لي صديق صدوق ...يعمل منذ سنوات ... في وزارة الأوقاف ...
رغم أنها ليس وزارة جاذبة ولا فيها كوادر مثل أخواتها ....!!!
لكن أعتقد لأنه يجب المجال الدعوى والقرآني ....
المهم يقول صاحبنا ....لم أكن أعرف شيء عن الوزير محمد النومس لكن حينما استلم وزارة الأوقاف عرفت أنه ...رجل صاحب قرار ...
وأن يضيف للمنصب والمنصب لا يضيف له شيء ...
وما إن بدأ العمل بالوزارة حتى بدأ الكتاب يكتبون المقالات حول الفساد بالوزارة وأماكن الخلل ...منها ماتم ذكره في محاور استجواب المعتوق ...
مثل الهدر والمحسوبيات والسفرات ...
وكثير من وجوه الخلل الي كانت على زمن المعتوق...
لا تزال باقية...
فالمعتوق رحل ولكن من تحته من كبار القيادين لا زالوا على كراسيهم مع استبدال الاماكن لا اكثر ...!!!
يتابع صاحبي فيقول ...استبشرنا خيرا حينما علمنا ان الوزير لا يرد على أحد في قراراته ....وأنه ذو نفس اصلاحي...
لكنه فاجئنا ...بقرار ....بدء فيه بالفقراء والضعفاء وترك الأقوياء ....
لقد أصدر قرار قاسياً وغير متدرج من شأنه (دون قصد) الإضرار بعشرات الأسر مادياً ومعنوياً واجتماعياً، حيث أنه مس الموظفين من أخوانا الوافدين و (البدون) ....
الذين يعملون منذ سنوات في وزارة الأوقاف والشئون الإسلامية تحت بند يسمى "التكليف"، فقد جاء القرار ...ليمنع بموجبه كل مكلف تحت بند التكليف من العمل على فترتين ويكتفي بفترة واحدة فقط ...
يعني من كان يعيل أسرة وراتبه 300 سيصبح فجأة مئة وخمسين فقط !!!!
كما ينص القرار كذلك على إنهاء خدمات 50% من المكلفين العاملين بالوزارة وإداراتها التابعة لها ممن له تكليف واحد مما سيترتب عليه آثار سيئة بليغة عليهم وعلى أسرهم والتزاماتهم المالية التي كيفوا أنفسهم عليها طيلة هذه الأعوام ....
فكثير منهم دفع اقساط المدارس وكثير منهم عليه ايجارات ...والوظائف غير متوفرة بسهولة ليقال لهم لا مكان لكم وتدبروا أموركم ....
ولا شك أن هذا القرار ظاهره اصلاحي وهو لمعالجة التجاوزات في تعين المكلفين لكنه سيدمر عائلات بأسرها بل وربما يتعرض البعض للسجن بسبب تراكم الأقساط عليه وخاصة أخواننا البدون الذين لا بدائل لديهم سوى مواجهة مصيرهم المحتوم ....
ويقول : ليت الوزير الفاضل أخذ بالدراسات المتوازنة التي قدمت له لعلاج هذا الأمر بالتدرج ، وبطريقة تحفظ حقوق العامل الانسانية ، ليته لم يأخذ الأمور بهذه الشدة والقسوة التي أضرت بفقراء المسلمين ، وقطعت أرزاقهم ، فهؤلاء المساكين هم الحلقة الأضعف في حلقات الإصلاح بالوزارة .
ليت الوزير يعطي فرصة لهم كافية ليتجاوزا هذا العام الدراسي بحيث يتمكنون من تعديل أوضاعهم وأوضاع أبنائهم الطلاب وليستطيعوا البحث عن بدائل دون يواجهوا الضياع والتشتت ...
ويضيف : كذلك لابد من تشكيل لجنة ومستقلة ومحايدة لاختيار المكلفين الذين يستحقون البقاء والآخرين الذين يستحقون الرحيل فبعضهم يعمل عملا مخلصاً ومهماً ...وبعضهم يعمل في ظروف وتخصصات استثنائية كالقراء المتقنين ...
أو من يعملون في السجون والمعاقين ....
ويتابع : أنا أدري أن الوزير اصلاحي وقوي أمين ...
لكني أخشى أن يسحق تحت قطاره الاصلاح عشرات الأسر المسلمة فتصيبه دعوة موظف مظلوم ورب أسرة مكلوم أو أرملة كانت تعيل أبنائها على هذا العمل ....
ودعوة الوظلوم ليس بينها وبين الله حجاب ....
ويقول نصيحتي للنومس ...افتح بابك ...للموظفين من غير القيادين ....
وخصص بريداً الكترونياً ...أو موقعاً على الفيس بوك ...
أو التويتر ...
لاستقبال الملاحظات والشكاوى ...وستكتشف أن الموضوع أكبر من قضية المكلفين ....
إنه هدر مالي خطير ...ومناصب فيها محسوبية صارخة ...وسفرات غير مبررة ...ومهمات رسمية لاسماء متكررة ...ودورات لأفراد معينين ...ومناصب توزع بحسب الانتماءات الفكرية أو العرقية ...
وغيرها كثير ...
إن الموضوع هو فساد مستشري يبدأ من الكبار ...ويلقي بظلاله على الصغار ....
فساد يحتاج لهزة تطال الرؤس الكبيرة ....قبل غيرها ....
وختم نصيحته قائلا : سعادة الوزير ...قطارك الاصلاحي كلنا معه ...لكن دير بالك من حوبة المظلوم وقطع الأرزق والتضيق على المسلمين ....
إبدأ من فوق ... وستجد الأمور تتغير تلقائياً...
فالوزارة رغم كل شيء ...فيها من تعطش للاصلاح ... فيها أناس مخلصين يعملون أئمة ودعاة ومحفظين ....وإدارين ...
يعلمون بجد واجتهاد ...رغم كل هذه البيئة المحبطة ....
ويواصلون العطاء ...لانهم يرجون الله والدار الآخرة ...
ومنا ....إلى سعادة الوزير ....
ومن يستطيع أن يوصل له النصيحة من الزملاء الكرام ...