ما هى الظاهرية ومن هم أهل الظاهر ؟

بوجسوم

عضو ذهبي
أهل الظاهر هم ثلة من النزّاع على مر العصور ، من علماء السلف أو من علماء الخلف ، اختلفت مشاربهم وأوطانهم وأنسابهم ، إلا أنهم جميعاً اتفقوا على أمر واحد ، وهو ( وجوب الرد إلى الأمر الأول ) أي الذي كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم في فهم الشريعة الإسلامية والعمل بها ، وقد سار على هذا الطريق الكثير من أئمة الدين والهدى ، وهذا نهج الصحابة والتابعين والقرون الثلاثة المفضبلة وسار على هداهم داود الظاهري وابنه وابن حزم الظاهري وجمهرة أصحاب الحديث كالبخارى ومسلم ومن المتأخرين الإمام بديع الزمان السندي ، والكتاني ، وتقي الدين الهلالي ، وأبي تراب الظاهري ، والعلامة الجهبذ ابن عقيل الظاهري حفظه الله ، والعلامة الأثري مقبل بن هادي الوادعي وغيرهم من أهل العلم والدين والتقى ))
فأهل الظاهر ومنهجهم المبارك ليس شاذا بل هو الأصل والأمر الأول الذى كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه والقرون المفضلة . راجع الرابط http://aldahereyah.net/forums/index.php?page=daher
مما سبق يتبين لك خطأقول ((الظاهرية مذهب فقهى)) فالحق أن الظاهرية هى منهج متكامل لفهم الدين بل هو المنهج الأول الذى سار عليه القرون المفضلة. أما عن منهج أهل الظاهر هو الوقوف على اليقين في كل شيء من أحكام الشريعة الإسلامية وترك ما عداه من الأقوال التي كانت بناء عن الرأي والظن أى أن التشريع عندهم لا يكون إلا من له التشريع ، وهو الله تعالى في كتابه ، ورسوله صلى الله عليه وسلم الناطق بالوحي .
وقد أخطأ الكثير ون ومنهم سفر الحوالى حين اعتبروا الظاهرية مذهباً كمذاهب الأئمة الأربعة ، يقلد الثاني منهم الأول ، بحيث يكون الإمام داود الظاهري هو إمام المذهب ، فيكون من بعده تبعاً له ، مستنبطاً من أقواله !
وهذا خطأ كبير وقعوا فيه لأن الظاهرية ليست مذهباً لتقليد أحد واستنباط الشريعة من أقواله كما يفعل المقلدة للمذاهب الأربعة ، وإنما هم ينزعون إلى الاجتهاد في كل أمرهم ، ويحرمون تقليد أحد من البشر ، فليس عندهم إلا اتباع رسول الله صلى الله عليه وسلم فقط دون غيره من الناس بخلاف المذاهب الأربعة التي تدعو إلى تقليد إمام بعينه ، وتنتصر لقول الإمام بالحق وبالباطل !
فالظاهرية تدعو إلى الاجتهاد بما يصل به الإنسان إلى القطع الذي يجوز أن ينسبه إلى الله تعالى فالظاهري ليس له أن يقلد لا إمام ظاهري ولا غيره ، وإنما عليه أن يتعلم العلوم ويتقنها ، حتى يتمكن من بلوغ قول الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم في شيء من الأشياء .
ويعتبر الإمام داود الظاهري إماماً فيه لأنه أول من أعلن القول بالظاهر بمعنى التصنيف فيه وبثه والدعوة إليه ، وإلا فإن الظاهر من مقتضيات الفهم في الخطاب ، هكذا يعرف العربي عندما تقول له : كل مالك ، فإنه يعرف أنك تعني كل من مالك .
فالإمام داود أول من صنف فيه ودعا إليه ورد على أصحاب القياس ، وكتب في إبطال القياس ، لا أنه أول من تكلم بمسألة الظاهر وكيف وتراث السلف مليئ في نصوص ذم القياس والقول بالظن والرأي المجرد .
وللمزيد راجع الرابط http://aldahereyah.net/forums/index.php?page=manhag

ما هى عقيدة أهل الظاهر ؟
عقيدة أهل الظاهر كعقيدة السلف الصالح بلا فرق ، لكن الظاهرية ليسوا فرقة من الفرق التي قلّد بعضهم بعضا ، فهم ليسوا كالمعتزلة أو الأشعرية أو غيرهم من الطوائف والنحل التي وضعت قواعد ما في باب الاعتقاد ، فسار عليها كل أتباعها .
فأهل الظاهر جُلّهم من الأئمة المجتهدين الذين لا يقلدون في دينهم ، يثبتون ما أثبته الله تعالى لنفسه ، وينفون ما نفاه سبحانه وتعالى ، فليس عندهم تأويل للنصوص ولا عندهم إبطال لكلام الله تعالى أو كلام رسوله صلى الله عليه وسلم ، فكل ما جاء به الشرع بما صح منه فهو حق على ظاهره .
ولكن هناك من أهل الظاهر من أخطأ في مسألة أو مسائل في باب الاعتقاد ، ولا يعني هذا خطأ منهج أهل الظاهر ، بل هذا يؤكد أن ما من أحد إلا وله أخطاء ، وهذا طبع البشر ، فما أخطأ فيه أحدهم : تعقبه أهل الظاهر من بعده أو في زمانه .فإنهم ليس عندهم كبير لا يرد عليه إلا النبي صلى الله عليه وسلم فقط ، ، فهو المعصوم المنزه من الخطأ في التشريع ، أما سائر الناس فهم سواء في دخول الخطأ عليهم في شرع الله تعالى .
وقد شنّع بعض مقلدة المذاهب على بعض أئمة أهل الظاهر في مسائل لم يفهموها ، قلّدوا فيها قول عالم عندهم ، وإذا سئلوا عنها لم يستطيعوا شرحها ، فيشنعون بما لم يفهموا ، وكأن أئمتهم الذين يقلدونهم لم يقع منه خطأ البتة !
وقد أخطأ الكثير من مقلدة المذاهب الأربعة ، وقد أخطأ ابن تيميه في مسائل ، وهو اليوم من يقلده الحنبليين ، فلا يعني ذلك فساد كل أقواله أو أقوالهم ، وإنما يعني أن ما قالوه وكان خطأ هو باطل لا يصح .
وقد وقع الكثير ممن انتقد أهل الظاهر بأشنع مما وقع فيه ذلك الإمام الظاهري المجتهد ، وإذا كان الظاهري يجتهد في أمر عقيدته أو غير ذلك ثم دخل عليه الخطأ : فهو مأجور بلا شك .
أما من ينتقد الظاهرية ويرميهم بأوصاف قبيحة وهم مقلدة ، كابن عبد الهادى الحنبلي الذي يصف الإمام ابن حزم بأنه جهمي ، وهو يعد نفسه من أصحاب الحديث ، فإذا نظرت فيه وجدته مقلداً لمذهب الإمام أحمد ويدعي أصحابه أن أصول الإمام أحمد هي الأكثر صواباً !
ويصفه مقلد آخر : بأن كلامه هرمسة الهرامسة ، وأنه حائر في الفروع جامد في الأصول ونحو ذلك من العبارات ، وكلاهما مقلد لا يقبل قوله .
فالتقليد لا يحل لأحد ، سواء في أصول الفقه ، أو في فروعه ، فيقلد أصحاب المذاهب إماماًَ ما ، ويقدمون قوله في كل شيء ، ولا يخرجون عن أصوله الفقهية التي قال بها ، ثم إن لم يجدوا أصلاً ما في كلامه : استنبطوا من أقواله وفتواه ، وأخذوا من المفهوم والمنطوق ومن العام والخاص ، كأنهم ينظرون في كلام الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم !
فكان الأولى بهم أن يسلكوا سبيل الاجتهاد أولاً ، ثم بعد ذلك فلينتقد المجتهد مجتهداً مثله ، أما انتقاد المقلد لمجتهد فهذه من الطوام التي تساهلوا فيها لتأييد مذاهبهم الفاسدة ، نسأل الله السلامة من تقليد الناس
راجع الرابط http://aldahereyah.net/forums/index.php?page=3aqeda
أما ما يردده الحوالى بدون تحقيق أن ابن حزم يوافق الجهمية فى الأسماء والصفات وغيرها فكان أولى به أن يقرأ كتاب الدرة وكتاب الفصل للإمام ليعرف كلامه ... بدلاً من انشغاله بكلام سيد قطب فى كتبه واجتراره لأفكاره التخريبية التى تلقفتها للأسف عصابات التكفير والتفجير وتسببت فى استعداء أهل الباطل على الإسلام ليرموه عن قوس واحدة ... وإنا لله وإنا إليه راجعون
وأرد على اتهام ابن حزم بالتجهم فى الأسماء والصفات :
قيل عن الإمام : خالف السلف الصالح في هذا الأسماء والصفات وعطّل صفات الله تعالى ..
فهل كان الإمام ابن حزم معطلاً للصفات بما في لفظ التعطيل من القبائح .. ؟!أو كان مثبتاً لصفات الله تعالى .. ؟!
فعندما أتى الإمام ابن حزم لهذا القاعدة الأصيلة في الإسلام واجه عدة خصوم ..وكان من الخصوم أولئك ثلة من أئمة علم الكلام والفلسفة ..
فعندما واجه الإمام ابن حزم هذه العقول جاهد بالاستدلال عليهم بما يسلّمون به من أدلة عقلية ..
وقد أصاب في ذلك رحمه الله تعالى ..
وواجه أولاً من قال أن الله تعالى جسم ..
فأعلن قاعدته المتينة التي ارتضاها وفق ما ثبت عنده من برهان بأن قال ..
إن فاعل الجسم والعرض ليس جسماً ولا عرضاً ..
ولا بد من بيان معنى بعض الألفاظ عند أهل الكلام ليُفهم مراد الإمام ابن حزم في هذا الباب ..
]وهي من نصوص الإمام ولم أعبث بتأويلها ولا تفسيرها ..
وإنما جمعت ما كان مبعثراً منها .
تعريف الجسم ..
هو ما يوصف بالطول والعرض والعمق والمحتمل للقسمة ذي الجهات الست ..
والتي هي فوق وتحت ووراء وأمام ويمين وشمال وقد يفقد جهة الفوقية
والمتحرك وذو صورة .. وما كان محدثاً مخلوقاً ..
تعريف العرض .
هي كل صفة محمولة في الجسم ( المتحرك ) وهي مخلوقة محدثة في الجسم الذي حلت به .
فينتج من تعريف كلا من الجسم والعرض ما يلي ..
القضية الأولى ..
لا يوجد في العالم إلا جسم أو عرض
أي ( لا يوجد في العالم إلا جسم وهو ما عرفناه آنفا أو صفات ) ..
القضية الثانية .
الجسم والعرض تقتضي طبيعة وجودهما وجود فاعل لهما ..
أي ( هذا الجسم وهذه الصفات توجب بطبيعتيهما وجود من خلقهما ) ..
القضية الثالثة ..
الفاعل ليس بجسم ولا بعرض .
أي ( الخالق لا بد أن يكون هو غير ذلك الجسم وكذلك هو غير هذه الصفات ) ..
فتنتج هذه القضية الصحيحة .
أن فاعل الجسم والعرض ليس جسماً ولا عرضاً ..
وهي قضية ضرورية يجب التسليم بها سواء بهذا الاستدلال المنطقي أو باستدلال من نص شرعي ..
إذ قضايا العقل الضرورية شاهدة للنصوص ولا تضادها البتة ..
فإن قيل بخلاف هذه النتيجة بأن قال أحد ..
إن الفاعل هو الجسم أو هو العرض لاقتضى ذلك أن يكون له فاعل هو غير هذا الجسم أو ذاك العرض ..
وتستمر في هذا إلى ما نهاية له وهذا باطل ..
ويطلق على ذلك الدور ..
فنخلص إلى نتائج مهمة ..
أولاً ..عدم جواز إطلاق لفظ الجسم لله تعالى ..
فلا يجوز للمسلم أن يقول أن الله تعالى جسم
ثانياً ..عدم جواز إطلاق لفظ الصفات لله تعالى ..
فلا يجوز للمسلم أن يقول أن الله تعالى صفة ..
ولاحظ العبارة كما هي من نص الإمام ابن حزم ..
( وأما إطلاق لفظ الصفات لله تعالى عز وجل فمحال لا يجوز ) ..
ومن بداية هذا وقع الإشكال عند من يعارض الإمام ابن حزم في باب التوحيد ..
[في باب الأسماء والصفات كما يطلقون عليها ..
فالمخالف للإمام يقول أن لله تعالى صفات ..وينسب للإمام ابن حزم أنه يقول ليس لله تعالى صفات ..
أي أنه من المعطلة ..
أي بمعنى أبسط ..
أن ابن حزم عطّل صفات الله تعالى ..
قضية تعطيل صفات الله تعالى ..
قضية خطيرة عند الطرفين ..

ورفض الإمام ابن حزم أن نطلق على أسماء الله تعالى بأنها صفات يختلف عن مبدأ التعطيل الذي جرى عليه من عطّل صفات الله تعالى ..
فعندما نعلم أن معنى تعطيل الصفات هو ..
سَلْبُ الرّب من الصفات التي كان بها رباً ..
فهنا أنت تقول أن الله تعالى ليس له من الصفات التي تخوله بأن يكون رب الأرباب كلها ..
وحين نعلم أن مفهوم إثبات الصفات لله تعالى هو ..
إثبات وجود صفات عند الرب صار بها رباً ..
وهنا تقول أن الله تعالى له من صفات الكمال والربوبية التي بارز فيها عبّاد الأصنام وتحداهم أن يخلقوا شيئاً أو يدبروا أمراً ..
فكان رباً دون منازع بوجود صفات الربوبية فيه ..
ومن تلك الصفات ..
الخلق والتدبير والعلم والرزق وغيرها مما يتصف به الرب ..
وهذا يشهد به العقل الصحيح وإن لم يكن خوطب برسالة من نبي ..
لذلك عندما ادعى فرعون الربوبية استجاب له طائفة من الناس ..
باعتبار أنه يرزقهم ويدبر أمورهم ويعلم غير ما يعلمون ونحو هذه الصفات ..
وليس هذا الاتباع بصحيح مع ما قلته عن استحقاق الرب لهذه الربوبية بهذه الصفات ..
وإنما اتبع هؤلاء فرعون لظنهم أنه يملك صفات الربوبية بعدما علموا بعض ما يوافق صفات الرب لا علي سبيل الحقيقة ..فإنهم علموا وحققوا أنه يرزقهم ..
لكن الرازق حقيقة هنا هو الله تعالى لفرعون ومصر كلها ..
وإنما فرعون هو المعطي والمانح والواهب وليس الرازق في الأصل ..
فحصل الخلط عندهم فاتبعوا ظنهم الأعور هذا وأشركوا ..
فالذي يود أن يعارض أو يعقّب هنا ينتبه إلى كلام الإمام وهو ..
لا يجوز إطلاق لفظ الصفات لله تعالى عز وجل ..
والله تعالى هو نفسه العليم القدير اللطيف الودود الرحيم الرحمن الوهاب الغني ..
إلى آخر أسمائه الحسنى ..
فنحن هنا لا نتكلم عما يفهم من هذه الأسماء من صفات وما يشتقه من خالف الإمام ابن حزم من معاني ..
وإنما نتكلم عن إطلاق لفظ صفة على اسم من أسماء الله تعالى التي ثبتت في القرآن والسنة
وكل أسماء الله تعالى هي نفسه لا غيره ..
ويذكر الإمام ابن حزم أول من اخترع وصف الله وأسمائه بأنه صفات ويقول ..
وإنما اخترع لفظة الصفات المعتزلة .. وسلك سبيلهم قوم من أصحاب الكلام .. سلكوا غير مسلك السلف الصالح ..
[ليس فيهم أسوة ولا قدوة .. وحسبنا الله ونعم الوكيل ..
ويستمر الإمام في كلامه ..
وربما أطلق هذه اللفظة من متأخري الأئمة من الفقهاء من لم يحقق النظر فيها ..فهي وهلة من فاضل .. وزلة عالم ..
وإنما الحق في الدين ما جاء عن الله تعالى نصاً ..أو عن رسوله صلى الله عليه وسلم كذلك ..أو صح إجماع الأمة كلها عليه
وما عدا هذا فضلال ..
ففي هذا الموطن يتحدث الإمام عن إطلاق لفظ معين على الله تعالى ..فلا تطلق عليه لفظ جسم ولا تطلق عليه لفظ عرض وصفات ..
والرب عند الإمام ابن حزم وغيره ممن خالفه هو الله تعالى وكل اسم سمى به نفسه في كتابه أو سنة رسوله صلى الله عليه وسلم
فهل يستطيع أحد أن يقول عن اسم السميع أنها صفة أو جسم .. ؟!
وهذا محل اتفاق بين الإمام ابن حزم وبين من خالفه ..
وإنما هي أسماء لله تعالى لا يجوز ومحال أن نطلق عليها أنها أجسام أو أعراض ..
ويبيّن الإمام هذا وكأنه يعلم أن هناك من سيتأول كلامه على غير محمله عندما ردّ على خصومه فقال ..
إنما أنكرنا قول من قال إن أسماء الله تعالى مشتقة من صفات ذاتية فأطلق ذلك على العلم والقدرة والقوة والكلام أنها صفات ..
أي أن أسماء الله تعالى هي أسماؤه كاسم ( الله ) وليست هذه الأسماء مشتقة مما يوصف به ..
فإن قلت الرحيم فهو اسم الله تعالى وكذلك الخبير والعليم ..
وليس اسم الرحيم والرحمن والغفور والخبير صفة أو عرض ..
فكل حديث الإمام ابن حزم في هذا الموضع هو في إطلاق لفظ الجسم أو الصفة على الله تعالى ..
فلا فرق بين الله تعالى واسم الرحيم والرحمن وبقية أسمائه الحسنى كلها مما نعلم ومما لا نعلم ..
فكلها أسماء له تعالى ..
فإن أطلقنا على الرحيم أو الله لفظ الجسم ..
فينتج أنه مخلوق ..
وإن أطلقنا على الله تعالى أو الرحيم أنها صفة ..
فينتج كذلك أنها مخلوقة ..
فيكون الله تعالى مخلوق من خالق غيره ..
لأننا نصف اسماً من أسمائه أنه صفة ..
والصفة كما قدمت مخلوقة ..
فيكون الرب مخلوق بهذا النظر ..
والإمام هنا لا يتكلم عن ما يفعله الله تعالى أو ما يتصف به من صفات الربوبية ..
فهذه القاعدة متفق عليها بينه وبين من يخالفه ..
ومن أنكر أن لله تعالى صفات الربوبية فقد ناقض نفسه ..
والإمام لا ينكر ذلك بل يقرره في مواطن عدة نأتي عليها قريباً ..
لأن بدهية العقل توجب وجود الرب عند الإمام وإلا كان كافراً بهذا التعطيل ..
وقد استشهد بعض من يخالفه بما قاله الإمام رحمه الله في موطن إذ قال ..
إننا لا نفهم من قولنا : قدير وعالم إذا أردنا بذلك الله عز وجل إلا ما نفهم من قولنا الله فقط ..
لأن كل ذلك أسماء أعلام لا مشتقة من صفة أصلاً ..
وكذلك يقول في أسماء كالسميع والبصير وغيرها فيقول ..
المعنى في سميع وبصير عن الله تعالى هو المعنى في عليم ولا فرق ..
أي أنها كلها أسماء لله تعالى وتدل عليه ..
لأنه يثبت أنه سميع لا كسمع المخلوقين ..
ويبصر لا كبصر المخلوقين ..
لأنه ليس كمثله شيء ..
فالعفو والغفور والرحيم والحليم والملك فلا يقتضي وجود شيء من هذا وجود مرحوم معه ولا معفوّ عنه مغفور له معه ..
ولا مملوك مرحوم عنه معه ..
بل هو تعالى رحيم بذاته عفو بذاته غفور بذاته ملك بذاته .
وهي أسماء أعلام له عز وجل .
لكن إذا قلنا هو الله تعالى بكل شيء عليم ويعلم الغيب ..
فإنما يفهم من كل ذلك أن ههنا له تعالى معلومات وأنه لا يخفى عليه شيء ..
ولا يفهم منه ألبتة أن له علما هو غيره ..
أي إذا أطلق قول عالم وأردنا به الله تعالى أي اسمه فلا فرق بين هذا الاسم وبين بقية أسمائه ..
لأن هذه الأسماء أسماء أعلام وليست صفات أو مشتقة من صفات ..
ويوضح الإمام أن لله تعالى صفات الكمال حين ناظر من يقول بحدوث علم الله تعالى فيقول ..
من قال بحدوث العلم فإنه قول عظيم جداً ؛ لأنه نص بأن الله تعالى لم يعلم شيئاً حتى أحدث لنفسه علماً ..
وإذا ثبت أن الله تعالى يعلم الآن الأشياء فقد انتفى عنه الجهل يقيناً ..
فلو كان يوماً من الدهر لا يعلم شيئاً مما يكون فقد ثبت له الجهل به ولا بد من هذا ضرورة ..
وإثبات الجهل لله تعالى كفر بلا خلاف ..
لأنه وصفه تعالى بالنقص ووصفه يقتضي له الحدوث ولا بد ..
وهذا باطل مما قدمنا من انتفاء جميع صفات الحدوث عن الفاعل تعالى ..
هذا نص كلامه رحمه الله تعالى
فهنا يحق لي أن أسأل
هل ينكر الإمام ابن حزم أن لله تعالى صفاتاً اختص بها فيما ذكره من كلام عن إطلاق لفظ صفة على اسم من أسماء الله تعالى أم أنه لا ينكر اتصاف الله تعالى بصفات الربوبية .. ؟
من يتسرع ويردد كلام غيره فالأولى به أن يتفقه في الدين ويعلم ما يتحدث به علم يقين لا علم ظن يزعم أنه راجح ..
فإن قال أحد ..
إن الإمام ابن حزم ينكر أن لله تعالى له صفات اختص بها عمن دونه من الخلق فقد كذب وادعى على الإمام ما لم يقله البتة
لأن الإمام لو كان كذلك لم يكن يوماً مؤمناً منذ اعتقد هذا الاعتقاد ..
ولا اعتقد جازماً أن الله هو الرب ما دام أنه فاقد لصفات الربوبية ..
ومن قال أن الإمام ابن حزم قال أن أسماء الله تعالى كلها أسماء أعلام ولذلك لا صفات له فقد كذب وادعى على الإمام ما لم يقله أيضاً ..
لأن الإمام قال بتحريم إطلاق لفظ الصفة على اسم من أسماء الله تعالى
وفرق بين أن تطلق على اسم من أسماء الله تعالى لفظ صفة ..
وأن تقول أن لله تعالى صفات الكمال والربوبية التي يجب أن تكون في الرب ..
فلا يجحد الإمام ابن حزم أن يكون الله تعالى متصفاً بالرحمة والخلق والتدبير والقدرة والعلم والرزق وغيرها من صفات الربوبية وكل صفة كمال ..
لوجوب أن يتصف الرب بجميع صفات الكمال
ولا يجوز ومحال أن يتصف بصفة نقص أو عيب ألبتة ..
وهذا أمر مسلّم عند كل مسلم وليس عند الإمام ابن حزم فحسب ..
لذلك يرفع يديه الإمام ابن حزم داعيا ربه ويقول ..
يا رحيم ارحمني .. ويا رازق ارزقني ..
ولذلك يبطل حجة بعض خصومه ويقول ..
إن حكيماً وعليماً ورحيماً وقديراً وسائر ما جرى هذا المجرى لا يسمى في اللغة إلا نعوتاً وأوصافاً ولا تسمى أسماء البتة ..
وإذا سمي الإنسان حكيماً أو حليماً أو حياً وكان ذلك اسماً له فهي حينئذ أسماء أعلام غير مشتقة بلا خلاف من احد ..
لكن ما يعنينا هنا ..
هل قال ابن حزم بسلب الرب صفات الكمال والربوبية .. ؟!
أو لم يقل ذلك .. ؟!
وسيأتي الكلام على كل ما قاله في باب أسماء الله تعالى وفق تسمية الإمام ..
وباب الأسماء والصفات عند من يخالفه في هذا الإطلاق ..
لكن ما ينبغي أن ينبه عليه هو مسألة الاشتقاق ..
فإن الإمام ابن حزم أقرّ باشتقاق بعض أسماء الله تعالى ورفض البعض الآخر ..
فقاعدة الأمام في هذا هي ..
أسماء الله تعالى لا تكون مشتقة من صفات محمولة فيه عز وجل إلا ما كان مشتقاً من فعل محدث كالخالق والمصور ..
فهذه أسماء أعلام ومشتقة من فعل محدث لله تعالى ..
أما سائر أسماء الله تعالى التي لا فعل محدث فيها فلا يدخلها الاشتقاق ..
فهنا يصحح الإمام ابن حزم فهم من قرأ كلامه فيقول له
