20/05/2010
الديوانية
شحّ الرجال.. ووفاة عملاق
كتب محمد عبدالمحسن المقاطع :
فقدت الكويت قبل أيام أحد رجالاتها المتميزين، وهو المرحوم العم محمد أحمد الرشيد،
هذا الرجل الذي عاش للكويت، وعمل من أجلها بإخلاص وهدوء، وانتقل إلى جوار ربه بنفس طيبة تركت آثارها على البعيد قبل القريب.
ونحن نستذكر سيرة هذا الرجل الذي هو عصامي في كل شيء،
في علمه وتعلمه وفي احترافه العمل السياسي بعضويته لأول مجلس أمة في عام 1963 وحتى آخر مجلس اعتزل به العمل السياسي عن رغبة وقناعة وحكمة يندر تكرارها،
مفسحا المجال للدماء الجديدة والشباب بتشجيع منه،
وبيد ممدودة لا تعرف الأنانية ولا تحجب الخبرة أو المعلومة، فكان عملاقا وهو كبير في منزلته بإذن الله عند ربه،
فرحمة الله عليك يا عمّ محمد أحمد الرشيد، فقد تركت فراغا كبيرا في وقت شحّ فيه الرجال وأصبحت مصلحتهم الشخصية مقدّمة على الوطن.
فالعمل السياسي اليوم، سواء الوزاري أو البرلماني، أصبح ميدانا للتنافس من أجل الوصول وليس من أجل العطاء،
بل في حالة من الصخب الإعلامي والقعقعة والبهرج الجماهيري، حالة طاغية ضاعت في خضمها الحقيقة والجدية والعطاء المثمر.
وليت شحّ الرجال وقف عند ذاك، إنما أصبح هذا الأمر من عموم البلوى التي اعتلّ بها البلد،
فمن يكن في موقع مسؤولية في جهاز أو مؤسسة حكومية تجده وصل إليها دون مؤهلات ودون أي إمكانات للعطاء.
ولذا فقد تقهقرت المؤسسات وتراجعت إلى الحد الذي أصبحت فيه متآكلة من الداخل، لأن من يقودها هم من أشباه الرجال الذين شحّ هذا الزمن من وجودهم.
ومن اؤتمنوا على مسؤوليات توجيه الناس والتأثير فيهم عبر الإعلام والأقلام أصبحتَ ترى فيهم فئة المأجورين والمتزلفين والبائعين للفكر أو المبدأ،
أو حتى كرامة النفس، بهدف جني بعض المكاسب والأموال.
فهم إما معاول هدم أو أنهم، قبل أن يكونوا أدوات،
يُستخدمون للتشهير وللخوض في معارك بشخوصهم ولكن نيابة عن غيرهم ممن يديرهم (بالريموت كونترول)،
فهؤلاء لم يعد لديهم لا القيم ولا احترام الذات ولا الحرص على مصالح المجتمع، فهم كمٌّ من ركام على هيئة إنسان أو رجل لكنه بكل أسف خواء.
ولذا فقد شحّ الرجال أيضا في هذا الخصوص، فكان الله بعون وطن في زمن فيه شحّة بالرجال.
فهل من مدّكر؟
عبارة افتقدناها في الصحافة الكويتية، وفي القبس تحديدا، بعد أن انقطع قلم سلسٌ بها،
وهو قلم الأخ الفاضل عادل القصار الذي أبعدته حالته الصحية عن دوره المميز بقلمه الذي كان دائما يبادر في إثارة الموضوعات التي يتجنبها الكثيرون.
وكان يختم بعبارة «فهل من مدّكر»،
ونحن نتمنى لأخينا أبي فيصل شفاء عاجلا وعودا حميدا إلى قرائه،
وأن يقر ذلك بإذن الله عين أهله وزوجته «أم فيصل» بهذه العودة التي نسأل الله أن تكون عاجلة.
• حملة تنكيس الأقلام: إن تقييد حرية الزميل محمد عبد القادر الجاسم بشكاوى «رأي» يتطلب منا إظهار تضامننا معه بإعلان حملة تنكيس الأقلام حتى الإفراج عنه – وهو ما ندعو الكتّاب أن يُعلنوه بمساحة في آخر عمود مقالاتهم.
اللهم إني بلغت..
الديوانية
شحّ الرجال.. ووفاة عملاق
كتب محمد عبدالمحسن المقاطع :
فقدت الكويت قبل أيام أحد رجالاتها المتميزين، وهو المرحوم العم محمد أحمد الرشيد،
هذا الرجل الذي عاش للكويت، وعمل من أجلها بإخلاص وهدوء، وانتقل إلى جوار ربه بنفس طيبة تركت آثارها على البعيد قبل القريب.
