سأعقب بالترتيب عن كل فرع فروع السادة الضياغم ومن هم السادة الضياغم الحقيقيون ومن هم الذين دخلوا فيهم من الفروع الأخرى من السادة أو الأشراف أو غيرهم من العرب قدر الإمكان بما لدي من معلومات وأدلة. أسأل الله أن يعينني على ذلك وهو خير معين.
نبدأ على بركة الله.
أولا: تاريخ آل راشد قبل عام ٩٨٣ ه /
هم أحفاد السادة الهواشم الشيحية أمراء المدينة المنورة فالنذكر على عجالة تاريخ أجدادهم حتى نعرف موقعهم من الإعراب بعد ذلك:
شيحة بن هاشم بن قاسم بن مُهنَّا الحسينيُّ، وقد ذكرنا نسبه في ترجمة جدِّه قاسم، وولده جَمَّاز.
ولي الأمير شيحةُ المدينةَ سنة أربعٍ وعشرين وستمائة، انتزعها من الجمامزة ببأسه وسطوته، وحدِّة شوكته، وذلك أنَّ الأمير قاسم بن مهنَّا كان منفرداً بولاية المدينة من غير مشارك ولا منازع، فلمَّا توفي تولَّى مكانه أكبرُ أولاده جماَّزٌ جدُّ الجمامزة، واستمرَّ في ولايته إلى أَنْ توفي، ثمَّ استقرَّ في موضعه ولدُه قاسمُ بنُ جمَّاز ابنِ قاسم بن مهنَّا، واستمرَّ فيه إلى أَنْ قتله بنو لام، وركبوا مِنْ قِبَلِه صهوةَ الملام.
وكان الأميرُ شيحةُ نازلاً في عَرَبِه قريباً منه، فلمَّا بلغه قتل قاسم، افترَّ من مُحيا شأنه المباسم، فركب سُبل الفُرصة وسلكها، ولم يزل مسرعاً حتى دخل المدينة وملكها، وذلك في سنة أربعٍ وعشرين وستمائة، واستقرَّ فيها استقرارَ العان، الشَّامخ الأعيان، ولم يتمكن الجمامزة من نزعها منه ومن ذريته إلى الآن.
وأقام الأميرُ شيحةُ في ولايته مدَّةً طويلة، وبُرهة من الزَّمان حفيلة، وكان من عادته إذا غاب أن يستنيب ولده عيسى في المدينة، وكان مُجتباه وحِبَّه، وعلى المُلك أمينه، فَقُدِّر أَنَّ شيحة سافر إلى العراق، وصفا لأعاديه من بني لامٍ الوقت /481 وراق، وعارضوه في الطَّريق وختلوه، فظَفِروا به في بعض الأماكن وقتلوه، فبلغ الخبر الجمامزة، فطمعوا في المدينة، فتوجَّهت جماعةٌ منهم في سكونٍ وسكينة، وقصدوا الاستيلاء على البلد، وتفريح رُوحِ الوالد باتباعه الولد، فَفطِن لهم الأمير عيسى وقَبَضَ بهم قَبضَ الدابغ الجلد، ومغَّسهم تمغيساً، واستقرَّ عيسى في الولاية مُدَّة، على ما يليق بالحال من استكمال العِدَّة والعُدَّة، إلى أن أظهر الكراهية لأخويه جمَّاز ومنيف، وأخرجهما من المدينة بالوجه العنيف، ومنعهما من الدُّخول إليها، وصدَّهما عن الوقوف لديها، فاتَّفق رأيهما على إعمال حيلةٍ تحتوي على خلعه، واستعمال مكيدة تنطوي على قطعه وقلعه، فكاتبا وزيره، والتزما توقيرَه وتعزيره، ووعداه بكل جميل، وسألاه أنْ يزيغَ عن صاحبه ويميل، فأمرهما بالتَّوجُّه إليه والقدوم عليه، فلمَّا قدما احتال لهما في دخول الحصن العتيق باللَّيل، فقبضا على عيسى قَبض القنَّاصِ على اللَّيْل، من غير إعمالِ رجلٍ وخيل، وأصبح حاكمَ المدينة الأميرُ منيفُ بن شيحة، ورقيَ المنبر حقاً أبانَ به توشيحه وترشيحه، ولم يزل في المدينة حاكماً في اعتزاز، والمُلكُ به في اهتزاز، ومؤازرُهُ وساعدهُ أخوه جمَّاز، إلى أن تُوفي في عامِ سبعٍ وخمسين وستمائة، فوليها من يومئذ الأميرُ عزُّ الدِّين بنُ جمَّاز بنِ شيحة، ولم ينازعه أخوه الأمير عيسى بن شيحة.
ثمَّ إنَّ ابن أخيه مالكَ بنَ منيف انتزعها منه في سنةِ ستٍ وستين وستمائة، فاستنجد عليه الأميرُ جمَّاز بصاحب مكة وغيره من العُربان، وساروا إلى المدينة في جمعٍ حفيل، وجمٍّ غفير، كأنهم رِجلان من الغِرْبان، فلمَّا عجزوا عن إخراجه، وتعرض للبور وأتراجه، قوَّضوا وتفرَّقوا، وانفضُّوا من حوله وتمزَّقوا، وبقي جمَّازُ في جماعته، وتفرَّد في رِفاقته ورِباعته، أرسل إليه مالك بن منيف يقول: أراك حريصاً على إمرة المدينة وأنت عمي وصِنْوُ أبي، وقد كنتَ له معاضداً مساعداً، وعمَّا يكره مجانباً ومُباعداً، ونحن نتجنب عقوقك، ويجب أَنْ نحترمك ونرعى حقوقك، وقد استخرتُ الله تعالى، ونزلتُ لك عن إمرة المدينة طوعاً، وتركتها غيرَ مُكْرَهٍ ولا موصلٍ إلى أحدٍ بقتالك رُعباً ورَوْعاً، فَسُرَّ بذلك جمَّازُ وشكر على إزاحة الفساد، وحمِدَ الله تعالى على حقن الدماء وبلوغ المراد، واستقلَّ بالإمارة من يومئذٍ إلى أَنْ حَلَّ في حُفْرته، ثمَّ استقرت إلى الآن بيدِ أولاده وذرِّيته.
وثم تولى بعده الأمير السيد منصور أبو غانم ويتمنى أيضا أبو عامر إلى أن قتل ، وثم بعده الأمراء كبيش والطفيل وبعدهم أخوهم تأمر السيد الأمير جماز الذي كان من صفاته و
الجبروت والعظمة رحمه الله قتل هو أيضا بعد عشرة أشهر من حكمه وثم من بعده تأمر هبة الله الذي قتلته الروافض لعنهم الله ولا رضي الله عنهم وقد أقام السنة وأبدأ البدعة في المدينة المنورة ، ثم بعده تأمر بعده أبناءه وأعمامه عطية وزيان ابني زيان وذراريه هيازع وسليمان ونغير ومحمد وسليمان بن هيازع إلى السيد ضيغم بن خشرم بن دوغان بن جعفر بن هبة الله الذي تأمر فيما بعد.
السيد ضيغم بن خشرم بن دوغان وحتى الإمارة في المدينة المنورة:-
نقول وعلى بركة الله أن السيد ضيغم بن خشرم تأمر على المدينة المنورة أواخر سنة ٨١٠ بعد ثابت بن نعير بن جماز بن منصور وبعدها صرف في أوائل سنة ٨١٢ ه بأمير آخر وأظنه عجلان بن نعير أخو ثابت وثم صرف بوالده الأمير ضيغم وهو السيد خشرم بن دوغان سنة ٨٢٧ تقريبا (أي أنه تولى الإمارة قبل أبيه) انتصر لأهل السنة والجماعة وحارب البدعة ، وبقي أميرا عليها حتى سنة ٨٣٢ ه وقد حصلت فيها إضطرابات أولها: السيد خشرم وابنه ضيغم لم يرضخا لأمر شريف مكة وسلطان مصر المملوكي بأن السيد مانع بن علي بن عطية أعطيت له الإمارة ، فصمموا على حربه غضب الوالد لإنتزاع الإماة منه وغضب الابن لأبيه ، أفقدها على قتال ابن عمهم السيد مانع فقتلا في نفس السنة رحم الله الجميع، وهكذا اختلت الإمارة وحصل القتال لنفس الأسرة الواحدة وهم بنو منصور بن جماز على هذه الإمارة.
ورحل بعد ذلك أبناء السيد ضيغم بن خشرم بن دوغان إلى الأسياح بعد بلوغهم سن الرشد لكي يتزعموا ويتأمروا في بلاد أخرى غير المدينة المنورة وكانت لديهم أملاك كثيرة أيضا فرأوا أن الأسياح بلاد كبيرة تصلح لوضع الأملاك فيها فرحوا إليها.
تاريخهم في سنة ٩٨٣ ه/
معركة السادة الضياغم وحلفائها من شمر و عتيبة ضد سلطان مارد (وهو السيد حسن بن زبيري بن قيس بن ثابت بن نعير بن جماز بن منصور بن جماز النعيري المنصوري الشيحي) وتسمى بمعركة الصريف الأولى:
أولا بالذكر تاريخ السيد حسن بن زبيري وعلاقته بالضياغم ثم نتطرق لموضوع المعركة:
١- السيد الشريف الأمير الحسن بن زبيري بن قيس بن ثابت بن نعير بن منصور بن جماز بن شيحة بن هاشم آل زبيري من آل ثابت النعيري الشيحي الهاشمي من سليل آل مهنا أمراء المدينة المنورة أحفاد الإمام الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما من بني هاشم من قريش. ولد ونشأ في أسرة آل نعير بن جماز بن منصور التي كانت تنافس آل هبة الله بن سليمان بن جماز بن منصور على إمارة المدينة المنورة. هو أخو السيد الأمير مانع بن زبيري ، الذي تولى إمرة المدينة المنورة سنة888هـ ، على الرغم من صغر سنه وشبابه ، إلا أنه أساء السيرة في آخر إمارته.
ويلتقي نسبه مع السادة الضياغم في جماز بن منصور بن جماز جد آل جماز وآل نعير ، وكانت بين الأسرتين عداوة وبغضاء بسبب الإمارة وبينهما تنافس شديد وكان بينهما اقتتال فقد قتل جماز بن هبة الله بن سليمان كلا من عمه نعير بن جماز وابن عمه ثابت بن نعير ، وتقاتل السيد عجلان بن نعير ضد خشرم بن دوغان الجمازي على الإمرة وأفسد في المدينة المنورة ، وقبلها قبض السيد ضيغم بن خشرم بن دوغان وأهله آل جماز على عجلان بن نعير وهو بزي النساء على وشك الهروب ، وكذلك ضيغم بن خشرم بن نجاد (وهو رجل آخر غير ضيغم بن خشرم بن دوغان) تسبب بمقتل السيد زهير بن سليمان بن هبة الله بن سليمان الجمازي في مصر على الإمارة وثم تنازع مع ولده السيد قسيطل بن زهير وأخوه إبراهيم بن زهير على الإمارة وقاتل الأخوين وأفيد في المدينة المنورة ثم حسنت سيرته بعد ذلك ، فلا يستغرب أن تكون بين السادة الضياغم والحسن بن زبيري عداوة في ذلك الوقت.
نبدأ على بركة الله.
أولا: تاريخ آل راشد قبل عام ٩٨٣ ه /
هم أحفاد السادة الهواشم الشيحية أمراء المدينة المنورة فالنذكر على عجالة تاريخ أجدادهم حتى نعرف موقعهم من الإعراب بعد ذلك:
شيحة بن هاشم بن قاسم بن مُهنَّا الحسينيُّ، وقد ذكرنا نسبه في ترجمة جدِّه قاسم، وولده جَمَّاز.
ولي الأمير شيحةُ المدينةَ سنة أربعٍ وعشرين وستمائة، انتزعها من الجمامزة ببأسه وسطوته، وحدِّة شوكته، وذلك أنَّ الأمير قاسم بن مهنَّا كان منفرداً بولاية المدينة من غير مشارك ولا منازع، فلمَّا توفي تولَّى مكانه أكبرُ أولاده جماَّزٌ جدُّ الجمامزة، واستمرَّ في ولايته إلى أَنْ توفي، ثمَّ استقرَّ في موضعه ولدُه قاسمُ بنُ جمَّاز ابنِ قاسم بن مهنَّا، واستمرَّ فيه إلى أَنْ قتله بنو لام، وركبوا مِنْ قِبَلِه صهوةَ الملام.
وكان الأميرُ شيحةُ نازلاً في عَرَبِه قريباً منه، فلمَّا بلغه قتل قاسم، افترَّ من مُحيا شأنه المباسم، فركب سُبل الفُرصة وسلكها، ولم يزل مسرعاً حتى دخل المدينة وملكها، وذلك في سنة أربعٍ وعشرين وستمائة، واستقرَّ فيها استقرارَ العان، الشَّامخ الأعيان، ولم يتمكن الجمامزة من نزعها منه ومن ذريته إلى الآن.
وأقام الأميرُ شيحةُ في ولايته مدَّةً طويلة، وبُرهة من الزَّمان حفيلة، وكان من عادته إذا غاب أن يستنيب ولده عيسى في المدينة، وكان مُجتباه وحِبَّه، وعلى المُلك أمينه، فَقُدِّر أَنَّ شيحة سافر إلى العراق، وصفا لأعاديه من بني لامٍ الوقت /481 وراق، وعارضوه في الطَّريق وختلوه، فظَفِروا به في بعض الأماكن وقتلوه، فبلغ الخبر الجمامزة، فطمعوا في المدينة، فتوجَّهت جماعةٌ منهم في سكونٍ وسكينة، وقصدوا الاستيلاء على البلد، وتفريح رُوحِ الوالد باتباعه الولد، فَفطِن لهم الأمير عيسى وقَبَضَ بهم قَبضَ الدابغ الجلد، ومغَّسهم تمغيساً، واستقرَّ عيسى في الولاية مُدَّة، على ما يليق بالحال من استكمال العِدَّة والعُدَّة، إلى أن أظهر الكراهية لأخويه جمَّاز ومنيف، وأخرجهما من المدينة بالوجه العنيف، ومنعهما من الدُّخول إليها، وصدَّهما عن الوقوف لديها، فاتَّفق رأيهما على إعمال حيلةٍ تحتوي على خلعه، واستعمال مكيدة تنطوي على قطعه وقلعه، فكاتبا وزيره، والتزما توقيرَه وتعزيره، ووعداه بكل جميل، وسألاه أنْ يزيغَ عن صاحبه ويميل، فأمرهما بالتَّوجُّه إليه والقدوم عليه، فلمَّا قدما احتال لهما في دخول الحصن العتيق باللَّيل، فقبضا على عيسى قَبض القنَّاصِ على اللَّيْل، من غير إعمالِ رجلٍ وخيل، وأصبح حاكمَ المدينة الأميرُ منيفُ بن شيحة، ورقيَ المنبر حقاً أبانَ به توشيحه وترشيحه، ولم يزل في المدينة حاكماً في اعتزاز، والمُلكُ به في اهتزاز، ومؤازرُهُ وساعدهُ أخوه جمَّاز، إلى أن تُوفي في عامِ سبعٍ وخمسين وستمائة، فوليها من يومئذ الأميرُ عزُّ الدِّين بنُ جمَّاز بنِ شيحة، ولم ينازعه أخوه الأمير عيسى بن شيحة.
ثمَّ إنَّ ابن أخيه مالكَ بنَ منيف انتزعها منه في سنةِ ستٍ وستين وستمائة، فاستنجد عليه الأميرُ جمَّاز بصاحب مكة وغيره من العُربان، وساروا إلى المدينة في جمعٍ حفيل، وجمٍّ غفير، كأنهم رِجلان من الغِرْبان، فلمَّا عجزوا عن إخراجه، وتعرض للبور وأتراجه، قوَّضوا وتفرَّقوا، وانفضُّوا من حوله وتمزَّقوا، وبقي جمَّازُ في جماعته، وتفرَّد في رِفاقته ورِباعته، أرسل إليه مالك بن منيف يقول: أراك حريصاً على إمرة المدينة وأنت عمي وصِنْوُ أبي، وقد كنتَ له معاضداً مساعداً، وعمَّا يكره مجانباً ومُباعداً، ونحن نتجنب عقوقك، ويجب أَنْ نحترمك ونرعى حقوقك، وقد استخرتُ الله تعالى، ونزلتُ لك عن إمرة المدينة طوعاً، وتركتها غيرَ مُكْرَهٍ ولا موصلٍ إلى أحدٍ بقتالك رُعباً ورَوْعاً، فَسُرَّ بذلك جمَّازُ وشكر على إزاحة الفساد، وحمِدَ الله تعالى على حقن الدماء وبلوغ المراد، واستقلَّ بالإمارة من يومئذٍ إلى أَنْ حَلَّ في حُفْرته، ثمَّ استقرت إلى الآن بيدِ أولاده وذرِّيته.
وثم تولى بعده الأمير السيد منصور أبو غانم ويتمنى أيضا أبو عامر إلى أن قتل ، وثم بعده الأمراء كبيش والطفيل وبعدهم أخوهم تأمر السيد الأمير جماز الذي كان من صفاته و
الجبروت والعظمة رحمه الله قتل هو أيضا بعد عشرة أشهر من حكمه وثم من بعده تأمر هبة الله الذي قتلته الروافض لعنهم الله ولا رضي الله عنهم وقد أقام السنة وأبدأ البدعة في المدينة المنورة ، ثم بعده تأمر بعده أبناءه وأعمامه عطية وزيان ابني زيان وذراريه هيازع وسليمان ونغير ومحمد وسليمان بن هيازع إلى السيد ضيغم بن خشرم بن دوغان بن جعفر بن هبة الله الذي تأمر فيما بعد.
