اعداد غادة عبد المنعم وهديل الفهد:
«ملكة السامري».. عايشة المرطة
ـ انطلاقتها الفنية في عام 1970
ـ غنت «ودعتك الله» و«يا متلف الروح» و«منسية»، و«أنا يا خلي».
ـ فقدت بصرها منذ الصغر وواصلت إبداعها الفني.
فنانة كويتة عشقت الفن منذ نعومة أظافرها... وتربعت بجدارتها على عرش الاغاني الشعبية الكويتية.
عايشة المرطة التي رحلت عن دنيا الفن تاركة لنا اجمل الذكريات والمعاني لكل من عشقت آذانه سماع صوت الحنجرة الذهبية التي تميزت بها هذه الفنانة الأكثر من مميزة رغم معارضة زوجها لها في ان تستمر في الغناء ولشدة مرضها. عايشة المرطة هي اول مطربة في زاوية «بشتختة» وعن مشوارها الفني ما يلي:
من أقوالها «الحب عاطفة سامية، ولكنها نادرة، وأصدق عواطف الحب هي الأمومة، وهي العاطفة المجردة من المصالح والغايات، والمبنية على اساس من التضحية والاخلاص».
ومن أبرز اغانيها اغنية «ودعتك الله» من كلمات الشاعر الغنائي مبارك الحديبي، والحان خالد الزايد وتقول فيها:
ودعتك الله يا حبيب الروح
امانة اللي ما سلت عينه
ان جان ما عندك غرض لا تروح
فرقاً السفر يا حبيبي بثينه
هي الفنانة الراحلة عايشة المرطة التي تمتلك صوتاً ومكانة فنية من طراز فريد لما قدمته من اغان حديثة متطورة بالرغم من ان الكثيرين قالوا انها لا تجيد سوى اللون الشعبي، ولكنها تحدت كل ما قيل عنها وتطورت من ابداعها الفني لتصل بشهرتها الى دول الخليج والوطن العربي ببحة صوتها «الذهبية»، وحينها توجت كملكة للغناء السامري.
حكاية بنت كويتية
عشقت الفنانة الراحلة عايشة المرطة الغناء منذ كانت بلغت الثامنة من عمرها، وانطلقت مع موهبتها في الأعياد والمناسبات فوق «الدوارق» وكانت تغني ومن حولها البنات يرددن الغناء، ويوماً بعد يوم شعرت عايشة بأن موهبتها الغنائية تلح عليها فظلت مرتبطة بالغناء بالرغم من انها تركته لفترة زمنية بعدما فقدت بصرها إثر اصابتها بالجدري، وتوفيت والدتها عندما كان عمرها 13 عاماً، وحين بلغت 16 عاماً طلبت منها الفنانة سعاد البريكي الاشتراك معها في فرقتها لاعجابها بصوتها الشجي، وكانت ايضاً الفنانة عودة المهنا عضوة في الفرقة أيضاً، وبعد أربعة أشهر تقريباً تركت المرطة الفرقة لعدم رغبة زوجها، وبعد خمس سنوات من الزواج وافق زوجها على عودتها الى الفن، ولكن بانتشار أكثر عندما ساعدتها الفنانة عودة المهنا في ان تذهب الى الاذاعة والتليفزيون لتسجل مجموعة من اغنياتها الشعبية ومن هنا تعرف اليها عدد من الملحنين والشعراء، فكانت انطلاقتها الحقيقة عام 1970 عندما قدمت تجربة صوتية أمام اللجنة بلحن اغنية «يا متلف الروح»، وبعد التحاقها بالاذاعة كانت باكورة اعمالها اغنية «يا ليل دانة» من كلمات ماجد سلطان والحان خالد الزايد.
بطاقة شخصية
عايشة المرطة من مواليد حي القبلة فريج الفوادرة بمدينة الكويت عام 1931 تقريباً تلقت تعليمها الاول في مدارس النور «المعاهد الخاصة» لانها فقدت نظرها كما ذكرنا من قبل، وعاشت في كنف خالها سالم المرطة بعد ان توفي والدها وهي في السنوات الاولى من عمرها.
