~~ فن تنزيه النفس باستقذار الآخرين ~~

أبو عمر

عضو بلاتيني / العضو المثالي لشهر أغسطس
تمهيد

السلام عليكم


هل تعرف هذا الفن وهذا السلوك النفسي ؟ هي محاولة لتنزيه النفس عن طريق استقذار الآخرين والطعن عليهم والتنقص من أقدارهم وأفهامهم وعقولهم وحياتهم بصفة عامة ليرقى هو على جماجم قتلى خياله , ومصارع القوم تحت سهام نفسيته المضطربة , وهذه وإن كانت مرحلة متأخرة من ضعف الشخصية , فيسبق هذه المرحلة مرحلة أولى من تلميع نفسه من تلميع الآخرين , فيمادحهم ويزكيهم حتى يدخلوه في شأنهم , ثم ينقلب بعد ذلك متنقصا من كل شيء حتى يظهر نفسه وكأنه نظيف وسط المستقذرين...

هذه الطريقة لها أسباب وعلامات , وبها منازل متغيرة , فليس الذي يبدأ به هو الذي ينتهي إليه , بل هو في الحقيقة لا يدري إلى أن يسير به هذا الأسلوب في نهاية الأمر ...

يحتاج صاحب هذه المشكلة النفسية إلى تنزيه عقله باستقذار عقول الآخرين
وإلى تنزيه أحلاقه باستقذار أخلاق الآخرين
وبتنزيه حياته المادية باستقذار حياة الآخرين المادية أيضا ..

هو موضوع هام دائما ما يظهر من تصرفات الملاحدة ومنكري الأديان بصفة خاصة , ومن فقد أصلا طيبا أو لم ينبت نباتا حسنا فرأى أن يبني لنفسه مجدا على ركام الآخرين , وشرفا بالتنقص من الآخرين , وإن كان في هؤلاء الملاحدة صادقين مع الأخلاق الحسنة إلا إنه سريع ما يبيع هذه المبادئ ويشتري مجدا لنفسه ...


نأتي على هذه الأمور بالتفصيل إن شاء الله تعالى في مشاركات غير طويلة وغير مخلة بالمعنى , لنقف على ملامح هذا المعنى وصورته وأثر ذلك على النفس...

يتبع إن شاء الله

----------------------------

على الهامش : أعلم أن هذه المادة سوف تمد بعض هؤلاء المرضى بمادة للحياة في الفترة القادمة , وستكون كهواء يستنشقون منه عبير ذكرهم عبر الآخرين , ولكن الفائدة المرجوة والتي أطمح فيها أكبر من سقاية زرع مريض طفلي لينمو ويزدهر...


..
 

رحلة قلم

عضو فعال
آحسنت يا أبو عمر.. موضوع مهم في وسطٍ مهم..

وكما قيل إن عُرفَ السبب بطل العجب..

والسبب كما اسلفتَ في موضوعك

(ومن فقد أصلا طيبا أو لم ينبت نباتا حسنا فرأى أن يبني لنفسه مجدا على ركام الآخرين , وشرفا بالتنقص من الآخرين , وإن كان في هؤلاء الملاحدة صادقين مع الأخلاق الحسنة إلا إنه سريع ما يبيع هذه المبادئ ويشتري مجدا لنفسه ...)

هم هكذا، فداء النرجسية أدّى بهم لتخلخل الشخصية..

فدعتهم أن يستنقصوا كل من خالفهم بأسلوب ( اللهمز واللمز )..

الذي حتى وإن حلُمَ عنهُ بعض العقلاء وقام بإستخدام مادة " التطنيش والمقاطعه " لهم..
إلا انه يغيضُ البعضُ الآخر.. مما يضطرهم أن يستخدموا اسلوباً قاسياً حتى يرتدعون..

للأسف هنا من يحاول أن يصنع لنفسه نمراً من ورق :)

ويلوّنون انفسهم بشخصية طيبة إلا أنه مايلبثون أن يناقضوا انفسهم في باطن كلامهم..
ويجعلون من انفسهم كتّاباً افذاذاً وهم ( يهربون من سؤال ) ويمتغصون ويتعذرون بحجة " قوانين المنتدى " :)

يدعون لحرية الرأي والتعبير وحقها لكل واحد ولكنهم لا يرضون بها عندما يُلجمون على اكاذيبهم واباطيلهم


..

اعتذر اخي ابو عمر عن المداخله..

اكمل ونحن متابعين.. لهذه المادة الطيبه
 

أبو عمر

عضو بلاتيني / العضو المثالي لشهر أغسطس
آحسنت يا أبو عمر.. موضوع مهم في وسطٍ مهم..

وكما قيل إن عُرفَ السبب بطل العجب..

والسبب كما اسلفتَ في موضوعك


هم هكذا، فداء النرجسية أدّى بهم لتخلخل الشخصية..

فدعتهم أن يستنقصوا كل من خالفهم بأسلوب ( اللهمز واللمز )..

الذي حتى وإن حلُمَ عنهُ بعض العقلاء وقام بإستخدام مادة " التطنيش والمقاطعه " لهم..
إلا انه يغيضُ البعضُ الآخر.. مما يضطرهم أن يستخدموا اسلوباً قاسياً حتى يرتدعون..

للأسف هنا من يحاول أن يصنع لنفسه نمراً من ورق :)

ويلوّنون انفسهم بشخصية طيبة إلا أنه مايلبثون أن يناقضوا انفسهم في باطن كلامهم..
ويجعلون من انفسهم كتّاباً افذاذاً وهم ( يهربون من سؤال ) ويمتغصون ويتعذرون بحجة " قوانين المنتدى " :)

يدعون لحرية الرأي والتعبير وحقها لكل واحد ولكنهم لا يرضون بها عندما يُلجمون على اكاذيبهم واباطيلهم


..

اعتذر اخي ابو عمر عن المداخله..

اكمل ونحن متابعين.. لهذه المادة الطيبه



لا يا أفندم بل كانت مشاركة جميلة وفي صلب الموضوع ...

نمر من ورق ,,, يلونون أنفسهم ,,, داء النرجسية ,,, التهرب من الأسئلة والتعلق بقوانين المنتدى , كلها أوصاف صحيحة ودقيقة للغاية أخي الكريم...

لو أخذنا تشريحا لعقلهم وسبب نشاطهم الدماغي وتقصينا الأسباب لعلمنا العوامل وآثارهم في الكتابة والمناقشة والمناظرة , ولفهمنا سبب كل ذلك..

مثل هذه المشاركات لا يعتذر عنها بل يعتذر لها ولأصحابها من مصادمة أقلامهم النيرة مع أقلام صبيانية لا تعرف في الكتابة إلا الصراخ والتنقص والتهجم على أهل العقل والشرف والمروءة , في زمان صعدت فيه الطفولة الفكرية وزاحمت أقلام الرجال ...

حياك الله أخي الكريم

.

 

ماجد11

عضو بلاتيني
جزاك الله خير ابو عمر على هذا الطرح ولا يوجد عندي اظافة غير اني استفدت الف شكر
 

أبو عمر

عضو بلاتيني / العضو المثالي لشهر أغسطس
جزاك الله خير ابو عمر على هذا الطرح ولا يوجد عندي اظافة غير اني استفدت الف شكر


أهلا بك أخي الكريم ماجد , الشكر لله أخي الكريم وربما نستفيد من بعضنا البعض عندما ندخل في التفاصيل ..

...

 

أبو عمر

عضو بلاتيني / العضو المثالي لشهر أغسطس
مشاكل طفولية , وضعف النضج العقلي

السلام عليكم

كنت أستمع إلى ابن صديقي الصغير , الذي لم يتجاوز عمره السنوات الخمس وهو يحدثني عن سبب من أسباب معاناته مع الحرارة , وخوفة من الإبرة , فكان يقول لي متحدثا عن نفسه : أحمد يخاف , أو أحمد مش عايز ...

يتكلم عن نفسه بضمير الغائب وكأنه شخص آخر , فلم يصل بعقله بعد إلى أن يقول أنا خائف وأنا مش عايز , وسبب ذلك أن عقله الصغير لم ينمو بعد ليتمكن من إرجاع الضمائر إلى أصحابها , فقد يضم ضمير مؤنث على كلامه , أو ينسب فعله للمجهول وهكذا , وسبب كل ذلك عدم اكتمال وعيه بالشخصية الخاصة..

