكرها الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام.... والعطر ذكر العلماء لا يؤثر.... لكن توجد شبهات والله أعلم ! مع ملاحظة أنني في جو نسائي...فلذلك أسأل عن هذه المسألة .

شكرا لك مقدما


وعليكم السلام ورحمة الله...


بالنسبة للسؤال الأول فإنه يلزم المسلم بالإمساك عند آذان الفجر الصادق , وهو الفجر الذي يعلم به دخول وقت الفجر , ولا يلزم المسلم بالإمساك قبل ذلك ولكن ينبغي عليه أن يحذر فإن كان في فمه طعاما أو شيء أن يبتلعه قبل أن يسمع الآذان فإن سمع الآذان وفي فمه الطعام أو الشراب فبلعه فقد فسد صيامه.


أما مسألة البخور فالصحيح أنها لا تفطر ولكن فيها خلاف بين أهل العلم فقد ذهب بعض العلماء إلى أنها من المفطرات لانعقادها أجساما والأفضل أن يبتعد عنه للصائم بخلاف العطور , فالأولى الخروج من الخلاف في هذه المسألة.


والله أعلى وأعلم.
 
المسألة السادسة : التلفظ بالنية , لا يشرع التلفظ بالنية لأن النية لا تعلق لها باللسان أصلا بل تعلقها بالقلب , فالنية هي القصد أو الإرادة الجازمة فلا يكون للسان مدخل فيها...
ولم ينقل عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن أصحابه أنهم تلفظوا بالنية , ولكن قد ذهب الشافعية إلى سنية التلفظ بها والحنفية على الندب والحنابلة على استحبابها سرا , وعللوا ذلك بأن جمع القلب مع اللسان أولى من الإنفراد.
وقد اختار شيخ الإسلام القول الثاني للحنابلة بعدم مشروعية التلفظ بها وهو الصواب لعدم ورود دليل صحيح من النبي صلى الله عليه وسلم يفيد بذلك.


والله أعلى وأعلم والحمد لله رب العالمين



كنت قد سألت عن هذا الموضوع في غير صفحة ، والحمد لله ، أبو عمر شيخنا وحبيبنا جزاكم الله خيرا ، تبذل مجهودك في إيصال المعلومات دون سؤال عنها ، لكن خلق الإنسان من عجل ، فلو تصفحت وانتظرت لوجدت طلباتي كلها جاهزة ، اللهم تقبل من أبي عمر عمله هذا ، واجعله خالصا لك وحدك يا كريم .
سؤال : كوني شافعي الأب والأم والتزمت في المذهب الشافعي بسنية التلفظ ( دون أن أضطلع على الدليل ) فهل علي شيء أبا عمر ؟
 

أبو عمر

عضو بلاتيني / العضو المثالي لشهر أغسطس
كنت قد سألت عن هذا الموضوع في غير صفحة ، والحمد لله ، أبو عمر شيخنا وحبيبنا جزاكم الله خيرا ، تبذل مجهودك في إيصال المعلومات دون سؤال عنها ، لكن خلق الإنسان من عجل ، فلو تصفحت وانتظرت لوجدت طلباتي كلها جاهزة ، اللهم تقبل من أبي عمر عمله هذا ، واجعله خالصا لك وحدك يا كريم .
سؤال : كوني شافعي الأب والأم والتزمت في المذهب الشافعي بسنية التلفظ ( دون أن أضطلع على الدليل ) فهل علي شيء أبا عمر ؟


هلا بعبد الله الحبيب


لا شيء عليك إن شاء الله تعالى , فحتى على قول الشافعية فهم أئمة ومجتهدون وجهابذة , وطالما أن الأمر مختلف فيه فيسعك ما وسعهم...


والرأي الراجح في هذه المسألة هو رأي من ذهب إلى عدم مشروعية التلفظ بهذا لانعدام الدليل على فعل النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه. والله أعلى وأعلم.


والحمد لله رب العالمين
 

أبو عمر

عضو بلاتيني / العضو المثالي لشهر أغسطس
======================
أقسام المفطرين وأحوالهم ( المريض )
======================

الحمد لله رب العالمين , والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد , اللهم صلي وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه وعلى من سار على نهجه وابتع سنته إلى يوم الدين ثم أما بعد...


أقسام المفطرين وأحكامهم
وهم على ثلاثة أقسام :
القسم الأول : من يجوز له الصوم والفطر وهم خمسة ( المريض والمسافر والشيخ الكبير والحامل والمرضع ).
القسم الثاني : من يحرم عليه الصيام وهم ( الحائض والنفساء ).
القسم الثالث : من يحرم عليه الفطر وهم ما عدا المذكورين في القسم الأول والثاني.


