ثقافة الحرية والديمقراطية

.. [ مفاز ] ..

عضو فعال
بصراحة بنود جمعية حقوق الإنسان رائعة

( 1 ) لكل فرد الحق في الاشتراك في إدارة الشؤون العامة لبلاده إما مباشرة وإما بواسطة ممثلين يختارون اختياراً حراً.
أستغرب بمطالبة العلمانين بإقصاء الدين عن الممارسات الساسية ؟

وهذا بندّ يؤكد أحقية التابعين لأي تيار في المشاركة في إدارة شؤون البلدة !


 

kkk

عضو مخضرم
لماذا سكت الشيعة؟!


موقف الشخصيات والتجمعات الشيعية تجاه اعتقال السياسي والنقابي خالد الطاحوس واعتقال النائب السابق ضيف الله بورمية وعضو المجلس البلدي يعتبر غريبا، ولكنه ليس مفاجئاً. فنحن لم نسمع موقفا شيعيا يدافع عن حق الطاحوس وبورمية في التعبير عن آرائهما إذا كانت لم تخرج عن إطار حرية الرأي والتعبير المكفولة في الدستور. وهو في الحقيقة موقف غير حضاري ويعكس عدم إيمان تلك الشخصيات والتجمعات بحرية الرأي والتعبير وعدم تبنيهم لها. بل هم لايرفعون شعار الحرية إلا حينما تتهدد مصالحهم الضيقة، مصالح الهوية الدينية الطائفية. في حين أن الدفاع عن حرية الرأي والتعبير لابد أن يكون ركيزة أساسية ومبدأ أصيلا في أدبيات كل تجمع سياسي يعيش في ظل الدستور ويرفع شعار تطبيقه والذود عنه ويتبنى العمل الديموقراطي.

والحقيقة أن المواقف تجاه الأحداث على الساحة المحلية والإقليمية تثبت بما لا يدع مجالا للشك أن الغالبية العظمى من الشخصيات والتجمعات الطائفية، السنية منها والشيعية، لاتؤمن بحرية الرأي والتعبير ولا تتبنى مفهوم الديموقراطية، لكنها تستخدمهما بل تستغلهما إذا ما أرادت تمرير مصالحها أو تسعى إلى الدفاع عن قضاياها ومشاكلها. وحينما تأججت الساحة المحلية على خلفية مقتل المسؤول العسكري في حزب الله عماد مغنية في حادث انفجار في سورية، تحولت الآراء المدافعة عن مواقف مغنية والآراء المنتقدة له إلى معول هدم للحرية وأداة لإلغاء الآخر، وباتت الساحة المحلية ساحة تشنج طائفي بغيض. إذ لم يخرج من الجانب الإسلامي السني من يدافع عن حق الجانب الشيعي في الدفاع عن آرائه وفي التعبير عن وجهة نظره في إطار حرية الرأي والتعبير وإن كانت تلك الآراء ووجهات النظر خاطئة. والأمر يتكرر الآن مع الجانب الإسلامي الشيعي وكأنه يريد أن ينتقم من نظيره السني. ولم يخرج من مجموع أحداث تلك القضيتين إلا بعض الأصوات الليبرالية التي دافعت عن حق الطرفين في إبداء وجهتي نظريهما إذا كانتا لم تخرجا عن إطار حرية التعبير ولم تحثا على العنف والإلغاء.

إن السكوت الإسلامي الشيعي الراهن، ومن قبله السكوت السني، هو موقف غريب تجاه ادعاءات تلك الجهات إيمانها بالديموقراطية ودفاعها عن حرية الرأي والتعبير وتمسكها بالدستور. لكنه ليس موقفا مفاجئا، لأن أدبيات الخطاب الديني، السني والشيعي، يستند إلى إعطاء الأولوية في الخطاب للرؤى الدينية التاريخية الطائفية، على حساب الرؤى الحداثية بمختلف مفاهيمها ومن ضمنها حرية الرأي والتعبير والذود عنها في إطار ما يدعو إليه الدستور.

لقد أثبتت حادثة الطاحوس وبورمية ومغنية، ومن قبلها عشرات الحوادث، أن الأدبيات الإسلامية السنية تدعو إلى الدفاع عن قضايا الإنسان الكويتي (وغير الكويتي) السني، وأن أدبيات نظيرتها الشيعية تدعو إلى عكس ذلك، أي إلى الدفاع عن قضايا المواطن الشيعي ومسائل الشيعة سواء في الكويت أو في غيرها. لذلك من الطبيعي حدوث توافق في الأدبيات بين الطرفين والتقائها في الطرح الطائفي لا في الطرح الوطني المنطلق من إطار الدستور. بل الكثير من مواقف الطرفين نجدها تتعارض مع المواطنة ومع وروح الدستور، خاصة إذا ما طرحت على الطاولة مفاضلة بين قضية وطنية دستورية وأخرى دينية. فالموقف الدستوري عند الطرفين يعتبر أقل أهمية من الموقف الديني. وبما أن أدبيات الطرفين الدينية لا تحث على احترام حرية الرأي والتعبير مثلما نجد ذلك في مواد الدستور وفي الأدبيات الليبرالية، فإننا نجد تفاوتا بين الموقفين الديني والليبرالي تجاه الدفاع عن القضايا المتعلقة بحرية الرأي والتعبير، ونرى تحولا في تلك الحرية من مبدأ أصيل وثابت يجب على كل من يؤمن بالدستور ومواده الدفاع عنه، إلى أداة للمراوغة القائمة على المصلحة. فإن كانت هناك مصلحة لمواقف طرف ما سنياً كان أو شيعياً سوف يتم رفع شعار الحرية، وحينما تنتفي تلك المصلحة أو تتعارض مع بعض مواقفها وقضاياها سيدار الوجه عنه، والمحصلة الرئيسة لذلك هي بناء مجتمع يدّعي أفراده وتجمعاته إيمانهم بالحريات بالديموقراطية، في حين أن ذلك هو مجرد ادعاء كاذب.

لقد سمعنا وقرأنا ورأينا كيف يتهافت بعض الإسلاميين الشيعة والسنة في الكويت للدفاع عن قضايا حرية الرأي والتعبير الطائفية في بعض الدول المجاورة، فيما لا يحركون ساكنا حينما يتعلق الأمر بقضايا تمس مواطنين كويتيين يختلفون معهم في الطائفة والمذهب. وقد أكدت معظم المجاميع السياسية والحقوقية في الكويت أن الاجراءات التي اتخذت ضد الطاحوس وبورمية فيها الكثير من «التعسف» في استخدام القانون. وهو أمر شبيه إلى حد كبير بالاجراءات «التعسفية» التي طالت الكثير من المواطنين في قضية مغنية. غير أن الذي يجمع بين القضيتين هو العامل السياسي الديني وروح الانتقام الطائفي لطرف ضد الطرف الآخر. ولا يمكن وصف من يتخذ مثل تلك المواقف الطائفية بأنه يحترم مواد الدستور ويؤمن بمفهوم الديموقراطية ويعتبر حرية الرأي والتعبير مبدأ راسخا وأصيلا في ثقافته وأدبياته. ومن يتأمل مواقف بعض الإسلاميين الشيعة والسنة من الأحداث التي تجري في السعودية والبحرين والعراق وإيران سوف يجد أمثلة صريحة على ذلك.

اعتقد أن السكوت الشيعي تجاه ما حدث للطاحوس وبورمية يعتبر انتقاما طائفيا لما قام به الإسلاميون السنة وبعض القبائل تجاه الشيعة في قضية مغنية. وإذا ما استمرت المواقف الطائفية على هذا المنوال فإن الخاسر الأكبر من كل ذلك هو مستقبل الديموقراطية والحرية والتعايش في الكويت. لقد أثبتت بعض المواقف الليبرالية بأنها الأقدر على معالجة القضايا التي تمس مبدأ حرية الرأي والتعبير، لأنها لاتبني آراءها على أسس دينية تاريخية طائفية بل على أرضية مفاهيمية حداثية، حيث تعتبر الحريات، ومنها حرية الرأي والتعبير، مبدأ أساسيا فيها، في حين أن الجانب الديني لا يزال يعتبر الحرية وسيلة للتكسب السياسي يستغلها أينما وُجدت مصلحته، بل في بعض الأحيان يرفضها ويلعنها لأنها تجلب «المعاصي» معها.

يقول الفيلسوف البريطاني النمساوي الأصل كارل بوبر «نحن لا نختار الحرية السياسية لأنها تعدنا بهذا أو ذاك. نحن نختارها لأنها تجعل الشكل الكريم الوحيد للتعايش الإنساني ممكناً، الشكل الوحيد الذي يمكن لنا أن نكون فيه مسؤولين عن أنفسنا مسؤولية كاملة». كما يقول «لا ينبغي أن نختار الحرية السياسية لأننا نأمل بحياة مريحة، ولكن لأن الحرية نفسها تمثل القيمة النهائية التي لا يمكن تحجيمها بقيم مادية».

فاخر السلطان
 

waleed

عضو بلاتيني
يقول الفيلسوف البريطاني النمساوي الأصل كارل بوبر «نحن لا نختار الحرية السياسية لأنها تعدنا بهذا أو ذاك. نحن نختارها لأنها تجعل الشكل الكريم الوحيد للتعايش الإنساني ممكناً، الشكل الوحيد الذي يمكن لنا أن نكون فيه مسؤولين عن أنفسنا مسؤولية كاملة». كما يقول «لا ينبغي أن نختار الحرية السياسية لأننا نأمل بحياة مريحة، ولكن لأن الحرية نفسها تمثل القيمة النهائية التي لا يمكن تحجيمها بقيم مادية».


ويقول البروفسور الفرنسي( نسيت اسمه ) الذي لا يحمل حقدا في قلبه حرام يعيش ...!!!
لاتفهمني غلط ...!!!
 

