مقالات ولا اروع اليوم عن حدس في الجرايد
بقلم مساعد السعيدي الظفيري:
ان كانت معايير الربح والخسارة في العمل التجاري هي رديفة للزيادة والنقصان فهي تختلف في العمل السياسي عن ذلك، فكسب المقاعد - بالرغم من اهميته السياسية - ماهو الا ربح مادي مباشر لاسيما وان بعض المقاعد النيابية في الفترات السابقة كانت عبئا ثقيلا على الوطن، واليوم وبعد ان حققت - حدس - فوزاً بثلاثة مقاعد من اصل ثمانية مرشحين استطيع ان اقول بأننا خسرنا مقاعد برلمانية ولكننا وبصوت عال كسبنا مصداقية عالية مع انفسنا ومع شارعنا. كسبنا التزاماً بما ندين به من مبادئ والتي يأتي في مقدمتها الالتزام بالنهج الشرعي الحقيقي وليس (الشكلي) عند اتخاذ المواقف، فلم نكن ممن يتلونون في مواقفهم او ممن يغيرون من جلودهم عند بعض الاختبارات الشعبوية التي توجب الانحياز للموقف الشرعي ولو كان على حساب الحصول على المقعد البرلماني.
ويأتي الكسب الحقيقي - لحدس - في صدقها مع مبادئها وعدم خضوعها للابتزاز او التكسب الانتخابي على حساب المصلحة العامة، ذلك الصدق الذي لم نعتد عليه في الكويت من خلال العمل السياسي، اذ ان كثيرا من الشعارات تبقى مجرد كلمات لا تأثير لها في الواقع، ولكننا عندما جعلنا من شعاراتنا نهجاً وسلوكاً نلتزم به فإننا كنا وسنظل على استعداد للتضحية من اجلها.
انني هنا لا ابحث عن تبريرات لاسوقها في تفسير ما افرزته نتائج الانتخابات ولكنني أؤكد على اننا في - حدس - خضنا الانتخابات في ظل اجواء مسمومة واستهداف مباشر من قوى الفساد السياسي الثلاثي المتمثلة في بعض الاقطاب والتيارات والتكتلات تلك القوى الفاسدة التي لا تستطيع ان تعيش في اجواء الاصلاح الحقيقية ولا تستطيع ان ترتقي بنهجها وشخوصها الى مراتب أعلى من تلك التي يعيشون فيها.
ان الاستهداف حقيقة وليس تبريرا ولا ادل عليه سوى معرفة حجم اطلاق الشائعات والاكاذيب وتزوير الحقائق وتحريف المواقف من خلال ذلك التحالف الثلاثي الردئ.
فلو كان كما يحلل البعض من ان - حدس - خسرت بعضا من مقاعدها بسبب مواقفها من اسقاط القروض واستجواب الصبيح فان ذلك ينفيه الواقع الانتخابي الذي افرزته النتائج فها هم النواب السابقون (محمد الخليفة - حسين مزيد - سعدون العتيبي( قد خسروا مقاعدهم بالرغم من انهم كانوا ممن صوت مع اسقاط القروض وممن صوت مع طرح الثقة في نورية الصبيح وبالرغم من وجودهم في مناطق قبلية وخروج احدهم نتيجة للفرعيات اذن هل يمكن التسليم بهذا المبرر على اطلاقه!!
قد يكون لهذين الموقفين تأثير سلبي ولكن اين ذلك التأثير الايجابي من الرقم (القبلي) الذي حصل عليه النائب ضيف الله ابورمية فها هو صاحب المقترح لم يصل رقمه حتى الى عدد اصوات القبيلة التي ينتمي لها والتي نكن لها كل احترام وتقدير.
اذن فمسألة تراجع «حدس» تتجاوز ذلك التبسيط ليبلغ مرحلة الاستهداف المباشر والذي تكمن حقيقته في ان تحالف الفساد الثلاثي سرعان ما ينكشف خواء طرحه وحقيقة مواقفه المتناقضة مع ما يدعيه من اصلاح، وهذا يتضح عندما تتخذ - حدس - اي موقف يكون منسجماً وصادقاً مع شعاراتها ومبادئها، فمثلا عندما اتخذت - حدس - موقفاً مبدئياً من اسقاط القروض بحلته السابقة كان الطرف الثاني يعلم علم اليقين بصحة هذا الموقف وسلامته، فراح يبث الاشاعات ويزيف الحقائق ويتلون ويزايد في المواقف بدغدغة مشاعر المواطنين والاستمرار في مسلسل بيع الوهم ليدلس على الناس وقوفه مع المصلحة الخاصة والمحافظة على الكرسي مهما كان الثمن!!