جعضيد
ولو تتبعت بعض مقالات الملاحدة في هذا المنتدى بالخصوص , لوجدته يقول عن نفسه - ولنفرض ان اسمه جعضيد ( جعديد لم يغير رأيه ) , أو يقول ( جعضيد لا يقول إلا الصواب أو الحق ) مثلما يفعل الطفل تماما , وهذا يرجع إلى أن الشخصية ناقصة وإن كمل العقل في مسألة إرجاع الضمائر , ولكن شخصيته ناقصة تأن عليه دائما بمحاولة إكمالها , فيتحدث عن نفسه كما يفعل الطفل , ثم يجد في هذا لذة تعوضه النقصان الذي يعتريه فيزداد استماعه بهذه الحالة وهنا تبدأ حالة من حالات التشنج النفسي...

فلا يقبل في حالة التشنج أن يقال له ( أنت مخطئ ) , أو أنت غلطان , أو كلامك غير صحيح , فإن هذه الكلمات وما يشابهها تأكل من الترقيع الذي يبنيه على الجزء الناقص من شخصيته من خلال التحدث عن نفسه بضمير الغائب , والتي تعب جدا حتى قالها على الملأ وسمعها غيره وعلم هو ذلك , فعلم أن فلان وعلان سمعوا أنه يتكلم عن نفسه بالضمير وكأنه خادم يقدم مولاه أو مولى يسعى في سعادة مولاه , فيستفيق من هذا الحلم الجميل على كابوس مزعج من إظهار عيوبه الفكرية والنفسية أو أخطاءه الشخصية في كلماته...


هي مسألة مؤلمة للغاية , وقد يستعيض عنها بالإختباء وراء الشاشات حتى يتمكن من كظم غيظه والذي لا يقدر عليه في الحالة المستمرة للحوارات , ولهذا تراه يكره المناظرات والحوارات المباشرة , ويخاف أن يظهر نفسه بشعار ( المتواجد ) حتى لا يكون هذا دليلا على تهربه , فإذا دخل في حوار مباشر كان من السهل جدا كشف هذا الجزء الطفولي الناقص في شخصيته , وسهل جدا أن تظهر أخلاقه الحقيقية من خلال الحوار المباشر السريع...

ولهذا فإنه يستميت كيلا يدخل في مثل هذا النوع من النقاش , بل يظل مختبئا وراء الشاشات في وضع غير متصل , حتى يقرأ ويسمع ويفكر ويكظم غيظه , ويضرب الحائط ويعض بأسنانه الأغطية والأقمشة ويسب ويلعن ثم يكتب بصورة هادئة وكأن أخلاقه منعته من الرد , وفي الحقيقة هو مشكوف....


هذه مشكلة طفولة أكاد أجزم بذلك , ولكنها كبرت وعلت حتى صارت نوعا من الداء والدواء في وقت واحد , وهي إن كان مشكلة إلا إن ارتباطها بالإلحاد ترابطا قويا كما سوف يأتي بعد ذلك إن شاء الله



يتبع مع علامة التفكير الإرتباطي


...
 

رحلة قلم

عضو فعال

جعضيد كلما أخرجَ رأسه وجد من يطرقه ليتعلم اسلوب " الأدب "..

جعضيد النرجسي الذي لا يرى ابعد من ارنبةِ انفه يعيش في قلق مستمر :)

أجمل مافي الحوار حين يكون مباشراً بأي حاله..

اقصد عندما يكون السؤال مباشرا والجواب كذلك..

ولكن المضحك في الامر عندما تطرح سؤال فيرد جعضيد "عندي 200 سطر ومقال كتبهم عن هذا الشيء "

وقوانين المنتدى تمنعني من ان انزلها وووو.. بخ بخ :)

للاسف ان جعضيد لا يرى الكم الهائل من الثغرات المدوية داخله..

ومع ذلك ارى انه مادةً جميلة للمنتدى تجعلنا حماسيين في آن..

