أعمال الملك أوفا العسكرية وملامح من سياسته
أعمال الملك أوفا العسكرية وملامح من سياسته.
السلام عليكم
في الحقيقة حاولت أن أبحث عن الطريقة التي استخدمها الملك أوفا في توحيد صف شعبه بعد الحرب الأهلية التي قسمت البلاد قبل أن يعتلي العرش فلم أفلح في ذلك , وقد أهمتني هذه النقطة لأن الإسلام قد ذكر طريقا في هذه المسألة من القتال , وقد شكا الدكتور صاحب الكتاب من ندرة المراجع التي بين يديه , ولا عجب في ذلك بعد عداء الكنيسة الكبيرة له نتيجة إسلامه وتحوله إلى العلانية في ماقبل سلطان الكنيسة , والكثير من علامات الإستفهام سوف يضعها الدكتور الكتاني في بحثه وهو يتناول موقف الكنيسة من الملك أوفا صاحب السياسات الجديدة على إنجلترا....
المهم في هذا الأمر أن الملك أوفا اهتم جدا بتوحيد الصف الداخلي قبل أن يخرج لتحقيق آماله بوحدة الممالك السبعة , وقد أنفق من عمره حوالي سبع سنوات حتى يحقق هذا الغرض , فلم ينظر إلى خارج مملكته إلا بعدما جهز أمته ووحد صفها , وسوف تظهر جوانب كبيرة من شخصية الملك أوفا كشخصية ملكية قوية وسياسية بارعة , ولا يشكو من حسن السياسة والرفق في أغلب مواقفه...
بعد هذه السنوات البع بدأ الملك أوفا بالنظر إلى مملكة كنت التي خرجت من سلطان مرسيا عندما استغلت الحرب الأهلية التي نشبت في الأخيرة , فخرج إليها تقريبا في عام ٧٦٤ وأعادها إلى سلطانه , وما لبث أن ثاروا عليه بعد عشر سنوات وهزموه وخرجوا من سلطانه تقريبا في عام ٧٧٤ م في معركة مشهورة تسمى أوتفورد Otford , وظلوا خارج سلطانه لمدة أربع سنوات , إلا أن هذا الملك القوي المصر على تحقيق الوحدة قد اتخذ عدة قرارت التي من شأنها رفعت وتيرة العداوة بين كنت ومرسيا بالإضافة إلى دخول الكنيسة طرفا على هذه الحرب...
استرجع الملك أوفا الإقتطاعات التي كانت قد اقتطعها لرجال الكنيسة في كنت , واتخذ عدة قرارات كما يذكر الدكتور الكتاني أن المراجع قالت ( كما رددت الشائعات المتواترة ,,,,, ) أن الكنيسة اعتبرت هذه القرارات (( خطرا ماحقا هدد انجلترا كلها بالخروج من حظيرة المسيحية , والتحرر من سلطان البابوين ) المتسلط عليها ... فما هي هذه الشائعات والقرارت إلا اعتناقه الإسلام ؟ يرجح الكاتب أن هذه الشائعات كانت الكشف عن إسلام الملك أوفا إلا أن الأمر كان طي الكتمان ولم تضرب العلمة الذهبية التي رفع من عليها الصليب ووضع عليها شهادة التوحيد بعد...
أيا كان فقد دخلت الكنيسة طرفا شرسا على هذه الحرب الأولى , فكان للملك أوفا عدو يدبر من الخلف وهي الكنيسة وجيوش تنفذ وهم قادة هذه الممالك , فتحالف البابا مع ملك " كنت " , وظل يرغبه في حرب أوفا مذكره إياه بالنصر الذي حققه عليه في أوتفورد , ولكن فوجئ الكنتيين بأن الملك أوفا يعاجلهم بالهجوم - بعدما علم بالخبر بطريقة ما - ويهزمهم هزيمة كبيرة جدا ويكتسح مملكة كنت ويضمها إلى أملاكها , وظلت تحت سلطانه المباشر حتى وفاته ...
ولم يقف عند هذا الحد بل مد نظره إلى مملكة ساسكس المجاورة لكنت , وكانت في حال إنقسام وصراع على الحكم , حيث استقل كبار رجال هذه المملكة باقطاعات أو مقاطعات أو دوقيات انتحل أصحابها لقب ملك , واستغل الملك أوفا الفرصة وسيطر على هذه الإقطاعيات واحدة تلو الأخرى ثم تركها على نفس الهيئة التي كانت عليها لضمان عدم الإنفصال عنه , ولكنه أمر بمنح كل حاكم من هؤلاء لقب الدوق وظلت تحت سلطانه أيضا والتي أضاف بها لبنة جديدة في وحدة الممالك الإنجليزية..
