ماذا لو هدم المسجد الأقصى ؟! ، سؤال يتردد في الأذهان كثيرا لكن سرعان ما نُلهي أنفسنا هربا من محاولة الإجابة عليه ، والسبب في ظني أننا نهرب من أن نواجه أنفسنا بالعجز والهوان الذي وصلت له الأمة الإسلامية ونهرب من مسؤولياتنا تجاه مسجدنا الأقصى وحرمات المسلمين .
في تلك الصبيحة التي نسأل الله أن لا يريناها ، نصبح على خبر عاجل وبث مباشر للأحداث في القدس الشريف فنرى الاشتباكات بين الشعب الفلسطيني وقوات الاحتلال الصهيوني الإسرائيلي وذلك حول أنقاض المسجد الأقصى ، ونرى في مشهد أخر من خرّ على وجهه يبكي هدم المسجد الشريف ونرى العجائز وقد نسوا شيخوختهم وهبوا مضرجين بدمائهم يصدون الصهاينة عمّا تبقى من مسجدهم ومسجدنا الأقصى ، ونرى النساء يدفعن بأبنائهنّ في ساحات الأقصى المباركة يتسابقون للاستشهاد تحت ما بقي من أسواره .
ثم تنقل لما المحطات الفضائية ثورة الشعوب الإسلامية في مشارق الأرض ومغاربها منهم من خرج في ليله الطويل قبل أن تشرق شمسهم ومنهم من خرج في النهار المظلم قبل أن تغرب الشمس على الأرض وقد غاب عنها المسجد الأقصى ، وينطق حينها من أخرسه الزمن ورى وقتها من أعته الدنيا ويسمع ساعتها من أصمّه الهتاف للأصنام عفوا الحكّام .
ثم يأتي المشهد المهزلة بعد مشاهد الغضب والحزن والثورة ، تأتي هنا الأنظمة تصدر البيانات المستنكرة والشاجبة وتلوح فقط تلوح بأنها ستتخذ موقف لم تتخذه ولن تتخذه ، ويخرج لنا هذا الطاغية يزايد على الأمة في غضبتها على شاشات الفضائيات وجنوده يبطشون في شعبه ليكبتوا ثورتهم ، وكل همه في شجبه وفي بطشه أن يسلم ملكه ولو ألحق الحرمين الشرفين في ( مكة والمدينة ) بأخوهما الأقصى .
وفي خضم تلك المشاهد ، أتمنى أن أرى أحدهم وقد رفع الراية وقد سطرت عليها كلمة التوحيد ( لا إله إلا الله محمد رسول الله ) ثم بدأ يصرخ في الأمة إلى الباستيل إلى الباستيل إلى الباستيل ......... وحينها ستشرق شمس الحضارة الإسلامية التي تعود بالإنسان إلى إنسانيته .