ماحصل و يحصل لى هو ليس موقف معين و لكن فى الكثير من الاحيان اتنبا بما يحصل قبل وقوعه بثوانى
اخر موقف قبل اسبوع كنت فى سيارتى على شارع الملك فهد تجاوزتنى فتاة فى سيارة دفع رباعى فقلت للذى معى هاذى راح تسوى حادث بعدها بثوانى رايت الدخان ملاء الجو و اذا هى اصطدمت بشاحنه و لكن الاصابات لم تكن خطيره مع العلم عندما تجاوزتنى لم تكن مسرعه او تقود السياره برعونه
حدث اننى كنت قد رايت حادث لسيارة مسرعة كانها جيب- فيها شباب فى طريق من دوار الشيراتون الى طريق الجامعة بالشويخ
كان الحادث فى اواخر سنة 1999
رايت غبرة كبيرة و ضجة امامى بعدها رايت سيارة منقلبة على جنب على الرصيف ..
رايت تجمع الناس وهم يركضون باتجاه الحادث المروع و الناس مرعوبين و خائفين و البنات رايتهم يخرجون وهم يبكون و يذرفون الدموع بشكل هستيرى !!
عند اقترابى من الحادث ....رايت شاب فى سن 18 او 19 سنة و قد حشرته السيارة على الرصيف وقد خرج بسبب الحادث من شباك السيارة و رايت بالاضافة الى اثنين مصابين لكن بدرجة اقل خطورة ..رايت هذا الشاب بعد سحبه وهو ملقى على الشارع" يهذى "و الدماء تسيل بغزارة من ذراعه المقطوع قريب الجهة العليا للذراع فقط كان معلق بجلد بسيط
كنت قد اخذت دورة اسعافات طبية اولية سابقا ....و كان الناس مذهولين و مدهوشين وكنت خائفا
لكن قلت فى نفسى :
ليش ما نسوى شيىء
طلبت غترة من احد الناس ونزلت و كنت لابس قميص و بنطلون ....فربطت الغترة على اخر الذراع المقطوع لايقاف النزيف حتى ياتى الاسعاف ..و جعلته على الارض مستويا رغم انه يهذى و يتحرك بحركات لا ارادية ......
الوقت مر عصيبا ....بعد دقيقة جاء رجل اسود البشرة عرفت انه طبيب فى مستشفى الصباح خلع ربطة عنقه ووضعها على الجهة الاخرى لذراعه المتضرر وقام يفحص المريض و يقول : المريض فى حالة حرجة .. لكن هذا ما يمكننا عمله ..اذكر انه كان يرفع قدم الشاب الى اعلى للحفاظ على ضغط دم المصاب
الناس تصرخ ؟؟؟ اين الاسعاف ؟؟؟ جاء الاسعاف بعد دقائق و رؤوا مصيبة لثلاث شباب احدهم مقطوع الذراع !!
اخذوا الشاب بسرعة الى السيارة ...قلت فى نفسى محال ان يعيش هذا المصاب ! لا يمكن !!
ذهبت مسرعا بسيارتى الى مستشفى الصباح قسم الحوادث و يدى و رقبتى و ذراعى و ملابس ملطخة بالدماء
عرفت ان الطبيب الاسود هو نيجيرى مسيحى متجنس بجنسية امريكية هو استشارى مميز باطنية وقد تم انهاء خدماته اليوم بسبب خلاف مع رئيس القسم ..وكان اخر يوم دوام له
عرفت ان الله قد ارسله فى نفس الساعة الى الشارع الذى حدث فيه الحادث لان الشاب كان فى وضع سيىء حقيقة و قد وفقنا الله لعمل شيىء ما معه بدل الوقوف بلا داعى و التحلطم لان المريض وصل المستشفى حيا
غسلت ذراعى من الدماء العالقة ....وسالنى الاطباء ماذا حدث قلت كذا وكذا
بعد دقائق علمت ان المريض حول الى الجراحة فى غرفة العمليات ثم الى م . ابن سينا بسبب دقة و خطورة العملية
و بعد اسابيع عرفت معلومتين غريبتين :
المريض الشاب تعافى و قد تمكن الجراحين من لصق الذراع المقطوعة !
الطبيب النيجيرى المميز قد توفى بعد الحادث باسابيع قليلة بازمة قلبية !
سبحان الله يحيى و يميت و هو حيى لا يموت
اتساءل :
هذا الانسان المسيحى قام بواجبه الانسانى ....رغم انه قد انهى عقده ولم يكن ملزما باى شيىء فى الشارع
اتساءل ربما ....يشفع له الله انقاذه لهذا الروح الانسانية قبل مماته المقدر !
فهو ارحم الراحمين
:وردة::وردة: