الفرح حسب تعبيري السديد هو حالة تغتصب الروح برضاً لا متناهي الأطراف ..
تتقبل الروح فكرة هذا الاغتصاب الشريف ..
وتتمادى بتطبيقه فعلاً وقولاً ..
لا يجاريها,, أحداً في تنفيذ مهمة الفرح ..
ثم ما تلبث حتى تبدأ بإرسال إشارات للدماغ توقظه وتهزه ببعض الحركات ليبدأ هو الآخر بتبني مرحلة الاغتصاب تلك ..
الدماغ يتبرمج من تلقاء نفسه .. وحينما يتبرمج الدماغ تشعر العينان بذلك ولا تملكان إلاّ أن تحتفيان بتلك البرمجة وبشكل قاطع وسريع ..
تقوم العينان بوظيفة لذيذة .. حيثُ تجعلان البصر مقتصراً على كل لوحة شاعرية جميلة .. وتمتنع عن استشفاف أية حدث رمادي ..
إنّ الفرحة فستان أنيق جداً أُحب أن يرتديني ..
فهو يعرف تقاطيع جسدي جيداً ..
ويا لروعته حينما يكون باللون الأسود الداكن ..
فليس شرطاً أن تكون الفرحة بيضاء ..
اللون الأسود يجعلها أثقل وزناً وأعتى زهوّاً ..
باختصار شهي الفرحة كسيّدة ثلاثينية بهية كل ملامحها مرسومٌ فوقها ماء يشبه مطر الفجر .. لا أحد يملك أن يصدّها أو يتجاوزها إلى أي شيء آخر .. والقوي المحنك يكتفي بالنظر ,, هذا إن توقعنا صموده ,
صدقوني لا أحد يقوى على إعطاء ظهره لفرحه وإن كان في معيّة أزمة شَلّت كل وكل توقعاته ..
قد لا تتجرأ حالة الفرح على اختراق أجواء البعض لدرايتها التامة بوجود أسلاك ألم مؤلمة تحاوط تلك الأرواح .. فنجدها أحياناً تقف على استحياء قرب عتبة حياتهم ومُناها لو يتم تذوقها بواسطة ملاعقهم الشعورية ..
المُتثبط والبائس هو فقط من لا يتوقع انتظارها له ,, فهو غرس في عقله وعلى لسانه وشم الهم والاحباط ,, وتناسى ساهياً أو متعمداً أن مع العسر يسر ,,
اقرؤوا جيداً عسر يسر .. مرة أخرى .. عسر يسر ,, لم يُفصل العسر عن اليسر بأية حرف .. فلم يقل الله تعالى فإن مع العسر ( يأتي ) يسر ,, أو عسر ( و ) يسر ..
ما أرحمك يا ربي .. عسر يسر ,, اعجازنفسي بليغ ..
من شعر به مثلي ؟
يا بشر , والله وبالله وتالله ,, الأمل وحسن اليقين بالله عز وجل ,, يكفيك هم الدنيا ويجعلك اهدأ نفسياً وذهنياً , فحينما تهدأ هاتين الحبيبتين سيتأدب الجرح الاجتماعي والعاطفي والاقتصادي معك , لن يتذمروا في حال أصابك قصور تجاههم , لن يجعلوك تتألم , سيتشربون منك ومنهما القناعة , والرضا والفأل الحسن ,
فهل لا زلت تلف وتدور في حلقتك المفرغة ؟
أصحَ لنفسك ,, ما ( لكَ ) هو ( عندك ) , وما ( ليس ) عندك هو( ليس ) لك ..
أأكتبها بالأوردي لتفهم : /
هذه هي الحياة ,, تحتاج صبر وبال طويل ,, إن كنا سنسقط مع كل عثرة سنُداس ..
حتى النمل سيركبنا ,,
أوصيكم ونفسي بحب الحياة بكل ما فيها ,, والاستمتاع باللحظة ,, والصبر ,, الله الله بالصبر إن الله مع الصابرين ,,
يا سلام ,,
الله ( مع ) ...
قفوا عند كلمة مع , ما نقيضها ؟ بالطبع ( ضد ) فإن لم نصبر لن يكون الله معنا ,, وبالطبع لن يكون ضدنا فهو رحمان رحيم ..
لكن معنا خيرٌ كثيراً وجداً من ضدنا ..
أنا جربت الصبر ,, فحماني الله به .. وحصنني ,, بل وأسعدني ,,
اجعل هذا الدعاء وردك اليومي .. قل : اللهم رضّني بما قسمته لي ..
سيتعجب الآخرون من قوة بأسك وانطلاقتك والمسامير لازالت عالقة في باطن قدميك !
أحبّتي :
هل عرفتم كيف أفرح ؟
هل عرفتم لمَ أحِسُني امرأة تشتريها السماء ..؟
أتمنى لكم يا أحباب فكري اجتياح تلك المرحلة بكل حضارة انفعالية ..
أتمنى لكم حياة سلسة .. متسلسة بالأحداث الجميلة ,
أتمنى لكم عقولاً واعية تكسر بأس الأزمات .. من فضلكم اكسروها لا تكسركم ,,
ليس لأجلكم فقط ,, بل من أجل أناس يعيشون معكم وقد لا ينصلح حالهم إلا بانصلاح أحوالكم ..
قبل أن أضع نقطة لأنهي حديثي الفارع الطول ,, رددوا معي ..
اللهم احفظنا من بين ايدينا ومن خلفنا وعن يميننا وعن شمالنا ونعوذ بعظمتك أن نغتال من تحتنا .