فضل شهر رمضان وفضل الصيام

ابوحفص

عضو فعال
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله اللطيف الرؤوف المنان الحليم الوهاب الكريم الرزاق الرحيم الرحمن
أحمده على الصفات الكاملة الحسان وأشكره على نعمه السابغة وبالشكر يزيد العطاء والامتنان ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله المبعوث إلى الإنس والجان . صلى الله عليه وعلى اله وأصحابه والتابعين لهم بإحسان ما توالت الأزمان ، وسلم تسليماً ؛
ثم أما بعد :
قال الله تعالى : ( شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدًى للناس وبيناتٍ من الهدى والفرقان ) الآية (( سورة البقرة )) " 185 "
وروى البخاري في الأدب المفرد من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم رقى المنبر فقال : (( آمين آمين آمين قيل له : يا رسول الله ، ما كنت تصنع هذا فقال : قال لي جبريل رغم أنف عبد أدرك أبويه أو أحدهما لم يدخله الجنة قلت آمين ثم قال رغم أنف عبد دخل عليه رمضان لم يغفر له فقلت آمين ثم قال رغم أنف امرئ ذكرت عنده ولم يصل عليك فقلت آمين ))
إخواني وأخواتي المسلمين أيها الأحبة الكرام أقترب شهر الخيرات والبركات أقترب شهر محفوف بالرحمة والمغفرة والعتق من النار ، شهر رمضان الشهر العظيم ، الذي قد حصل لكم فيه من الله الفضل العظيم ، وهو القرآن الكريم المشتمل على الهداية لمصالحكم الدينية والدنيوية ؛
شهر رمضان الذي اشتهرت بفضله الأخبار وتواترت الآثار ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( إذا جاء رمضان فتحت أبواب الجنة وغلّقت أبواب النار وصفّدت الشياطين )) رواه الإمام البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه ؛
وإنما تفتح أبواب الجنة في هذا الشهر لكثرة الأعمال الصالحة وترغيباً للعاملين وتغلق أبواب النار لقلة المعاصي من أهل الإيمان ، ومردة الشياطين يصفّدون بالسلاسل والأغلال فلا يصلون إلى ما يريدون من عباد الله الصالحين من الإضلال عن الحق والتثبيط عن الخير وهذا من معونة الله لهم أن حبس عنهم عدوهم الذي يدعو حزبه ليكونوا من أصحاب السعير ، ولذلك تجد عند الصالحين من الرغبة في الخير والعزوف عن الشر في هذا الشهر أكثر من غيره ؛
إخواني وأخواتي ، بلوغ رمضان نعمة كبيرة على من بلغه وقام بحقه بالرجوع إلى ربه من معصيته إلى طاعته ومن الغفلة عنه إلى ذكره ومن البعد عنه إلى الإنابة إليه ؛
ومن فضائل الصوم في رمضان أنه سبب لمغفرة الذنوب وتكفير السيئات ، روى البخاري ومسلم في صحيحهما من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه )) وقد جاء في صيام رمضان وفضل الأعمال في هذا الشهر أحاديث كثيرة جداً ، وقد تفضل الله سبحانه على عباده بالأجر الكثير في هذا الشهر المبارك ؛ فمن فضل الله وجوده وكرم على عباده أنه شرع لهم من الأعمال الصالحة ما يكون سبباً لمغفرة ذنوبهم ورفعة درجاتهم فلله الفضل والمنة بذلك ؛ وقد اختص الله سبحانه وتعالى لنفسه الصوم من بين سائر الأعمال وذلك لشرفه عنده ومحبته له وظهور الإخلاص له سبحانه فيه لأنه سر بين العبد وبين ربه لا يطّلع عليه إلا الله فإن الصائم يكون في الموضع الخالي من الناس متمكّناً من تناول ما حرّم الله عليه بالصيام فلا يتناوله لأنه يعلم أن له رباً يطلع عليه في خلوته وقد حرّم عليه ذلك فيتركه لله خوفاً من عقابه ورغبةً في ثوابه ؛ وفي الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : قال الله تعالى : (( كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به . والصيام جنة فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب فإن سابه أحد أو قاتله فليقل إني صائم ، والذي نفس محمد بيده لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك ، للصائم فرحتان يفرحهما ، إذا أفطر فرح بفطره ، وإذا لقي ربه فرح بصومه )) وفي رواية لمسلم (( كل عمل ابن آدم له يضاعف الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف قال الله تعالى إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به يدع شهوته وطعامه من أجلي ))
وهذا الحديث الجليل يدل على فضيلة الصوم وعلى البشرى الكبيرة وهي أن الله تعالى قال في الصوم : وأنا أجزي به فأضاف الجزاء إلى نفسه الكريمة وهو سبحانه أكرم الأكرمين وأجود الأجودين ؛
وقد دل الحديث أيضا على فضلية الصوم من وجوهٍ عديدة منها أن الصوم جنة أي وقاية وستر يقي الصائم من اللغو والرفث ، ومنها أن خلوف الصائم أطيب عند الله من ريح المسك ، وهذا دليل على عظيم شأن الصيام عند الله عزوجل ؛ ومنها فرحة الصائم عند فطره فيفرح بما أنعم الله تعالى عليه من القيام بعبادة الصيام الذي هو من أفضل الأعمال الصالحة ، ويفرح بما أباح الله له من الطعام والشراب والنكاح الذي محرماً عليه حال الصوم ، وأما فرحه عند لقاء ربه فيفرح بصومه حين يقال : أين الصائمون ليدخلوا الجنة من باب الريان الذي لا يدخله أحد غيرهم . ويفرح بصومه حين يجد جزاءه عند الله تعالى موفراً كاملاً في وقت هو أحوج ما يكون إليه ؛
اللهم أيقظنا من رقدات الغفلة ، ووفقنا للتزود من التقوى قبل النقلة وارزقنا اغتنام الأوقات في ذي المهلة ، واغفر لنا ولوالدينا ولجميع المسلمين برحمتك يا أرحم الراحمين ؛ وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم ؛
وبالله تعالى التوفيق
 

ابوحفص

عضو فعال
بارك الله فيك ياخوي ابو حفص وجزاك الله كل خير ..مبارك عليك الشهر مقدما :وردة:
وفيكم بارك الله ، وأسال الله جل وعلا أن يبلغنا رمضان ويعتق رقابنا من النيران ، ويجعلنا وإياكم من الفائزين بدار السلام
 
أعلى