/
ابو فراس الحمداني :
لقيتُ نُجُومَ الأُفقِ وهي صوارمٌ ,, وخُضتُ سوادَ اللَّيْلِ وهو خُيُولُ
ولمْ أرعَ للنَّفسِ الكريمةِ خلَّةً ,, عشيَّةَ لمْ يعطفْ عليَّ خليلُ
ولكنْ لقيتُ الموتَ حتَّى تركتُها ,, وفيها وفي حدِّ الحُسامِ فُلُولُ
إذا اللهُ لم ينصرْكَ لم تلقَ ناصراً ,, وإنْ جلَّ أنصارٌ وعزَّ قبيلُ
وإنْ هوَ لمْ يدلُلْكَ في كلِّ مسلكٍ ,, ضللتَ ولوْ أنَّ السِّماكَ دليلُ
,
,
تميم ابن المعز :
وسَمَا بقدري في العُلا أَدَبي ,, حتَّى وطئتُ كواكبَ الظُّلمِ
في كلِّ صالحةٍ مددتُ يَدي ,, ولكلِّ مكرمةٍ سَعَتْ قَدَمي
فاسأل خُطُوبَ الدَّهْرِ عن جَلَدي ,, وغوامضَ الأشياءِ عنْ فَهَمي
المجدُ أصلٌ فرعُهُ كَرَمي ,, والدَّهْرُ رمحٌ سِنُّه قَلَمي
لمْ أخشَ قطُّ حُلُولَ حادثةٍ ,, واللَّيثُ لا يخشَى منَ النَّعَمِ
لا غروَ أنِّيَ مانعٌ شَرَفي ,, ومبينُ فضلِ عُلايَ للأُممِ
فلتعلمِ الدُّنيا وساكنُها ,, أنِّي عَظُمتُ بها عنِ العِظَمِ
جَدِّي النَّبيّ المُستضاءُ بهِ ,, وأبي المُعزُّ مجلِّلُ النِّعَمِ
أُرجَى وأُخشَى سطوةً وندًى ,, يُرجَى ندايَ وتتَّقى نِقَمي
,,,
,
ابو العلاء المعري :
ألا في سبيلِ المجدِ ما أنا فاعلُ ,, عفافٌ وإقدامٌ وحزمٌ ونائلُ
أعندي وقدْ مارستُ كلَّ حقيقة ,, يصدّقُ واشٍ أو يخيَّبُ سائلُ
تعدُّ ذُنُوبي عندَ قومٍ كثيرةً ,, ولا ذنبٍ لي إلاَّ العُلا والفواضلُ
كأنِّي إذا طلتُ الزَّمَانَ وأهلَهُ , , رجعتُ وعندِي للأنامِ طوائلُ
وقدْ سارَ ذِكْري في البلادِ فمنْ لهمْ ,, بإخفاءِ شمسٍ ضوؤُها متكاملُ
وأنِّي وإنْ كنتُ الأخيرَ زمانُهُ ,, لآتٍ بما لمْ تستطعْهُ الأوائلُ
وأغدُو ولو أنَّ الصَّباحَ صوارمٌ ,, وأسْري ولوْ أنَّ الظَّلامَ جحافلُ
وأيُّ جوادٍ لمْ يُحلَّ لجامُهُ ,, ونِضْوٍ يمانٍ أغفلتْهُ الصَّياقلُ
وإنْ كانَ في لبسِ الفَتَى شرفٌ لهُ ,, فما السَّيْفُ إلاَّ غمدُهُ والحمائلُ
ولي منطقٌ لمْ يرضَ لي كُنْهَ مَنْزلي ,,, على أنَّني فوقَ السِّماكينِ نازلُ
لَدَى موطنٍ يشتاقُهُ كلُّ سيّدٍ ,, ويقصُرُ عنْ إدراكِهِ المتناولُ
ينافسُ يومي فيَّ أمْسي تشرُّفاً ,, وتحسُدُ أسْحاري عليَّ الأصائلُ
,
,
المتلمس :
لذي الحِلْمِ قبْلَ اليْومِ ما تُقْرَعُ العصَا ,, وما عُلِّم الإنسانُ إلَّا ليَعْلَما
فإنَّ نِصابي إنْ سأَلْتَ ومَنْصبي ,, منَ الناسِ قوْمٌ يفْتِنُونَ المُزَنَّما
وكُنَّا إذَا الجبَّارُ صعَّرَ خدَّهُ ,, أقمْنا لهُ منْ ميْلِهِ فتقَوَّما
فلَوْ غيْرُ أخْوالي أرادوا نقيصَتي ,, جعَلْتُ لهُمْ فُوْقَ العرَانينِ مِيسَمَا
وما كنْتُ إلَّا مثْلَ قاطعِ كفِّهِ ,, بكفٍّ لَهُ أخْرَى فأصبَحَ أجْذَما
فلمّا استَقادَ الكفَّ بالكفِّ لمْ يجِدْ ,, لهُ دَرَكاً في أنْ تَبينَا فأحْجَما
فأَطْرقَ إطْراقَ الشُجاعِ ولوْ يرَى ,, مُساغاً لنابيْهِ الشُجاعُ لَصَمَّمَا
إذا ما أديمُ القومِ أنهَجَهُ البِلَى ,, تفرَّي ولَوْ كتَبْتَهُ وتخَرَّما
إذا لمْ يزَلْ حبْلُ القَرينَيْنِ يلْتوي ,, فلا بُدَّ يوْماً للقُوى أنْ تُجَذَّما
وقدْ كنْتُ أرجُو أنْ أكونَ لخَلْفكُمْ ,, زعيماً فَما أحرَزْتُ أنْ أتَكَلَّما
لاُ ورِثَ بعْدي سُنَّةً يُهْتدى بها ,, وأجْلوَ عنْ ذي شُبْهَةٍ أَنْ يُفَهَّما
أرى عُصُماً في نصْرٍ بُهْثةَ دائِباً ,, وتَعْذُلُني في نصْرِ زيدٍ فبِئْسَ مَا
/