وتجعلنا نتعرف على هكذا عقول وبشر في آنٍ آخر..

فليس له منا إلا سهام الكلمات التي تؤرقه وتصيبه بالقلق حينما يفكر في الدخول الى هنا..

وإن عاد عدنا :)


.....

يُرفع الموضوع رفع الله قدر كاتبه..


استمر اخي ابو عمر في فضح الجعاضيد..

فنحنُ في نزهةٍ فكرية في قحول الجعاضيد :)
 
السلام عليكم


كنت أستمع إلى ابن صديقي الصغير , الذي لم يتجاوز عمره السنوات الخمس وهو يحدثني عن سبب من أسباب معاناته مع الحرارة , وخوفة من الإبرة , فكان يقول لي متحدثا عن نفسه : أحمد يخاف , أو أحمد مش عايز ...

يتكلم عن نفسه بضمير الغائب وكأنه شخص آخر , فلم يصل بعقله بعد إلى أن يقول أنا خائف وأنا مش عايز , وسبب ذلك أن عقله الصغير لم ينمو بعد ليتمكن من إرجاع الضمائر إلى أصحابها , فقد يضم ضمير مؤنث على كلامه , أو ينسب فعله للمجهول وهكذا , وسبب كل ذلك عدم اكتمال وعيه بالشخصية الخاصة..

جعضيد
ولو تتبعت بعض مقالات الملاحدة في هذا المنتدى بالخصوص , لوجدته يقول عن نفسه - ولنفرض ان اسمه جعضيد ( جعديد لم يغير رأيه ) , أو يقول ( جعضيد لا يقول إلا الصواب أو الحق ) مثلما يفعل الطفل تماما , وهذا يرجع إلى أن الشخصية ناقصة وإن كمل العقل في مسألة إرجاع الضمائر , ولكن شخصيته ناقصة تأن عليه دائما بمحاولة إكمالها , فيتحدث عن نفسه كما يفعل الطفل , ثم يجد في هذا لذة تعوضه النقصان الذي يعتريه فيزداد استماعه بهذه الحالة وهنا تبدأ حالة من حالات التشنج النفسي...


فلا يقبل في حالة التشنج أن يقال له ( أنت مخطئ ) , أو أنت غلطان , أو كلامك غير صحيح , فإن هذه الكلمات وما يشابهها تأكل من الترقيع الذي يبنيه على الجزء الناقص من شخصيته من خلال التحدث عن نفسه بضمير الغائب , والتي تعب جدا حتى قالها على الملأ وسمعها غيره وعلم هو ذلك , فعلم أن فلان وعلان سمعوا أنه يتكلم عن نفسه بالضمير وكأنه خادم يقدم مولاه أو مولى يسعى في سعادة مولاه , فيستفيق من هذا الحلم الجميل على كابوس مزعج من إظهار عيوبه الفكرية والنفسية أو أخطاءه الشخصية في كلماته...


هي مسألة مؤلمة للغاية , وقد يستعيض عنها بالإختباء وراء الشاشات حتى يتمكن من كظم غيظه والذي لا يقدر عليه في الحالة المستمرة للحوارات , ولهذا تراه يكره المناظرات والحوارات المباشرة , ويخاف أن يظهر نفسه بشعار ( المتواجد ) حتى لا يكون هذا دليلا على تهربه , فإذا دخل في حوار مباشر كان من السهل جدا كشف هذا الجزء الطفولي الناقص في شخصيته , وسهل جدا أن تظهر أخلاقه الحقيقية من خلال الحوار المباشر السريع...

ولهذا فإنه يستميت كيلا يدخل في مثل هذا النوع من النقاش , بل يظل مختبئا وراء الشاشات في وضع غير متصل , حتى يقرأ ويسمع ويفكر ويكظم غيظه , ويضرب الحائط ويعض بأسنانه الأغطية والأقمشة ويسب ويلعن ثم يكتب بصورة هادئة وكأن أخلاقه منعته من الرد , وفي الحقيقة هو مشكوف....


هذه مشكلة طفولة أكاد أجزم بذلك , ولكنها كبرت وعلت حتى صارت نوعا من الداء والدواء في وقت واحد , وهي إن كان مشكلة إلا إن ارتباطها بالإلحاد ترابطا قويا كما سوف يأتي بعد ذلك إن شاء الله


يتبع مع علامة التفكير الإرتباطي

مبدع يا شيخنا .... وصفت فأوجزت بفصاحتك المعهودة .
 

أبو عمر

عضو بلاتيني / العضو المثالي لشهر أغسطس
جعضيد كلما أخرجَ رأسه وجد من يطرقه ليتعلم اسلوب " الأدب "..

جعضيد النرجسي الذي لا يرى ابعد من ارنبةِ انفه يعيش في قلق مستمر :)

أجمل مافي الحوار حين يكون مباشراً بأي حاله..

اقصد عندما يكون السؤال مباشرا والجواب كذلك..

ولكن المضحك في الامر عندما تطرح سؤال فيرد جعضيد "عندي 200 سطر ومقال كتبهم عن هذا الشيء "

وقوانين المنتدى تمنعني من ان انزلها وووو.. بخ بخ :)

للاسف ان جعضيد لا يرى الكم الهائل من الثغرات المدوية داخله..

ومع ذلك ارى انه مادةً جميلة للمنتدى تجعلنا حماسيين في آن..

وتجعلنا نتعرف على هكذا عقول وبشر في آنٍ آخر..

فليس له منا إلا سهام الكلمات التي تؤرقه وتصيبه بالقلق حينما يفكر في الدخول الى هنا..

وإن عاد عدنا :)


.....

يُرفع الموضوع رفع الله قدر كاتبه..


استمر اخي ابو عمر في فضح الجعاضيد..

فنحنُ في نزهةٍ فكرية في قحول الجعاضيد :)



اضحك الله سنك أخي الكريم , مشاركة جميلة لطيفة للغاية , وليس هناك أقوى من الكلمات تبث كالسهام وتطلق على المراد فتصيبه ...

خليك معانا أخي الكريم

..
 

أبو عمر

عضو بلاتيني / العضو المثالي لشهر أغسطس
الإرتباط التفكيري

السلام عليكم

يجوع الطف الصغير فيبدأ في البكاء , وإذا برد ليلا أو شعر بالحر بدأ بالبكاء , وإذا أوجعه شيء أو آلمه أمر بدأ بالبكاء , فالبكاء في السنوات الأولى إنما هو عبارة عن عملية التفكير البسيطة الأولى..

ما هو التفكير : إنه نشاط دماغي يربط الفعل بآثاره , فيبكي الطفل فتهرع إليه أمه مجيبة له بما يريد من حليب أو عذاء أو غطاء , فيربط الطفل في عميلة تفكيرية بسيطة جدا أن فعله له آثار من إشباع حاجته , وحتى لو قرر الآباء أن يتركوه إذا بكى حتى لا يعتاد على هذه الطريقة فإن الطفل ايضا يربط بين الفعل وآثره إمام نجاح أو بعدمه...

إذاً ربط الفعل أو القول أو الحركة بآثار هي أول عملية تفكيرية بسيطة , وإذا وقفنا هنا تساءلنا كيف فشل الملحد في هذه العملية البدائية البسيطة ؟ كيف اعتقد أن أفعاله ليس لها مردود في الدنيا , وأن أقواله أيضا ليس لها آثار ؟ إن الطفل الذي بلغ من العمر يوما واحدا استطاع بعقله البسيط أن يربط بين الصراخ وبين النتيجة حتى جعل الأول عنوانا على الثاني , فكيف ضاع عقل الملحد الناضج في أن يربط هذا الربط البسيط ؟


_____________________

في الحقيقة إن الكثير من الملحدين يرجع سبب الإلحاد إلى مثل هذه النقطة والتنشئة في البيت , فإنه اعتاد على أن يطون مدللا بطريقة مرضية , فصار يطلب ثم يستجاب له أو يطلب فيستجاب له بالفاء التي تفيد التعقيب والسرعة , فلولدت الأمة ربتها وصار الصغير يحكم على الكبير بطلباته وغضبه السريع القوي العنيف إذا لم تلبى طلباته ولم تستجاب رغباته...

فإذا نشأ حكم على العلاقة التي بينه وبين ربه من نفس الطريقة التي كان يتعامل فيها مع والديه , فالله جميل وكبير ورؤوف ورحيم إذا استجاب له طلباته وكانت حياته ممتعة (ومن الناس من يعبد الله على حرف فإن أصابه خير اطمأن به وإن أصباته فتنة انقلب على وجه خسر الدنيا والآخرة ذلك هو الخسران المبين ) الآية , وهكذا يجعل حاله على نشأته التي نشأ عليه , كما قال الشاعر :


وينشأ ناشيء الفتيان منا *** على ما كان عوده أبوه



هو لا يفهم لماذا يمنعه ربه من شيء أو يؤخره عنه ؟ أليس هو المدلل في ذاته المشتبع بحب نفسه حتى صارا عابدا لهواه من دون الله ؟ إذا الرب لا يستحق أن يعبد ولا أن يفرض له بالتعظيم لا في القلب ولا في العمل , وسريعا ما ينسلخ من البقة الباقية من علمه عن الدين ليشعر بأنه حر و لا رقيب عليه ولا حسيب ولكن معها وحدة قاتلة لا يعرف سببها , مثلما ثمل من الدنيا وشرب من شهواتها وألعباها , إلا أن النفس تعود أشد وشحة وإيلاما , مثل الطفل الصغير الذي يحب أن يرى أهله منشغلين به مهتمين لحاله , فإذا علم أنهم اتخذوا قرارا باهماله وتركه يبكى كما يشاء بدون الإستجابة له , هنا بدأ الألم النفسي الكبير لدى الطفل والذي إما يصلحه أو يفسده...

فقس على الكبير وتأمل

يتبع إن شاء الله

..
 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:

نسج الورود

عضو مخضرم


ما أبلغ ما تكتب شيخنا الفاضل أبو عمر

أرى أنها محطة تشريحية لنفسية وعقلية الملاحدة :)

أساساً الإلحاد مُجرّد بدعة جديدة مستحدثة في زمننا ..

لذا الملحد أو الشيوعي ينظر لغيره نظرة فوقية فهو يتصوّر أن غيره غارق في بحر الجهل

والتخلّف وكل من يخالفه إما جاهل أو مُجبر ...

أكبر سمة مشتركة في الملاحدة هي ميلهم للأقتباس ونسخ ما يثيره الأعداء ضد الإسلام

سواءً كانت مواقع صهيونية أو تنصيرية أو هندوسية ...

كثيرا ما يردّدوا أنهم طرحوا شبهاتهم على عالم أو شيخ وعجزوا عن الرد وطردوهم

وسبوهم

لإيهام المسلمين أن أسئلتهم مفحمة بينما هي لا تعدوا أن تكون سطحية كـــ من خلق الله

التي قد أُجيب عليها مئات المرّات ..

وميزة بارزة فيهم وهي انتحال الموضوعية والعقلانية وعدم إنطلاق أسئلتهم من نية

سليمة بل

من عقلية أحادية النظرة وإقصائية

كثيرا ما أحمل مشاعر الشفقة عليهم فأسأل الله أن يهديهم ويُنير قلوبهم وبصائرهم

المعذرة أطلت عليك أخي أبو عمر جزاك الله خيرا

 
السلام عليكم



مثل الطفل الصغير الذي يحب أن يرى أهله منشغلين به مهتمين لحاله , فإذا علم أنهم اتخذوا قرارا باهماله وتركه يبكى كما يشاء بدون الإستجابة له , هنا بدأ الألم النفسي الكبير لدى الطفل والذي إما يصلحه أو يفسده...

فقس على الكبير وتأمل

يتبع إن شاء الله


..

إذا عرف السبب بطل العجب ... الألم النفسي الحاد .

وعليه كنت أتساءل عن سبب آلام الملاحدة حتى يردي بنفسه إلى مهلكتها حيث أن فيروس الالحاد كثيرا ما يؤدي إلى الانتحار ، ودعني أذكرك عن "جعضيد" من أحد الجعاضيد :) حيث كتب مرة مقالة عن فشل مشروع الحياة على ما أذكر في إيحاء مبطن إلى شعوره المؤلم ...