القسم الأول
من يجوز له الصوم والفطر وهم خمسة ( المريض والمسافر والشيخ الكبير والحامل والمرضع )

المريض
المريض يجوز له الفطر في رمضان لقوله تعالى (( فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ))[البقرة/184] , وفي هذا القسم الأول من المفطرين عدة مسائل:




  • أجمع أهل العلم على أن المريض الذي يحل له الفطر إن صام في مرضه أجزأه هذا الصيام عن فرضه.
  • اتفقت المذاهب الأربعة على أن المريض الذي يبيح الصيام هو المرض الذي يشق على صاحبه الصيام أو يخاف أن يفاقم المرض أو يتباطء الشفاء , وذهب بعض أهل العلم كمحمد ابن سيرين واسحاق وعطاء بن رباح والبخاري رحمهم الله ومعهم أهل الظاهر إلى أن كل حالة يطلق عليها " المرض " يبيح لصاحبه أن يفطر.
  • ما أفطره المسلم من الصيام الواجب لسبب المرض ،لا يخرج عن حالتين:
الأول: أن يكون فطره بسبب مرض يرجى برؤه وزواله ، فيجب عليه أن يصوم تلك الأيام التي أفطرها بعد برئه، ولا يؤخر ذلك حتى يأتي عليه رمضان آخر بلاعذر. وإن كان لا يرجى برؤه، فيجب عليه أن يطعم عن كل يوم أفطره مسكينا لقول الله تعالى (( أَيَّامًا مَّعْدُودَاتٍ فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ وَأَن تَصُومُواْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ ))[البقرة:184]، قال ابن عباس رضي الله عنهما: (( نزلت رخصة للشيخ الكبير والمرأة الكبيرة لا يستطيعان الصيام فيطعمان مكان كل يوم مسكيناً )).رواه البخاري في صحيحه.

الثاني: أن يكون فطره بسبب كبر سن يشق معه الصيام مشقة كبيرة، فيطعم وجوبا عن كل يوم مسكينا.

  • الفدية هي إطعام مسكين مداً من طعام، وهو ما يعادل 750 جراماً تقريباً، ويجوز دفع هذه الفدية لمسكين واحد، أو توزيعها على جماعة من المساكين، قال الإمام النووي رحمه الله: (فيجوز صرف أمداد كثيرة عن الشخص الواحد والشهر الواحد إلى مسكين واحد أو فقير واحد.) انتهى.
  • من أفطر لمرض لا يرجي برءه وأطعم عن كل يوم مسكينا ثم شفي بعد ذلك فقد اختلف العلماء في حكم قضاءه فقال بعضهم إن الذمة قد برئت بالإطعام وقال البعض بل يجب عليه القضاء لأن الإطعام يجزئه في حالة اليأس أما وقد تحقق الشفاء فقد زال العذر , ولصاحب هذه الحالة أن يختار بين القولين فإن اكتفى بالإطعام أجزأءه ذلك على القول الأول , وإن أحب الأخذ بالأحوط كان له ذلك.
  • لو زال عن المسلم المفطر العذر أثناء نهار رمضان فهل يمسك باقي اليوم أم لا ؟ , كالمسافر إذا قدم , والمريض يبرأ في نهار رمضان , والحائض تطهر ونحو ذلك فهذه المسألة مما اختلف فيها أهل العلم على قولان , فأما القول الأول للمالكية والشافعية والأصح عند الحنابلة أنه لا يلزمهم الإمساك باقي اليوم , وأما الثاني فقول الأحناف بوجوب الإمساك.
  • من كان مريضا في ليل رمضان ولم يبيت النية من الليل فأصبح مفطرا فهذا قد تعمد الإفطار في نهار رمضان ويجب عليه القضاء ويأثم على فعله , إذ لابد من تبييت النية ليلا فإن أصبح والمرض مصاحبا له ولم يستطع أن يكمل الصوم أو شق عليه أو كان الصيام يؤخر شفاءه جاز له الفطر حينئذ , وأما أن ينوي الفطر وهو لا يدري إن كان يشفى ويبرأ في نهار رمضان أم لا فهذا خطأ.
  • المريض مرضا لا يرجى زواله وهو في نفس الوقت فقيرا لا يملك أن يخرج الفدية عن أيام افطاره فتسقط عنه لعجزه , ولو تبرع إنسان آخر بإخراج الفدية عنها صح ذلك وجاز لأن الإطعام من العبادات المالية التي تقبل النيابة عن المكلف , ودليل ذلك ما ورد في الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها أن رجلاً أتى النبي صلى الله عليه وسلم في المسجد قال: احترقت، قال: لم، قال: وقعت بامرأتي في رمضان، قال له: تصدق، قال: ما عندي شيء، فجلس وأتاه إنسان يسوق حماراً ومعه طعام، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: أين المحترق، فقال: ها أنا ذا قال: خذ هذا فتصدق به، قال: على أحوج مني ما لأهلي طعام، قال: فكلوه.. انتهى , وفي في هذه الحالة يصح أن يخرج عن هذا الفقير المريض الفدية عنه ثم يطعمها أهله الفقراء.
  • فمن أفطر أياماً من رمضان، وجهل وجوب قضائها، فإنه يلزمه قضاؤها إذا علم ذلك، فإن أخر القضاء حتى دخل عليه رمضان آخر نظر في أمره: فإن كان التأخير لغير عذر لزمه القضاء والإطعام عن كل يوم مسكيناً. وإن كان لعذر من مرض أو حمل يشق معه الصوم، فلا يلزم غير القضاء.
  • المريض الذي فقد عقله بسبب مرض أو كبر سن فإنه لا يجب عليه الصيام لأنه ليس من أهل التكليف , لأن العقل من شروط التكليف باتفاق الفقهاء، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (( رفع القلم عن ثلاث: عن الصبي حتى يبلغ، وعن النائم حتى يستيقظ، وعن المجنون حتى يفيق )). رواه أبو داود والنسائي بسند صحيح، فقد دل هذا الحديث على أن مسلوب العقل غير مكلف، قال الإمام الجصاص في أحكام القرآن في قوله تعالى: (( فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ )) [البقرة:185]: ((المراد بشهود الشهر: كونه فيه من أهل التكليف..... ومن ليس من أهل التكليف غير لازم له صوم الشهر ))انتهى , ولا قضاء عليه أيضا حتى لو عاد إليه عقله على قول جمهور أهل العلم ولا كفارة أيضا , فإن كان العقل يغيب أحيانا ويرجع أحيانا في وقت يمكن الصوم فيه فتجب حينئذ الفدية مقام كل يوم أفاق المريض فيه عندما عاد إليه عقله.
والله أعلى وأعلم والحمد لله رب العالمين
 

