مرشحو المعارضة والتأزيم ينغمسون في شراء الأصوات وتسخير الأموال الخيرية لإسقاط منافسيهم
الخرافي لمثيري الفتنة: الكويت الله حافظها ... وموقفنا من الحكومة تحدده المصلحة العامة
تقدم المستقلين في "الثالثة" يرعب الإسلاميين
الصعود الصاروخي لأسهم أسيل العوضي أصاب منافسيها بـ "فوبيا الهزيمة"الخرافي لمثيري الفتنة: الكويت الله حافظها ... وموقفنا من الحكومة تحدده المصلحة العامة
تقدم المستقلين في "الثالثة" يرعب الإسلاميين
"الداخلية" تعترف: الرشوة الانتخابية من أصعب الجرائم التي يمكن ضبطها
العجران: تأمين العملية الانتخابية بـ 8 آلاف عسكري ... وحجز 16 ألفاً في المخافر والدوريات
عاشور: 300 ألف امرأة كويتية ينتظرن الإنصاف والعدل من المجلس المقبل
كتب - رائد يوسف وعايد العنزي وهادي العجمي:
ساعات قليلة تفصل الكويتيين عن "الاستحقاق الكبير" لرسم خارطة "امة 2009" الذي يعتقد مراقبون كثر انه سيحدد مصير التجربة الديمقراطية ودولة الدستور والمؤسسات التي بات مستقبلها على المحك منذ حل مجلس الامة في السابع عشر من مارس الماضي, وسط مخاوف جمة من ان يكون المجلس ال¯ 12 هو الاخير في سلسلة "مجالس الحل الدستوري", فمع دقات الساعة الثامنة من صباح الغد يتوجه 384 ألفاً و790 مواطناً الى لجان الاقتراع لاختيار ممثليهم في "برلمان 2009" من بين 211 مرشحا - بينهم 16 امرأة - يتنافسون لنيل ثقة الناخبين في الدوائر الخمس في اقتراع هو الاصعب والاكثر "شراسة وضراوة" خلال العقد الاخير في ظل تأكيدات بأن الانتخابات الاخيرة سجلت اعلى المعدلات في استعمال وسائل واساليب الحرب النفسية عبر بث الشائعات والدسائس والترويج لاستطلاعات بعضها مفبرك فضلا عن استفحال ظواهر شراء الأصوات وجرائم الرشوة الانتخابية التي اعترف مسؤولو وزارة الداخلية امس بأنها "من اصعب الجرائم التي يمكن ضبطها".
في هذا الاطار اكدت مصادر قريبة من الملف الانتخابي في الدائرة الثالثة ان ثمة "تيارات اسلامية" شنت ما وصفتها ب¯"حرب مفتوحة وواسعة النطاق" لإسقاط المرشحين المستقلين والليبراليين في الدائرة, لاسيما العناصر النسائية وعلى رأسها د.اسيل العوضي. وقالت: ان "هذه الحرب استعمل فيها المال السياسي على نطاق واسع, كما جرى توظيف الدين, او بالاحرى الفتوى الشرعية للتأثير سلبا على مراكز هؤلاء المرشحين في الدائرة".
اضافت: ان "قائمة المرشحين الليبراليين والمستقلين المستهدفين في الحرب التي شنتها جماعات وتيارات اسلامية تشمل شخصيات كثيرة تحظى بفرص الفوز, مشيرة الى ان الفتوى التي اصدرها عضو المكتب السياسي للحركة السلفية مشعل المعلث قبل ايام بشأن عدم جواز التصويت للمرأة المرشحة في انتخابات مجلس الامة بوصف العضوية "ولاية عامة" لا تجوز للمرأة ليست إلا فصلا من فصول الحرب التي يشنها اسلاميون ضد فريق الليبراليين والمستقلين.
المصادر أوضحت ان الحرب لم تتوقف عن هذا الحد, بل شملت - وخلافا لما يعتقد به الكثيرون - عمليات شراء اصوات, بدأت منذ وقت طويل, واستعملت في البعض منها "اموال خيرية", مشيرة الى ان هذه الحرب ازدادت عنفا بعد الدراسات الميدانية واستطلاعات الرأي التي اجراها اسلاميون واكدت نتائجها وبشكل قاطع تغير نظرة الناخب الى المرشحات من النساء, وبينت ان حظوظ المستقلين والليبراليين بشكل عام في الفوز باتت كبيرة, وان هذا الفوز نفسه سيكون على حسابهم - الاسلاميين - وسيقتطع من حصتهم في المجلس في ضوء انصراف الشارع عنهم بعد ادائهم المتدني والمخيب للآمال في المجلس السابق.
وانسجاما مع ارتفاع اسهم وفرص بعض المرشحين المعتدلين بالفوز في الانتخابات المرتقبة غدا, بدا واضحا لجوء بعض نواب "المعارضة" او نواب التأزيم, وللمرة الاولى في تاريخ الانتخابات الى شراء الاصوات على شكل مكافآت وهبات هربا من اي مساءلة قانونية لإحساس هؤلاء بعزوف الناس عن التصويت لهم.
وتوقعت مصادر انتخابية مطلعة ان تكون مخرجات العملية الانتخابية مفاجئة هذه المرة, وان رؤوسا كبيرة ستسقط او على الاقل ستتراجع الى مراكز خلفية في قائمة المؤهلين للفوز, وبشكل يضعهم في موقع حرج وخطير.
وعلى صعيد الاستعدادات الحكومية للعرس الانتخابي اكد وكيل وزارة الداخلية المساعد للشؤون المالية والادارية قائد قيادة الشؤون المالية والاسناد البشري عجيل العجران ان نحو ثمانية آلاف عسكري سيتولون تأمين العملية الانتخابية, لافتا الى حجز 16 ألف عسكري يعملون في مختلف القطاعات مثل المخافر والدوريات لضمان سير الامور على منوالها الطبيعي اضافة الى نحو 500 مدني.
وكان وكيل وزارة الداخلية القائد التنفيذي للقيادة العليا لأمن انتخابات مجلس الامة الفريق احمد الرجيب قد شدد على اهمية وخصوصية هذه الانتخابات, وقال في مؤتمر صحافي عقد امس لاستعراض آخر التطورات والاستعدادات الامنية والادارية للانتخابات: ان "اللجنة المعنية للإعداد والتنظيم والتجهيز لانتخابات مجلس الامة وضعت تصورات كاملة حتى نهاية الاقتراع وظهور النتائج, مؤكدا ان الاجهزة الامنية في كامل جهوزيتها لتأمين الانتخابات على الرغم من ضخامة الدور الذي تقوم به.
ولفت الى ان هناك "قيادة خاصة" ستتعامل مع المعطيات والاحداث الطارئة, وستنفذ الخطط برقي حضاري, ومن دون تفرقة بين الناخبين وبحيادية تامة وتجرد, مشددا على ان المطلوب من رجال الامن هو تأمين العمليات الانتخابية داخل اللجان وخارجها والعمل على حفظ النظام وتسهيل دخول وخروج الناخبين للإدلاء بأصواتهم.
واذ ثمن لوزارة التربية تعطيل 99 مدرسة لتكون مراكز اقتراع نفى ان تكون وزارة الداخلية قد احالت اشخاصا بتهمة الرشوة الانتخابية الى النيابة العامة.
وتأكيدا لما نشرته "السياسة" قبل ايام ابلغ مصدر امني مطلع "السياسة" ان "وزارة الداخلية ابدت اعتراضها على توجه "اللجنة العليا المشرفة على الانتخابات" الى نقل صناديق الاقتراع من مقار اللجان الفرعية بعد فرزها الى المدارس التي خصصت لإجراء عمليات حصر وجمع الاصوات واعلان النتائج النهائية وقال المصدر: ان هذا "الاجراء المرتقب سيتم للمرة الاولى, وهو يعد مخالفة لقانون الانتخابات, كما سيثير شبهات كثيرة حول سير العملية الانتخابية", مبديا دهشته لمثل هذا التوجه الذي يخلو من اي نفع او فائدة.
في الاطار نفسه ابدى مرشح الدائرة الخامسة سعدون حماد اعتراضه الشديد على نقل الصناديق الى المدارس لإجراء حصر الاصوات, وقال في كلمة له خلال ندوة عقدت مساء اول من امس: "اننا نستغرب اللجوء لمثل هذا الاجراء, ونحذر الحكومة من مغبته".
في السياق ذاته انخرط عدد من المرشحين فيما يمكن ان تسمى ب¯"رسائل اللحظة الاخيرة", اذ جدد رئيس مجلس الامة السابق ومرشح الدائرة الثانية جاسم الخرافي تأكيده على ان "اتفاقنا او اختلافنا مع الحكومة تحكمه مصلحة الكويت, ننقدها اذا اخطأت وندعمها اذا اصابت". وقال الخرافي خلال لقائه ناخبات الدائرة امس: "لا يجب ان يكون في المجلس معارض في كل شيء, او مؤيد لكل شيء, والذي يريد ان يأتي بالشر لخلق فتنة في المجتمع ليغرق بها اهل الكويت نقول له: ان هذا البلد الله حافظه, وحافظ اهله لذا علينا أن نشكر الله ونحمده على هذه النعمة, ولا يعني ذلك أننا بلا أخطاء".
من جهته دعا مراقب المجلس السابق والمرشح في الدائرة الخامسة د. محمد الحويلة الناخبين الى ان يحسنوا الاختيار, وقال: ان "الامر يشمل اختيار النواب من قبل الشعب واختيار الوزراء من قبل رئيس الحكومة المقبل", مؤكدا ان ذلك هو الطريق الصحيح والسليم نحو تعاون السلطتين.
وخصص النائب السابق والمرشح في الدائرة الأولى صالح عاشور تصريحه امس لقضية المرأة, وأكد ان هناك نحو 300 الف امرأة بين مطلقة ومتزوجة من غير كويتي مطلوب انصافهن ورفع مستويات دخولهن.
ووجهت مرشحة الدائرة الثالثة د. رولا دشتي رسالة الى الناخبين والناخبات في جميع الدوائر, دعتهم فيها الى توديع الاحباط وقالت "لن ندع الاحباط يثبط عزيمتنا وينهانا عن القيام بواجبنا تجاه الكويت, فلم يعد التخاذل جائرا, ولا التقاعس مقبولا, ولا العزوف عن التصويت خيارا, ولا التآمر مرغوبا ولا الغدر من شيمنا".
أخيرا أكد النائب السابق ومرشح الدائرة الثالثة د.وليد الطبطبائي انه يخوض الانتخابات مستقلا, وقال في تصريح له امس ردا على ما اشيع عن دخوله في تحالفات في الدائرة: ان "ما يجمعه مع بعض المرشحين هو الاتفاق في المواقف والآراء حول القضايا العامة التي تهم الوطن والمواطنين".
وفي السياق ذاته نفى النائب السابق ومرشح الدائرة الرابعة د. ضيف الله بورمية ان يكون تحالف مع اي من مرشحي الدائرة, وقال: ان "ما نشر عن توجه للتحالف مع المرشحة ذكرى الرشيدي ليس صحيحا", مؤكدا انه يخوض الانتخابات مستقلا.