خطب النعاج

khaled al kandari

عضو بلاتيني
نحن النعاج ،
ندلي بثغائنا ،
والثغاء هو عين الصوت،
لبّيك ! لبّيك!
نحن الذبيحة في الأعراس ،
و المآتم.
و ما أحوجنا لراع ٍ !
يرعى كرامتنا ،
ونحفظ له الفروج .

إنّ الله أفرد ظله علينا ،
لكي لا نضلّ،
وهو أحكم الحاكمين،
ظلّه سيبقى راعينا ،
ما دمنا متّقين عذابه الأليم،
وراعينا خير الرعاة ،
بايعْنا مندوب الله ،
فقال في خطبته القصيرة:
" حي على الفلاح،
وحي على الصلاح " !

لن نحيد عن سبيله القويم ،
وسنبقى أوفياء لأننا أشرف المخلوقات،
وإنّا له لمطيعون.

مثقّفين ،
نثغو ،
نهتف بحياة الظل ،
وطنيين ،
صدريين ،
هيئة فدائيي الحبيب والروح ،
جند الإمام ،
فرسان صلاح الدين ،
كلّنا نفتدي ظلَّ الله بسحق الورود،
وتمزيق الرؤوس،
كلّنا نعاج الله
و لراعينا مطيعون.
نثغو :
عاش ! عاش !
وما الفرق بين "باش"!* و "جاش"،**؟
طالما راعينا يموت في سبيل الحق ِّ ،
ويستطيع أن يعدل في الأرض بإذن ربّه ،
أو في السماء.

إلى أمام ! إلى أمام !
لا تفوّتوا هذه الفرصة النادرة
في سبيل خضرة المراعي،
ولأجل رقرقة الدماء الزاهية،
ولكي تبقى السكاكين حادة أبدا،
فأنتم عاجزون عن تناول الرمال.

كلّنا نعاج الله ،
وظلّه الإمام راعينا .
ندلي بثغائنا في خُرج الوفاء،
فلا يشعر أحد بما يسرقون ،
ولا يسمع عصفور ما يقتسمون،
وبمَ يُقسمون.

لا نريد أن نتأخر عن القافلة ،
فهذا قدَرُنا،
وإنّا له لصاغرون.
فيا بلاداً ترثيها الشموس ،
و تلطم الأقمارُ لها الخدودَ !
يا مسرح الهزل من الأزل،
كم أنت ِهزلية حين يصعد فنانوك الخشبة ،
ليمثلوا مأساة النعاج في ليالي القدْر وأيام القدَر!

ندلي بثغائنا،
نضرب على طبول مصنوعة من جلودنا المقدّسة،
نحن نعشق مصيرنا،
نموت في سبيل قَدَرنا،
فدائييين مجرّدين من السلاح و الرماح المصقولة في جنائن الفردوس ،
كلنا في الثغاء سواء
لتلعب الريح بلحانا،
ليبلل المطر عويناتنا الغليظة.

عمالا ، رأسماليين و قوادين و مومسات ،
أتقياء مقيمين في ديار العفّة والطهر،
محصناتٍ في الحريم،
شحاذين أمام بيوت الله و باب حرم زين العشيرة،
بيّاعي عبّاد الشمس في مقهى الشعب في السليمانية ،
لواطيي الباب الشرقيّ،
سحاقيات يتجاهلن أحكام السحاق ،
محللين سياسيين وأساتاذة الإقتصاد في جامعات الأمجاد،
كلنا يحدونا الأمل باشراقة بهية للإمام ،
كلنا بشائر خير ،
بجنائن في الأرض لن ندخلها إلا بعد دخولنا جنان السماء.

فليقولوا إننا حمقى،
نحن لنا أصواتنا،
أصوات يحبّها الإمام ، أيّما حبّ!
وهي أجمل هدية نقدمها له في الأعياد
والمآتم مخضّبة بدمائنا القانية،
و ملتهبة بأنفاسنا ،
ومعطّرة بأريج الجهاد.

يا بلادي!
يا أرضا شاسعة تُرعى فيها أفضل الأغنام،
يا صاحبة آلاف البقرات الحلوب،
أحبّكِ حتى الرمق الأخير ،
أعبدك عبادة ،
وما أسعدني حين أمزّق بطون أعدائك !
فمهما كان غدر الزمان ،
ورغم عنفوان أعدائك ،
نحن أولاد الطيبة والحماقات،
نحن الغيارى ،
وأشرف البشر ،
ندلي يأصواتنا ،
أو بثغائنا ،
لراعينا ، وكيل الله .
 
أعلى