kkk

عضو مخضرم
ذهب بوش وبقي العراق
د. شاكر النابلسي
info@aljarida.com
د.%20شاكر%20النابلسي_thumb.jpg
-1-
ليس في نيتي أن أكتب رسالة وداع للرئيس بوش من خلال هذا المقال. فلم يجرؤ كاتب عربي حتى الآن على كتابة مثل هذه الرسالة، لأنه بذلك يكون قد كتب للشيطان- كما يُطلق على بوش- رسالة وداعية.
فهل كان الرئيس بوش الذي حكم أميركا والعالم، بما فيه العالم العربي طيلة ثماني سنوات سيئاً لهذه الدرجة التي تصوّرناها ونتصوّرها، ويتصوّرها معنا الأوروبيون، وحتى القطاع الأكبر من الشعب الأميركي نفسه؟
ولماذا كانت كراهية الشعوب والحكومات شديدة للرئيس بوش، بل هي أكثر وأشد كراهية لرؤساء أميركيين، كان لهم في القرن العشرين، أخطاء أكبر من أخطاء بوش، وألحقت بالبشرية كوارث ودمارا أكثر من الحروب التي شنها جورج دبليو بوش في الشرق الأوسط.
فالرئيس الديمقراطي هاري ترومان (1884-1972)، كان أكثر وحشية من الرئيس بوش، حين أمر في 1945، بإلقاء أول قنبلة ذرية على هيروشيما، وثانية على ناغازاكي، ثأراً من اليابانيين وما فعلوه في بيرل هاربر 1942، مما أدى إلى قتل أكثر من 300 ألف ضحية يابانية، وأكثر من نصف مليون مشوّه، وإنهاء الحرب العالمية الثانية.
والرئيس الديمقراطي ليندون جونسون (1908-1973) ألحق بسمعة أميركا، وباقتصادها، وبمستقبلها أعظم الخسائر، حين زاد من التدخل الأميركي في فيتنام، وزاد عدد الجنود الأميركيين من 16 ألف جندي عام 1963، إلى 55 ألف جندي عام 1968. وكان العامل الرئيسي في انتصار إسرائيل على العرب 1967.
إذن لماذا كل هذه الكراهية الشديدة لجورج دبليو بوش، وفترة حكمه؟ وهل كان الرئيس بوش سيئ الحظ، بحيث تتابعت عليه، وعلى عهده، النكبات والكوارث، كما لم تتابع على أي رئيس أميركي آخر من قبله؟
-2-
لا شك في أن الرئيس بوش كان سيئ الحظ تماماً، وكان في الوقت نفسه ذا نوايا إنسانية وسياسية طيبة، وقد لا يروق هذا القول لمعظم القراء في العالم العربي، وأنا لا ألومهم في ذلك، لاسيما أن الشارع العربي، شارع عاطفي ومُعبَّأ بالكراهية لأميركا، وينقاد إلى عواطفه وغرائزه، أكثر مما ينقاد إلى عقله وواقعيته.
فمنذ الأشهر الأولى لتولي بوش الرئاسة، وفي سبتمبر 2001، كانت الكارثة التي هزت أميركا والعالم، وكانت ضحاياها أكثر وأكبر من ضحايا بيرل هاربر 1942، وكانت تستوجب قياساً على ذلك، إلقاء قنبلة ذرية على أفغانستان، معقل منفذي هذه الكارثة، كما فعل ترومان 1945 باليابان، انتقاماً من كارثة بيرل هاربر، ولكن نتيجة لتغيُّر القيم السياسية، بعد مضي نصف قرن، لم يفعل الرئيس بوش ذلك، واكتفى بمطاردة زعماء «القاعدة» في كل مكان، بما فيها أفغانستان.
وكان على الرئيس بوش أن يرضخ في 2003 إلى مطالب زعماء المعارضة العراقية لضرورة غزو العراق، والإطاحة بحكم صدام حسين، وأن يُصدِّق تقارير وكالة المخابرات المركزية CIA بخصوص وجود أسلحة الدمار الشامل، في يد صدام حسين. وزاد من اقتناعه تشدد صدام بعدم السماح بالكشف عن أسراره النووية، ومنع المفتشين الدوليين من دخول مراكز البحث النووي العراقي، وتمَّ الأمر بغزو العراق، وشنق صدام حسين.
وهكذا دخل الرئيس بوش في خلال سنتين، في حربين في الشرق الأوسط، وهو ما لم يحصل في تاريخ الشرق الأوسط الحديث. فكانت حربه في أفغانستان على «القاعدة» وأنصارها، وكانت حربه على حزب البعث وحكمه في العراق، مما أجهد الإدارة الأميركية، وأجهد خزينتها كذلك، وكان من أسباب الأزمة المالية والاقتصادية التي تعانيها أميركا الآن.
-3-
زيادة على ذلك، كان الرئيس بوش سيئ الحظ في إدارته للصراع الإسرائيلي-الفلسطيني، ففي 2001 فاز شارون في الانتخابات الإسرائيلية بأغلبية ساحقة، ورغم أنه هو الذي انسحب من غزة في 2004، لكنه ظل- وهو المعروف بعدائه الشديد للفلسطينيين- مسيطراً على القرار الإسرائيلي حتى عام 2006. وجاء بعده تلميذه النجيب أولمرت، الذي كان مراوغاً كشارون، مما أفشل خطط الرئيس بوش لإقامة الدولة الفلسطينية، وأدى إلى زيادة درجات هذا الفشل، رحيل ياسر عرفات عام 2004، وفوز «حماس» في الانتخابات التشريعية الفلسطينية 2006، وتشكيلها للحكومة الفلسطينية المتشددة دينياً، والرافضة لاتفاقية أوسلو 1993، واعتبارها فلسطين «وقفاً إسلامياً»، وواجب تحريرها من البحر إلى النهر، وعدم اعترافها بإسرائيل بموجب ميثاقها 1988، ونشوب الخلاف الفتحاوي-الحمساوي، والانقلاب الحمساوي في 2007 على السلطة الفلسطينية، واستئثار «حماس» بالسلطة في غزة، واشتداد الخلاف الفلسطيني-الفلسطيني بين «حماس» وقوى الميليشيات الإسلامية والقومية الأخرى من جهة وحركة «فتح»، من جهة ثانية مما جعل التسوية الفلسطينية-الإسرائيلية عسيرة عسراً أكثر من أي وقت مضى.
وبدت الجهود الأميركية عبثية ولا نفع فيها، لإحلال السلام في المنطقة، وإقامة الدولة الفلسطينية، كما وعد الرئيس بوش عدة مرات، وذلك من خلال التشدد الإسرائيلي برئاسة حزب الليكود، ثم حزب كاديما، الذي يُعتبر يمين الوسط، الذي خرج من الليكود اليمني المتطرف، وضم مجموعة من الصقور الإسرائيلية كشارون، وأولمرت، وشاؤول موفاز، ووزيرة الخارجية ليفني.
وامتدت هذه الأزمة إلى عام 2008، وانتهى عام 2008 بهجوم إسرائيلي كاسح وهمجي على قطاع غزة، رداً على الصواريخ التي تطلقها «حماس» على المستوطنات الإسرائيلية، مما باعد أكثر فأكثر من احتمال تنفيذ الوعود الأميركية بشأن السلام بين إسرائيل والفلسطينيين، وانتهت ولاية جورج دبليو بوش على أصوات مدافع الجيش الإسرائيلي، وهدير طائراته، في سماء غزة، قاذفة قنابل الموت والعدم.
-4-
كانت سياسة الرئيس جورج دبليو بوش تزداد كراهية في الشرق الأوسط، كما لم يحدث لأي سياسة غربية أخرى، نتيجة لكل هذه العوامل السابقة، فلم تكن بريطانيا- التي أعطت وعد بلفور عام 1917 لليهود، لإقامة دولتهم في فلسطين، وسمحت لآلاف المهاجرين اليهود، للمجيء والاستيطان في فلسطين قبل انسحاب الإنكليز من فلسطين عام 1948 بعد حكم دام ثلاثين عاماً (1917-1948) من الانتداب البريطاني- مكروهة جداً من قبل الفلسطينيين، كما كانت عليه أميركا في عهد جورج دبليو بوش (2001-2008). وذلك للأسباب التالية:
1- منذ حرب 1967 تغيرت السياسة الأميركية تجاه الشرق الأوسط، وتجاه العرب خاصة، فبعدما كان الرئيس أيزنهاور (1953-1961) هو الذي وجه الإنذار المشهور إلى العدوان الثلاثي على مصر، بضرورة وقف الحرب والانسحاب، كان الرئيس ليندون جونسون (1963-1969) في حرب 1967 أكبر معين لإسرائيل في مدها بالسلاح المتطور، والعتاد، والدعم المالي والسياسي. ومن هنا بدأت كراهية العرب الشديدة لأميركا، وزاد من هذه الكراهية عداء الأحزاب الإسلامية والقومية والشيوعية لأميركا. فالإسلامية تعادي أميركا لنصرانيتها، والقومية تعاديها لكونها ضد القومية والوحدة العربية، والشيوعية لعداء أميركا للشيوعيين، ولم يبقَ في العالم العربي غير القليل من يمين الوسط صامتاً.
2- كراهية الشارع العربي في 2002- الذي كانت تسيطر عليه الجماعات الإسلامية- لأميركا نتيجة لضربها حكومة طالبان الإسلامية السلفية في أفغانستان، وطردها، وتعيين حكومة برئاسة حامد كرزاي، ومطاردتها لزعماء «القاعدة» وأنصارهم بحجة محاربة الإرهاب.
3- كراهية الشارع العربي- الذي تسيطر عليه الأحزاب الدينية والقومية البعثية- لأميركا، نتيجة لغزوها للعراق، والإطاحة بصدام حسين، ثم شنقه بعد ذلك. وتحميلها مسؤولية كل العمليات الإرهابية المدمرة.
وللموضوع صلة.
* كاتب أردني
 

kkk

عضو مخضرم
.. وأين كنت أنت؟!
كتب عبداللطيف الدعيج :

0aa3b33e-6eee-47fe-97be-ec5426c61186_author.jpg

النائب المرشح مسلم البراك عاب على جمعية الخريجين وجمعية حقوق الانسان وجمعية المحامين، عاب عليهم عدم اهتمامهم وغيابهم عن تسجيل موقف ضد الاعتقالات الاخيرة. نشاطر النائب المرشح نقده لبعض مؤسساتنا المدنية وحتى بعض «قوانا» السياسية لمواقفهم الرخوة تجاه التعنت الحكومي الحالي. وعلى قولة القائل كلام جميل وفي محله.. لكن الاجمل منه هو وين حضرتك انت عندما تمت اهانة وظلم زملائك في التكتل الشعبي.. عدنان عبدالصمد وعبد المحسن جمال؟.. لم تلتزم الصمت يابو حمود.. لم تلتزم الصمت كحال من انتقدتهم... ويا ليتك فعلت. لكنك انضممت الى الركب الظالم حين فصلتهم من تكتلكم الشعبي حارمهم ليس من الدعم والمؤازرة المنتظرة وحسب، لكن ممهدا الارضية لادانتهم ولاستمرار جلدهم.!!!
النائب المرشح ليس الوحيد الذي تضيع عنده الاولويات وتختلط عنده المفاهيم. فالمؤسف اننا جميعا خاضعون بهذه الدرجة او تلك لكمّ هائل من الموروث والتقليد البالي الذي حرص الصحاف الجديد في رسالته الى رؤساء تحرير الصحف على تأكيده وتعميقه. وقوف النائب مسلم البراك مع المعتقل ضيف الله بورمية قد يكون لموقف انساني وسياسي، مثل موقفي انا وغيري ممن رأى في اعتقاله واستمرار حبسه تعسفا. قد يكون الحال كذلك. لكن من المؤكد ان موقف النائب البراك الحقيقي لا بد ان ينطلق من موروث قبلي بالاساس. والتزام عرقي بالمناصرة والمساندة «ظالما او مظلوما». وهو الى جانب ذلك وفي حالة المرشح البراك موقف املته ظروف الانتخاب وحاجة السيد البراك لاصوات القبيلة واصوات زميله المرشح في المنطقة نفسها.
من المؤسف هنا ان جميع مواقفنا السياسية والمدنية ليست مواقف اصيلة ومؤصلة عند الجميع. بل ان اغلبيتنا، وفي الواقع كلنا، خاضعون بدرجة كبيرة لتأثيرات الموروث والاتباع من قيم واحكام لا تزال تحدد الجانب الاكبر والاغلب من سلوكنا وممارساتنا السياسية والاجتماعية. اغلبنا يملك فكرا نيرا ولديه انتماءات ومواقف متقدمة. لكن عند «الصدقية» يبرز الموروث والبالي من قيم ليحدد السلوك ويملي الانتماء.
لنأخذ عبرة وعظة، من ظروف اعتقال بورمية والبقية ومن ظروف اتهام عدنان عبدالصمد والبقية، ولتكن مواقفنا القادمة مبنية على اولويات ومبادئ عامة غير قابلة للكسر او التفضيل.

بقلم: عبداللطيف الدعيج
 

6ergi

عضو مخضرم
لماذا سكت الشيعة؟!