وفي مدارس النور والأمل تلقت أول دروسها في تجويد القرآن الكريم الى جانب الحساب والكتابة والقراءة وتميزت حينها في قدرتها على تجويد القرآن الكريم بجمال صوتها، وذلك قبل أن تنخرط في العمل بالوسط الفني.
تطور فني
وفي عام 191 قدمها عبد الله المحيلان في برنامجه التلفزيوني «للمشاهد مع التحية» حيث ذكرت خلال حديثها عن رغبتها في الغناء المطور مع فرقة موسيقية واستعدادها بالتعاون مع اي ملحن قادر على ان يصلها بالجمهور.
وكما كان يًُعرف عن الراحلة بانها مغرمة بزيارة القاهرة، والتقت مع الفنانة الراحلة كوكب الشرق أم كلثوم حيث كانت تسجل اغانيها واعجبت أم كلثوم بهذه الفنانة المبدعة.
وكانت بدايتها مع الأغاني المطورة اغنية «حكم الهوى» ثم اغنية بعنون «أنا ياخلي» من كلمات مبارك الحديبي وألحان يوسف المهنا، ومن ثم ا غنية «نسى عشرتي» من كلمات يوسف المنيع، والحان عثمان السيد وتقول فيها:
صبرت امس والبارح تعبر
على نار محبوب جفاني
نسى عشرتي وياه واقسمت
ما ادوس الخطر لو هو بكاني
وبعد اربع سنوات سجلت عايشة المرطة 26 اغنية شعبية مع فرقة عودة المهنا واكثر من عشر اغنيات مع الفرقة الموسيقية باذاعة الكويت وهي الاغنيات التي حققت لها نجاحاً جماهيرياً لا مثيل له بعنوان «يلعبون» من كلمات مبارك الحديبي والحان يوسف المهنا وتقول فيها:
بلعون ماني عقبهم مرتاح
مدري شسوي ضاعت افكاري
هم عودوا قلبي على الافراح
واليوم مالي عندهم طارى
رصيد فني
بالرغم من السنوات الفنية القليلة التي عاشتها عايشة المرطة إلا انها تركت مسيرة فنية زاخرة بالاعمال الفنية التي اثرت في الحركة الغنائية الفنية الكويتية من اغان تراثية شعبية واغان عاطفية حيث سجلت حوالي 128 اغنية مطورة للاذاعة والتليفزيون، واكثر من 130 اغنية شعبية مع فرقة عودة المهنا ولاسيما تميزها في غناء اللون السامري.
اجمل الاغنيات
ومن اجمل اغنياتها هي «ينشدوني علامك»، و«يطري علي» و«منو اللي»، و«دعتك الله»، و«أجفان عيني»، و«لحاج الله يا نفس»، و«هانت العشرة»، و«البارحة»، و«يا حبيبي حكمت»، و«تذكرت من عيني»، و«سيروبي »، و«ياناس دلوني»، و«سلمولي على غرو»، و«عبر مضموني» وأطاوع الدنيا»، و«حمام الشوق»، و«جزا الله» و«مواق»، و«منسيه»، و«يا غصين البان».
رحيل
وفي يوم 13/7/1978 شعرت عايشة المرطة بمرض شديد سافرت على إثره الى باريس، ولندن لتلقي العلاج هناك ولكن دون جدوى حيث عادت على الفور الى الكويت حيث ادخلت مستشفى الصباح وتوفيت على الفور تاركة لنا ثروة فنية خلدت على مر الاجيال التي سمعت وعشقت هذه الفنانة الاكثر من رائعة.
...............................
الصراحه شاقني الطرب والكيف عال العال.....واطرب على هالغنايه وبغيتكم
معاي تدوحون الميد دوح على هالطق العجيب
عـلامـة مـا ينـابينـى عـلامـه...ويخفـي مـا بقلبـه مـن مـلامـه
ويخلـف سنّــة العشــاق فينــا...ومثلـه مـا يغابـى فـي كـلامـه
وهـذي صفحـة القرطـاس عنـدي...ودنـي لـي دواتـي يـا سـلامـة
أبـا أكتـب لـه كـلام بـه سـلام...علـى بعـد التنـايـف والمـهامـه
أبجبـر قلـب مـن فيـها خليــع...وريـح المسـك مختـوم ختـامـة