ونحن نستذكر سيرة هذا الرجل الذي هو عصامي في كل شيء،
في علمه وتعلمه وفي احترافه العمل السياسي بعضويته لأول مجلس أمة في عام 1963 وحتى آخر مجلس اعتزل به العمل السياسي عن رغبة وقناعة وحكمة يندر تكرارها،
مفسحا المجال للدماء الجديدة والشباب بتشجيع منه،
وبيد ممدودة لا تعرف الأنانية ولا تحجب الخبرة أو المعلومة، فكان عملاقا وهو كبير في منزلته بإذن الله عند ربه،
فرحمة الله عليك يا عمّ محمد أحمد الرشيد، فقد تركت فراغا كبيرا في وقت شحّ فيه الرجال وأصبحت مصلحتهم الشخصية مقدّمة على الوطن.
فالعمل السياسي اليوم، سواء الوزاري أو البرلماني، أصبح ميدانا للتنافس من أجل الوصول وليس من أجل العطاء،
بل في حالة من الصخب الإعلامي والقعقعة والبهرج الجماهيري، حالة طاغية ضاعت في خضمها الحقيقة والجدية والعطاء المثمر.
وليت شحّ الرجال وقف عند ذاك، إنما أصبح هذا الأمر من عموم البلوى التي اعتلّ بها البلد،
فمن يكن في موقع مسؤولية في جهاز أو مؤسسة حكومية تجده وصل إليها دون مؤهلات ودون أي إمكانات للعطاء.
ولذا فقد تقهقرت المؤسسات وتراجعت إلى الحد الذي أصبحت فيه متآكلة من الداخل، لأن من يقودها هم من أشباه الرجال الذين شحّ هذا الزمن من وجودهم.
ومن اؤتمنوا على مسؤوليات توجيه الناس والتأثير فيهم عبر الإعلام والأقلام أصبحتَ ترى فيهم فئة المأجورين والمتزلفين والبائعين للفكر أو المبدأ،
أو حتى كرامة النفس، بهدف جني بعض المكاسب والأموال.
فهم إما معاول هدم أو أنهم، قبل أن يكونوا أدوات،
يُستخدمون للتشهير وللخوض في معارك بشخوصهم ولكن نيابة عن غيرهم ممن يديرهم (بالريموت كونترول)،
فهؤلاء لم يعد لديهم لا القيم ولا احترام الذات ولا الحرص على مصالح المجتمع، فهم كمٌّ من ركام على هيئة إنسان أو رجل لكنه بكل أسف خواء.
ولذا فقد شحّ الرجال أيضا في هذا الخصوص، فكان الله بعون وطن في زمن فيه شحّة بالرجال.
فهل من مدّكر؟
عبارة افتقدناها في الصحافة الكويتية، وفي القبس تحديدا، بعد أن انقطع قلم سلسٌ بها،
وهو قلم الأخ الفاضل عادل القصار الذي أبعدته حالته الصحية عن دوره المميز بقلمه الذي كان دائما يبادر في إثارة الموضوعات التي يتجنبها الكثيرون.
وكان يختم بعبارة «فهل من مدّكر»،
ونحن نتمنى لأخينا أبي فيصل شفاء عاجلا وعودا حميدا إلى قرائه،
وأن يقر ذلك بإذن الله عين أهله وزوجته «أم فيصل» بهذه العودة التي نسأل الله أن تكون عاجلة.
• حملة تنكيس الأقلام: إن تقييد حرية الزميل محمد عبد القادر الجاسم بشكاوى «رأي» يتطلب منا إظهار تضامننا معه بإعلان حملة تنكيس الأقلام حتى الإفراج عنه – وهو ما ندعو الكتّاب أن يُعلنوه بمساحة في آخر عمود مقالاتهم.
اللهم إني بلغت..
أ.د. محمد عبدالمحسن المقاطع
dralmoqatei@almoqatei.net
التعليق :
اللهم ارحم موتانا وموتى المسلمين العم محمد الرشيد علم من اعلام الكويت رحمه الله رحمة واسعة
اللهم شافي مرضانا ومرضى المسلمين الدكتور القدير عادل القصار يرقد على السرير الابيض
يصارع المرض اسال الله اه السلامة والاجر والثبات والصبر ..
نحن في زمن شح في الرجال والله وصدق المقاطع ..
المصدر :
http://www.alqabas.com.kw/Article.aspx?id=606571&date=20052010