موقف الشخصيات والتجمعات الشيعية تجاه اعتقال السياسي والنقابي خالد الطاحوس واعتقال النائب السابق ضيف الله بورمية وعضو المجلس البلدي يعتبر غريبا، ولكنه ليس مفاجئاً. فنحن لم نسمع موقفا شيعيا يدافع عن حق الطاحوس وبورمية في التعبير عن آرائهما إذا كانت لم تخرج عن إطار حرية الرأي والتعبير المكفولة في الدستور. وهو في الحقيقة موقف غير حضاري ويعكس عدم إيمان تلك الشخصيات والتجمعات بحرية الرأي والتعبير وعدم تبنيهم لها. بل هم لايرفعون شعار الحرية إلا حينما تتهدد مصالحهم الضيقة، مصالح الهوية الدينية الطائفية. في حين أن الدفاع عن حرية الرأي والتعبير لابد أن يكون ركيزة أساسية ومبدأ أصيلا في أدبيات كل تجمع سياسي يعيش في ظل الدستور ويرفع شعار تطبيقه والذود عنه ويتبنى العمل الديموقراطي.

والحقيقة أن المواقف تجاه الأحداث على الساحة المحلية والإقليمية تثبت بما لا يدع مجالا للشك أن الغالبية العظمى من الشخصيات والتجمعات الطائفية، السنية منها والشيعية، لاتؤمن بحرية الرأي والتعبير ولا تتبنى مفهوم الديموقراطية، لكنها تستخدمهما بل تستغلهما إذا ما أرادت تمرير مصالحها أو تسعى إلى الدفاع عن قضاياها ومشاكلها. وحينما تأججت الساحة المحلية على خلفية مقتل المسؤول العسكري في حزب الله عماد مغنية في حادث انفجار في سورية، تحولت الآراء المدافعة عن مواقف مغنية والآراء المنتقدة له إلى معول هدم للحرية وأداة لإلغاء الآخر، وباتت الساحة المحلية ساحة تشنج طائفي بغيض. إذ لم يخرج من الجانب الإسلامي السني من يدافع عن حق الجانب الشيعي في الدفاع عن آرائه وفي التعبير عن وجهة نظره في إطار حرية الرأي والتعبير وإن كانت تلك الآراء ووجهات النظر خاطئة. والأمر يتكرر الآن مع الجانب الإسلامي الشيعي وكأنه يريد أن ينتقم من نظيره السني. ولم يخرج من مجموع أحداث تلك القضيتين إلا بعض الأصوات الليبرالية التي دافعت عن حق الطرفين في إبداء وجهتي نظريهما إذا كانتا لم تخرجا عن إطار حرية التعبير ولم تحثا على العنف والإلغاء.

إن السكوت الإسلامي الشيعي الراهن، ومن قبله السكوت السني، هو موقف غريب تجاه ادعاءات تلك الجهات إيمانها بالديموقراطية ودفاعها عن حرية الرأي والتعبير وتمسكها بالدستور. لكنه ليس موقفا مفاجئا، لأن أدبيات الخطاب الديني، السني والشيعي، يستند إلى إعطاء الأولوية في الخطاب للرؤى الدينية التاريخية الطائفية، على حساب الرؤى الحداثية بمختلف مفاهيمها ومن ضمنها حرية الرأي والتعبير والذود عنها في إطار ما يدعو إليه الدستور.

لقد أثبتت حادثة الطاحوس وبورمية ومغنية، ومن قبلها عشرات الحوادث، أن الأدبيات الإسلامية السنية تدعو إلى الدفاع عن قضايا الإنسان الكويتي (وغير الكويتي) السني، وأن أدبيات نظيرتها الشيعية تدعو إلى عكس ذلك، أي إلى الدفاع عن قضايا المواطن الشيعي ومسائل الشيعة سواء في الكويت أو في غيرها. لذلك من الطبيعي حدوث توافق في الأدبيات بين الطرفين والتقائها في الطرح الطائفي لا في الطرح الوطني المنطلق من إطار الدستور. بل الكثير من مواقف الطرفين نجدها تتعارض مع المواطنة ومع وروح الدستور، خاصة إذا ما طرحت على الطاولة مفاضلة بين قضية وطنية دستورية وأخرى دينية. فالموقف الدستوري عند الطرفين يعتبر أقل أهمية من الموقف الديني. وبما أن أدبيات الطرفين الدينية لا تحث على احترام حرية الرأي والتعبير مثلما نجد ذلك في مواد الدستور وفي الأدبيات الليبرالية، فإننا نجد تفاوتا بين الموقفين الديني والليبرالي تجاه الدفاع عن القضايا المتعلقة بحرية الرأي والتعبير، ونرى تحولا في تلك الحرية من مبدأ أصيل وثابت يجب على كل من يؤمن بالدستور ومواده الدفاع عنه، إلى أداة للمراوغة القائمة على المصلحة. فإن كانت هناك مصلحة لمواقف طرف ما سنياً كان أو شيعياً سوف يتم رفع شعار الحرية، وحينما تنتفي تلك المصلحة أو تتعارض مع بعض مواقفها وقضاياها سيدار الوجه عنه، والمحصلة الرئيسة لذلك هي بناء مجتمع يدّعي أفراده وتجمعاته إيمانهم بالحريات بالديموقراطية، في حين أن ذلك هو مجرد ادعاء كاذب.

لقد سمعنا وقرأنا ورأينا كيف يتهافت بعض الإسلاميين الشيعة والسنة في الكويت للدفاع عن قضايا حرية الرأي والتعبير الطائفية في بعض الدول المجاورة، فيما لا يحركون ساكنا حينما يتعلق الأمر بقضايا تمس مواطنين كويتيين يختلفون معهم في الطائفة والمذهب. وقد أكدت معظم المجاميع السياسية والحقوقية في الكويت أن الاجراءات التي اتخذت ضد الطاحوس وبورمية فيها الكثير من «التعسف» في استخدام القانون. وهو أمر شبيه إلى حد كبير بالاجراءات «التعسفية» التي طالت الكثير من المواطنين في قضية مغنية. غير أن الذي يجمع بين القضيتين هو العامل السياسي الديني وروح الانتقام الطائفي لطرف ضد الطرف الآخر. ولا يمكن وصف من يتخذ مثل تلك المواقف الطائفية بأنه يحترم مواد الدستور ويؤمن بمفهوم الديموقراطية ويعتبر حرية الرأي والتعبير مبدأ راسخا وأصيلا في ثقافته وأدبياته. ومن يتأمل مواقف بعض الإسلاميين الشيعة والسنة من الأحداث التي تجري في السعودية والبحرين والعراق وإيران سوف يجد أمثلة صريحة على ذلك.

اعتقد أن السكوت الشيعي تجاه ما حدث للطاحوس وبورمية يعتبر انتقاما طائفيا لما قام به الإسلاميون السنة وبعض القبائل تجاه الشيعة في قضية مغنية. وإذا ما استمرت المواقف الطائفية على هذا المنوال فإن الخاسر الأكبر من كل ذلك هو مستقبل الديموقراطية والحرية والتعايش في الكويت. لقد أثبتت بعض المواقف الليبرالية بأنها الأقدر على معالجة القضايا التي تمس مبدأ حرية الرأي والتعبير، لأنها لاتبني آراءها على أسس دينية تاريخية طائفية بل على أرضية مفاهيمية حداثية، حيث تعتبر الحريات، ومنها حرية الرأي والتعبير، مبدأ أساسيا فيها، في حين أن الجانب الديني لا يزال يعتبر الحرية وسيلة للتكسب السياسي يستغلها أينما وُجدت مصلحته، بل في بعض الأحيان يرفضها ويلعنها لأنها تجلب «المعاصي» معها.

يقول الفيلسوف البريطاني النمساوي الأصل كارل بوبر «نحن لا نختار الحرية السياسية لأنها تعدنا بهذا أو ذاك. نحن نختارها لأنها تجعل الشكل الكريم الوحيد للتعايش الإنساني ممكناً، الشكل الوحيد الذي يمكن لنا أن نكون فيه مسؤولين عن أنفسنا مسؤولية كاملة». كما يقول «لا ينبغي أن نختار الحرية السياسية لأننا نأمل بحياة مريحة، ولكن لأن الحرية نفسها تمثل القيمة النهائية التي لا يمكن تحجيمها بقيم مادية».

فاخر السلطان

.. وأين كنت أنت؟!
كتب عبداللطيف الدعيج :

0aa3b33e-6eee-47fe-97be-ec5426c61186_author.jpg

النائب المرشح مسلم البراك عاب على جمعية الخريجين وجمعية حقوق الانسان وجمعية المحامين، عاب عليهم عدم اهتمامهم وغيابهم عن تسجيل موقف ضد الاعتقالات الاخيرة. نشاطر النائب المرشح نقده لبعض مؤسساتنا المدنية وحتى بعض «قوانا» السياسية لمواقفهم الرخوة تجاه التعنت الحكومي الحالي. وعلى قولة القائل كلام جميل وفي محله.. لكن الاجمل منه هو وين حضرتك انت عندما تمت اهانة وظلم زملائك في التكتل الشعبي.. عدنان عبدالصمد وعبد المحسن جمال؟.. لم تلتزم الصمت يابو حمود.. لم تلتزم الصمت كحال من انتقدتهم... ويا ليتك فعلت. لكنك انضممت الى الركب الظالم حين فصلتهم من تكتلكم الشعبي حارمهم ليس من الدعم والمؤازرة المنتظرة وحسب، لكن ممهدا الارضية لادانتهم ولاستمرار جلدهم.!!!
النائب المرشح ليس الوحيد الذي تضيع عنده الاولويات وتختلط عنده المفاهيم. فالمؤسف اننا جميعا خاضعون بهذه الدرجة او تلك لكمّ هائل من الموروث والتقليد البالي الذي حرص الصحاف الجديد في رسالته الى رؤساء تحرير الصحف على تأكيده وتعميقه. وقوف النائب مسلم البراك مع المعتقل ضيف الله بورمية قد يكون لموقف انساني وسياسي، مثل موقفي انا وغيري ممن رأى في اعتقاله واستمرار حبسه تعسفا. قد يكون الحال كذلك. لكن من المؤكد ان موقف النائب البراك الحقيقي لا بد ان ينطلق من موروث قبلي بالاساس. والتزام عرقي بالمناصرة والمساندة «ظالما او مظلوما». وهو الى جانب ذلك وفي حالة المرشح البراك موقف املته ظروف الانتخاب وحاجة السيد البراك لاصوات القبيلة واصوات زميله المرشح في المنطقة نفسها.
من المؤسف هنا ان جميع مواقفنا السياسية والمدنية ليست مواقف اصيلة ومؤصلة عند الجميع. بل ان اغلبيتنا، وفي الواقع كلنا، خاضعون بدرجة كبيرة لتأثيرات الموروث والاتباع من قيم واحكام لا تزال تحدد الجانب الاكبر والاغلب من سلوكنا وممارساتنا السياسية والاجتماعية. اغلبنا يملك فكرا نيرا ولديه انتماءات ومواقف متقدمة. لكن عند «الصدقية» يبرز الموروث والبالي من قيم ليحدد السلوك ويملي الانتماء.
لنأخذ عبرة وعظة، من ظروف اعتقال بورمية والبقية ومن ظروف اتهام عدنان عبدالصمد والبقية، ولتكن مواقفنا القادمة مبنية على اولويات ومبادئ عامة غير قابلة للكسر او التفضيل.

بقلم: عبداللطيف الدعيج

مفارقة مضحكة مبكية ..