أن لله تعالى صفات محمولة فيه ..
وأن أسماء الله تعالى منها ما يشتق منه ومنها ما لا يشتق منه ..
وأن هناك أفعالاً محدثة يحدثها الله تعالى ..
وأن ما يشتق من هذه الأسماء ما كان مشتقاً من صفة محمولة فيه من فعل محدث ..
وإنما أنكرت أن تسمى أسماء الله تعالى صفات وهي أسماء لذاته سبحانه وتعالى كاسم ( الله ) تماماً ..
فليتأمل المتأمل ..
قال ابن تيمية رحمه الله أن الأشاعرة أفضل من ابن حزم في باب الأسماء والصفات وابن حزم لا يثبت حتى صفة العلم ...
وقال ابن عبد الهادي: ابن حزم جهمي جلد ووافقه على الحكم الشيخ الألباني
وأقول جواباً على ذلك ..
أولاً ..
لم يذكر هذه الأقوال إلا ويعلم معنى الجهمية ..وهذا لا أشكك فيه البتة ..
ثانيا .. أوضحت في كلامى أن كلام ابن حزم متعلق بالأسماء فقط ..
ولم يتعلق بما تطلق عليه أنت أو مخالف الإمام ابن حزم بـ الصفات ..
فتحرير محل الكلام هنا هو ..
عدم جواز إطلاق لفظ الصفة على اسم من أسماء الله تعالى ..
لا يعنيني مسألة الاشتقاق هنا ..
ولكن أصل المسألة هو ما أطلق على أسماء الله تعالى أنها صفات ..
ثالثا..لا بد من وضع ما يرجع إليه من الكتاب والسنة حال الاختلاف ..
وما نقل عن الصحابة رضي الله عنهم في هذا الباب ..
لأن كلنا وبما فيهم الإمام ابن حزم الظاهري ينتسب إلى سلف الأمة ..
فقد قال الإمام ابن حزم الظاهري ..
إن إطلاق لفظ الصفات على اسم من أسماء الله تعالى حدث من المتأخرين ولم يكن إطلاق سلف الأمة ..
فسلف الأمة عنده وعندك وعند كل مسلم من أهل السنة هم ..
الصحابة رضي الله عنهم ..
ثم من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين لمن بعدهم ..
فإن نقلت لي خلاف قول الإمام ابن حزم الظاهري عن الصحابة رضي الله عنهم أصبت وصوبت غيرك ..
ولا أريد أن تنقل لي ما روي عمن بعدهم لأنهم أخذوا من الصحابة ..
فنرجع للأصل في هذا لنريح ونستريح ..
لأن الدعوى الثانية أن الصحابة لم يطلقوا هذا الإطلاق ..
فإذا ثبت أن الصحابة أطلقوا على اسم من أسماء الله تعالى لفظ الصفة فهنا يرتفع الإشكال كله والحمد لله رب العالمين ..
وإن لم يثبت ذلك فادعاء كل أحد أنه يتبع سلف الأمة كل ذلك بلا برهان ..
سواء ادعاه الإمام ابن حزم الظاهري أو غيره ممن ذكرتهم أو من غيرهم ..
ولا فرق حينها بين دعوى ابن حزم ودعوى ابن تيمية ..ولا بين ابن تميمة ولا بين المعتزلة ..
ولا بين كل الطوائف الأخرى ..فكل طائفة تدعي أن تلك عقيدة سلفية أخذوها عن الصحابة رضي الله عنهم ..
فمن أثبت ذلك كان سلفياً في اعتقاده ولا بد ..
ومن لم يثبت ذلك فكلنا لا يعجز عن الدعوى ..
ويقيناً لم يفرق ابن تيميه بين قول الإمام ( لا يجوز إطلاق لفظ الصفات لله تعالى ) ..
وبين ما ذكرته في تعليقاتي السابقة ( لا يجوز أن يكون لله صفات ) ..
فالأولى هي كلام الإمام والثانيه هي فهم الأئمة ابن تيميه وابن عبد الهادي والألباني وكل من نحا نحوهم وبينهما فرق ذكرته من كلام الإمام فلن أعيد ما ذكرته فراجعه إن شئت ..
*** استفدت ما سبق من توضيح شيخنا ابن تميم الظاهرى حفظه الله فى مقال (عندلة ظاهرية ويراع تميمي)
واريد هنا ان اكرر ما سبق ذكره ان ابن حزم رحمه الله انما ينكر لفظ الصفات ولا ينكر الصفات كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية ومن تابعه , وذلك واضح من كلام الامام لمن اراد الحق , وقول الامام هي اسماء شتى لشي واحد ليست كقولنا هي اسماء شتى بمعنى واحد , فقوله اسماء شتى لشيى واحد اي انها ترجع لمسمى واحد هو الله تبارك وتعالى وهنا يرد الامام ابن حزم على ما ادعاه الفلاسفة من ان القول بالصفات يستلزم الكثرة في الذات, وهذا بحث فلسفي قديم فنده الامام الجليل باوضح برهان.
الامام ابن حزم يعترض على التسمية فقط وهذا من حقه لانه كما تقرر في الاصول انه لا يسمى الله الا بما سمى به نفسه او سماه به رسوله الكريم عليه الصلاة والسلام, لذا وجب عدم تسمية الله تعالى الا بما ذكر , هذا وقد وقع شيخ الاسلام ابن تيمية قدس الله روحه في خطأ قديماَ حين سمى الله بالقديم اتباعاَ للفلاسفة ,وقد علق على ذلك الشيخ الالباني في تعليقه على كتاب رفع الاستار وهذه زلة عالم لا نظن فيه الا خيرا, لانه لا يقبل قول الا ببرهان كما قال الله تعالى (( قل هاتوا برهانكم ان كنتم صادقين)).
هل فهم البعض الان أن ابن حزم عقيدنه صحيحة أم لا ...؟؟!!!
و يا ناطح الجبل الأشم ليحطمه***أشفق على الرأس لا تشفق على الجبل
أمر هام أيضاً............
الأصل الذي يعتمده الإمام ابن حزم في إثبات الديانة من الاعتقاد والفقه ليس هو أصل الجهمية، فكيف نصف أحد الناس بأنه جهمي وهو يبطل أصل تلك الفرقة والمعلوم أننا لا ننسب أحداً إلى فرقة ما إلا إذا كان عاملاً بأصولها...والإمام يبطل هذا الأصل ، فأصلهم الأول هو : إثبات ما أثبتوه من خلال العقل، والإمام يبطل هذا ويقول نثبت ما يثبت فيها بالنص، والعقل وسيطة للفهم فقط ولا يوجب ولا يمنع شيء أصلاً....ثم بالمقارنة مع أصول الجهمية الأخرى وهل وافقها ابن حزم ؟
فقضية نسبة أحد إلى فرقة يجب أن يكون عاملاً بأصولها كلها، أو على أقل تقدير بأكثرها، والإمام مخالف لهم في أصولهم فكيف نطلق عليه هذا ؟
فالقرآن مخلوق عندهم ولم يتكلم الله به، وعند الإمام أنه غير مخلوق وأن الله تكلم به (المحلى مسألة58 : وَالْقُرْآنُ كَلاَمُ اللَّهِ وَعِلْمُهُ غَيْرُ مَخْلُوقٍ. )
ورؤية الله يوم القيامة للمؤمنين أبطلوها وأثبتها ابن حزم(63المحلى مسألة63 وَأَنَّ اللَّهَ تَعَالَى يَرَاهُ الْمُسْلِمُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِقُوَّةٍ غَيْرِ هَذِهِ الْقُوَّةِ.
قَالَ عَزَّ وَجَلَّ : وُجُوهٌ يَوْمُئِذٍ نَاضِرَةٌ إلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ)
وأن الله في كل مكان، عندهم، وابن حزم نص على أن العرش نهاية المخلوقات فليس بعده مخلوق أي الله تعالى بعده
والصفات: أثبتوا ثلاث صفات، وكان منعهم من البقية لأن وصف الله بأنه سميع وبصير لا يصح، لأن هذه الأوصاف تطلق على المخلوق، فيقتضي ذلك المشابهة
وابن حزم أبطل لفظ صفة وقال لم يقل أحد من الصحابة ولا نص أن الله صفة، وإنما له صفة فعل كالنزول وغيره، والإتيان فهو يطلق ما أطلقه النص ولا يقول أن هذه صفة لأن الصفة عندنا هي شيء مخلوق وعرض محمول على جسم، والله تعالى لا يجوز أن نطلق عليه هذا لأنه ليس كمثله شيء، ولكن نقول كما قال: له يد، ووجه، وذات، ونفس، ولا نخوض فيها لأن النص لم يبينها ، ولا تكلم فيه الصحابة ...فهم وصفوا الله بأنه قادر وخالق وعالم وقالوا لأن البشر لا يتصف بذلك، ومنعوا من البقية، فسبب المنع عندهم ليس كسبب منع ابن حزم...بل قال ابن حزم إن لله علم ولم يقل العلم صفة وبينهما فارق كبير (انظر المحلى مسألة 60ٌ : وَعِلْمُ اللَّهِ تَعَالَى حَقٌّ لَمْ يَزَلْ عَزَّ وَجَلَّ عَلِيمًا بِكُلِّ مَا كَانَ أَوْ يَكُونُ مِمَّا دَقَّ أَوْ جَلَّ لاَ يَخْفَى عَلَيْهِ شَيْءٌ. )
وكذلك الأمر في غيرها من الأصول، فعند الجهمية الإيمان هو معرفة القلب وإن أظهر التثليث والكفر، وعند ابن حزم عقد بالقلب ونطلق باللسان وعمل بالجوارح من ترك العقد والنطق كفر، ومن ترك الجوارح فلا يكفر إلا بجحدها للنصوص الواردة في ذلك
كل هذه الأصول التي اشتهر فيها الجهمية، اذا قارنتها مع ابن حزم وجدته بخلاف قولهم فكيف يصح أن ننسبه إلى هذه الفرقة
بل يقول ابن بدران الحنبلي وهو على مذهب ابن عبد الهادي وابن تيميه الفقهي والعقدي أن أول من شن الغارة على الجهمية أبو محمد بن حزم ورد عليهم بالنقل والعقل ثم تلاه ابن تيميه وابن القيم وأن من أراد ذلك فليرجع إلى كتب أساطين العلماء ، ويعني ...الثلاثة، فلو كان جهمياً فكيف يضعه من الذين شنوا الغارة عليهم وقدمه على أصحابه ....
فعدم التحرير لمذهب ابن حزم هو الذي أوجب هذا الوصف الخاطئ
بل إن ابن عبد الهادي تكلم بكلام لم يقله ابن حزم وقال بخلافه أيضاً
قال أننا لا نفهم من العلم والقدرة إلا الذات المجردة فقط، وهذا لم يقله ابن حزم أصلا، بل قال جواباً على سؤال خصمه: أننا إذا أردنا الذات بالسؤال، فإن العليم والقدير لا يدلان على أحد إلا الله تعالى، وإن أردنا ما فيها من معنى فيعني في العليم أن لله تعالى معلومات يعلمها من المخلوقين ونحو هذا الكلام فلم يقل ( العلم والقدرة ) بل قال العليم والقدير، وهذا كان جواب خصومه المبطلين أصحاب جهم من المعتزلة وأضرابهم ... فنقله ابن عبد الهادي وليته نقله بشكله الصحيح... وللأسف تبعه العلامة الالبانى قدس الله روحه .... والمعصوم هو النبي صلى الله عليه وسلم فقط..
فالمقارنة بين أصول الجهمية وابن حزم هي التي تفصل في هذا الأمر ، وتدفع الكذب ببرهان لا شك فيه من كلام الإمام .
إضافةً لكلامى فى الرد على ما ذكره الحوالى :
ابن حزم قال أن الشافعي وعبد العزيز الكناني وداود الظاهري قالوا: أن الله تعالى سميع لا كالسامعين، بصير لا كالمبصرين، ولا نقول بصفة، لأن الله لم يقله، وبهذا نقول
فهل الشافعي والكناني وداود كانوا جهمية بهذا النفي للفظ صفة ؟
أترك الجواب للقارئ اللبيب .......
 