السيد ضيغم بن خشرم بن دوغان وحتى الإمارة في المدينة المنورة:-
نقول وعلى بركة الله أن السيد ضيغم بن خشرم تأمر على المدينة المنورة أواخر سنة ٨١٠ بعد ثابت بن نعير بن جماز بن منصور وبعدها صرف في أوائل سنة ٨١٢ ه بأمير آخر وأظنه عجلان بن نعير أخو ثابت وثم صرف بوالده الأمير ضيغم وهو السيد خشرم بن دوغان سنة ٨٢٧ تقريبا (أي أنه تولى الإمارة قبل أبيه) انتصر لأهل السنة والجماعة وحارب البدعة ، وبقي أميرا عليها حتى سنة ٨٣٢ ه وقد حصلت فيها إضطرابات أولها: السيد خشرم وابنه ضيغم لم يرضخا لأمر شريف مكة وسلطان مصر المملوكي بأن السيد مانع بن علي بن عطية أعطيت له الإمارة ، فصمموا على حربه غضب الوالد لإنتزاع الإماة منه وغضب الابن لأبيه ، أفقدها على قتال ابن عمهم السيد مانع فقتلا في نفس السنة رحم الله الجميع، وهكذا اختلت الإمارة وحصل القتال لنفس الأسرة الواحدة وهم بنو منصور بن جماز على هذه الإمارة.
ورحل بعد ذلك أبناء السيد ضيغم بن خشرم بن دوغان إلى الأسياح بعد بلوغهم سن الرشد لكي يتزعموا ويتأمروا في بلاد أخرى غير المدينة المنورة وكانت لديهم أملاك كثيرة أيضا فرأوا أن الأسياح بلاد كبيرة تصلح لوضع الأملاك فيها فرحوا إليها.
تاريخهم في سنة ٩٨٣ ه/
معركة السادة الضياغم وحلفائها من شمر و عتيبة ضد سلطان مارد (وهو السيد حسن بن زبيري بن قيس بن ثابت بن نعير بن جماز بن منصور بن جماز النعيري المنصوري الشيحي) وتسمى بمعركة الصريف الأولى:
أولا بالذكر تاريخ السيد حسن بن زبيري وعلاقته بالضياغم ثم نتطرق لموضوع المعركة:
١- السيد الشريف الأمير الحسن بن زبيري بن قيس بن ثابت بن نعير بن منصور بن جماز بن شيحة بن هاشم آل زبيري من آل ثابت النعيري الشيحي الهاشمي من سليل آل مهنا أمراء المدينة المنورة أحفاد الإمام الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما من بني هاشم من قريش. ولد ونشأ في أسرة آل نعير بن جماز بن منصور التي كانت تنافس آل هبة الله بن سليمان بن جماز بن منصور على إمارة المدينة المنورة. هو أخو السيد الأمير مانع بن زبيري ، الذي تولى إمرة المدينة المنورة سنة888هـ ، على الرغم من صغر سنه وشبابه ، إلا أنه أساء السيرة في آخر إمارته.
ويلتقي نسبه مع السادة الضياغم في جماز بن منصور بن جماز جد آل جماز وآل نعير ، وكانت بين الأسرتين عداوة وبغضاء بسبب الإمارة وبينهما تنافس شديد وكان بينهما اقتتال فقد قتل جماز بن هبة الله بن سليمان كلا من عمه نعير بن جماز وابن عمه ثابت بن نعير ، وتقاتل السيد عجلان بن نعير ضد خشرم بن دوغان الجمازي على الإمرة وأفسد في المدينة المنورة ، وقبلها قبض السيد ضيغم بن خشرم بن دوغان وأهله آل جماز على عجلان بن نعير وهو بزي النساء على وشك الهروب ، وكذلك ضيغم بن خشرم بن نجاد (وهو رجل آخر غير ضيغم بن خشرم بن دوغان) تسبب بمقتل السيد زهير بن سليمان بن هبة الله بن سليمان الجمازي في مصر على الإمارة وثم تنازع مع ولده السيد قسيطل بن زهير وأخوه إبراهيم بن زهير على الإمارة وقاتل الأخوين وأفيد في المدينة المنورة ثم حسنت سيرته بعد ذلك ، فلا يستغرب أن تكون بين السادة الضياغم والحسن بن زبيري عداوة في ذلك الوقت.