عندما هيج الإعلام الفاسد الشارع في أزمة التأبين .. كثير من القوى السياسية لم يتكلم .. واليوم نفس القوى تشتكي من هذا الإعلام الفاسد (طبعا مضافا إليه إعلام ما بعد التأبين) الذي يدعو ليل نهار للإنقلاب على الدستور ..

وعندما تجمهر بعض الكويتيين أمام أمن الدولة للمطالبة بالإفراج عن سيد عدنان ولاري .. وضج البعض بالإعتراض والمطالبه "بقمع" المعتصمين .. جاء الدور على فئة أخرى ورفعت الشموع أمام أمن الدولة ..

ألا يوجد ما نستفيده من هذه المفارقة ؟؟ قطعا نعم .. يجب التركيز على الدفاع عن المبادىء العامة دون تفصيلها على قياس فلان وعلان .. فحرية التعبير عن الرأي هي لعدنان وبورمية وخليفة الخرافي متساوين .. وطبعا هنا لا نعني أن ما قام به الثلاثه صحيح أو أنهم متساوون بالفعل ولكن رد الفعل يجب أن يكون واحد وعلى قياس الجميع و "ضمن إطار الدستور" ..
 

الطومار

عضو بلاتيني
.. وأين كنت أنت؟!
كتب عبداللطيف الدعيج :

0aa3b33e-6eee-47fe-97be-ec5426c61186_author.jpg

النائب المرشح مسلم البراك عاب على جمعية الخريجين وجمعية حقوق الانسان وجمعية المحامين، عاب عليهم عدم اهتمامهم وغيابهم عن تسجيل موقف ضد الاعتقالات الاخيرة. نشاطر النائب المرشح نقده لبعض مؤسساتنا المدنية وحتى بعض «قوانا» السياسية لمواقفهم الرخوة تجاه التعنت الحكومي الحالي. وعلى قولة القائل كلام جميل وفي محله.. لكن الاجمل منه هو وين حضرتك انت عندما تمت اهانة وظلم زملائك في التكتل الشعبي.. عدنان عبدالصمد وعبد المحسن جمال؟.. لم تلتزم الصمت يابو حمود.. لم تلتزم الصمت كحال من انتقدتهم... ويا ليتك فعلت. لكنك انضممت الى الركب الظالم حين فصلتهم من تكتلكم الشعبي حارمهم ليس من الدعم والمؤازرة المنتظرة وحسب، لكن ممهدا الارضية لادانتهم ولاستمرار جلدهم.!!!
النائب المرشح ليس الوحيد الذي تضيع عنده الاولويات وتختلط عنده المفاهيم. فالمؤسف اننا جميعا خاضعون بهذه الدرجة او تلك لكمّ هائل من الموروث والتقليد البالي الذي حرص الصحاف الجديد في رسالته الى رؤساء تحرير الصحف على تأكيده وتعميقه. وقوف النائب مسلم البراك مع المعتقل ضيف الله بورمية قد يكون لموقف انساني وسياسي، مثل موقفي انا وغيري ممن رأى في اعتقاله واستمرار حبسه تعسفا. قد يكون الحال كذلك. لكن من المؤكد ان موقف النائب البراك الحقيقي لا بد ان ينطلق من موروث قبلي بالاساس. والتزام عرقي بالمناصرة والمساندة «ظالما او مظلوما». وهو الى جانب ذلك وفي حالة المرشح البراك موقف املته ظروف الانتخاب وحاجة السيد البراك لاصوات القبيلة واصوات زميله المرشح في المنطقة نفسها.
من المؤسف هنا ان جميع مواقفنا السياسية والمدنية ليست مواقف اصيلة ومؤصلة عند الجميع. بل ان اغلبيتنا، وفي الواقع كلنا، خاضعون بدرجة كبيرة لتأثيرات الموروث والاتباع من قيم واحكام لا تزال تحدد الجانب الاكبر والاغلب من سلوكنا وممارساتنا السياسية والاجتماعية. اغلبنا يملك فكرا نيرا ولديه انتماءات ومواقف متقدمة. لكن عند «الصدقية» يبرز الموروث والبالي من قيم ليحدد السلوك ويملي الانتماء.
لنأخذ عبرة وعظة، من ظروف اعتقال بورمية والبقية ومن ظروف اتهام عدنان عبدالصمد والبقية، ولتكن مواقفنا القادمة مبنية على اولويات ومبادئ عامة غير قابلة للكسر او التفضيل.

بقلم: عبداللطيف الدعيج




سطر معبر جدا لحالة الفوضى التي يعيشها البلد فشاكلة مسلم البراك كثيرة الذين يتمسكون بالقانون اذا كان من صالحهم و ينسونه اذا كان من صالح غيرهم.


شكرا لك.
 

فكر

عضو بلاتيني
مع اعتزالي لعالم الانترنت لكن

قررت ان ازور هذا الموقع من وقت لأخر

اعجبني موضوعك

لكن

مع احترامي لشخصكم


الموضوع مناقض لك تماما

حيث ان ال كي كي كي

وهو اللقب الخاص بك

منظمه تهضم الحريات في امريكا في اوائل القرن الماضي

لها طقوس خاصه لايدخلها سوى البيض

وترتدي (البوينتي هات) مع تغطية الوجه وإظهار العينين

تعلق السود على الاشجار لمجرد انهم سود ..!

وتعطي البيض الحق في سيادة العالم

انا اقول ..اكتب عن النازيه

اوضح لرؤيتك

وللعنصريه التي تفوح من بعض مواضيعك

شكرا
 

أبو عمر

عضو بلاتيني / العضو المثالي لشهر أغسطس
مع اعتزالي لعالم الانترنت لكن

قررت ان ازور هذا الموقع من وقت لأخر

اعجبني موضوعك

لكن

مع احترامي لشخصكم


الموضوع مناقض لك تماما

حيث ان ال كي كي كي

وهو اللقب الخاص بك

منظمه تهضم الحريات في امريكا في اوائل القرن الماضي

لها طقوس خاصه لايدخلها سوى البيض

وترتدي (البوينتي هات) مع تغطية الوجه وإظهار العينين

تعلق السود على الاشجار لمجرد انهم سود ..!

وتعطي البيض الحق في سيادة العالم

انا اقول ..اكتب عن النازيه

اوضح لرؤيتك

وللعنصريه التي تفوح من بعض مواضيعك

شكرا



في الحقيقة أنا أيضا استنكرت مثل هذا المعرف KKK وهو عنوان للعنصرية الشديدة جدا واستعمال الإرهاب في مواجهة العذل لا لشيء إلا للونهم أو معتقدهم , فكيف يمكن لإنسان أن يختار مثل هذا المعرف ثم يتكلم عن الحرية وحقوق الإنسان وغير ذلك ؟!!!


أمر عجيب وما له تفسير إلا الخطأ في الإختيار...
 

kkk

عضو مخضرم
خالد عبدالعزيز السعد
كاتب كويتي


التاريخ لا يرحم ... وماكر من وحي الناس


يجب الا تعمينا العوامل الخارجية عن رؤية عيوبنا وفشلنا الذي قد يودي بنا خارج التاريخ

أليس غريبا ان يكون العالم كله منسجما, ومتناغما, وصاعدا الى التطور والتقدم والحرية, والانجاز الحضاري, والحداثة فاتحا النوافذ, والابواب لابداعات العقل الانساني وابتكاراته وحقوقه, ومحققا كل يوم انتصاراته العلمية, والاقتصادية, والاجتماعية, والتعليمية, والثقافية, والفنية, والحيوانية بينما يعيش العالم العربي في مستنقع الفساد والتخلف, والاستبداد, وخارج نطاق العقل, وخارج كل اسهامات الانتاج, والابداع والتنمية, والنهوض, والتقارب, والتكامل, وتبادل المصالح, والمنافع, بل بدلها تشتعل الحروب والتشرذم, والخصومات, والغزوات, والاقتتال, والاغتيالات, وتتمدد فيها الفتن الطائفية, والمذهبية, والعرقية, والصراعات المحلية, والبينية على نحو واسع ومخيف, وكأن الشقاء, والبطالة, والامية, والتخلف, والارهاب, والقمع, والتقهقر, والضعف والاحباط الذي تعيشه المنطقة العربية ليس كافيا يضاف اليه سيلان الدماء الكثيفة, بل ومخططات تحويل هذه الدول العربية الى خمسين دولة هزيلة, ولا تجد من يتساءل لماذا يحدث بنا كل هذا, ونحن في سبات قاتل, ولماذا تطل علينا هذه الفتن برؤوسها في اكثر من بلد عربي, وتكاد تفتك بهذا البلد او ذاك, وتمزقه, ولايوجد من يعترف بان هناك مناخات وظروف هيأت لها, وابرزتها بهذه الحدة, والخطورة مما يؤشر الى ان هناك خللا يجب البحث عنه والاسراع في معالجته من الجذور, ومحاصرته, فلا نحتاج الى عينة ثانية بعد احتلال العراق لفحصها, والتأكد من ان الاصابة بليغة.
قد لانستهين بالعوامل الخارجية, وعملها الدؤوب لتفكيك المنطقة, وتمزيقها وتجزئتها خدمة للمصالح, والمطامع, ولكن هذه العوامل يجب الا تعمينا عن رؤية عيوبنا وفشلنا, وتخلفنا, وشلل عقولنا, وتدميرنا لبعضنا بعضا كسبا لمغانم آنية وجهلا يلقي بنا خارج التاريخ او في مزبلته, فالارهاب, والالغاء المنطلق من هذه المنطقة, والديكتاتوريات والمراوغة, والضحك على الذقون, والقهر, والقمع, والفساد والنفاق هي ليست نبتا شيطانيا او غريبا انما هي ثقافة جذرتها وعمقتها, وغذتها, ونشرتها حماقات انظمة باطشة, وتربويات بدائية قامعة, وسلطات تورطت في احتكار الحقيقة, والصواب وجعلوا المعصومية من حقهم, وعلى الاخرين ان يطيعوا, ويصمتوا, ويسجدوا والا ظلمات السجون او الاعدامات المرعبة.
ومما يؤسف له ان كثيرا من المثقفين صار يهذي علينا في الفضائيات وفي الصحف, وفي وسائل الاعلام عن تشككه عما يقال عن المؤامرة, ولكن هذا لايعني الا نرى الجسور التي تمتد بين التخلف والتجهيل والغزو او ملء الفراغ, فالطبيعة تكره الفراغ فاذا ما وجد الغزاة مجالات حيوية, ووجدوا الضحية مهيأة وقابلة للاستثمار لن يترددوا عن تحقيق اجنداتهم, وستراتيجياتهم فما نخشاه على هذه الامة المنكوبة بحكامها, وانظمتها ان تتحول الفتن, والصراعات الطائفية والمذهبية, والعشائرية الى مناخ يثير رياحا سامة تنقلها من قطر الى اخر حتى تتآكل هذه الاقطار, وتتمزق في عالم يتقارب, ويتناغم, ويتبادل المصالح, والتجارب, والرقي, والتحديث, وليس هناك من ضمانة لهذه الامة المنكوبة الا باطلاق سراح العقل, والفكر, واطلاق سراح المجتمع المدني, ومؤسساته, وانجاز عقد اجتماعي يكفل تداول السلطة, ويطلق الحريات ويحترم الانسان, وحقوقه وعقله, وانسانيته وحقه في المشاركة في صنع القرارات المصيرية, والا فالتاريخ لا يرحم, والتاريخ ماكر, ويخطئ من يراهن على مصب محدد لمجراه
 

kkk

عضو مخضرم
وقاحة جمعية حقوق الإنسان
كتب عبداللطيف الدعيج :