بوجسوم

عضو ذهبي
مثال آخر أذكره للأخوة الكرام عن فقه أهل الظاهر وأن فتاواهم هى المتفقة مع ما يسميه غيرهم مقاصد الشريعة لأن أهل الظاهر أتبع للنصوص فمع بركة المتابعة توفيق من الله وتحقيق لمقصود الشرع .....
أجاب الدكتور المطلق عن فتوى لشخص يقيم في أوروبا بصفة مؤقته ويريد تزوُّج إحدى بنات ذلك البلد .. ثم يطلقها عند عودته .. وأجاب بأن الزواج بنية الطلاق جائز ، كما يحدث مع بعض الناس المقيمين بصفة مؤقتة فى البالد الأوروبية ..
وعقب الإمام ابن عقيل الظاهرى على هذه الفتوى بأمور :
أولها : أنه ينبغي تبسيط الأمر للعامة والخاصة أيضاً في التفريق بين الحكم التكليفي والحكم الوضعي في هذه المسألة ؛ فالحكم الوضعي : أن الزواج صحيح ليس سفاحاً ولا نكاحاً فاسداً ، وأما الحكم التكليفي فلعل معاليه (أى الدكتور المطلق حفظه الله) يحقق الحكم في ذلك ما بين الحرمة أو الكراهية الشديدة ؛ لأن مقتضى النكاح شرعاً استدامة العقد ، وإضمار الطلاق سلفاً ينافي مقتضى العقد ،
كما أن النصوص وأقوال العلماء متضافرة على المنع من الطلاق بغير ضرورة ملجئة ؛ ولهذا شُرع الحَكَمَان عند الأختلاف من أهله وأهلها ، ولأن الزواج بنية الطلاق تدليس وغش للمرأة التي ترغب زواجاً مستديماً ، والغش محرم شرعاً .. فإن صرّح لها بأنه سيطلقها بعد مدة ، وأنهما سيمتنعان عن الولد تغيرت المسألة فلم تكن نكاحاً بنية الطلاق ، وإنما كان هذا تصريحاً في حكم المتعة .