حقيقة وصفك يا أبو عمر حوّل المسألة عندي من طرفة مضحكة أو نكته خفيفة الدم إلى مأساة حزينة تقطع القلب بمجرد استشعاري بوحشته في نفسه أو قياسي لألم الطفل المهمل من أهله بألم الكبير الذي يشعر بأن خالقه تخلى عنه " آيسا من روح الله " فتركه في ظلمات الحياة لوحده يكابد وحوش الغابة السوداء المفترضين أو آلام نفسه الحزينة التي تئن وجع الفراق .

أي قسوة على النفس أشد من هذه .. فعلا لا أقسى ولا آلم من هذا الشعور الكئيب والمدقع في وحشته ووحشيته .
 

أبو عمر

عضو بلاتيني / العضو المثالي لشهر أغسطس
ما أبلغ ما تكتب شيخنا الفاضل أبو عمر

أرى أنها محطة تشريحية لنفسية وعقلية الملاحدة :)

أساساً الإلحاد مُجرّد بدعة جديدة مستحدثة في زمننا ..

لذا الملحد أو الشيوعي ينظر لغيره نظرة فوقية فهو يتصوّر أن غيره غارق في بحر الجهل

والتخلّف وكل من يخالفه إما جاهل أو مُجبر ...

أكبر سمة مشتركة في الملاحدة هي ميلهم للأقتباس ونسخ ما يثيره الأعداء ضد الإسلام

سواءً كانت مواقع صهيونية أو تنصيرية أو هندوسية ...

كثيرا ما يردّدوا أنهم طرحوا شبهاتهم على عالم أو شيخ وعجزوا عن الرد وطردوهم

وسبوهم

لإيهام المسلمين أن أسئلتهم مفحمة بينما هي لا تعدوا أن تكون سطحية كـــ من خلق الله

التي قد أُجيب عليها مئات المرّات ..

وميزة بارزة فيهم وهي انتحال الموضوعية والعقلانية وعدم إنطلاق أسئلتهم من نية

سليمة بل

من عقلية أحادية النظرة وإقصائية

كثيرا ما أحمل مشاعر الشفقة عليهم فأسأل الله أن يهديهم ويُنير قلوبهم وبصائرهم

المعذرة أطلت عليك أخي أبو عمر جزاك الله خيرا



كنت أتردد بين عنوان التشريح والتنزيه , ولكن واضح أنكم أختنا الكريمة استطعتم أن تجروا تشريحا صحيحا لعقولهم , وبواعث أعمالهم...

هي عبادة للذات في أقصى صورها , توحيد للذات ولصفاتها وأفعالها حيث لا يقدر على مخالفتها إلا بأمر يورثها متعة أكبر

هو يدافع عن دينه في عبادة نفسه والحياة التي يحياها , ودائما ما أتذكرهم في قوله (إِنّ الّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِ اللّهِ لاَ يَهْدِيهِمُ اللّهُ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ * إِنّمَا يَفْتَرِي الْكَذِبَ الّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِ اللّهِ وَأُوْلـَئِكَ هُمُ الْكَاذِبُونَ ))


نورتم الصفحة بهذه المشاركة

..
 

أبو عمر

عضو بلاتيني / العضو المثالي لشهر أغسطس
إذا عرف السبب بطل العجب ... الألم النفسي الحاد .

وعليه كنت أتساءل عن سبب آلام الملاحدة حتى يردي بنفسه إلى مهلكتها حيث أن فيروس الالحاد كثيرا ما يؤدي إلى الانتحار ، ودعني أذكرك عن "جعضيد" من أحد الجعاضيد :) حيث كتب مرة مقالة عن فشل مشروع الحياة على ما أذكر في إيحاء مبطن إلى شعوره المؤلم ...

حقيقة وصفك يا أبو عمر حوّل المسألة عندي من طرفة مضحكة أو نكته خفيفة الدم إلى مأساة حزينة تقطع القلب بمجرد استشعاري بوحشته في نفسه أو قياسي لألم الطفل المهمل من أهله بألم الكبير الذي يشعر بأن خالقه تخلى عنه " آيسا من روح الله " فتركه في ظلمات الحياة لوحده يكابد وحوش الغابة السوداء المفترضين أو آلام نفسه الحزينة التي تئن وجع الفراق .