0aa3b33e-6eee-47fe-97be-ec5426c61186_author.jpg

بيان جمعية حقوق الإنسان حول الاعتقالات الاخيرة اتخذ منحى مخالفا لواقع عمل الجمعية ولاهدافها واسباب تأسيسها. فالجمعية معنية بالدفاع وحماية وتأصيل حقوق الانسان، وغير هذا ليس من المفروض ان يكون محل اهتمامها. بيان الجمعية الاخير فضلا عن كونه تضمن انحيازا من الجمعية للجانب والطرح الحكوميين، حيث جاء في نصه «الجمعية الكويتية لحقوق الانسان تأمل خلال هذه الحملة الانتخابية وما صاحبها من صخب سياسي ان نستفيد جميعا حكومة ومرشحين من تلك التجربة، ونتجنب في تصرفاتنا وخطابنا لغة التصعيد والتحدي والتجريح»، لا اعلم بالمناسبة موقع «تلك» في الجملة، لكن يبدو ان من صاغه يتأمل خيرا في تصفية النظام الديموقراطي او الانتخابي على الاقل. المهم ان الجمعية تنضم للحكومة في طلب عدم التصعيد والتحدي والتجريح، اي بشكل اوضح، مصادرة حرية المرشحين وبقية خلق الله بحجة الالتزام بالمسؤولية والحفاظ على التقاليد وأدب الحوار الى آخر اسطوانة من يسعى لتكميم الافواه.الجمعية بدت في بيانها معنية بتفسير الاحداث وتحليل الظروف الانتخابية الحالية اكثر من عنايتها بحقوق المعتقلين والتعسف الحكومي الذي مورس ضدهم. فالجمعية تلوم الحكومة على اعتقالهم ليس لان ما جرى كان انتهاكا لحقوقهم الانسانية التي هي من المفروض ان تكون محل اهتمام الجمعية الوحيد، ولكن لان الاعتقالات «قد حولتهم الى ابطال بارزين بنظر شرائحهم الانتخابية».اكثر من هذا، بدلا من ان يتضمن البيان نقدا وادانة للحكومة على مغالاتها او تعسفها في عملية الاعتقال، لجأ بوقاحة الى ادانة مرشحي الامة ونوابها، حيث استخدم اللفظ والطرح الحكوميين للمرة الثانية حين استنكر اعتقالهم لانه يؤدي الى ان «يصبح المرشحون المؤزمون طالبي شهرة، كما يشار اليهم شهداء للحرية».البيان هو سبّة ليس في حق الجمعية الكويتية لحقوق الانسان التي كان لنا شرف المساهمة في تأسيسها، لكنه اهانة للحرية ومعاداة عامة وشاملة للديموقراطية وخروج على نهج الجمعية ومسارها واهدافها. ان المطلوب وقفة جادة من قبل اعضاء الجمعية العامة وتصحيح فوري للموقف غير الانساني المسيّس الذي عبّر عنه البيان. فالجمعية الكويتية لحقوق الانسان من المفروض ان تكون خط دفاعنا الاول عن الحريات والحقوق وليس عامل الهدم «الحكومي» البارز، وليس الخفي لها.

عبداللطيف الدعيج
 

kkk

عضو مخضرم
القبلية والمواطنة في الكويت..
dubai-alharbe-1587.jpg



شكلت القبيلة في منطقة الخليج والجزيرة العربية كياناً اجتماعياً أشبه ما يكون بالدولة أو الدولة المتنقلة، فكان للتعصب مبرر لأنه نوع من الولاء والحمية لهذا المجموع البشري الذي يمثل حماية ورعاية الأفراد، سواء خلال تنقلها الجماعي أو استقرارها المؤقت على منابع المياه، أو طلبا للمرعي في ظل الندرة والتنافس من قبل القبائل الأخرى وغياب مفهوم الدولة وسيادة القانون، أما الآن وفي ظل قيام الدولة بشكل عام والتي أصبحت تضم الكثير من القبائل والأفراد من مشارب وأنساب مختلفة، فإن التعصب للقبيلة يأخذ طابعا عنصريا وعامل فرقة بين أفراد المجتمع ليس له ما يبرره، ويتناقض مع الولاء للوطن كمجتمع ومؤسسات، ويتناقض مع الحياة المدنية والتعصب للقبيلة وأفرادها في هذه الحالة يمثل أضرارا بحقوق أفراد المجتمع والوطن والآخرين من خارج القبيلة، ويتناقض تماما مع مفهوم المواطنة والديمقراطية الحقيقة.

أسباب بقاء المفاهيم القبلية

مع كل موسم انتخابي يتبادر إلى الذهن الاستفهام الكبير «لماذا ظل المفهوم القبلي ماثلاً ومؤثراً في الكويت، ويلعب دورا رئيسيا في وصول بعض المرشحين إلى مجلس الأمة وغيره من المجالس المحلية أو إدارة الجمعيات التعاونية الاستهلاكية وغيرها، رغم أن التجارب وأدبيات علم الاجتماع ترى أن الاستقرار والمدنية يقضيان على القبلية والتعصب؟» فالقرية عادة تذوب فيها المسألة القبلية إذا رافق ذلك جانب من التعليم وبدرجة أكبر في المدينة. وللإجابة عن هذا السؤال نورد مجموعة من العوامل التي تضافرت مجتمعة مع غيرها من الأسباب للإبقاء على القبلية ونوجزها في التالي:

1 - لم يمض على القبيلة والقبلية كأسلوب وانتماء يمثل الحماية والوجود في ظل حياة البداوة وقت طويل، فالجيل الذي ولد وترعرع في ظل تلك الأنماط والقيم مازال في ريعان الشباب، وهو بحكم تربيته مرتبط بتراث القبيلة والدفاع عنها، بل إن مكانته الاجتماعية تتبلور من خلال التزامه بمفهوم الحمية ومساندة أبناء القبيلة ومساعدتهم والدفاع عن القبيلة وقيمتها وإبرازها، وبالرغم من أن التغيير في الأنماط الحياتية والاقتصادية يؤثر في منظومة المفاهيم الاجتماعية، إلا أن القيم والأعراف والعادات تستمر فترة من الزمن حتى وإن تلاشت أو اضمحلت عوامل تكوينها.

2 - كانت القبيلة وأعيانها إلى وقت قريب هي المحدد لحصول أبناء البادية على انتمائهم الوطني الرسمي (الجنسية)، أي أن الدولة بشكل مقصود أو غير مقصود بحد ذاته ساهمت في دعم التمسك بالقبيلة، وكذلك الحصول على الإقامة، وفرص العمل غالباً ما تتم من خلال القبيلة والعشيرة وهي موضوعات قد تكون مبررة في حينها.

3 - أخذ نمط الاستيطان بدلا من حياة التنقل شكلا من أشكال التمركز القبلي، أي أن أفراد القبيلة أو العشيرة عندما فكروا في الاستقرار مع عدم وجود أملاك خاصة أو تنظيم إسكاني من قبل الدولة، فكان الاستيطان على شكل جماعة قبلية يغذيها باستمرار المزيد من الاستيطان من القبيلة نفسها، وهذا بالطبع يرجع لقيم وأعراف القبيلة ذاتها، إذ تحتم هذه القيم أن يتكفل أفراد القبيلة بمعونة ومساعدة الوافدين الجدد للمدينة أو القرية حتى يتم لهم تيسير أمورهم، كما أن صغر مساحة الكويت، جعل مكان العمل لا يشكل ضرورة في الانتقال من المنطقة السكنية، إضافة إلى حرية الاختيار بالنسبة لبيوت ذوي الدخل المحدود، مما أوجد تجمعات قبلية وقلص من فرص الاندماج مع الآخرين وأوجد عملية ردع معنوي لأي خروج على القبيلة.

4 - النمط الاقتصادي الجديد لم يؤثر بشكل جاد في القيم القبلية نظراً لأنهم انخرطوا جميعا في أعمال حكومية غير إنتاجية أو في المجال العسكري، فظلت المفاهيم والأنماط القبلية سائدة ومؤثرة، إضافة إلى تكاليف الحياة الجديدة مثل الدية في ظل عدم رواج فكرة التأمين الشامل وغلاء المهور وتكاليف الزواج، (فالدية فرض واجب على كل فرد مبلغ معين.. الزواج معونات اختيارية متعارف عليها عادة).

5 - ضعف أشكال العمل السياسي والنقابي الذي من الممكن أن يفتت التعصب أو النفوذ القبلي على الأفراد، بل امتد التأثير السلبي للمفاهيم القبلية إلى انتخابات النقابات والهيئات المهنية.

6 - تفشي الوساطة وغياب مبدأ تكافؤ الفرص الداعم لروح المواطنة وعدم القدرة على تحقيق طموحات وأهداف الأفراد إلا من خلال الانتماء القبلي أو العائلي، جعل من التمسك بالقبلية عاملاً مصلحياً أيضا. كل هذه العوامل وغيرها أثّرت بشكل أو بآخر، وأبقت على المفهوم القبلي ماثلاً ومؤثرا في سلوكيات أبناء البادية، ويبرز ذلك من خلال سلوكهم الانتخابي خاصة مع صدور القانون 99/1980 الذي زاد عدد الدوائر الانتخابية إلى خمس وعشرين دائرة، وبالتالي قل عدد الناخبين في الدائرة وتدنى عدد الأصوات المؤهلة للفوز في ما يسمى بالانتخابات الفرعية أو التشاورية، خاصة أن واضعي قانون الـ 25 دائرة تعمدوا أن تضم المناطق ذات التمركز القبلي الواحد إلى بعضها البعض بالرغم من عدم التصاقها الجغرافي النسبي، وذلك لأسباب سياسية، إذ كان يسهل التأثير على أبناء القبائل من خلال شيوخها وأعيانها، وبذلك يمكن استبعاد المرشحين غير المرغوب فيهم من أبناء القبائل من الفئات المتعلمة والواعية والمدركة لمهمات العمل النيابي لصالح تحالف أقطاب من السلطة مع الإقطاع القبلي، وهذا أدى إلى أن تستخدم الديمقراطية كمفهوم حضاري حداثي للإبقاء على مفاهيم وروابط تقليدية، يضاف إلى ذلك أن هناك شعورا داخل المواطن أشبه بالاغتراب الوطني أو الاجتماعي ما يزال يفعل فعله، إذ يرى البعض أن مؤسسات الدولة والمواقع الأساسية فيها لا تمثله بقدر ما تمثل فئة معينة هي صاحبة الباع الطويل في اتخاذ القرارات والاستفادة الكبرى من موارد الدولة، وهذا راجع كما أسلفنا لغياب مبدأ تكافؤ الفرص ومحاربة الاحتكار، من هنا ندرك أن القبيلة تلعب دورا مهما في إيصال عدد من مرشحيها لقبة البرلمان لا لشيء عادة إلا لانتماءاتهم لهذه القبيلة أو تلك.

إلا أن المراقب يرى أن تلك المفاهيم المتناقضة مع مفهوم المواطنة بدأت بالتآكل وفي طريقها للتلاشي التدريجي تبعاً لمفاعيل التحديث والإصلاح الإداري والسياسي والاقتصادي وتطبيق القانون.