وأضرب أمثلة لمعاليه في التفريق بين الحكم التكليفي والحكم الوضعي ؛ فمن ذبح ذبيحة في شهر شوال ، وسمَّ الله عليها ، وصرّح بأنها أضحية له أو لوالديه : فالأضحية غير صحيحة بالحكم الوضعي ، وأكل الذبيحة حلال بالحكم التكليفي ؛ لانه ذكر اسم الله عليها .. وأن كان جاهلاً بوقت الأضحية لا تجوز إلا في وقتها المعين فذبيحته حلال أكلها ، وغير صحيحة أضحية ، وفعله هو المحرم في أعتقادها أضيحة ؛ لأنه متلاعب بالدين مع علمه بالحكم .. ومن ذبح الأضحية في وقتها ولم يذكر اسم الله عليها عمداً فأكل الذبيحة حرام بالحكم التكليفي ، والأضحية غير صحيحة ؛ لأنها صادرة عن فعل محرم .

وثانيها : أن معاليه أطلق الزواج من البنات في أوروبا ولم يفرَّق بين مسلمة وكتابية ، ونكاح المؤمن لكتابية مباح بالإجماع في شريعتنا المطهرة بلا عكس .. ولكن علم معاليه الجم قمين بأن يحرِّر الحكم الاجتهادي في هذه المسألة إذا كان المسلم سيتزوج كتابية ، وكان عقد النكاح ومعقّباته يخضع لقانون وضعي لا يجعل للزوج ولايةً على الولد إن رغب غير دين الإسلام ، ويخضع في العلاقة مع الزوجة ولاية وعشرة وحقوقاً لقانون وضعي بخلف أحكام الشريعة ، فهذه الفوارق تحتاج إلى نظر وتدقيق بينما زواج المسلم بالكتابية في تاريخنا الإسلامي خاضع للحكم الشرعي فيما يتعلق بالولاية والنسل والحقوق ؛ ولهذا السبب والله أعلم امتنع نكاح الكتابي للمؤمنة .. والمجتمع والدولة اليوم يعانون من زواج مسلمين بكتابيات تحت ولاية قانونهم الوضعي ؛ فتنصر الأولاد ، وصاروا في ولاية أمهاتهم على الرغم من بلوغهم ، وضربت بالزوج عرض الحائط ، وظُلم قانونياً بحقوق مجحفة ليست من دين الله .. وأقل ما في ذلك مقاسمته في ثروته .

وثالثها : أن الشريعة المطهرة يسر ورفع حرج بلا ريب .. ولكن اليسر ورفع الحرج حالة نكتشفها من الشريعة ولا نؤسسها ، وفي الشريعة المطهرة ما يثقل على النفوس ولكنه مستطاع ؛ ولهذا حُفت الجنة بالمكاره وحُفت النار بالشهوات .. واليسر ورفع الحرج في الشريعة هو رفع الآصار التي كانت من قبلنا كتكليف الله لليهود بأن يقتلوا أنفسهم بعد أن تابوا من عبادة العجل ، ومعنى اليسر سهولته على النفس إذا زين الله الإيمان في قلوب المؤمنين ؛ فاستلذّوا بالعبادة ؛ فكانت أسهل عليهم من العادة . ومعنى اليسر أن ما أحلّه الله إباحة أو وجوباً أيسر وأمتع وأنفع مما حرمه الله .. والعالم المجتهد ليس من حقه التيسير أو التعسر ، وإنما واجبه الاجتهاد في اكتشاف اليسر من الشريعة على أن يصحب اكتشافه ببرهان يتقق فيه وجود المقتضي وتخلف المانع " أ.هـ .
*** التفاضيل على الرابط http://www.aldahereyah.net/forums/sh...d.php?t=980***
هل أدركت الأن كيف راعى الإمام ابن عقيل الظاهرى المقاصد العامة للشريعة بالحفاظ على ظاهر النصوص ... وكيف أهدرها أصحاب دعوى النظر فى المقاصد والتعليلات !!!!
وأسأل أيضاً .... أين سد الذرائع أيها الحنابلة ؟؟ ولماذا لم تستخدموه هنا !!! بينما استخدمتموه فى قيادة المرأة للسيارة مثلاً !!! رغم ركوبها الدواب أيام الرسول صلى الله عليه وسلم !!!!
هكذا من نَصَّب أدلة ظنية يستعمل فيها عقله ... يشدد حيث التخفيف ويخفف فى غير موضعه ... من استعمل الظنون والتشريع بعقله لم يوفق .... والحمد لله الذى هدانا للحق...
((مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرائيلَ أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعاً [المائدة:32] )) والآية ((كَيْ لا يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الْأَغْنِيَاءِ مِنْكُمْ )) [الحشر:7].
السبب فى الحكم فى الآيتين مذكور فيها فهو نص من الله تعالى ولم نستنتجه نحن بعقولنا فالحوالى لا يفرق بين الأمرين فالسبب غير خارج عن النص أو الاجماع أصلا، وهو مذكور فى الاية فالعلة -كما قال ابن حزم فى الإحكام باب الدليل -هي كل ما أوجب حكما لم يوجد قط أحدهما خاليا من الآخر كتصعيد النار للرطوبات واستجلابها الناريات فذلك من طبعها. وههنا خلط أصحاب القياس فسموا الدليل علة والعلة دليلا ففحش غلطهم وسموا حكمهم في شئ لم ينص عليه بحكم قد نص عليه شئ آخر دليلا وهذا خطأ بل هذا هو القياس الذي ننكره ونبطله فمزجوا المعاني وأوقعوا على الباطل اسم معنى صحيح وعلى معنى صحيح اسم معنى باطل، فمزجوا الاشياء وخلطوا ما شاؤوا. ولم يصفوا بعض المعاني من بعض فاختلط الامر عليهم وتاهوا ما شاؤوا والحمد لله على هدايته وتوفيقه وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله. وبالله تعالى التوفيق والحول والقوة به عز وجل. أ.هــ من الإحكام
من مسالك الفساد فى استنباط الأحكام الشرعية أن يكون النظر فى المعانى والمقاصد رياضة فكرية على التشريع بعيداً عن النصوص أو تدريباً للفكر على استخراج الأحكام الشرعية من غير مواضعها فحين يقع ذلك قد تجد الفقيه يستدل على الحكم بطريقة بعيدة وعرة تشمل القياس وغيره رغم أن كل حوادث الدنيا يجب أن نحكم عليها من النصوص...والنصوص فقط ....فخالق الحوادث هو من أنزل الكتاب والسنة سبحانه.....
ثم لو أصاب المتكلم فى تعليل معين فإنه يخطئ فى علل كثيرة أخرى..فاستنتاج العلل بعقلنا أمر مرفوض وتختلف فيه الأفهام فالنص الشرعى فيه من المعانى المتقنة ما لا يقدر عليه بشر البتة.....
ثم يتفاقم الأمر حين يتوارث المقلدون تلك التعليلات الوعرة بدلاً من النصوص على الرغم من جمع الأحاديث الصحيحة فى الكتب وضبطها وتيسر الرجوع إليها.....
مثال : دليل تحريم البيرة أقول له (كل مسكر خمر وكل مسكر حرام) رواه مسلم وفى رواية (كل مسكر خمر وكل خمر حرام) رواه مسلم والدارقطنى وروى البخارى ومسلم كما فى نيل الأوطار عن ابن عمر أن عمر قال على منبر النبي عليه السلام الخمر ما خامر العقل كما نقل الشوكانى عن جماعة من أهل اللغة الراغب الأصفهانى والدينورى والجوهرى ما يقتضى أن الخمر ما خامر العقل مطلقاً وعن ابن الأعرابي أنها سميت بالخمر لأنها تركت حتى اختمرت وهذا يقتضى العموم سواء كانت من العنب أو غيره وما تقدم من النصوص كاف ويقطع كل شبهة ويكفينا حديث ابن عمر (ما أسكر كثيره فقليله حرام) رواه أحمد وابن ماجة والدارقطنى وصححه كما فى نيل الأوطار كتاب الأشربة
** لغة القرآن الكريم بلغت الغاية فى تحريم القليل والكثير من المسكرات فلو كان لفظ آية المائدة هو تحريم المسكرات لكان يمكن لمتوهم أن يدعي بأن القليل غير المسكر غير داخل فى التحريم غير أن الآية الكريمة نزلت بلفظ الخمر الذى هو اسم جنس لما يمكن أن يسكر به سواء بالقليل أو الكثير ثم جاءت الأحاديث لتوكيد المعنى وتفصيله وإزالة الشبهة .....
لذا لا داعى لاستنتاج العلل التى نختلف فيها ونشرع الأحكام بناءاً عليها فنختلف فيها أيضاً (ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيراً)

المصدر:أبو محمد المصري من منتدى أهل الظاهر
 

بوجسوم

عضو ذهبي
هذا ما قاله ابن تميم الظاهري في منتدى أهل الظاهر:
عقيدة الإمام ابن حزم ..
وما أدراك ما عقيدته .. !!

قد يقول أحدنا ..
يراع ظاهري يمتع الناظرين وعندلة أندلسية تطرب السامعين .. !

وقد يقول آخر ..
جهمية وتعطيل ونفي للصفات خالف بها خيار الأمة .. !

ثم إذا بذل هذا وهذا جهده لنصرة ما قال ..
توالت النقول عن هؤلاء وأولئك ..

فيضيع الناظر بين كثرة النقول بما فيها من عبارات لا تليق ..
وبين دفاع الإمام ابن حزم عن مذهبه باستماته ..
وبين منهج الإسلام الصحيح في الاعتقاد ..

قد يكتفي الطرف الأول بنقل استدلال الإمام ابن حزم لنصرة هذا القول ..
وقد يطيل المخالف بنقل كلام شيخ الإسلام أو حجة الإسلام أو شمس الإسلام أو قمر الزمان .. !

وكأن الهم في ذلك عند كل طرف منهما هو نصرة قول حزبه ..
مع أن كل طرف منهما يعتقد بقوله ولا يريد التحول عنه لقول خصمه .. !