محبة القرآن

عضو بلاتيني
بسم الله الرحمن الرحيم

يسر الله امورك اخي الفاضل ابو عمر
ورفع قدرك وزاد فضلك وكتب اجرك على هذه السلسه الهادفه والمفيده
الله يجعلها بميزان حسناتك
 

أبو المعز

عضو فعال
إشتقنا يا أخانا الحبيب إلى سلاسلك الممتعة.

وأتمنى أن يوفقك الله لإكمال ما ييسر الله لك من فروع الفقه تنفع به إخوانك ويرفع من ميزان حسناتك.

فأسلوبك المبسط ونقاطك المحددة ييسر الكثير للقراء اللذين ليس لهم كثير حظ من العلم أو حال إنشغالهم عن القراءة بتفصيل في هذا المجال .

وجزاك الله خير الجزاء.

.
 

أبو عمر

عضو بلاتيني / العضو المثالي لشهر أغسطس
بسم الله الرحمن الرحيم

يسر الله امورك اخي الفاضل ابو عمر
ورفع قدرك وزاد فضلك وكتب اجرك على هذه السلسه الهادفه والمفيده
الله يجعلها بميزان حسناتك


آمين آمين آمين يا رب العالمين


جزاكم الله خيرا أختي الكريمة على دعاءك لي ولك بمثله إن شاء الله تعالى





إشتقنا يا أخانا الحبيب إلى سلاسلك الممتعة.

وأتمنى أن يوفقك الله لإكمال ما ييسر الله لك من فروع الفقه تنفع به إخوانك ويرفع من ميزان حسناتك.

فأسلوبك المبسط ونقاطك المحددة ييسر الكثير للقراء اللذين ليس لهم كثير حظ من العلم أو حال إنشغالهم عن القراءة بتفصيل في هذا المجال .

وجزاك الله خير الجزاء.

.


هلا والله بأبي المعز


آمين يا رب العالمين و إن شاء الله تعالى أكمل هذه السلسلة , ويكفينا شرفا وجودكم فيها أخي الكريم
 

أبوفزاع

عضو فعال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

جزاك الله كل خير على هذه الصفحة العلمية الرائعة

اللهم بلغنا رمضان اللهم اميييييييين
 

أبو عمر

عضو بلاتيني / العضو المثالي لشهر أغسطس
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

جزاك الله كل خير على هذه الصفحة العلمية الرائعة

اللهم بلغنا رمضان اللهم اميييييييين


وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

جزاكم الله خيرا على الدعاء والكلام الطيب , وسوف أحاول أن أكمل هذا الموضوع قبل رمضان إن شاء الله تعالى.
 
أعلى