في هذا السياق يجب ملاحظة أن القبائل الآن رغم اعتمادها التصويت ككتلة واحدة لمرشحيها، إلا أن هناك تغيرا نوعيا في خياراتها سواء على مستوى الانتخابات الفرعية أو العامة، فقد تخلت القبيلة عن مرشحيها التقليديين وزعاماتها التاريخية ونواب الخدمات لصالح المرشحين المتعلمين من أبنائها وحملة الشهادات العليا وأصحاب المواقف، كما يلاحظ أن هناك تحالفاً غير معلن نشأ بين التيارات السياسية والاقتصادية والقبلية، حيث تعتمد التيارات الإسلامية الأصولية على اختيار مرشحيها في الانتخابات البرلمانية في المناطق القبلية على المنتسبين لها من بين أفراد القبائل ذات الكثافة الانتخابية في تلك المناطق بشكل عام، لضمان أكبر عدد من الأصوات لهم، أي لتضافر العنصرين الحزبي والقبلي لصالح مرشحيها.. وكذلك يفعل التيار الأصولي الشيعي في المناطق ذات الكثافة من الناخبين الشيعة، وكلاهما لا يتورع من أن تدخل عناصره في إطار الانتخابات الفرعية.

ويرجع ذلك كله إلى الفهم المتخلف للعمل السياسي والبرلماني، واعتباره امتدادا للوعظ والإرشاد الديني والجاه القبلي المرتبط بغلالة من التدين، ساهم في ارتباط النجاح في العملية الديمقراطية في الكويت بمنظومة المفاهيم والقيم القبلية والدينية.
 

kkk

عضو مخضرم
الديمقراطية .. ليست انتخابات

دبي الحربي
تزايد ظاهرة الإسلام السياسي حكمتها في الأساس جملة من المعطيات في السابق؛ أولها وأكثرها تأثيراً هو أن تغذية وإسناد الأصوليات الدينية وضع في أولى أجندات الاستخبارات الغربية والأميركية على وجه الخصوص، منذ نهاية الحرب العالمية الأولى عام 1945، وظهور ما سمى بالحرب الباردة واعتبرتها تلك الأجهزة هي السلاح الأمضى ضد ما سمي بالغواية الشيوعية، وأضفت الإلحاد والزندقةعلى الأخيرة فيما هي لا تعدو أن تكون فلسفة اقتصادية تنشد العدالة وتدعو إلى محاربة الاستعمار والاحتكارات الرأسمالية.

فنجحت السياسة الغربية تلك التي صاغها الأخوان جون وآلان فوستر دلاس بحكم موقعيهما في وزارة الخارجية والاستخبارات المركزية الأميركيتين نجاحا باهراً في استغلال الدين ووضعه في مواجهة القومية العربية وقوى التنوير والليبرالية والديمقراطية في العالم وتحول الغرب العلماني والليبرالي حليف مقرب للقوى الدينية، وعبر دولة وحلفائه تنطلق قوافل التبشير والتمويل فانتشر الدعاة.

وجاء الاحتلال السوفييتي لأفغانستان فزادت المخابرات المركزية والعربية التابعة الجرعة وأصبح الخطاب الديني هو السائد، وتحول كل دعاة العقل والحداثة والأخذ بمعطيات العصر في العالمين العربي والإسلامي كفرة وزنادقة، وأصبح القتال في أفغانستان ودعم التوجهات الغربية تلك هي السبيل إلى الجنة والموت شهادة تفوح منه رائحة المسك بعكس ما هو عليه القول الآن في العراق وأفغانستان وفلسطين فهم قتلة وإرهابيون ومجرمون تفوح منهم رائحة العفن! وهذا من تناقضات الخطاب الديني الخاضع للتسييس عموماً.

وتحولت المناهج الدراسية عندنا دروس دين، فدخل الدين في العلوم والطب والهندسة وأصبح كل تفسير ظاهرة طبيعية أو فيزيائية وتفاعل كيميائي في المناهج العلمية مربوطا بقدرة الله ولا حول ولا قوة إلا بالله.. وهكذا دون خلق الآفاق للتساؤل والمعرفة وفق الضوابط العلمية. فكيف هى الحال في العلوم الإنسانية الأخرى؟

وجاءت الديمقراطية مشوهة ومقيدة بولاية الفقيه ووصاية مجلس تشخيص مصلحة النظام في إيران ومحاولات مستمرة لربطها وتقييدها بالمذاهب وتفاسير الأولين في باقي الدول الإسلامية، ولم يبق من معالمها إلا الانتخابات، كيف لنا أن لا نتوقع فوز الإسلاميين والقبليين في الكويت أو غيرها في ظل غياب منطق الدولة والمواطنة وانتشار التمذهب والتعنصر وتراجع المناهج العلمية والحرية الإعلامية والحوار الحضاري وسيادة الموروث وسيوف المحافظة على القيم والعادات والتقاليد .... الخ
 

kkk

عضو مخضرم
حرية بلا حدود وحقوق للجميع
كتب عبداللطيف الدعيج :

0aa3b33e-6eee-47fe-97be-ec5426c61186_author.jpg

جمعية حقوق الانسان لديهم اعتراض على مقال الامس. ولا احد يلومهم، فالمقال كان اكثر من قاس واكثر من متطرف. لكن هكذا انا، وهكذا الموقف الدائم ممن اعتقد انه تطاول او مس حرية الرأي والتعبير. لن يجدي ان اكون لطيفا او ناعما، لكن ان كان هذا يرضي اعضاء الجمعية فليكن، مع هذا لن اغير رأيي ولن اتسامح مع من او ما اعتقد انه اساء الى حرية الرأي والتعبير. بيان الجمعية حول الاعتقالات الاخيرة كان بيانا «سياسيا» اكثر منه حقوقيا. بل انه لم يعن ذرة بالحقوق العامة للمعتقلين او الاجراءات التي اتخذت ضدهم.
في الواقع، الجمعية ليست المعترض الوحيد على موقفي من الاعتقالات الاخيرة، بل ان الكثيرين من الاعزاء والاصدقاء معترضون، بل وحردون ايضا. لكن ايضا لن يغير ذلك في شيء. انا مثل ما قال لي البعض خالف تذكر. ليكن... وربما اكون على خطأ، وهذا احتمال اكثر من كبير. لكن الحقوق العامة للناس ومستقبل الديموقراطية في البلد يستحقان بل يوجبان ان نراهن عليهما وان نضحي من اجلهما حتى ولو كانت الخسارة او الاحتمالات كما يبدو هي المرجحة.
المؤسف ان اغلب المعترضين مثل اعضاء جمعية حقوق الانسان، يبنون اعتراضهم على ان المعتقلين قد اساؤوا الادب او تجاوزوا الحدود، لم اقل بغير ذلك.. بل لست معنيا به، وليس من المفروض اصلا ان تعنى به جمعية حقوق الانسان بالذات. نحن معنيون بالانتهاكات او بالضبط بـ«التعسف» الذي مورس ضد من ابدوا آراءهم بغض النظر عن صحة او رجاحة او حتى كنه وطبيعة الرأي نفسه.
لست من انصار النائب ضيف الله بورمية، فهو متزمت في تدينه وانا ضد التزمت، وهو مع اسقاط القروض وانا اكثر من جاهد ضد ليس اسقاط القروض بل أي منح حكومية. ولست مع خالد الطاحوس فقد كتبت قبل مدة ضده وضد البقية من اعضاء اتحاد العمال، واصفا اياهم بـ«اصحاب الياءات»، بمعنى انهم ذوو انتماءات عرقية وطائفية وليس طبقية او حتى نقابية، فكلهم مطيري وشمري وعنزي وعازمي وعوضي وكندري الى نهاية الياءات المعروفة. ودخول السيد الطاحوس الانتخابات الفرعية اثبت ذلك.
لكن هذا لن يغير الموقف المبدئي والاساسي من ان للسادة المشار اليهم حقوقا يجب ان تحترمها الحكومة، ويجب ان تدافع عنها جمعية حقوق الانسان. ان «وحش حولي» مع فارق التشبيه، هو وحش حولي، ولكنه يبقى انسانا يتمتع بحقوق قانونية ودستورية علينا مسؤولية وامانة الدفاع عنها.


بقلم: عبداللطيف الدعيج
 

kkk

عضو مخضرم
أحمد البغدادي


أول القصيدة كفر!



أوتاد
العلماء لا يعرفون سوى الضوابط الدينية التي اخترعوها بأنفسهم ولن يترددوا في قتل من يبدل دينه

في مقالته عن " التقارب بين الإسلاميين والليبراليين " ("القبس" 26 / 4/ 2009 ), دعا الأخ عيد الدويهيس إلى حل الاختلافات بين الإسلاميين والليبراليين لما فيه مصلحة الكويت. وبرغم النوايا الحسنة للكاتب إلا أنه ظهر على صورته الحقيقية كمنتم للتيار الديني والتي تدل على الانحياز الفكري. ومما يطرحه في مقالته أننا بحاجة إلى "الاقتناع أولا أن غالبية الإسلاميين معتدلون, وغالبية الليبراليين مسلمون ! والاقتناع بضرورة إبعاد المتطرفين الإسلاميين والمتطرفين الليبراليين, لأن كليهما لا ينتمي للإسلام بصورة صحيحة! فبعض الليبراليين ملاحدة, لا يوجد عندهم إيمان بالإسلام, وبعض الإسلاميين متطرفون في أفكارهم ولا يمكن التعاون معهم أو الوصول إلى اتفاق.
إذا تم الالتزام بالإسلام من خلال مشاورة علماء الإسلام في الأمور المختلف عليها, فإن الخلاف الفكري الجذري سيتم سحقه! وسيتم تحديد مجال الخلاف الفكري ومن المواضيع التي يجب حسمها فكريا تحديد المفاهيم الإسلامية في مجال المشاركة الشعبية ( الديمقراطية ) وفي ضوابط حرية الرأي والفكر وغير ذلك.
ومن الملاحظ أن الأخ عيد جعل من موضوع جاد وخطر مثل الصدام أو حتى الصراع الليبرالي ¯¯ الديني بين الليبراليين والجماعات الدينية, وكأنه نزهة في سوق, وأنه قابل للانتهاء منه بمجرد الدردشة . والعجيب أن الأخ عيد قد ألقى بكلام كبير وغير علمي وتحريضي, ربما من دون وعي, على عواهنه, أي من دون تفكير جاد.
منذ اللحظة الأولى حدد من ينتمي للإسلام الصحيح, بما يعني أنه يعرف ما هو معنى الإسلام الصحيح! وفي هذا احتكار للحقيقة يرفضه أي عاقل ليبرالي. ولم يكتف بهذا الحكم بل اعتبر من دون دليل, أن غالبية الإسلاميين معتدلون! وهذا كلام لا يدخل عقل, بل إن معظم من يسمون أنفسهم بالإسلاميين لا يترددون بالسكوت عن العمليات الإرهابية (ولم أقرأ لك شخصيا أي إدانة لما فعله ابن لادن أو الزرقاوي في العراق مثلا), بما يجعل صمتهم موافقة ضمنية على الارهاب العالمي. ثم يعتبر وبجرأة يحسد عليها, بعض المتطرفين الليبراليين بالملاحدة ولا يوجد عندهم إيمان بالإسلام, لكن المتطرفين الإسلاميين في أفكارهم ليسوا بملاحدة, بل مجرد "أنه لا يمكن التعاون معهم"! ما هذا العدل والإنصاف في توزيع التكفير والإلحاد يا سيد عيد?
النقطة الثانية تثير الضحك حقا حيث يقول " إذا تم الالتزام بالإسلام من خلال مشاورة علماء الإسلام في الأمور المختلف حولها, فإن الخلاف الفكري سيتم سحقه.."! بالله عليك يا أخ عيد وأنت تعمل في معهد الأبحاث وتعلم جيدا ما هو العلم, كيف تعتبر الحاصل على شهادة دينية من كلية أو جامعة دينية لا تقدم سوى الهزال الفكري ويتسم طلابها بالضعف العام باللغة الانكليزية , ورفضهم لكثير من العلوم, من العلماء? هل من الإنصاف خضوع الليبرالي العقلاني والحاصل على درجة علمية معترف بها عالميا, لحفنة من الجهلة الذين لا يؤمنون بمبادئ حقوق الإنسان أو الديمقراطية والمساواة, ولديهم نظرة دونية للمرأة ولغير المسلم?
وليته اكتفى بما سبق, بل زاد الطين بلة بالحديث عن " ضوابط حرية الرأي والفكر وغير ذلك ". يعني باختصار أنه يمنح هؤلاء " العلماء " بزعمه الحق في وضع ضوابط حرية الرأي والفكر! بالله عليك يا أخ عيد, أنت مصدق نفسك? كيف لهؤلاء وضع الضوابط لموضوع لا يؤمنون به أصلا. فهؤلاء العلماء كما تزعم, لا يعرفون سوى الضوابط الدينية التي اخترعوها بأنفسهم. هل تعتقد أنهم سيترددون في قتل من يبدل دينه, أو ما يسمى بجريمة الردة? هل لديك أي فكرة عما يعانيه البهائيون في مصر والدول الإسلامية? أم أنك لا تعيش في الكويت فلم تسمع بقضية مسجد البهرة? "صح النوم يا أخ عيد الدويهيس", فالضوابط التي تريدها أو تلك يحددها نفر ممن لا علاقة له بالفكر والثقافة, تتعارض تماما مع أسس الايديولوجية الليبرالية القائمة على فصل الدين عن الدولة, وهو أمر مرفوض لديهم.
وبصراحة يا أخ عيد رغم النوايا الحسنة التي تحاول أن تبديها في مقالتك, إلا أنك لم توفق في المقالة بسبب تبنيك أحكاما مسبقة, وتكفيرك لبعض الليبراليين, و أعتقد أن من قرأ ويقرأ أدبيات الجماعات الدينية لا بد أن يصل إلى نتيجة (إذا كان يستخدم عقله بشكل صحيح) مفادها أن الفكر الليبرالي و الفكر الديني خطان متوازيان لن يلتقيا أبدا.
كاتب كويتي
 