فلا هما اتبعا سبيل الإرشاد والوعظ والحوار ..
ولا هما اتبعا سبيل المناظرة والمجادلة في الحق ..

لم أجد الامتاع في نقل الطرف الأول واستماتته بالدفاع عن الإمام ابن حزم ..
وكذلك فيمن يستكثر بنقل عن الأئمة المتأخرين في هذا ..

فالقاعدة التي يجب أن تكون عند كل مسلم عاقل ..
أن المسلم يجب أن لا يقول بشيء من أمور الاعتقاد إلا إن كان له نص صحيح يوجب ما يقوله ..
ومن قال خلاف هذا فعليه البرهان وإلا كان كاذباً مدعياً ينسب القول هذا أو ذاك إلى الدين وخيار الأمة ..

وأكثر ما يمتعني في هذا هو قول من بعض محققي هذه الأمة ..

إن الحق في هذا ..
هو الاكتفاء بما في الشرع من نصوص الاعتقاد ..
وأن لا يدخل أحدنا نظراً فيها ولا تفحصاً ولا تأويلاً ولا صرفاً عن ظاهر ما دام المعنى قد علم وفهم ..

لكن ما يفوت الطرف الأول والثاني في هذه المسائل هو ..
فهم سبب قول كل فرقة لقولها ..

فإن سألنا الفريق الأول لماذا قال الفريق الثاني بهذه الأقوال .. ؟!
وكذلك إن سألنا الفريق الثاني لماذا قال الفريق الأول هذه الأقوال .. ؟!

وجدت التخليط وعدم فهم المراد والشرود في التّعقّب والاستدراك ..
فيذكر كل فريق نفس النصوص التي يستدل كل واحد منهما لمذهبه وقوله ..
وكأننا لا نحفظ هذه النصوص أو لا نعلم بوجودها في كتاب الله أو سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ..

ثم بعد ذلك إما أن يستعمل فيها النظر وإما أن يتوقف وإما أن يحملها على ظاهرها ..

وبين ذلك من يدخل الحقيقة والمجاز ويستدل لوجود المجاز ..
ثم يرد عليه خصمه ليبطل وجود المجاز وهكذا ..
ثم يقرر أحدهما بوجود الحقيقة في لفظ يد مثلاً وينفي دون أن يشعر المجاز في نص آخر ..
أو ينفي الحقيقة في لفظ اليد ويثبت المجاز ويعطل كل نص وردت فيه هذه اللفظ على سبيل الحقيقة .. !
فهكذا تستمر في العجب كلما ازددت نظراً ..

فتدور الرحى ..
فيضيع الباحث والناظر !!


فكل طرف منهما ما هو إلا مقلدا لقول من سبقه .. !
ويسرده سرداً منظماً مفصلاً من حفظه وكأن المفاخرة هنا هي في بيان أيهما الحافظ الضابط ..!

تجد قول الأول كالوخزة في جنب الطرف الثاني ..
وتجد قول الثاني كحائط أثقل عاتق الطرف الأول ..


فكلما طرق موضوع الاعتقاد في مجلس عام أو خاص ..

سُلّت السيوف من أغمادها ..
والألسن من جحورها ..

نصرةً .. وحميةً .. ودفاعاً .. وإبطالاً .. زعموا .. !

فلا يستنكر أحد أن يتم الدفاع عن الاعتقاد الصحيح وهذا مطلوب ومرغوب وواجب في بعض أحيان ..
لكن الاستكثار بهذا الدفاع المزعوم في كل مجلس وإن كان لتصور المسائل وفهم أسباب الخلاف فهو مذموم مستقبح ..

فإذا قال أحد ..
لماذا ذهب الأشعرية إلى تعطيل الصفات .. ؟!

تجد الهجمة من طائفة لتنسخ وتلصق ما أكلته من كتب المتقدمين ..
وكأن السائل هذا يريد حكم هذا التعطيل .. !!

وكل منتدى أو مجلس عام طرح فيه هذا السؤال تجد ما أقوله بنصه ومعناه .. !

وأظن أن هناك من سيضع لي مثل هذه الردود المتنسخة .. !
وقد يقول أحد ..

إنك تريد كذا .. ونيتك كذا .. ومقصدك كذا .. . . . .

فهناك أناس تقرأ من الشمال إلى اليمين ..
وتقرأ أطراف الحديث ولا تقرأ النص كاملاً لتفهم مراد الكاتب ..

وتأخذ جزء منه فيه مخالفة إن أفردته عن بقية الكلام وترد عليه .. !

وهذا يشبه من أخذ ..
لا إله ..

وترك ..
إلا الله ..
في عبارة التوحيد ..!

فهذه توطئة لما سأذكر بعدُ من مسائل الاعتقاد عند الإمام ابن حزم ..
وسأجليها تجلية الباحث الناظر لا الناصر والمدافع ..

وسأحاول بيان السبب الذي دفع الإمام إلى هذه الأقوال ..
ليعيها من يريد أن يعي الأسباب ليعرف حقيقة وصحة دلائل العلماء ..

فمن لم يعتني بفهم السبب الذي دفع العالم الفلاني لهذا القول لم يفقه فقه الدليل كما ينبغي ..
ولم يفقه كيفية إبطال دليل ذلك العالم ..

فإن كانت لديك أمور عقدية أو فقهية أو أصولية وكانت في نظرك هي الحق ..
وأردت أن تبطل قول قائل يخالف ما تذهب إليه ..

فمن المنطقي والعقلاني أن تفهم استدلاله وسببه ..
لا أن ترد عليه بما لا يعتد به هو كما يفعل اليوم في كثير من الجدليات في المنتديات ..

فيستدل على الظاهري بما هو حجة فقط عند الحنفي أو الحنبلي أو غيرهما ..
أو العكس ..

فالواجب فهم مخالفي فهماً تاماً أولاً ثم تتبع ما خالفته فيه ومعرفة أسباب تلك المخالفة ..

فإن قلت رداً على قول إمام من أئمة أهل الأصول - لم أذكر اسمه لحساسية البعض لأن كتابه من الكتب الأربعة العمد في أصول الفقه - ..
إذا قال ..
إن الإجماع قد ثبت على حجية العمل بالقياس وهو الدليل على وجوب العمل به ..

ثم إن حررت هذا الإجماع فتجد أنه إجماع سكوتي لا قولي باتفاق بين مثبتي القياس الفقهي ومخالفيهم ..

تستطيع أن تقول له ولمن قلده ..
يا إمام .. كيف تكون حجة العمل بالقياس عندك الإجماع السكوتي ..
وأنت في باب الإجماع السكوتي تعتبره ليس بحجة .. ؟!
فهل تستدل بما لا تحتج به لتثبت ما اختلف فيه .. ؟!

ومثل هذه المسائل لا تدرك إلا بفهم السبب الذي اعتمده أي قائل لقول ما ..
فتستطيع أن تبطل قوله بما يعتمده ويقر بأنه الصواب والحق ..

التوحيد ..
وما أدراك ما توحيد أهل الحق وأهل الباطل ..
واليوم نستعرض مسألة مهمة في عقيدة الإمام ابن حزم ..

وهي قضية الأسماء والصفات بحسب ما يطلق عليها معارضي الإمام ..
أو قضية أسماء الله تعالى بحسب ما يطلق عليها الإمام ..

قيل عن الإمام ..

أنه لو اتبع إمام أهل الظاهر داود بن علي لكان خيراً له ..

لكنه خالف السلف الصالح في هذا الباب وعطّل صفات الله تعالى ..

وكل ذلك اعتماداً منهم على ما كتبه الإمام ابن حزم في كتبه ..

واليوم لا يوجد بين أيدينا من تلك الكتب إلا كتاب الفصل الذي يوضح فيه الإمام مذهبه في هذه القضية ..
فصار لزاماً علينا أن نرجع لهذا الكتاب لنستوضح هذه المسألة ..

فهل كان الإمام ابن حزم معطلاً للصفات بما في لفظ التعطيل من القبائح .. ؟!

أو كان مثبتاً لصفات الله تعالى .. ؟!

فعندما أتى الإمام ابن حزم لهذا القاعدة الأصيلة في الإسلام واجه عدة خصوم ..

وكان من الخصوم أولئك ثلة من أئمة علم الكلام والفلسفة ..

فعندما واجه الإمام ابن حزم هذه العقول جاهد بالاستدلال عليهم بما يسلّمون به من أدلة عقلية ..
وقد أصاب في ذلك رحمه الله تعالى ..

وواجه أولاً من قال أن الله تعالى جسم ..
فأعلن قاعدته المتينة التي ارتضاها وفق ما ثبت عنده من برهان بأن قال ..

إن فاعل الجسم والعرض ليس جسماً ولا عرضاً ..

ولا بد من بيان معنى بعض الألفاظ عند أهل الكلام ليُفهم مراد الإمام ابن حزم في هذا الباب ..
]وهي من نصوص الإمام ولم أعبث بتأويلها ولا تفسيرها ..
وإنما جمعت ما كان مبعثراً منها .

تعريف الجسم ..

هو ما يوصف بالطول والعرض والعمق والمحتمل للقسمة ذي الجهات الست ..

والتي هي فوق وتحت ووراء وأمام ويمين وشمال وقد يفقد جهة الفوقية

والمتحرك وذو صورة .. وما كان محدثاً مخلوقاً ..

تعريف العرض .

هي كل صفة محمولة في الجسم ( المتحرك ) ..

وهي مخلوقة محدثة في الجسم الذي حلت به .

فينتج من تعريف كلا من الجسم والعرض ما يلي ..

القضية الأولى ..
الجسم هو غير العرض ..
القضية الثانية ..
وجود الجسم باعتبار تحركه يقتضي أن يكون له زمان ومكان هما غيره ..

أي ( وجود الجسم أو الذات توجب أن يكون له زمان ومكان يحل فيه .. والزمان والمكان هذان هما غير الجسم هذا .. فصار لدينا جسم .. وزمان .. ومكان .. ) ..