الاستهداف حقيقة.. لأننا في - حدس - لم ولن ننطوي تحت اي عباءة من عباءات الاقطاب او الشيوخ او التكتيكات او اصحاب المال وانما ننطلق في آدائنا السياسي وفق المصلحة العامة للكويت التي لا يعرف الكثيرون - وللاسف - متطلباتها ومستلزماتها ونعمل وفق الكثيرين - وللاسف - متطلباتها ومستلزماتها ونعمل وفق قناعاتنا التي نؤمن بها والتي تتوافق مع النهج الشرعي والوطني، وهذا الالتزام الحقيقي وليس (الظاهري) بالنهج الشرعي والوطني نحن مستعدون للتضحية من اجله وفي سبيله مهما ازداد المتحالفون قهراً ومهما ازدادت حملاتهم استعاراً.
الاستهداف حقيقة.. لاننا في حدس لم نطلق على الحكومة السابقة انها اصلاحية في حين ان البعض وقف بقوة لحماية هذه الحكومة المغطاة بشعار الاصلاح وتمترس خلفها وبنفس الوقت سعى لاشعال فتيل التأزيم لتفويت الفرصة على النواب المطالبين بالاصلاح الحقيقي.
الاستهداف حقيقة.. لاننا طرحنا البرامج الجادة للاصلاح والتي انطلقت من خبرتنا بالواقع الذي تعيشه الكويت ولان المشهد السياسي بكل اطيافه يشهد بنضج تجربة - حدس - السياسية ويعترف بسبقها وتقدمها سواء في الطرح او العمل، وهو مما يعري ويكشف التحالف الثلاثي للفساد الذي لم يعد امامه سوى تحريك الدمى لاثارة الشائعات وتزويد الحقائق.
نعم للفوز والخسارة اسباب كثيرة وظروف مختلفة منها تعديل الدوائر ووضع المرشحين والتحالفات والتكتلات وغيرها، ولكن هذه الاسباب متكررة في جميع الانتخابات وهي ليست جديدة في غالبيتها.. الا ان الجديد هو ضراوة الاستهداف والتقاء المستهدفين على هدف واحد.
ونعم نحن نعتز.. اننا لم نشارك ولم نستخدم أي وسيلة من الوسائل القذرة في العملية الانتخابية سواءً في التكتيك او التحالف كما فعل غيرنا وللاسف، ولم نكن من المدعومين بالمال السياسي ولم نتحالف مع من اتهم بشبهة شراء الاصوات وانما خضنا الانتخابات ونحن نراهن على وعي المواطن الكويتي الذي يواجه حملات منظمة من التضليل من تحالف الفساد الثلاثي الذي لا يريد للمواطن الا ان يفكر بلقمة عيشه ولا ينظر ابعد من ذلك.
رسالة شكر وعرفان
رسالة حب وشكر وعرفان لرجال ونساء وشباب وشابات ومحبي - حدس - على تلك الجهود الرائعة والعطاء الوافر الذي بذلوه ابتغاء وجه الله عز وجل مستشعرين ان الكويت مسؤولية وراغبين في ايصال من يعتقدون انه الاصلاح.. فهنيئا لكم الاجر ومبرور هذا السعي ولن يتركم الله اعمالكم. ومازال في الوقت متسع.
_________________________________________________________
«حدس» خسارة مشرّفة.. ولكن! عدد القراء: 8022/05/2008 يقول فيلسوف:
«كما أن الآنية تمتحن بأطيانها، فيعرف صحيحها من مكسورها.. فكذلك الانسان تعرف حاله من منطقه..»
إذا كان البعض يعزو تراجع شعبية الحركة الدستورية الاسلامية وعدم تحقيقها مراكز متقدمة في الانتخابات البرلمانية الى عدم وضوح موقفها في قضية اسقاط القروض عن المواطنين، وعدم معارضتها لحملة ازالة الدواوين المخالفة للقانون، وعدم وضوح موقفها في قضية زيادة رواتب الموظفين، ووقوفها بجانب وزيرة التربية نورية الصبيح في الاستجواب الذي قدم لها.