kkk

عضو مخضرم
حملة ضد الأمة وليس الأفراد
كتب عبداللطيف الدعيج :

0aa3b33e-6eee-47fe-97be-ec5426c61186_author.jpg

أكثر ما اسيء فهمه في التصدي لحملة الاعتقالات الاخيرة انها دفاع عن المعتقلين او انحياز لطرحهم كما شط في الفهم الكثيرون. مع ان الحملة الحكومية لم تقتصر على الافراد ولم تتوقف على اعتقال او تعسف في التوقيف، بل هي تعدت كل ذلك لتصبح حملة شاملة ضد من تكلم ومن سيتكلم، وتطويقاً حكومياً متحمساً لكل من يريد ان يبدي رأيا مخالفاً ومغايراً للطرح الحكومي الانتخابي. ورقة وزير الاعلام للصحف، التي تضمنت توجيها لكيفية ادارة الحملة الانتخابية الحالية، ما كان لها ان تكتب لو اننا في دولة ديموقراطية. فالسيد وزير الاعلام لا يملك توجيه الصحف ولا يملك املاء وجهة نظر حكومته عليها. ولو ان ضجيج قوانا الوطنية ومدعي الديموقراطية حول الحريات والمبادئ الديموقراطية هو عشر ضجيجها واهتمامها بالمال العام لما تجرأ علينا وزير الاعلام، ولأصبحت توجيهاته الاستجواب الاول للمجلس القادم. مع الاسف مرت توجيهات الوزير مرور الكرام، واكاد اقسم رغم كتابتي حولها ان احدا لم يسمع بها وان الغالبية من المعنيين والمهتمين بالعمل السياسي لم تقرأها. الحكومة تدخلت وتتدخل حاليا بشكل واضح وصريح في الانتخابات عبر دعمها غير المعلن للمرشحين «الوديعين» وحملتها الشعواء عبر تصريحات مسؤوليها او من يتم توظيفهم من الببغاوات ضد من تسميهم بنواب التأزيم، او المؤزمون بحسب وصف البعض.
في كل انتخابات كان لدينا شعار او هم شعبي يلتف حوله بفعل الدعم والاهتمام الشعبي اغلب المرشحين. هذه السنة، الحكومة - بسبب الهجمة التعسفية - سيطرت على الساحة وحملت الشعار الاساسي وهو «التغيير» او الغاء النواب المعارضين او المؤزمين. اننا مع التغيير، لكن التغيير في الحكومة وفي اسلوب ونهج ادارة الامور. فالثابت حتى الان ان الخلل والعطل الاساسي، هما في الحكومات التي عجزت او هي في الواقع تتمنع عن التعامل الجدي مع مجلس الامة، وتصر على النظر الى المجلس على انه مؤسسة تابعة لمجلس الوزراء عليها ان تسمع وتخضع لا ان تراقب وتحاسب. ومع التغيير الكامل في مجلس الامة ولكن وفقا للاختيار الشعبي الحر وليس التغيير الذي تروج وتمهد له الحكومة هذه الايام.

بقلم: عبداللطيف الدعيج
 

kkk

عضو مخضرم
لعبوها صح
كتب عبداللطيف الدعيج :

0aa3b33e-6eee-47fe-97be-ec5426c61186_author.jpg

لاتزال الحكومة تواصل بحرية وعلنية وربما يسر أيضاً، لاتزال تمارس وصايتها وتوجيهاتها الأبوية للعملية الانتخابية. ولايزال الكثيرون أو ربما الكل ممن عودونا على الزعيق والنعيق حول الانتهاكات الدستورية التي كانوا يزعمونها مازالوا نائمين في العسل... ومن يلومهم.. فالمادة 107 لم تمس، ونحن نعيش عرساً ديموقراطياً وفرحاً متواصلاً لأن عندنا انتخابات. أن تكون عندنا انتخابات ونواب ومجلس أمة وخرفان تأكل وخرفان تنوكل كاف وشاف للكثيرين، فالديموقراطية عندهم تنحصر في مجلس الأمة وانتخاباته، والدستور ليس سوى المادة 107 وبس.
الحكومة لعبتها صح هذه المرة، فلا حل لمجلس الأمة ولا مساس بالمادة 107، لا تعليق للدستور ولا إعلان عن انتهاكه، مجرد «تجاهل» ومجرد إهمال ومجرد دوس على المواد الدستورية والقانونية المتعلقة بالحريات وبنزاهة الانتخابات. لا تزوير علنيا وفاضحا للانتخابات كتزوير 1967 ولكن وصاية مباشرة وتحديد مباشر وغير مباشر لمن يجب أن ينجح ومن يجب أن يسقط من المرشحين، واختيار مسبق ومفروض لنوعية الأعضاء في المجلس القادم واتجاهاتهم.
لا رقيب إعلاميا يستفز الناس ووصاية مباشرة على وسائل الإعلام، بل وزير الإعلام ينشط مبشراً إيانا بالحريات وبتطبيق الدستور في الوقت نفسه الذي يعلن فيه علنا عن تشكيل اللجان والهيئات لمراقبة ما يتفوه وما يفكر فيه الناس. الحكومة من خلال وزير الإعلام تعلن صراحة رفضها للحريات العامة، ومن خلال قانون أنس الرشيد يتصيد النائب العام «المغفلين»، حسب وصفه، الذين يقعون في مصيدة قانون وزير الإعلام السابق. المغفلون طبعاً هم الذين يعتقدون ان لدينا انتخابات ولدينا مجلس أمة ولدينا خمسين نائباً.. إذا عندنا ديموقراطية، لهذا يصرحون ويعقدون الاجتماعات ويقعون في حبائل الحكومة متى شاءت. ليس لدينا حرية رأي إذا ليس عندنا ديموقراطية، هكذا أفهمها أنا، فالسيد النائب العام أعلنها، حسب القانون لا يجوز انتقاد الحكومة لأن ذلك يعني انتقادا للذات الأميرية.
في المرة القادمة اقرأوا قوانينكم جيداً أيها المغفلون، وفي المرة القادمة تمسكوا بدستور 1962 وليس بدستور حماة مساجد الشينكو أو نواطير المال العام.


بقلم: عبداللطيف الدعيج
 

kkk

عضو مخضرم
ضرورة الطرح العلماني


بما أن الطرح الديني بجميع توجهاته يعتبر أحد مؤشرات الواقع في انتخابات مجلس الأمة، بل في الحياة السياسية بالكويت، لذا لابد في المقابل من وجود طرح يستطيع أن يكون منافسا أساسيا له وبديلا للناخب، ولا أجد من يطرح نفسه بوضوح كبديل له الا الطرح العلماني بمختلف توجهاته أيضا. وحينما يكون الطرح واضحا وشفافا سوف يكون التنافس فكريا قبل أن يكون سياسيا، وسوف تُفضح التوجهات الفئوية والطائفية والقبلية الضيقة المتسترة بالوطنية، وسيعرف الناخب مثالب توجه كل مرشح وكل طرح، والطريق الذي يجب أن يضع قدميه فيه. فيجب ألا نتلاعب بمسميات الطرح، لأن الناخب يريد الوضوح، واذا ما اخترنا هذا الوضوح نستطيع ممارسة النقد بكل شفافية وأن نرد على جميع الانتقادات الموجهة الى الطرح فكريا وسياسيا.

لا يمكن لأنصار الطرح الديني أن يتعايشوا مع الديموقراطية، وكل ما يستطيعون فعله هو أن يتعايشوا مع آلياتها ليستغلوها بصورة تحقق لهم مصالحهم الدينية المستندة الى المفاهيم التاريخية الضيقة، لكنهم لن يترددوا في أن ينعتوها بنعوت لا تمت بصلة لمفاهيم الديموقراطية ومسلكياتها بمجرد ما تصبح معطياتها في الضد من فهمهم الديني. فلا مطلق في الديموقراطيات بل جميع الأمور نسبية، وجميع القضايا بشرية غير سماوية، وجميع المسائل خاضعة لقيم ومعايير أخلاقية متغيرة. فالبرلمانات تعبّر عن بشرية الحياة لا عن سماويتها، ومناقشاتها هي محصلة تفاعلات الناس وتفسيراتهم المختلفة للأمور والقضايا، ولا وجود فيها لأناس يعبّرون عن ثقافة تعكس الثوابت والمسلمات غير البشرية، لأنها لا تنطق باسم السماء وانما باسم البشر الخطائين. والاسلاميون في الكويت تواقون لآلية انتخابية توصلهم الى السلطة أو البرلمان من أجل تفعيل غاياتهم البعيدة عن الأسس التي تستند اليها الديموقراطية. وتجربتهم مع العمل النيابي تثبت بما لا يدع مجالا للشك أنهم في الضد من الديموقراطية، وبالذات حينما يفرز التداول البرلماني قوانين تتعارض مع التفسير الديني التاريخي الموجّه في خانة المطلق والسماء، كالموقف من المرأة، ومن الترفيه، ومن تعديل المادة الثانية من الدستور. فالمطلق الديني يدغدغ مشاعرهم ويحرك مشاريعهم القانونية، وهو بالنسبة اليهم يفرز خطوطا حمراء لا يمكن تجاوزها، بل متجاوزها يستحق العقاب الدنيوي والأخروي. فلا يوجد في جدال الديموقراطية ما يمكن أن نسميه خطوطا حمراء فكرية وسياسية. فالأفكار منجز بشري نسبي وليست مسلمات أو ثوابت، وبالتالي هي قابلة للنقاش والتداول، ومعرضة للقبول أو الرفض، وأي استخدام لثقافة المنع والاقصاء والجبر تجاهها هو نسف لأسس الديموقراطية وتحد لدستور البلاد.