القضية الثانية ..
وجود الجسم يقتضي بالضرورة أنه مؤلف له صفات الطول والعرض والعمق ..


القضية الرابعة ..
أن الجسم والعرض مخلوقين وليسا بخالقين ..
ويستمر المقال في التعقيب القادم ..

والآن نأتي قاعدة الإمام ابن حزم في باب التوحيد وهي

إن فاعل الجسم والعرض ليس جسماً ولا عرضاً

وفي هذه القضية قضايا هي ..

القضية الأولى ..
لا يوجد في العالم إلا جسم أو عرض
أي ( لا يوجد في العالم إلا جسم وهو ما عرفناه آنفا أو صفات ) ..

القضية الثانية .
الجسم والعرض تقتضي طبيعة وجودهما وجود فاعل لهما ..
أي ( هذا الجسم وهذه الصفات توجب بطبيعتيهما وجود من خلقهما ) ..

القضية الثالثة ..
الفاعل ليس بجسم ولا بعرض .

أي ( الخالق لا بد أن يكون هو غير ذلك الجسم وكذلك هو غير هذه الصفات ) ..

فتنتج هذه القضية الصحيحة .
أن فاعل الجسم والعرض ليس جسماً ولا عرضاً ..


وهي قضية ضرورية يجب التسليم بها سواء بهذا الاستدلال المنطقي أو باستدلال من نص شرعي ..

إذ قضايا العقل الضرورية شاهدة للنصوص ولا تضادها البتة ..

فإن قيل بخلاف هذه النتيجة بأن قال أحد ..
إن الفاعل هو الجسم أو هو العرض لاقتضى ذلك أن يكون له فاعل هو غير هذا الجسم أو ذاك العرض ..
وتستمر في هذا إلى ما نهاية له وهذا باطل ..
ويطلق على ذلك الدور ..
فنخلص إلى نتائج مهمة ..


أولاً ..
عدم جواز إطلاق لفظ الجسم لله تعالى ..
فلا يجوز للمسلم أن يقول أن الله تعالى جسم

ثانياً ..
عدم جواز إطلاق لفظ الصفات لله تعالى ..
فلا يجوز للمسلم أن يقول أن الله تعالى صفة ..
ولاحظ العبارة كما هي من نص الإمام ابن حزم ..
( وأما إطلاق لفظ الصفات لله تعالى عز وجل فمحال لا يجوز ) ..

ومن بداية هذا وقع الإشكال عند من يعارض الإمام ابن حزم في باب التوحيد ..
[في باب الأسماء والصفات كما يطلقون عليها ..
فالمخالف للإمام يقول أن لله تعالى صفات ..
وينسب للإمام ابن حزم أنه يقول ليس لله تعالى صفات ..

أي أنه من المعطلة ..
أي بمعنى أبسط ..

أن ابن حزم عطّل صفات الله تعالى ..

قضية تعطيل صفات الله تعالى ..
قضية خطيرة عند الطرفين ..

وقد يقال ..
أن المعطل لو علم أنه سلب الله تعالى من صفات ربوبيته وكماله لما استمر بهذا التعطيل ..
وإنما المعطلة كان سبب تعطيلها نفي التشابه والشبه بين الخالق والمخلوق ..
ورفض الإمام ابن حزم أن نطلق على أسماء الله تعالى بأنها صفات يختلف عن مبدأ التعطيل الذي جرى عليه من عطّل صفات الله تعالى ..

فعندما نعلم أن معنى تعطيل الصفات هو ..
سَلْبُ الرّب من الصفات التي كان بها رباً ..
فهنا أنت تقول أن الله تعالى ليس له من الصفات التي تخوله بأن يكون رب الأرباب كلها ..
وحين نعلم أن مفهوم إثبات الصفات لله تعالى هو ..
إثبات وجود صفات عند الرب صار بها رباً ..
وهنا تقول أن الله تعالى له من صفات الكمال والربوبية التي بارز فيها عبّاد الأصنام وتحداهم أن يخلقوا شيئاً أو يدبروا أمراً ..
فكان رباً دون منازع بوجود صفات الربوبية فيه ..
ومن تلك الصفات ..
الخلق والتدبير والعلم والرزق وغيرها مما يتصف به الرب ..
وهذا يشهد به العقل الصحيح وإن لم يكن خوطب برسالة من نبي ..

لذلك عندما ادعى فرعون الربوبية استجاب له طائفة من الناس ..
باعتبار أنه يرزقهم ويدبر أمورهم ويعلم غير ما يعلمون ونحو هذه الصفات ..
وليس هذا الاتباع بصحيح مع ما قلته عن استحقاق الرب لهذه الربوبية بهذه الصفات ..
وإنما اتبع هؤلاء فرعون لظنهم أنه يملك صفات الربوبية بعدما علموا بعض ما يوافق صفات الرب لا علي سبيل الحقيقة ..فإنهم علموا وحققوا أنه يرزقهم ..
لكن الرازق حقيقة هنا هو الله تعالى لفرعون ومصر كلها ..

وإنما فرعون هو المعطي والمانح والواهب وليس الرازق في الأصل ..
فحصل الخلط عندهم فاتبعوا ظنهم الأعور هذا وأشركوا ..

فالذي يود أن يعارض أو يعقّب هنا ينتبه إلى كلام الإمام وهو ..
لا يجوز إطلاق لفظ الصفات لله تعالى عز وجل ..

والله تعالى هو نفسه العليم القدير اللطيف الودود الرحيم الرحمن الوهاب الغني ..
إلى آخر أسمائه الحسنى ..

فنحن هنا لا نتكلم عما يفهم من هذه الأسماء من صفات وما يشتقه من خالف الإمام ابن حزم من معاني ..
وإنما نتكلم عن إطلاق لفظ صفة على اسم من أسماء الله تعالى التي ثبتت في القرآن والسنة
وكل أسماء الله تعالى هي نفسه لا غيره ..


ويذكر الإمام ابن حزم أول من اخترع وصف الله وأسمائه بأنه صفات ويقول ..
وإنما اخترع لفظة الصفات المعتزلة .. وسلك سبيلهم قوم من أصحاب الكلام .. سلكوا غير مسلك السلف الصالح ..
[ليس فيهم أسوة ولا قدوة .. وحسبنا الله ونعم الوكيل ..

ويستمر الإمام في كلامه ..
وربما أطلق هذه اللفظة من متأخري الأئمة من الفقهاء من لم يحقق النظر فيها ..
فهي وهلة من فاضل .. وزلة عالم ..
وإنما الحق في الدين ما جاء عن الله تعالى نصاً ..
أو عن رسوله صلى الله عليه وسلم كذلك ..
أو صح إجماع الأمة كلها عليه
وما عدا هذا فضلال ..

ففي هذا الموطن يتحدث الإمام عن إطلاق لفظ معين على الله تعالى ..
فلا تطلق عليه لفظ جسم ولا تطلق عليه لفظ عرض وصفات ..

والرب عند الإمام ابن حزم وغيره ممن خالفه هو الله تعالى وكل اسم سمى به نفسه في كتابه أو سنة رسوله صلى الله عليه وسلم

فهل يستطيع أحد أن يقول عن اسم السميع أنها صفة أو جسم .. ؟!
وهذا محل اتفاق بين الإمام ابن حزم وبين من خالفه ..

وإنما هي أسماء لله تعالى لا يجوز ومحال أن نطلق عليها أنها أجسام أو أعراض ..

ويبيّن الإمام هذا وكأنه يعلم أن هناك من سيتأول كلامه على غير محمله عندما ردّ على خصومه فقال ..
إنما أنكرنا قول من قال إن أسماء الله تعالى مشتقة من صفات ذاتية فأطلق ذلك على العلم والقدرة والقوة والكلام أنها صفات ..
أي أن أسماء الله تعالى هي أسماؤه كاسم ( الله ) وليست هذه الأسماء مشتقة مما يوصف به ..
فإن قلت الرحيم فهو اسم الله تعالى وكذلك الخبير والعليم ..
وليس اسم الرحيم والرحمن والغفور والخبير صفة أو عرض ..

فكل حديث الإمام ابن حزم في هذا الموضع هو في إطلاق لفظ الجسم أو الصفة على الله تعالى ..

فلا فرق بين الله تعالى واسم الرحيم والرحمن وبقية أسمائه الحسنى كلها مما نعلم ومما لا نعلم ..
فكلها أسماء له تعالى ..

فإن أطلقنا على الرحيم أو الله لفظ الجسم ..
فينتج أنه مخلوق ..
وإن أطلقنا على الله تعالى أو الرحيم أنها صفة ..
فينتج كذلك أنها مخلوقة ..

فيكون الله تعالى مخلوق من خالق غيره ..
لأننا نصف اسماً من أسمائه أنه صفة ..
والصفة كما قدمت مخلوقة ..

فيكون الرب مخلوق بهذا النظر ..

والإمام هنا لا يتكلم عن ما يفعله الله تعالى أو ما يتصف به من صفات الربوبية ..

فهذه القاعدة متفق عليها بينه وبين من يخالفه ..
ومن أنكر أن لله تعالى صفات الربوبية فقد ناقض نفسه ..
والإمام لا ينكر ذلك بل يقرره في مواطن عدة نأتي عليها قريباً ..
لأن بدهية العقل توجب وجود الرب عند الإمام وإلا كان كافراً بهذا التعطيل ..

وقد استشهد بعض من يخالفه بما قاله الإمام رحمه الله في موطن إذ قال ..
إننا لا نفهم من قولنا : قدير وعالم إذا أردنا بذلك الله عز وجل إلا ما نفهم من قولنا الله فقط ..

لأن كل ذلك أسماء أعلام لا مشتقة من صفة أصلاً ..
وكذلك يقول في أسماء كالسميع والبصير وغيرها فيقول ..
المعنى في سميع وبصير عن الله تعالى هو المعنى في عليم ولا فرق ..