اتجه بعد ذلك الملك أوفا إلى مملكة وسكس , وهذه كان لها قوة كبيرة وكان ملكها كينولف قويا ذو شوكة , وقد استغل فرصة الحرب الأهلية في مرسيا الأولى ليأخذ من أملاكهم القديمة , أيا كانت فقد كان شهيرا في قوته مغرورا بها كما يذكر الدكتور الكتاني , وقد بلغ غروره إلى حد مهاجتمه للملك أوفا واستيلاءه على شريط ضيق من الأراضي التابعة لها على نهر التيمس , وما أن علم الملك أوفا بهذا الأمر حتى جهز الجيش ثم خرج لملاقاة الملك كينولف واضعا في حسبانه السيطرة على مملكة وسكس بعد هذه المعركة , والتقى الجمعان بالفعل في بنسينجتون ودارت رحى معركة كبيرة انتهت بهزيمة كينولوف وانسحابه بفلول جيشه عائدا إلى مملكته وهو ينوي الثار , وكانت هذه المعركة سنة ٧٧٩ م...
مفاجأة عجيبة في فصل الصراع على ويسكس
كان ملك ويسكس " كينولف " يجهز نفسه لملاقة الملك أوفا مرة ثانية والثأر منه لهزيمته في الحرب السابقة , ولكن ثار عليه شقيق ملك قديم يسمى " كينهيرد " , فخرج ملك ويسكس لكي ينهي هذا الصراع على العرش ثم يتجهز للملك أوفا , ولكن شاء الله أن تنتهي المعركة بمصرع الملكين المتنافسين على عرش المملكة سنة ٧٨٦ م , فانفتح الباب أم الملك أوفا الذي انطلق بجيشه إلى ويسكس وسيطر عليها وضمها إلى أملاكه وسلطانه...
ولكي يضمن ولاء المملكة لسلطانه قام بسلاح المصاهرة , فقام بتزويج احدى بناته بأحد كبراءهم وجعله حاكما على وسكس من لدنه , بعد أن أمن له العرش وخلصه من خصومه بنفي ليجبرت خارج إنجلترا إلى القارة الأوروبية , ويذكر الدكتور الكتاني أن استخدام الطريقة الدبلوماسية في المصاهرة كانت سلاحا غير مألوفا بالطريقة التي استخدمها أوفا , وهذه الطرق التي استخدمها الملك من موافقته للملوك على اقطاعتهم أو المصاهرة أو حتى النفي لهي هامة جدا في تكشف ملامح العداوة الكنسية ضده على طول الخط , لاسيما بعدما يظهر الصراع على أيست أنجليا التي كان للملك أوفا تعامل مغاير جدا مع ملكها , وكذلك الكنيسة أيضا تعاملت معاملة غريبة هي الأخرى.
قصة ايست أنجليا أجعلها للمشاركة القادمة إن شاء الله لأنها تحوي ملامح تحول الملك أوفا إلى الإسلام والتي يظهر ذلك من رد فعل الكنيسة وطريقة معاملة الملك أوفا مع خصمه بما يغاير كل طرقه السابقة
يتبع إن شاء الله
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
متآآبعيييييين ،
و عندنآآ توقعآآت ،
الله يعطيك العافية يآبو عمر
الله يعافيكم أختنا الكريمة , من تلمح سيرة هذا الملك ما أتوقع أنه رأب هذا الصدع إلا بإعلان غاية كبيرة وهي ضم الممالك أو إحياء الإتحاد القديم على أقل تقدير , فهذه غاية أكبر من الخلافات يمكن أن تجمع الناس تحت رايته , إلا أن الجدير بالذكر أنه ظل سنين طويلة يجمع وحدة هذا الصف و حوالي سبع سنوات حتى تحقق له ذلك...
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
معلومات مهمة وجديدة ,,
شكراً لانتقاءاتك وعقلك شيخنا الوقور ابا عمر ..
الشكر لله أختنا الكريمة , ثم لعقول تتذوق فوائد العلم والمعرفة من كل حدب وصوب..
.