عادل بن حزمان العازمي
عضو فعال
النقاش باب عريض والدخول اليه دون استعداد ذهني وفكري يعتبر ضربا من المغامرة التي يخسر
فيها الانسان اكثر مما يربح وكثير هي النقاشات التي دخلتها ، وكنت دائما اقول : صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم :
أَيُّهَا النَّاسُ لاَتَمَنَّوْا لِقَاءَ الْعَدُوِّ، وَسَلُوا اللهَ الْعَافِيَةَ، فَإِذَا لَقِيتُمُوهُمْ فَاصْبِرُوا
وقول على بن ابي طالب :وهو ينصح ولده ه الحسن عليهما السلام: لاتدعونَّ أحداً الى المبارزة، فان دعيت اليها فأجب، فان الداعي اليها باغ، والباغي مصروع.
ان تمني اللقاء يجعلك من الظالمين لنفسك والعافية لا عدل لها ولكن اذا ابتليت فاصبر
وفي يوم من الايام زرت صاحبا لي من سكان احدى ضواحي مدينة الكويت
فلما دخلت قال صاحبي لرجل لا اعرفه ((هذا عادل حزمان )) فرايت في وجه الاخر ابتسامة غريبة ووقع في نفسي الخوف فقلت (( الله حسبي ونعم الوكيل ))
فلم استقر بي المكان وبدأ الوقت للنقاش قال لي الرجل : اشرايك نتباحث ؟؟
فقلت : الوقت غير مناسب
قال : ما رأيك في الدين ؟؟
قلت : لا بد منه
قال : وهل تصدق كل شي فيه ؟؟
قلت : اراك تريد النقاش ؟!!
قال :نعم
قلت : اذا استعد
فقال صاحب البيت : احذر يا فلان فانه على وشك القتال بضراوة ربما تفقدك كثيرا مما تحب ان تكسبه
قال : لا تخف فانا مستعد
قلت : هذا امر دبر بليل ورأي قد أعد له لكن لا بأس
قبل ان ندخل في نقاش طويل لا طائل منه هل اسألك بعض الاسئلة التي من خلالها نستطيع ان نصل الى نقطة اتفاق ؟!!
قال : تفضل
قلت : لابد ان اعرف قبل كل شي انت على أي مذهب سوف تناقش ؟؟
واي نحلة تتبنى ؟؟؟ وما هي المراجع التي تصدق قولك او تكذبه ؟؟
وكيف احاكمك اذا اخطات ؟؟
قال : ولما هذه الاسئلة ؟
قلت : حتى نضيق دائرة الخلاف والاختلاف ويكون الامر واضحا لك ولي
قال : انت تريد الهرب والتملص
قلت : حسنا انا سلفي العقيدة والمنهج ومرجعي كتب شيخ الاسلام ابن تيمية
حيث جمع في كتبه افكار واراء السلف الصالح بكل دقة واخلاص
قال : انا لا مرجع لي الا الفكر الصريح والعقل الذي هو ميزان الامور
قلت : حسنا فقد عرفت كيف اناقشك وكيف احاورك ولكن (( اعلم انك انصدمت من الاسئلة التي لم تعمل لها حسابا ))
سوف ندخل في الموضوع مباشرة رغم معرفتي انك سوف ترسب في هذا النقاش
أنا وانت نؤمن ان الانسان لم يخلق نفسه وايضا لم يخلق من عدم ! اكذلك تقول ؟
قال : فعلا الانسان لم يخلق نفسه ولم يخلق من عدم
قلت : قال تعالى : أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ
قال : صدق الله ثم اتجه بسرعة الى حديث اخر وقال (( ان الاسلام بعد عصر الخلفاء انتهى دوره وقيمته ))
قلت له : اراك حكمت حكما دون النظر الى المناقشة او ابداء حجتك
قال : هذا هو التاريخ يحكم لي عليك وكفى بالقتل الذي حدث بين على ومعاوية وبين من بعدهم وقتلوا خير الناس وجعلوا الملك لهم (( اقصد الامويين والعباسيين ومن بعدهم ))
قلت له : هناك فرق كبير بين النظر الى المساوئ وبين النظر الى الحقائق كما هي
1- لقد اخبر الله عن قصور الناس في تطبيق احكامه وقد اخبر النبي صلى الله عليه وسلم عن هذه الامور
2- الدين ليس عند الحكام فقط بل هو دين لجميع الناس واذا تركه جزء من المسلمين لا يعني هذا انه فقد وجوده بالكلية
قال : ولكن .....................
قلت له : قبل ان تنطلق في حديثك او في هروبك لم تجب بعد عن السؤال الذي لم اساله بعد بسبب هروبك منه
قال : واين السؤال ؟؟؟
قلت : انا وانت نقر ان هناك خالقا قد خلقنا لان الانسان لم يخلق نفسه والسؤال (( ما هو دور الخالق في حياة المخلوق ؟؟؟ ))
قال : لا خفيك انني اردت الهروب من هذا السؤال ولكن ......... لا جواب عندي
قلت : كنت اعلم انه لا جواب عندك لانك لا تتبع نحلة معينة ولا فكرا قد هضمتَ افكاره ومبادئه
ولكنك اردت ان تحفظ بعض الشبه والكلمات التي حملت على الاسلام وجعلتها بابا لرفضك الدين جملة وتفصيلا
ولكنك تفاجأت ببعض الاسئلة التي لم تعد لها جوابا
وقد ذم العلماء الجاحد لانه ليس عنده إلاّ الإقدامُ على التَّصديق المجرّد أو على التكذيب المجرد
وقد قال النظام شيخ المعتزلة : نازعت من الملحدين الشاك والجاحد فوجدتُ الشُّكّاك أبصر بجوهر الكلام من أصحاب الجحود
فأنت تعرف المشاكسة لا المباحثة وتريد الفوز لا النجاة من النار
ثم قلت له (( انتهى الحديث بيننا ))