ان وسيلة الديموقراطية عند أنصار الطرح الديني هي مجرد آلية لتثبيت موقف يتفق مع الشريعة أو لا يخالف الشريعة، أي هي آلية تحدد "جواز" أو "عدم جواز" موقف من المواقف. والاعتراف- مثلا - بحرية الاعتقاد لدى الانسان انطلاقا من حقه كانسان وليس انطلاقا من الفهم الديني والجواز الشرعي، هو موقف يدلل على مركزية الحداثة والعلمانية. في حين أن الاعتراف بذلك انطلاقا من التفسير الديني التاريخي، يدلل على مركزية الخطاب الديني التاريخي والحكم الفقهي في تأييد أو رفض حرية الاعتقاد ومجمل الحريات الانسانية. ان المفكرين عادة ما يسألون السؤال التالي: هل يمكن للدين الاسلامي، وفق مدارسه التفسيرية الفقهية المتعددة والمتباينة، أن يتوافق مع الديموقراطية، خاصة أن الدين يعتبر من نتاج الماضي والحياة القديمة، بمعنى أنه ظهر قبل الحداثة وتغيراتها المادية والمفاهيمية، أي قبل العصر الجديد، عصر العلمانية، في حين أن الديموقراطية حسب صورتها الحالية وتجربتها الراهنة وآلياتها هي نتاج الحداثة والعلمنة؟ لو تمعنا في نتاجات الحداثة والعلمنة سوف نجد أنها تختلف مع النتاجات التي أسسها مفسرو الدين عن الاسلام عبر التاريخ. ففي حين أن من نتاجات الحداثة والعلمنة تأسيس انسان "ناقد"، كان من نتاجات الدين الفقهي التاريخي تهيئة انسان غير ناقد، بل "منقاد" و"مطيع" للأوامر في جميع مناحي الحياة، خاصة أن الاسلام يُطرح بوصفه دينا ودنيا. اذاً لا صلة للنقد بسلوك المسلم صاحب التديّن التقليدي التاريخي، حيث لا يتماشى ذلك مع المبدأ الذي تأسس وتربى في ظله وهو الطاعة والتسليم. في حين لا يمكن للانسان العلماني الحديث أن يكون منقادا مستسلما مطيعا، لأن ذلك يتعارض مع أطر الحياة الجديدة المستندة في أحد أسسها الى النقد والسؤال، والى عدم الاقتناع الا في ظل وجود أدلة وبراهين عقلية. كما أن من نتاجات الحداثة والعلمنة ولادة مفهوم "الاختيار" وتوسّعه، حتى أصبح أحد أسس الحياة الجديدة. في المقابل فان الجبر أو اللااختيار كان ولا يزال أصلا من أصول الحياة الدينية التاريخية وأساسا من أسس التديّن الفقهي التقليدي. فالمسلم مكلف وغير حر في اختياراته، في حين أن الاختيار يتعلق بجميع مناحي الحياة العصرية. فالانسان الحديث، الانسان العلماني، بات حرا في اختيار دينه، وأيضا في تغييره اذا اقتضت قناعاته الفكرية والايمانية. كما أن منظمات حقوق الانسان، التي تعتبر شريان الحداثة، مستعدة للدفاع عن مطالبه تلك بكل ما تملك من قوة ونفوذ. في المقابل لا يزال التفسير الديني الفقهي التاريخي يعتبر مفهوم الاختيار شرا من الشرور، اذ لا يزال يعتبر تغيير الانسان المسلم لدينه، أو لقناعاته الدينية السياسية والاجتماعية، يوجب عليه أقسى العقوبات في الدنيا والآخرة. فتمسك التفسير بمفهوم اللااختيار ساهم في انتشار الاستبداد السياسي والاجتماعي والفكري وغيرها. فلا اختيار للمسلم أمام أوامر وأحكام وقرارات وتكاليف الولي أو المرشد أو الامام أو الفقيه الممثل للسلطة الالهية على الأرض، وكذلك أمام أوامر ما يسمى بالمؤسسات التي تنبثق من تحت ابطيه، فلا يحق له الاعتراض عليها أو يرفض تنفيذ أوامرها، والا سيواجه عقوبات دنيوية وتهديد بعقوبات أخروية.

ان العلمانية لاتعني فحسب فصل الدين عن السياسة، بل ذلك ليس سوى نتيجة من نتائجها، انما هي تستند الى علاقة وطيدة مع عالم الطبيعة والمادة وتبتعد ما أمكن عن عالم ما بعد الطبيعة. هي توصي بعدم الاشارة الى دور الدين في القضايا المتعلقة بالحياة الطبيعية، لأنها تعتبر الدين أحد عناصر ما بعد الطبيعة. بمعنى أنها تؤكد على ابعاد دور الدين عن الشأن العام، أي عن السياسة والاقتصاد والتعليم وغيره من المسائل. والشاهد على ذلك أن العصر الحديث شهد جهدا بشريا جبّارا في هذا الطريق، أي في طريق فصل مسائل الطبيعة عن مسائل ما بعد الطبيعة. وفي أمور السياسة وانتخابات مجلس الأمة لا يزال أنصار الطرح الديني يتعاملون معها استنادا الى الاطار ما بعد الطبيعي، وهو ما جعل لغتهم غير علمانية، في حين أن العلمانية تُفصل الشأن الطبيعي عن الشأن ما بعد الطبيعي، وتستخدم لغة طبيعة للقضايا الطبيعية المادية البشرية، وتتعاطى مع مسائل ما بعد الطبيعة بلغة تصب في الاتجاه ما بعد الطبيعي. ان انسان العصر الحديث يوصف بالعلماني لأنه استبدل أسباب الحياة الدينية بأسباب أخرى غير دينية، أي بأسباب علمانية. فعلى سبيل المثال، من أسباب نظافة الانسان المسلم اتباعه الحديث النبوي الذي يقول "النظافة من الايمان"، أي بسبب ارتباط النظافة بالايمان لابد أن يكون المسلم نظيفا. في حين أن العلماني لايبحث عن أسباب النظافة في الحديث النبوي أو في النص الديني انما يبحث عنه في العقل الطبيعي الذي من شأنه أن يوصله الى تلك النتيجة حتى لو لم يتوافر في الدين ما يحث على ذلك.

ان مختلف صور الحياة ومختلف مؤسسات المجتمع، الرسمية وغير الرسمية، من سياسية واقتصادية واجتماعية وخدماتية وتعليمية وغيرها، الموجودة في المجتمعات الدينية موجودة أيضا في المجتمعات العلمانية. اذن ما الفرق بين الاثنين؟ بمعنى أنه ما الذي يجب أن يميز المجتمع الديني عن المجتمع غير الديني؟ ان الذي يجب أن يميز أحدهما عن الآخر لابد أن يتعلق بالأسباب أو بالعلل. بمعنى أن الاثنين، العلماني والديني، يتوصلان الى نتائج متشابهة بشأن معظم قضايا الحياة ومسائلها، لكن الأول ينفذ أفكاره وأهدافه انطلاقا مما يمليه عليه العقل البشري من أسباب، في حين أن الثاني ينطلق في تنفيذ أهدافه وأفكاره استنادا الى دواعي رضى الله لا غير. لكن هناك فرقا كبيرا بين الطرح الديني والطرح العلماني، اذ الأول يعتقد، ومن دون أي دليل عقلي أو نصّي، بأن الدين يملك مشروعا متكاملا للحياة، وأنه "دين ودنيا". في حين يستند الثاني الى العقل لا الى النص الديني في رسم صورة الحياة المادية الطبيعية العقلية وفي تطوير مختلف جوانبها. وفي انتخابات مجلس الأمة تتجه جماعات الاسلام السياسي في الدعاية لمرشحيها انطلاقا من عبارة "التكليف الشرعي"، حيث تحث على عدم التصويت للمرشحين غير الدينيين، وبالذات للعلمانيين والليبراليين، وتؤكد على "حرمة" التصويت لهؤلاء لما فيه من "اثم ومعصية" و"نشر للفسق والفجور" و"تعدّ على شرع الله". بمعنى أن تلك الجماعات تدخل ساحة الانتخابات من بوابة الطرح الديني وأدبيات المشروع الديني التاريخي ومن خلال الأسباب والعلل الدينية. في المقابل نجد أن الجماعات غير الدينية، العلمانية والليبرالية، تستند في ذلك الى العقل والمصلحة والواقع، أي الى الأسباب العقلية الطبيعية غير الدينية.

فاخر السلطان

الوطن 29/4

 

kkk

عضو مخضرم
تكييف المجلس ليس هو الحل



كتب عبداللطيف الدعيج :


0aa3b33e-6eee-47fe-97be-ec5426c61186_author.jpg

كل من الحكومة والمرشحين او الناشطين السياسيين بالذات يطالبون الناخب الكويتي بحسن الاختيار، ويحددون له مسبقا ماهية ونوعية «الحسن» المقصود. الحكومة تطالب بنواب مسالمين ومعنيين بتنقية الاجواء بين السلطتين واحلال التفاهم والتعاون بدلا من التجاذب والانشقاق بينهما. يعني باختصار، الحكومة لا تريد استجوابات ولا اسئلة ولا نوابا يصرخون، سواء كان الصراخ بسبب الالم او طلبا للشهرة والظهور. الناشطون السياسيون لديهم ايضا مواصفاتهم الخاصة التي من الغني عن القول انها متناقضة ومتعارضة تماما والمطالب او المواصفات الحكومية. فهم يطالبون بانتخاب نواب يدققون في كل شيء ولديهم «شكوك» مسبقة في النوايا الحكومية، وليسوا على استعداد لاقامة اي تعاون مع الحكومة، لان الحكومة والحكم محكوم عليهما ـ من وجهة نظر اغلب الساسة ـ مسبقا بالفشل في ادارة الامور.
اعتقد ان مهمة الناخب الاساسية هي اختيار المرشح الذي يلبي طموحه ويحقق او يتقارب، ما يطرح، مع امانيه وتطلعاته. الناخب لديه مصالح مباشرة وغير مباشرة، وهي المفروض ما يجب ان يشغله، وان يبني عليه اختياره. الصراع او التأزيم الذي يشاع بين الحكومة وبعض اعضاء المجلس، يجب ان يبقى امر تجاوزه وحله بين اطراف «الازمة». المواطن ليس من المفروض ان يلزم بحل ازمة الحكومة مع المجلس ولا حتى ان يعنى بذلك. يكفي ناخبنا الاحباط الذي يعيشه، ويكفي ناخبنا هذا القلق الذي اصبح مهيمنا على شعور معظم الكويتيين وتفكيرهم حول حاضر البلد قبل مستقبله. على الحكومة بالذات ان تجد حلا لمشكلتها مع مجلس الامة، خصوصا ان المشكلة ذاتية وفي النظام والحكم اللذين لم يتقبلا بعد التطوير السياسي الضروري الذي تفرضه متطلبات التنمية قبل ضرورات العصر. ان مطالبة الناخب بتغيير اختياراته هي في الواقع تهرب من مواجهة الازمة الحقيقية ومحاولة لنقل المسؤولية او وضعها على كاهل من لا يملك اساسا حلها. على الحكومة ومجلس الامة حل مشاكلهما، وعلى الحكومة بالدرجة الأولى ان تتكيف مع مجلس الامة، وعليها ان تتوقف عن عملية «تكييفه» المستمرة منذ سنوات.


بقلم: عبداللطيف الدعيج
 
أعلى