أشعار أمية بن أبى الصلت قبيل الاسلام

hosam175

عضو فعال
تصله أمه رقية بنت عبد شمس بن عبد مناف ببيت عبد مناف بن قصي (ابن كثير : البداية والنهاية ، ج2 ، ص 206 .) وهو صاحب القول المأثور :
كل دين القيامة – إلا دين الحنيفية - زور !!
وكان يحاور أبا سفيان ويقول له :
" .. والله يا أبا سفيان ، لنبعثن ثم لنحاسبن ، وليدخل فريق الجنة ، وفريق النار "
(ابن كثير : البداية والنهاية ، ج2 ، ص 209 .) ،
وحول عقيدته في البعث والحساب يقول شعرا :
باتت همومي تسري طوارقها
أكف عيني و الدمع سابقها
مما أتاني من اليقين ولم
أوت برأة يقصي ناطقها
أم من تلظي عليه واقدة النار
محيط بهم سرادقها
أم أسكن الجنة التي وعد الأبرار
مصفوفة نمارقها
لا يستوي المنزلان ولا الأعمال
لا تستوي طرائقها
هما فريقان : فرقة تدخل الجنة
حفت بهم حدائقها
وفرقة منهم أدخلت النار فساءتهم مرافقها
وله أيضاً عن موسى وهارون ولقائهما بفرعون مصر يقول:
وأنت الذي من فضل ورحمة
بعثت إلى موسى رسولا مناديا
فقلت له أذهب وهارون فادعوا
إلى الله فرعون الذي كان طاغيا
وقولا له :
أأنت سويت هذه
بلا وتد حتى اطمأنت كما هيا
وقولا له :
أأنت رفعت هذه
بلا عمد ، أرفق ، إذا بك بانيا
وعن عيسي وأمه يقول :
وفي دينكم من رب مريم أية
منبئة بالعبد عيسي بأن مريم
تدلي عليها بعدما نام أهلها
رسولا فلم يحصر ولم يترمرم
فقال :
ألا تجزعي وتكذبي
ملائكة من رب عاد وجرهم
أنيبي وأعطي ما سئلت فإنني
رسول من الرحمن يأتيك بانبم
فقالت : أني يكون ولم أكن
بغيا ولا حبلى ولا ذات قيم
فسبح ثم اغترها فالتقت به
غلاما سوى الخلقة ليس بتوأم
فقال لها : إني من الله أية
وعلمني ، والله خير معلم
وأرسلك ولم أرسل غويا ولم أكن
شقيا ، ولم أبعث بفحش ومأثم
وقال الإمام أحمد : " حدثنا إبراهيم بن ميسرة أنه سمع عمرو بن الشريد يقول قال الشريد : كنت ردفاً لرسول الله ( أي راكباً معه على بعير واحدة ) فقال لي : أمعك من شعر أمية بن أبي الصلت شئ ؟ قلت : نعم ؛ قال : فأنشدني بيتاً ، فلم يزل يقول لي كلما أنشدته بيتاً : إيه حتى أنشدته مئة بيت " (جواد علي : المفصل ، ج5 ، ص 384 و385 .) ومن هذا الشعر ما يصح الوقوف معه كنموذج – لا شك رائع – لمعتقدات واحد من رجالات الحنيفية ( مع ملاحظة أن هذا الشعر قد يختلف الأمر في نسبته إليه أو إلى زميله في الحنيفية زيد ابن عمرو بن نفيل ، وما عدا ذلك فمتفق عليه ) :
فهو يقول في إيمانه :
الحمد لله ممسانا ومصبحنا
بالخير صبحنا ربي ومسانا
رب الحنيفية لم تنفذ خزائنها
مملوءة طبق الآفاق سلطاناً
وفي إيمانه – مثل عبد المطلب وزيد – بيوم بعث ونشور ؛ يقول :
ويوم موعدهم يحشرون زمرا يوم التغابن إذا لاينفع الحذر
وأبرزوا بصعيد مستو حرز وانزل العرش والميزان والزير
ويستطرد شارحاً مفصلاً عن هذا اليوم :
عند ذي العرش يعرضون عليه
يعلم الجهر والكلام الخفيا
يوم نأتيه وهو رب رحيم
إنه كان وعده مأتيا
رب كلا حتمته النار كتابا حتمته مقضيا
 
أعلى