أي أنها كلها أسماء لله تعالى وتدل عليه ..
لأنه يثبت أنه سميع لا كسمع المخلوقين ..
ويبصر لا كبصر المخلوقين ..
لأنه ليس كمثله شيء ..

فالعفو والغفور والرحيم والحليم والملك فلا يقتضي وجود شيء من هذا وجود مرحوم معه ولا معفوّ عنه مغفور له معه ..
ولا مملوك مرحوم عنه معه ..
بل هو تعالى رحيم بذاته عفو بذاته غفور بذاته ملك بذاته .
وهي أسماء أعلام له عز وجل .
لكن إذا قلنا هو الله تعالى بكل شيء عليم ويعلم الغيب ..
فإنما يفهم من كل ذلك أن ههنا له تعالى معلومات وأنه لا يخفى عليه شيء ..
ولا يفهم منه ألبتة أن له علما هو غيره ..

أي إذا أطلق قول عالم وأردنا به الله تعالى أي اسمه فلا فرق بين هذا الاسم وبين بقية أسمائه ..

لأن هذه الأسماء أسماء أعلام وليست صفات أو مشتقة من صفات ..
ويوضح الإمام أن لله تعالى صفات الكمال حين ناظر من يقول بحدوث علم الله تعالى فيقول ..
من قال بحدوث العلم فإنه قول عظيم جداً ؛ لأنه نص بأن الله تعالى لم يعلم شيئاً حتى أحدث لنفسه علماً ..
وإذا ثبت أن الله تعالى يعلم الآن الأشياء فقد انتفى عنه الجهل يقيناً ..
فلو كان يوماً من الدهر لا يعلم شيئاً مما يكون فقد ثبت له الجهل به ولا بد من هذا ضرورة ..
وإثبات الجهل لله تعالى كفر بلا خلاف ..


لأنه وصفه تعالى بالنقص ووصفه يقتضي له الحدوث ولا بد ..
وهذا باطل مما قدمنا من انتفاء جميع صفات الحدوث عن الفاعل تعالى ..
هذا نص كلامه رحمه الله تعالى

فهنا يحق لي أن أسأل
هل ينكر الإمام ابن حزم أن لله تعالى صفاتاً اختص بها فيما ذكره من كلام عن إطلاق لفظ صفة على اسم من أسماء الله تعالى أم أنه لا ينكر اتصاف الله تعالى بصفات الربوبية .. ؟

من يتسرع وينسخ كلام غيره فالأولى به أن يتفقه في الدين ويعلم ما يتحدث به علم يقين لا علم ظن يزعم أنه راجح ..

فإن قال أحد ..
إن الإمام ابن حزم ينكر أن لله تعالى له صفات اختص بها عمن دونه من الخلق فقد كذب وادعى على الإمام ما لم يقله البتة
لأن الإمام لو كان كذلك لم يكن يوماً مؤمناً منذ اعتقد هذا الاعتقاد ..
ولا اعتقد جازماً أن الله هو الرب ما دام أنه فاقد لصفات الربوبية ..
ومن قال أن الإمام ابن حزم قال أن أسماء الله تعالى كلها أسماء أعلام ولذلك لا صفات له فقد كذب وادعى على الإمام ما لم يقله أيضاً ..
لأن الإمام قال بتحريم إطلاق لفظ الصفة على اسم من أسماء الله تعالى
وفرق بين أن تطلق على اسم من أسماء الله تعالى لفظ صفة ..
وأن تقول أن لله تعالى صفات الكمال والربوبية التي يجب أن تكون في الرب ..

فلا يجحد الإمام ابن حزم أن يكون الله تعالى متصفاً بالرحمة والخلق والتدبير والقدرة والعلم والرزق وغيرها من صفات الربوبية وكل صفة كمال ..
لوجوب أن يتصف الرب بجميع صفات الكمال
ولا يجوز ومحال أن يتصف بصفة نقص أو عيب ألبتة ..
وهذا أمر مسلّم عند كل مسلم وليس عند الإمام ابن حزم فحسب ..

لذلك يرفع يديه الإمام ابن حزم داعيا ربه ويقول ..
يا رحيم ارحمني .. ويا رازق ارزقني ..
ولذلك يبطل حجة بعض خصومه ويقول ..
إن حكيماً وعليماً ورحيماً وقديراً وسائر ما جرى هذا المجرى لا يسمى في اللغة إلا نعوتاً وأوصافاً ولا تسمى أسماء البتة ..
وإذا سمي الإنسان حكيماً أو حليماً أو حياً وكان ذلك اسماً له فهي حينئذ أسماء أعلام غير مشتقة بلا خلاف من احد ..
لكن ما يعنينا هنا ..
هل قال ابن حزم بسلب الرب صفات الكمال والربوبية .. ؟!
أو لم يقل ذلك .. ؟!

وسيأتي الكلام على كل ما قاله في باب أسماء الله تعالى وفق تسمية الإمام ..
وباب الأسماء والصفات عند من يخالفه في هذا الإطلاق ..
لكن ما ينبغي أن ينبه عليه هو مسألة الاشتقاق ..
فإن الإمام ابن حزم أقرّ باشتقاق بعض أسماء الله تعالى ورفض البعض الآخر ..
فقاعدة الأمام في هذا هي ..
أسماء الله تعالى لا تكون مشتقة من صفات محمولة فيه عز وجل إلا ما كان مشتقاً من فعل محدث كالخالق والمصور ..
فهذه أسماء أعلام ومشتقة من فعل محدث لله تعالى ..
أما سائر أسماء الله تعالى التي لا فعل محدث فيها فلا يدخلها الاشتقاق ..
فهنا يصحح الإمام ابن حزم فهم من قرأ كلامه فيقول له
أن لله تعالى صفات محمولة فيه ..
وأن أسماء الله تعالى منها ما يشتق منه ومنها ما لا يشتق منه ..
وأن هناك أفعالاً محدثة يحدثها الله تعالى ..
وأن ما يشتق من هذه الأسماء ما كان مشتقاً من صفة محمولة فيه من فعل محدث ..
وإنما أنكرت أن تسمى أسماء الله تعالى صفات وهي أسماء لذاته سبحانه وتعالى كاسم ( الله ) تماماً ..
فليتأمل المتأمل ..

ولدي ملاحظة على بعض ما جاء في مقالي ..

أحيانا أذكر أن الإمام ابن حزم الظاهري لم ينفي أن يتصف الله تعالى بصفات الكمال ونحو ذلك ..
واستعمال الصفات هنا لتقريب الفهم عند من يخالف الإمام بحسب إطلاقهم ..
لأنهم جعلوا أسماء الله تعالى مشتقة من صفات فيه لذلك سمى بها نفسه ..
وليست أسماء أعلام ..

فلينتبه القارئ إلى ذلك ..
 

بوجسوم

عضو ذهبي
لا يجوز للمسلم أن يقول أن الله تعالى جسم لا يجوز للمسلم أن يقول أن الله تعالى صفة ..
( وأما إطلاق لفظ الصفات لله تعالى عز وجل فمحال لا يجوز ) ..
 

شهله

عضو فعال
شكراً بوجسوم على النقل ..

سؤال : من هم أساطين العلماء المذكورين ؟

لو قرأ بوجسوم القص واللصق لاجاب على سؤالك !؟.

الجواب :

مـنابر الـحسين قـد بـكت بـدمع سـاجم
فقد الخطيب البارع ال نـدب أبي مكارم
وسـجـلت تـاريخه بـرسم عـبد الكاظم
 

قوس قزح

عضو مميز
السؤال مرة أخرى ...

الأخ بوجسوم ..
هل من أنكر لفظ الصفات كمن أنكر الصفات ؟



لا يجوز للمسلم أن يقول أن الله تعالى صفة ..

أود أن أتأكد من جملتك السابقة .. هل تقصد " أن لله صفة " أم " أن الله صفة " .. أرجو التوضيح
 

بوجسوم

عضو ذهبي
اللي أعرفه ان الله سبحانه و تعالى له الأسماء الحسنى بمعنى هي أسماء له فلا يجوز أن نطلق عليها بأجسام او أعراض لأن الصفة مخلوقة فلا يجوز لنا أن نصف إسماً من أسماء الله الحسنى بأنها صفة
هذا والله أعلم
 

قوس قزح

عضو مميز
الأخ الحبيب بوجسوم ..

شكراً ... فلقد إكتفيت بإجاباتك ..

نصيحتي لك أن تقرأ نقولاتك .. وتتفحص مروياتك ..
 

بوجسوم

عضو ذهبي
شسالفة؟؟؟؟!!!!
وشكراً لك على النصيحة, و قرأت النقولات و أعجبتني لكن لا أعلم ما هو رد أهل القياس على ما قاله الإمام ابن حزم الظاهري رحمه الله عن هذا الموضوع؟؟؟؟!!!! و تفنيد ما قاله, نورنا الله ينور عليك.
 

قوس قزح

عضو مميز
يا أخ بوجسوم ..

أنت لما تنقل لنا تلك المعلومات .. تريدنا نقرأ .. وتطمع أن نقتنع بما فيها ..

لكنك أنت يا عزيزي .. إذا حاولنا عنوة إقناع أنفسنا بأنك قرأتها .. فإننا لا نستطيع أن نقنع أنفسنا بأنك مقتنع بما فيها ..

إقرأ .. بتدبر .. الذي نقلته مرة أخرى .. وستعلم قصدي من الكلام أعلاه !!
 

بوجسوم

عضو ذهبي
ما هو الإشكال؟؟؟؟
أريد منكم فقط القراءة و الرد عليها فقد و الإستفادة من ما يقوله أهل الظاهر بهذا الموضوع, لكن الكلام هكذا و التعامل معي كpuzzle, في شي قول لي أنا أتقبل النقد, و اذا كان في شي خطأ يا ريت ترد عليها علشان أعرف....ممكن يكون الأمام ابن حزم رحمه الله خاطئ او ممكن تكون انت خاطئ....نورنا الله ينور عليك
 
أعلى