أي قسوة على النفس أشد من هذه .. فعلا لا أقسى ولا آلم من هذا الشعور الكئيب والمدقع في وحشته ووحشيته .


ايه والله صدقت يا عبد الله , فلا يقدر الشيطان على إنسان مؤمن أبدا إلا أن يتخلى عنه المولى تعالى , كما قال ابن القيم رحمه الله في فوائده ( تالله ما عدا عليك العدوّ إلا بعد أن تولى عنك الوليّ .. فلا تظنّ أنّ الشيطان غلب ،ولكن الحافظ أعرض ! ) فما يقع إنسان في ذنب إلى بعد اعراض الله تعالى , وهذا بسبب أعمال العبد نفسه وهي علامة في غاية الأهمية...

والعجيب أخي الكريم أن الشيطان بدأ نشاطا على الأرض سريعا لكي لا يستفيق هؤلاء , فجعل المسكرات والملهيات والمخدرات الفكرية مبذولة من سن صغيرة جدا , حتى تكون مادة لقلب الإنسان ينشأ عليها , وله في هذا فائدتين :


الأولى : أن الملحد إذا تألم من فقدان هذه المواد لم يرجع الألم إلى وحشة نفسه وبعدها عن الله , وغنما أرجعها لنقص المادة نفسها التي اعتاد عليها , وعليها فإنه يقيس كل مؤمن بشيء بهذا المقياس , فيخرج من وحشة النفس بالإلحاد والبعد عن الله تعالى , بوحشة النقص والكبت عن ملذات الدنيا..

الثانية : أنه تفعل فعل المسكر عن الشعور الحقيقي وتتوغل في النفس , فإن فرعون الذي قال مقالة لم يقلها غيره , لم يكن يظهر وحشة نفسه أو تآكل روحه , ولكن عند المصاعب تظهر الحقائق , فتراه حين الغرق أنكر هذا الإعتقاد الزائف وأراد التوبة سريعا ولكن ما ينفع...

قما بالنا بالملحد الذي يعرف أنه ما خلق نفسه ولا خلق غيره , وأنه في أعماق أعماق ذاته , يعلم أن النار الشديدة والجحيم تتنظر الكافر والملحد في كل الأديان السماوية , وأنه لا موت بعدها ولا فناء , فهو مثل عصفور صغير يقف على مقلاة ساخنة , لا يقدر على الطيران ليهرب ولا القعود عليها , وهذه حياته ..

نسأل الله العفو والعافية..

حياك الله يا الحبيب

..
 

.. عصآمية *

عضو مخضرم
هو لا يفهم لماذا يمنعه ربه من شيء أو يؤخره عنه ؟


الغضب من الله و الزعل و الصدمة ، استغفر الله العلي العظيم ، شعور مؤلم الالحاد الناتج عن هذا الغضب شعور كأنما فقدن اغلى و احب من عرفت ، أسئل الله ان لا يذيق أحد هذا الألم ،


جزاك الله خير بو عمر ،
 

أبو عمر

عضو بلاتيني / العضو المثالي لشهر أغسطس
الغضب من الله و الزعل و الصدمة ، استغفر الله العلي العظيم ، شعور مؤلم الالحاد الناتج عن هذا الغضب شعور كأنما فقدن اغلى و احب من عرفت ، أسئل الله ان لا يذيق أحد هذا الألم ،


جزاك الله خير بو عمر ،



رأيت واحدا من هؤلاء مرة , ولا أستطيع أن أنسى ما قاله أو فعله لما لم تأته حاجته , ولكن الله بكرمه هداه وأخرجه من هذا الطريق المظلم إلى الإسلام مرة ثانية ..

تفكير طفولي يستمر مع الإنسان لما يكبر فلا يطلب التخلي عنه , وإنما يطلب تغيير الكون وسننه كلها من أجل ذاته العظيمة ...

جزانا وإياكم أختنا الكريمة


..
 
أعلى