هذه أركان بيعة الإخوان المسلمون وتلك أصولهم العشرين

أبو يوسف

عضو ذهبي
أخي الطارق أرجو أن تعذرني على تعليقي المتأخر

ولكن وجدت في عبارات الإمام البنا رحمه الله دقة تحتاج منا إلى التعليق عليها وتسليط الضوء عليها...

قال الإمام في الأصل الأول (- الإسلام نظام شامل يتناول مظاهر الحياة جميعاً، فهو دولة ووطن، أو حكومة وأمة، وهو خلق وقوة، أو رحمة وعدالة، وهو ثقافة وقانون، أو علم وقضاء، وهو مادة وثروة، أو كسب وغنى، وهو جهاد ودعوة أو جيش وفكرة، كما هو عقيدة صادقة، وعبادة صحيحة سواء بسواء . )

ولأن طبيعة المنتديات لا تسمح بالتعليق الطويل فسأختصر ( والحر تكفيه الإشارة )

لماذا قال الإمام رحمه الله ( فهو دولة ووطن أو حكومة وأمة ) ؟ هل يريد بذلك تكرار الكلام ؟

لنتأمل :

ما أساس الدولة ؟ وهل يمكن أن تكون هناك دولة دون حكومة ؟

وما أساس الوطن ؟ وهل يمكن أن يكون هناك وطن دون أمة ؟

فاساس الدولة الحكومة

وأساس الوطن الأمة

وهذا يحتاج إلى تفصيل أكثر

ثم قال رحمه الله ( وهو خلق وقوة، أو رحمة وعدالة )

ولنتأمل مرة أخرى:

ما أساس الخلق ؟ وما قيمة الخلق دون رحمة ؟

وما أساس القوة ؟ وما قيمة القوة دون عدالة ؟

وقال رحمه الله ( وهو ثقافة وقانون أو علم وقضاء )

ولنتأمل:

ما اساس الثقافة ؟ وهل يمكن أن تكون هناك ثقافة دون اهتمام بالعلم ؟

وما أساس القانون ؟ وما قيمة القانون دون أن يكون هناك قضاء ؟

الأمر يحتاج إلى كثير كلام ولكن اكتفي بذلك للتأمل في ثقافة هذا الإمام رحمه الله ودقته في اختيار عباراته

مع تحياتي
 

الطارق

عضو ذهبي
شكرا زميلي أبو يوسف هلى هذه المداخلة ولو أن الشكر جاء متأخرا :)

وهو كما قلت لم يستخدم الإمام كلمة في أصوله إلا لمعنى محدد يقصده ، استفاض الشرح فيه في الكتب التي تولت شرح هذه الأصول بشكل تفصيلي .

في هذا الشرح يا زميلي هو إشارة بسيطة مختصرة لهذه الأصول دون تفصيل وتطويل لمناسبة المقام .

شكرا لك مرة أخرى ، وإلى الأصل التاسع إن شاء الله :)
 

الطارق

عضو ذهبي
الأصل التاسع :

وكل مسألة لا ينبني عليها عمل، فالخوض فيها من التكلف، الذي نهينا عنه شرعاً، ومن ذلك كثرة التفريعات للأحكام، التي لم تقع، والخوض في معاني الآيات القرآنية الكريمة، التي لم يصل إليها العلم بعد، والكلام في المفاضلة بين الأصحاب، رضوان الله عليهم، وما شجر بينهم من خلاف، ولكل منهم فضل صحبته، وجزاء نيته، وفي التأويل مندوحة .


الشرح :

- هنا الإمام الشهيد يشير إلى أهمية الوقت والجهد وبذلهما فيما ينفع وترك الخوض في أمور لا ينبني عليها عمل ، واستهلاك الوقت والجهد فيها لا ينفع بل يضر في أحيان كثيرة .

من ذلك كثرة التطرق لتفريعات الأحكام الفقية التي لم تقع فقد خرجت في الأزمنة السابقة كتب وأسئلة وفرق سميت ( بالأرأيتية ) نسبة الى استفتاح أسئلتهم الفرضية بـ( أرأيت إن حصل كذا ؟ ) وهم تجاوزوا بذلك الحد العلمي المعقول إلى التكلف المذموم .

وكذلك انشغل البعض في معان وتفسيرات للقرآن الكريم واختلفوا حولها ايما اختلاف ومن ذلك حروف الاستفتاح في بدايات السور الكريمة مثل ( ألم ، حم ، ق ، .....) الخ واختلفوا في أمور لا فائدة منها مثل كم عدد أصحاب الكهف وما اسم كلبهم الذي كان على مدخل الكهف !!

ثم يتطرق الإمام إلى مسألة مهمة اختلف الكثير من المسلمين حولها وهي مسألة المفاضلة بي الصحابة وما شجر بينهم من خلاف ، وهي مسألة تركها أولى من الخوض فيها دون أغراض علمية وموضوعية إنما على سبيل التحزب والتعصب للفكرة وهو المذبوب ، فلكل الصحابة فضله وسبقه في الإسلام .

وأخيرا نتأول لهم الخير ونكلهم إلى نياتهم التي نحسبها خالصة لوجه الله تعالى وليس أقل من أن نمتثل معهم قول لجعفر بن محمد، أخرج الإمام البيهقي بسنده في شُعَب الإيمان إلى جعفر بن محمد قال: إذا بلغك عن أخيك الشيء تنكره فالتمس له عذرا واحدا إلى سبعين عذرا، فإن أصبته، وإلا، قل لعل له عذرا لا أعرفه.

فكيف مع الصحابة رضوان الله عنهم أجمعين .
 

الطارق

عضو ذهبي
الأصل العاشر :

معرفة الله تبارك وتعالى، وتوحيده وتنزيهه أسمى عقائد الإسلام، وآيات الصفات، وأحاديثها الصحيحة، وما يلحق بذلك من التشابه، نؤمن بها كما جاءت، من غير تأويل ولا تعطيل، ولا نتعرض لما جاء فيها من خلاف بين العلماء، ويسعنا ما وسع رسول الله، صلى الله عليه وسلم، وأصحابه (والراسخون في العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا ). [آل عمران] .



الشرح :

- هذا الأصل الذي وضعه الإمام الشهيد حسن البنا رضي الله عنه ، يتناول جانب الاعتقاد وبالأخص مبحث الأسماء والصفات ، هذا المبحث الذي تفرق عنده الكثير من المسلمين واختلفوا عليه فمنهم من أول الصفات ومنهم من عطلها ومنهم من جسّمها وكانوا في ذلك طرائق قددا .

لكن منهج الإخوان المسلمين كما جاء هذا الأصل هو تأكيد لمنهج سلفنا الصالح رضوان الله تعالى عنهم وهو كما قال الإمام حسن البنا : نؤمن بها كما جاءت، من غير تأويل ولا تعطيل، ولا نتعرض لما جاء فيها من خلاف بين العلماء، ويسعنا ما وسع رسول الله، صلى الله عليه وسلم، وأصحابه (والراسخون في العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا ). [آل عمران] .


والحمد لله رب العالمين
 

الطارق

عضو ذهبي
الأصل الحادي عشر :

وكل بدعة في دين الله لا أصل لها، استحسنها الناس بأهوائهم، سواء بالزيادة فيه، أو بالنقص منه، ضلالة تجب محاربتها، والقضاء عليها بأفضل الوسائل، التي لا تؤدي إلى ما هو شر منها .


الشرح :

بحديث النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم بأبي هو وأمي يستند الإمام الشهيد حسن البنا رضي الله عنه حيث قال المصطفى : ( من أحدث في أمرنا ما ليس منه فهو رد ) وقال صلى الله عليه وسلم : ( وإياكم من محدثات الأمور فإن كل بدعة ضلالة ) .

على هذا النص الشريف بنا الإمام الشهيد هذا الأصل ثم استند على نص شريف آخر في قوله ( تجب محاربتها ) وهو الحديث الشريف : ( مَنْ رَأَى مِنْكُمْ مُنْكَرًا فَلْيُغَيِّرْهُ بِيَدِهِ، فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِلِسَانِهِ، فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِقَلْبِهِ، وَذَلِكَ أَضْعَفُ الْإِيمَانِ ) .

لكن هذه المحاربة للبدعة يكون حسب ضوابط الشريعة وقواعدها والتي منها ما نص عليه العلماء : ( أن الضرر لا يدفع بما يؤدي إلى ضرر أكبر منه ) ولذلك قال الإمام الشهيد : ( والقضاء عليها - البدع -بأفضل الوسائل، التي لا تؤدي إلى ما هو شر منها ) .

ولإن كان العلماء والمصلحون اتفقوا على تلك القواعد الراسخة ، إلا أنهم يختلفون باجتهاداتهم في تقدير الضرر والمصلحة ووسائل دفع ذلك الضرر وفي هذا الاختلاف سعة وفسحة لا ينبغي التخاصم حولة والمزايدة فيه .


انتهى
 

أبو يوسف

عضو ذهبي
بعد إذن الأخ الطارق:

لنرى دقة الإمام البنا رحمه الله في إنتقاء عباراته

فهو في هذا الأصل يتكلم عما يسميه العلماء بالبدعة الحقيقية

وهي:

- أن تكون في الدين.

- لا أصل لها .

فلو كانت في غير الدين لا تندرج تحت باب البدعة الشرعية وإن كانت تعتبر بدعة في اللغة.

وحتى لو كانت في الدين يشترط أن لا يشهد لها أصل ، أما لو كان لها أصل فلا تندرج تحت باب البدعة الشرعية

مثال على ذلك :

النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن يلتزم الصلاة بعد كل وضوء ، إلا أن بلال - من فهمه أن ذلك لا يتعارض مع الدين - كان يلتزم الصلاة بعد كل وضوء ، وحينما علم النبي صلى الله عليه وسلم أقره على ذلك لأن الأمر له أصل وهو الإكثار من التعبد " الصلاة خير موضوع ‏فمن شاء استكثر و من شاء استقل "

أعرف أن الحوار حول فهم موضوع البدعة وتقسيماتها وتطبيقاتها المعاصرة يطول

ولكنها إشارة موجزة
 

الملف رقم 9

عضو بلاتيني
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،

ليسمح لي الاخ الطارق ، ان اعود به الى الاصل السابع بما نقله :

وهنا يأتي التفقه على مذهب من المذاهب الإسلامية المعتبرة

هل عدد الامام البنا تلك المذاهب التي عدها معتبرة ؟ و اين اجد ذلك ان وُجد ؟ .

في الاصل العاشر اوردت التالي :

نؤمن بها كما جاءت، من غير تأويل ولا تعطيل، ولا نتعرض لما جاء فيها من خلاف بين العلماء، ويسعنا ما وسع رسول الله، صلى الله عليه وسلم، وأصحابه (والراسخون في العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا ). [آل عمران] .

مالذي وسع الرسول صلى الله عليه وسلم في هذه العبارة ؟


تحياتي مع جزيل الشكر
 

المشرف العام

مراقب
طاقم الإدارة

الأخوة الأعضاء المتحاورين في هذا الموضوع ...

الرجاء الإلتزام بالموضوع المطروح وهو كما يبدو من موضوعه "أركان بيعة الإخوان المسلمون و أصولهم العشرين" ... فليكن النقاش في هذه الحدود حتى نخرج بالفائدة المرجوة من الموضوع.

تم نقل بعض الردود التي خرجت عن الموضوع.

تحياتي للجميع.
 

أبو العتاهيه

عضو مخضرم
الأصل الرابع :

والتمائم والرقى والودع والرمل والمعرفة والكهانة وادعاء معرفة الغيب، وكل ما كان من هذا الباب، منكر تجب محاربته، إلا ما كان آية من قرآن أو رقية مأثورة .
الشرح :
في هذا الأصل الرابع يذكر الإمام حسن البنا رضي الله عنه ، بعض الممارسات المنحرفة التي يدعيها بعض الدجالين والمشعوذين .

كما يذكر بعض ما يعتقد به البعض من ( حجاب أو حرز ، أو خرز أو قلادة ..) مما يعتبر شركا كما قال صلى الله عليه وسلم : ( من علق تميمة فقد أشرك )

وهذه البدع والشركيات علينا محاربتها لما لها من أثر في تخلف الأمة وتغييب عقلها ، ولكن هذه المحاربة مقيدة بضوابط الشرع وأساليب الدعوة والإنكار الحسنة .


والإمام رحمه الله استثنى الرقى المأثورة الصحيحة الثابته عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وكذلك آيات اقرآن الكريم لما فيها من الخير والبركة بإذن الله تعالى يقول الله عزّ وجل : ( وننـزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين )
انتهى الأصل الرابع


هذا تضليل : ليست هذه هى أصول الأخوان المسلمين ,,أذكر مصادر ماتنقله لننقله ونضعه لك من كتبكم,,,؟؟؟

فمن كتبكم ,, "( (مجموع رسائل حسن البنا ص 392 ) .

فحسن البنا يرى بالتوسل بالأولياء بأنها ليست من مسائل العقيدة وإنما هي كبائر لانتأول لها

حيث يقول: " والدعاء إذا قرن بالتوسل إلى الله بأحد من خلقة خلافٌ فرعي في كيفية الدعاء ،

وليس من مسائل العقيدة .


---------------------------------

تعليق
(أصبح الشرك بالله خلاف شرعى والتوحيد ليس من العقيدة)
نريد نعرف من أي الكتب تنقل يا أخ ,,ارجو ذكر المصادر ,,

:.
,
 

أبو العتاهيه

عضو مخضرم
سأضع بأذن لله قريبا

أركان بيعة الرسول صلى الله عليه وسلم وأصل الدين التوحيد

فمن سار عليها نجى ,,ومن ضل عنها هلك ورب الكعبــه ,,


.
 

بوسند

عضو ذهبي



تعليق
(أصبح الشرك بالله خلاف شرعى والتوحيد ليس من العقيدة)

,


أرجو مراجعة القسم الثالث من مجموع فتاوى الشيخ محمد بن عبد الوهاب ص 68 حيث يقول :

ان التوسل من مسائل الفقه فلا ننكر على من فعله , ولاانكارفي مسائل الاجتهاد

وقال في نفس الصفحة لمن اراد التوسل ان يقول في دعائه : اسألك بنبيك أو بالمرسين او بعبادك الصالحين


هل ينطبق ما ذكرته في حق البنا .. على ابن عبدالوهاب ؟

تحياتي
 

أبو العتاهيه

عضو مخضرم
الأصل العاشر :

معرفة الله تبارك وتعالى، وتوحيده وتنزيهه أسمى عقائد الإسلام، وآيات الصفات، وأحاديثها الصحيحة، وما يلحق بذلك من التشابه، نؤمن بها كما جاءت، من غير تأويل ولا تعطيل، ولا نتعرض لما جاء فيها من خلاف بين العلماء، ويسعنا ما وسع رسول الله، صلى الله عليه وسلم، وأصحابه (والراسخون في العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا ). [آل عمران] .



الشرح :

- هذا الأصل الذي وضعه الإمام الشهيد حسن البنا رضي الله عنه ، يتناول جانب الاعتقاد وبالأخص مبحث الأسماء والصفات ، هذا المبحث الذي تفرق عنده الكثير من المسلمين واختلفوا عليه فمنهم من أول الصفات ومنهم من عطلها ومنهم من جسّمها وكانوا في ذلك طرائق قددا .

لكن منهج الإخوان المسلمين كما جاء هذا الأصل هو تأكيد لمنهج سلفنا الصالح رضوان الله تعالى عنهم وهو كما قال الإمام حسن البنا : نؤمن بها كما جاءت، من غير تأويل ولا تعطيل، ولا نتعرض لما جاء فيها من خلاف بين العلماء، ويسعنا ما وسع رسول الله، صلى الله عليه وسلم، وأصحابه (والراسخون في العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا ). [آل عمران] .


والحمد لله رب العالمين



أخى الطارق ,,لا أعلم هل هذا تنقيح لكتبكم ,,أم أنكم تمارسون علينا ,,التقية

حسن البنا وأسماء الله وصفاته :

في رسالة « العقائد » (صفحة 74) حاول البنا التهوين والتقريب بين مذهبي السلف والخلف في العقيدة ثم قال : « وأن البحث في مثل هذا الشأن مهما طال فيه القول لا يؤدي في النهاية إلا إلى نتيجة واحدة هي التفويض لله تبارك وتعالى » ، من المعلوم أن أهل التفويض هم شرُّ المبتدعة وأضلهم لأن مفاد قولهم هو إنكار الصفات جميعاً وإبطال نصوص الكتاب والسنة .


تحقيق مذهب حسن البنا في أسماء الله وصفاته،

وأنه ليس على مذهب السلف الصالح ، وإنما مذهبه مذهب الأشاعرة




مِن المعلوم أنّ هناك حاجزاً دقيقاً بين مذهب السلف وتفويض الخَلَف -وهم المؤوِّلة لصفات الباري -سبحانه-؛ نبَّه على ذلك الأئمّة الأعلام، وهو: أنّ السلف يُفوِّضونَ الكيفيّة مع إثبات معنى معلوم، والمؤولة يُفوِّضونَ المعنى نفسَه.

والعاقل عندما يقرأ في النصوص الشرعيّة صفاتٍ متعدِّدةً لله -عزَّ وجلَّ- فإنَّه يقوم في نفسه تغايرٌ بينها؛ لأنّ معانيها مُثبَتة عنده، أمّا كيفيَّاتها فلا يعلمها إلا الله -عزَّ وجل-.

وهذا الحاجز الدقيق لم يتنبّه إليه كثير من الباحثين المتأخرين، وعلى رأسهم حسن البنا -رحمه الله- نفسُه- في رسالته «العقائد»؛ فإنَّه زعم أنَّ مذهب السلف هو تفويض المعنى!! فقال تحت عنوان ( مذهب السلف في آيات الصفات ):

«أمّا السلف -رضوان الله عليهم- فقالوا: نؤمن بهذه الآيات والأحاديث كما وردت، ونترك بيان المقصود منها لله -تبارك وتعالى-، فهم يُثبِتونَ اليد والعين والاستواء والضحك والتعجُّب . . . إلخ، وكل ذلك بمعانٍ لا ندركها، ونترك لله - تبارك وتعالى- الإحاطة بعلمها . . . »(5).

وقال: «ونحن نعتقد أنَّ رأي السلف من السكوت وتفويض علم هذه المعاني إلى الله -تبارك وتعالى- أسلم وأولى بالاتِّباع، حسماً لمادَّة التَّأويل والتَّعطيل، فإنْ كنت ممن أسعده الله بطمأنينة الإيمان، وأثلج صدره ببرد اليقين، فلا تعدل به بديلاً . . . » (6) .

ولنا على هذا ملاحظات وتعقُّبات، نجملها فيما يلي:

أوَّلاً: أنّ مذهب السلف تفويض الكيف لا المعنى، كما هو معلومٌ في كتب أئمّة السنة؛ مثل شيخ الإسلام ابن تيمية، وتلميذه الإمام ابن القيم، وسيأتي طرف منه وتفصيله، وليس هو مثلَ ما نقله الأستاذ البنا عنهم!

ثانياً: إنَّ كلامه فيه تناقض! فهو ينسب إلى السلف أنَّهم يؤمنون بآيات الصفات كما وردت، ثمَّ يعود ليقول: «ونترك بيان المقصود منها»! وقد أشارَ إلى هذا التناقض شيخ الإسلام ابن تيمية، فقال: «ثمَّ كثير من هؤلاء يقولون: تُجرى على ظواهرها، فظاهرها مراد، مع قولهم: إنَّ لها تأويلاً بهذا المعنى لا يعلمه إلا الله، وهذا تناقض وقع فيه كثير من هؤلاء المنتسبين إلى السنَّة من أصحاب الأئمة الأربعة -وغيرهم-» (7).

ثالثاً: إنَّ هذا الكلام يستلزم أنَّ الرسول -صلى الله عليه وسلم- لم يعرف معاني ما أنزلَ الله إليه من معاني الصفات، ولا جبريل يعرف معاني الآيات، ولا السابقونَ الأوَّلونَ عرفوا ذلك، وكذلك قوله: «كل ذلك بمعانٍ لا ندركها»! مع أنَّ الرسول -صلى الله عليه وسلم- تكلَّم بها ابتداءً، فعلى قوله هذا تكلَّم بكلام لا يعرف معناه: وهذا التجهيل مستلزمٌ الطعنَ في تمام هذا الدين، وذلك ما حمل علماء السلف -رضوان الله عليهم- على تشديد النكير على أهل التفويض، وإبطال مقالتهم(8).

رابعاً: وفي خاتمة كلام (حسن البنّا ) وبحثه لهذا الباب، قال: «وخلاصة هذا البحث: أنَّ السلف والخلف قد اتَّفقا على أنَّ المراد غير الظاهر المتعارف بين الخلق، وهو تأويل في الجملة» (9)!

وهذا يستلزم أنَّ مجرَّد نفي تشبيه الله عن خلقه هو تأويلٌ عند الأستاذ حسن البنا!! لأنّ ظاهر النصوص في هذا الباب -عنده- فيها مشابهة الله لخلقه!! فلا بدَّ من تأويلها، بل قد صرَّح بهذا في بدايات رسالته -أيضاً-، قال: «وردت في القرآن الكريم آيات، وفي السنَّة المطهَّرة أحاديث توهم -بظاهرها- مشابهةَ الحقّ -تبارك وتعالى- لخلقه في بعض صفاتهم، نورد بعضها على سبيل المثال، ثمَّ نفضي بذكر ما ورد فيها من الأقوال . . . » (10).

ثمّ سرد أمثلة من الكتاب والسنّة، وقال:

«انقسم النَّاس في هذه المسألة على أربع فرق:

فرقة أخذت بظواهرها كما هي، فنسبت إلى الله وجهاً كوجه الخلق، ويداً أو أيدياً كأيديهم، وضحكاً كضحكهم، وهكذا حتى فرضوا الإله شيخاً، وبعضهم فرضه شابًّا، وهؤلاء هم المُجسِّمة المُشبِّهة . . . » (11).

والحقُّ أنَّ البنا -رحمه الله- قد أخطأ في هذا المقام خطأً جسيماً، فإنَّا لا نعلم آية واحدة ولا حديثاً واحداً يوهم -بظاهره- مشابهة الحقِّ -عزَّ وجلَّ- لخلقه، والمُشبِّهة -في حقيقة أمرِهم- لم يأخذوا بظواهر النصوص الشرعيّة البتّة، فإنَّ الأخذ بها لا يمكن أن يؤدي إلى الضلال، وإنَّما وقع المُشبِّهةُ والمُجسِّمةُ فيما وقعوا فيه لأنّهم أعرضوا عمّا تقتضيه ظواهر هذه النصوص –مُخالفين لها، ولهديها-.

ولا مناص من التَّأكيد على أنَّ نسبةَ التشبيه إلى ظاهر النصوص -كما قال البنّا-، نسبةٌ شنيعةٌ بشعةٌ، تستلزمُ خطرَ تكذيب هذه النصوص:

فالظاهر السالم عن المعارض، والخالي عن القرائن الصارفة هو المقصود الحقيقي للكلام؛ فإذا جاء الخطاب دالّاً على معنى من المعاني دون أن تَرِدَ معه قرينة تُبيِّن للسَّامع أنَّ هذا الظاهرَ غيرُ مقصود بالخطاب، فلا معنى لإبطال هذا الظاهر، أو ردِّه، أو زعم أنَّه غير مراد من الخطاب، إلا تكذيبُ الخطاب -حقيقةً-.

وأمَّا إذا اقترن بالنص قرينةٌ نفهم منها أنَّ المعنى المتبادر من النص -حالَ عدم ورودها- غيرُ مراد؛ فإنَّ هذه القرينة تكون حينئذٍ جزءاً من الظاهر.

ومِمّا يؤكّد لك أنَّ ظاهر نصوص الكتاب والسنَّة -عموماً-، ونصوص الصفات -خصوصاً-، هو المعنى المراد، البريءُ من التشبيه والتجسيم -كما هو مجانب لضدِّه من التعطيل والتأويل.


ففي الصحيحين قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

((إن من كان قبلكم كانوا إذا مات فيهم الرجل الصالح بنوا على قبره مسجدا وصوروا فيه تلك الصور وأولئك شرار الخلق عند الله يوم القيامة))


وكان النبي صلى الله عليه وسلم يحقق التوحيد ويعلمه أمته حتى قال له رجل: ما شاء الله وشئت.

فقال: ((أجعلتني لله ندا، بل ما شاء الله وحده)),,، وقال: ((لا تقولوا: ما شاء الله وشاء محمد، ولكن قولوا: ما شاء الله ثم ما شاء محمد



تقبل :. تقديرى
 

بوسند

عضو ذهبي
أخي أبو العتاهية ..

أرجو ذكر المصدر الذي نقلت منه ردك الأخير ...

فمن بركة العلم أن تنسب القول إلى قائله ..

و شكرا
 

بوسند

عضو ذهبي
و هناك طلب بسيط يا أخي أبو العتاهية ..

ممكن تشرح لي هذا الكلام :

فالظاهر السالم عن المعارض، والخالي عن القرائن الصارفة هو المقصود الحقيقي للكلام؛ فإذا جاء الخطاب دالّاً على معنى من المعاني دون أن تَرِدَ معه قرينة تُبيِّن للسَّامع أنَّ هذا الظاهرَ غيرُ مقصود بالخطاب، فلا معنى لإبطال هذا الظاهر، أو ردِّه، أو زعم أنَّه غير مراد من الخطاب، إلا تكذيبُ الخطاب -حقيقةً-.

و لك جزيل الشكر .. و آسف على الإثقال :)
 

أبو العتاهيه

عضو مخضرم
أرجو مراجعة القسم الثالث من مجموع فتاوى الشيخ محمد بن عبد الوهاب ص 68 حيث يقول :

ان التوسل من مسائل الفقه فلا ننكر على من فعله , ولاانكارفي مسائل الاجتهاد

وقال في نفس الصفحة لمن اراد التوسل ان يقول في دعائه : اسألك بنبيك أو بالمرسين او بعبادك الصالحين

هل ينطبق ما ذكرته في حق البنا .. على ابن عبدالوهاب ؟

تحياتي

أثبت بمالايدع الشك بأنكم تستسقون تعاليم دينكم من الصوفيه ,,

فهذا الكلام الذى أنت نقلته ,,من تلبيسات الصوفى العسيــري عليه من الله مايستحق,,وكذلك

الرافضى الذين تجنّوا على الشيخ وحرفوا بكلامه ,,

مثال :

فأنظر قول هذا الرجل (أسألك بنبيك) ولم يقل يا نبي الله لكن قول يا نبي الله شرك!! وهو تخصيص

قول الشيخ : " لكن لا يدعو إلا الله مخلصا له الدين , فأين هذا مما نحن فيه؟"

محمد بن عبدالوهاب رحمه الله يقول: " التوسل إلى الله بدعاء النبي صلى الله عليه وسلم

وشفاعته في حياته،وبدعاء غيره من الأنبياء والصالحين في حياتهم،فهذا كله مُستحب،كما توسل

الصحابة بدعاء النبي صلى الله عليه وعلى وسلم وشفاعته في حياتهم،وتوسلوا بدعاء العباس بن

عبدالمطلب عم النبي صلى الله عليه وسلم،وبدعاء يزيد بن الأسود الجرشي.

وأما التوسل بجاهِ المخلوقين،كمن يقول:اللهم إني أسألك بجاهِ نبيك

محمد ونحو ذلك.فهذا لم ينقل عن النبي صلى الله عليه وسلم،وأكثر العلماء على النهي

عنه،وحكى ابن القيم رحمه الله تعالى أنه بدعة إجماعاً،ولو كان الأنبياء والصالحون لهم جاه عند الله

سبحانه وتعالى فلا يقتضي ذلك جواز التوسل بذواتهم وجاههم،لأن الذي لهم من الجاه والدرجات

أمر يعود نفعهُ إليهم،ولا ننتفع من ذلك إلا باتباعنا لهم،ومحبتنا لهم،والله المجازي على ذلك.

هذا والحق أبلج، والباطل لجلج،

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( يأتي في آخر الزمان قوم حدثاء الأسنان سفهاء الأحلام

يقولون من قول خير البرية يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية لا يجاوز إيمانهم

حناجرهم فأينما لقيتموهم فاقتلوهم فإن قتلهم أجر لمن قتلهم يوم القيامة ).

( صحيح البخاري , كتاب فضائل القرآن , 4770 )



تقبل تقديرى ,,

همسه لو يتم تغيير العنوان الى :أركان بيعة الأخوان للأسلام ,,,لكان أقرب لكم ,,

أقترح ..لسرعة الرد ,, وحتى لانتشعب بالمواضيع ولكى يكون الحوار هادف

فليكن موضوع واحد أى مكان واحد,,أحاوركم فيه ,,( أنت ومعك الاخ ابو يوسف والاخ اطارق ),,أفضل من الانتقال بثلاثه مواضيع



:.
 

أبو العتاهيه

عضو مخضرم
أخي أبو العتاهية ..

أرجو ذكر المصدر الذي نقلت منه ردك الأخير ...

فمن بركة العلم أن تنسب القول إلى قائله ..

و شكرا

تفضل أخى أبو سند

المصدر:رسالة « العقائد » (صفحة 74)

للأستاذ حسن البنا رحمه الله ,,

وأذا تبى رابط ,,بكل سرور

..
 

أبو العتاهيه

عضو مخضرم
و هناك طلب بسيط يا أخي أبو العتاهية ..

ممكن تشرح لي هذا الكلام :
فالظاهر السالم عن المعارض، والخالي عن القرائن الصارفة هو المقصود الحقيقي للكلام؛ فإذا جاء الخطاب دالّاً على معنى من المعاني دون أن تَرِدَ معه قرينة تُبيِّن للسَّامع أنَّ هذا الظاهرَ غيرُ مقصود بالخطاب، فلا معنى لإبطال هذا الظاهر، أو ردِّه، أو زعم أنَّه غير مراد من الخطاب، إلا تكذيبُ الخطاب -حقيقةً-.


و لك جزيل الشكر .. و آسف على الإثقال :)

لا تقل آسف على الاثقال ,, على الرحب والسعــه :) ,,اااا


أى أذا اقترن بالنص قرينة نفهم منها أن المعنى المتبادر من النص -حال عدم ورودها- غير مراد

فإن هذه القرينة تكون حينئذ جزءا من الظاهر.

ومم يؤكد لك أن ظاهر نصوص الكتاب والسنة -عموما ,, ونصوص الصفات -خصوصا- هو المعنى

المراد، البريء من التشبيه والتجسيم -كما هو مجانب لضده من التعطيل والتأويل:

إن أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وسلف الأمة، إنّما أخذوا بهذا الظّاهر وآمنوا به ولم يروا

فيه تشبيها ولا تجسيما، ولم يشكّوا بمراده، بله أن يحكموا ببطلانه أو امتناعه (12).

(12) لك أن ترجـع للأستفاده بشكل أكبـر وبتفصيل أكثر

لكتاب" نظرات في مناهج الإخوان المسلمين"

دراسة نقدية إصلاحية» من صفحه (48-74)


تقبل :. تقديرى ,,
 

أبو يوسف

عضو ذهبي
أبو العتاهية:

قال الله تبارك وتعالى عن المؤمنين في بيعة الرضوان { إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ فَمَنْ نَكَثَ فَإِنَّمَا يَنْكُثُ عَلَى نَفْسِهِ وَمَنْ أَوْفَى بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ اللَّهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً }

هل تأخذ هذا الآية على ظاهرها ؟
 

الطارق

عضو ذهبي
بعد إذن الأخ الطارق:

لنرى دقة الإمام البنا رحمه الله في إنتقاء عباراته

فهو في هذا الأصل يتكلم عما يسميه العلماء بالبدعة الحقيقية

وهي:

- أن تكون في الدين.

- لا أصل لها .

فلو كانت في غير الدين لا تندرج تحت باب البدعة الشرعية وإن كانت تعتبر بدعة في اللغة.

وحتى لو كانت في الدين يشترط أن لا يشهد لها أصل ، أما لو كان لها أصل فلا تندرج تحت باب البدعة الشرعية

مثال على ذلك :

النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن يلتزم الصلاة بعد كل وضوء ، إلا أن بلال - من فهمه أن ذلك لا يتعارض مع الدين - كان يلتزم الصلاة بعد كل وضوء ، وحينما علم النبي صلى الله عليه وسلم أقره على ذلك لأن الأمر له أصل وهو الإكثار من التعبد " الصلاة خير موضوع ‏فمن شاء استكثر و من شاء استقل "

أعرف أن الحوار حول فهم موضوع البدعة وتقسيماتها وتطبيقاتها المعاصرة يطول

ولكنها إشارة موجزة


جزاك الله خيرا أخي أبو يوسف على هذا التفصيل


وفي الحقيقه إنني أتعمد عدم التفصيل لسببين رئيسيين :

الأول :أنني أريد شرح الأصول العشرين شرحا مبسطا يستطيع فهمه عامة الناس وخاصتهم .

الثاني : ترك فسحة لمن أراد السؤال والاستيضاح لمن لم يكن ممن ذكرت في السبب الأول .


تقبل تحياتي ، وتلك أن تتفضل علينا بتفصيل أي نقطة شئت .
 

الطارق

عضو ذهبي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،

ليسمح لي الاخ الطارق ، ان اعود به الى الاصل السابع بما نقله :



هل عدد الامام البنا تلك المذاهب التي عدها معتبرة ؟ و اين اجد ذلك ان وُجد ؟ .

في الاصل العاشر اوردت التالي :



مالذي وسع الرسول صلى الله عليه وسلم في هذه العبارة ؟


تحياتي مع جزيل الشكر


لم أقع على تعداد الإمام حسن البنا أو تسميته لمذاهب معينة ، لكنه حدد المرجع الذي يستنبط منه الحكم الشرعي ووضح إطاره وذلك في الأصل الثاني من هذه الأصول العشرين حيث قال رحمه الله : ( القرآن الكريم والسنة المطهرة مرجع كل مسلم في تعرف أحكام الإسلام، ويفهم القرآن طبقاً لقواعد اللغة العربية من غير تكلف ولا تعسف، ويرجع في فهم السنة المطهرة إلى رجال الحديث الثقاة )

وربما في تقديم الإمام حسن البنا رحمه الله لكتاب الشيخ سيد سابق ( فقه السنة ) إشارة إلى تلك المذاهب التي يعتد بها الإمام .

كما أنه رحمه الله حدد في الأصل السابع من هذه الأصول الإطار العام لكيفية تلقي العلم الشرعي حيث قال : ( ولكل مسلم لم يبلغ درجة النظر في أدلة الأحكام الفرعية أن يتبع إماماً من أئمة الدين، ويحسن به مع هذا الاتباع أن يجتهد ما استطاع في تعرف أدلة إمامه، وأن يتقبل كل إرشاد مصحوب بالدليل، متى صح عنده صدق من أرشده وكفايته، وأن يستكمل نقصه العلمي، إن كان من أهل العلم، حتى يبلغ درجة النظر ) .

راجع شرح الأصلين .


أما سؤالك الآخر الذي تفضلت به وهو : ( مالذي وسع الرسول صلى الله عليه وسلم في هذه العبارة ( ويسعنا ما وسع رسول الله ) ؟

الحديث هنا كان عن موضوع العقيدة ومبحث الأسماء والصفات فيها ، والذي وسع النبي صلى الله عليه وسلم مذكور في كثير من نصوص الشريعة منه قول الله تعالى : ( آمن الرسول بما انزل اليه من ربه والمؤمنون كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين احد من رسله وقالوا سمعنا واطعنا غفرانك ربنا واليك المصير )

وقوله صلى الله عليه وسلم : ( تفكروا في خلق الله ولا تفكروا في الله ) والنصوص الدالة على ما وسع النبي صلى الله عليه وسلم في مسائل الاعتقاد كثيرة .


تحياتي لك ، أتمنى أن أكون قد أجبتك
 
أعلى