فإذا كانت اسباب خسارة «حدس» تقف عند هذا الحد.. فهذا وسام شرف لــ «حدس»، لأنها وقفت مع الحق ولم تنجرف لهوى الشارع ولم تركب موجة دغدغدة مشاعر الناخبين، فالعدالة والمساواة امران مطلوبان في قضية اسقاط القروض.. واحترام القانون وعدم التعدي على املاك الدولة لا يختلف عليهما اثنان لحفظ نظام الدولة واحترامه، وملء جيوب الموظفين بالرواتب المرتفعة ليس حلا اذا ساهم ذلك في زيادة موجة غلاء الاسعار الفاحش، الذي يصب في النهاية في مصلحة جيوب التجار والمغامرين.. والوقوف مع او ضد الاستجواب الموجه لأي وزير كان، لم يبن على اسس واقعية ومبررات موضوعية لجوانب الخلل والقصور في اداء الوزير، يصبح هذا الاستجواب نوعا من ضروب الاستعراضات الكلامية وتصفية لحسابات شخصية وتنفيسا لعداوات سياسية لا مبرر لها.
شرف «لحدس» اذا دفعت ثمن عدم وقوفها بجانب القرارات الشعبية «غير الواقعية» ان تخسر اكثر من نصف مقاعدها البرلمانية.. «فإن مطالب المواطنين ورغباتهم ليست في كل الاحوال مشروعة او صحيحة او مبنية على حق ووعي وإلمام كامل..».
فالحركة التي تنساق وتنجرف لاشباع رغبات قواعدها الشعبية بشكل «عمياني» في كل صغيرة وكبيرة حتى وان ادى ذلك الى الاخلال بمبادئ العدالة والمساواة وعدم احترام القانون.. فهي حركة «انتهازية» غير مؤهلة لاحداث التغيير والاصلاح المنشودين! وهذا يتطلب قيادة الشارع وليس الانقياد له.
اذا آمنا جدلا بأن خسارة «حدس» جاءت نتيجة عدم تبني اعضائها للرغبات والمطالب الشعبية.. فبماذا نعزو سقوط وفشل كثير من المرشحين الذين انشقت حناجرهم بمطالبة الحكومة باسقاط القروض، وتوقيف ازالة الدواوين وزيادة رواتب الموظفين والمتقاعدين..؟
الخسارة، ربما تكون مؤلمة وغير مقبولة بحق «حدس» في المواقع التالية:
ــ اذا صدقت آراء البعض بعدم صلاحية اعادة اعلان ترشيح بعض المرشحين الثمانية بسبب جملة من الملاحظات عليهم.. ومنهم من استنفد دوره.
ــ غض النظر عن اجتهادات بعض مرشحي «حدس» للدخول في الانتخابات الفرعية ولعدم الرغبة في الوقوف موقف المعارض من الارادة القبلية، في حين ان هناك من ابناء القبائل المرشحين من اعلنوا العصيان عن القبيلة، ولم يدخلوا الفرعيات.. ونجحوا بتفوق.
ــ عدم اهتمام «حدس» بالتكتيكات الانتخابية التي توجب التحرك وفقا لمتطلبات النمط الجديد لنظام الدوائر الخمس من حيث تبادل الاصوات والتحالفات غير المعلنة.
ــ المبالغة في الحملة الانتخابية الاعلامية ــ الباهظة التكاليف ــ والتي ربما ادت الى نتيجة عكسية اعطت مرشحي «حدس» اكبر من حجمهم الطبيعي، واخافت البعض.. ودفعت البعض الآخر الى مزيد من الحماس والتحرك المضاد.
ــ عدم احسان بعض مرشحي «حدس» لمفردات الخطاب الاعلامي.. ووقوع البعض منهم ضحية لردود فعل.. لم تلق قبولا لدى فئة من المرشحين.
هذا هو حد اجتهادنا في تفسير خسارة «حدس» كي لا يقسو البعض عندما نصمت.. فإن اصبنا فمن الله.. وان اخطأنا فمن أنفسنا والشيطان.. ونسأل الله المغفرة لنا ولاخوتنا وللجميع.
آخر العنقود:
يقول سقراط:
«لا تعتقدوا أني ادافع عن نفسي لمحبتي لنفسي، بل لانشغالي عليكم لئلا تسيئوا الى الله في حكمكم عليّ..».
فهل من مدَّكر؟.
عادل القصار
________________________
حدس ستنم على مبادئها وكعادتها :إستحسان: