الفاضل أبوعمر،
و من أدب التوحيد في الآية ما في قوله: «أحق أن يرضوه» من إفراد الضمير و لم يقل: أحق أن يرضوهما صونا لمقامه تعالى من أن يعدل به أحد فإن أمثال هذه الحقوق و كذا الأوصاف التي يشاركه تعالى غيره من حيث الإطلاق و الإجراء، له تعالى بالذات و لنفسه و لغيره بالتبع أو بالعرض و من جهته كوجوب الإرضاء و التعظيم و الطاعة و غيرها، و كالاتصاف بالعلم و الحياة و الإحياء و الإماتة و غيرها.
،
هلا بمصطفى...
قال تعالى (( يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ لَكُمْ لِيُرْضُوكُمْ وَاللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَقُّ أَنْ يُرْضُوهُ إِنْ كَانُوا مُؤْمِنِينَ )) [التوبة/62]
أولا لابد أن يعود الضمير على الله تعالى أو على رسوله صلى الله عليه وسلم وهذا أمر لا خلاف فيه ...
فيجوز أن تبدأ الآية ذكر مثنى ثم يكون المضير مفردا , وهذا مشابه للآية الكريمة والتي تسألت عن سبب إفراد الضمير فيها ( سكينته عليه ) , فهذا من أسلوب القرآن البلاغي المعجز...
وبما أننا انتهينا من الإتفاق على جواز أن يكون الضمير مفرد وأول الآية قد وردت بصيغة المثنى نأتي على الفائدة منها...
أنت قلت صيانة لمقام التوحيد , لا بأس ولكن هل عودة المضير على الله أو على رسوله صلى الله عليه وسلم ( اختر ما شئت ) ينفي رجوع الفعل للآخر أم لا ؟؟؟
بمعنى آخر هل من يسعى ليرضي الله ينفي أن يكون في حاله ساعيا لرضا النبي والعكس بالعكس أم لا ؟؟؟
ثانيا بعد إجابة السؤال السابق , وبعد إيرادك بسبب عدم تثنية الضمير وهو الأدب في التوحيد , كذا في آية الغار فهو صونا لمقام الرسالة أن يتوهم مسلم أنه قد اشرك مع النبي فيه أحد لاسيما وأنه أمر قد حدث قبلا في قصة نبي الله موسى عليه السلام , فكيف تقر بهذه هنا وتمنع من هذه هناك مع أن أسلوب الآية واحد وصيغة صياغة الضمير أيضا واحدة ؟؟؟
والحمد لله رب العالمين